أبو قبيس

(تم التحويل من Abu Qubays, Syria)

أبو قبيس، بو قبيس (كانت تُعرف أيضاً باسم القرطل، هي قلعة سابقة من العصور الوسطى وقرية مأهولة حالياً في شمال غرب سوريا، وتتبع إدارياً محافظة حلب، حيث تقع شمال غرب مدينة حلب. تقع أبو قبيس في سهل الغاب غرب [[نهر العاصي]، ومن المناطق القريبة منها الدالية على بعد 21 كم غرباً،[1] اللقبة إلى الجنوب، دير شامل إلى الجنوب الشرقي، تل سلحب إلى الشمال الشرقي ونهر البارد إلى الشمال الشرقي. وبحسب ألمكتب المركزي للإحصاء، في تعداد 2004 بلغ عدد سكان أبو قبيس 758 نسمة.[2] غالبية سكان القرية من العلويين.[3][4]

أبو قبيس
قلعة أبو قبيس
قرية
قلعة أبو قبيس عام 2004.
قلعة أبو قبيس عام 2004.
أبو قبيس is located in سوريا
أبو قبيس
أبو قبيس
الموقع في سوريا
الإحداثيات: 35°14′10″N 36°18′52″E / 35.23611°N 36.31444°E / 35.23611; 36.31444Coordinates: 35°14′10″N 36°18′52″E / 35.23611°N 36.31444°E / 35.23611; 36.31444
البلد سوريا
المحافظةحماة
المنطقةالسقيلبية
الناحيةتل سلحب
التعداد
 (2004)
 • الإجمالي758

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

العصور الوسطى

بُنيت قلعة أبو قبيس في الأصل على يد العرب في العهد العباسي، ثم عززها البيزنطيون في أواخر القرن العاشر. كانت القلعة مستديرة وصغيرة نسبياً وتطل على نهر العاصي.[5] خلال الحملة الثانية التي شنها الإمبراطور البيزنطي باسيل الثاني ضد سوريا تحت الحكم الإسلامي، حُرقت أبي قبيس مع عدد من القلاع الأخرى في مقاطعة حمص.[6]

بعد الغزو الصليبي لسواحل الشام عام 1099، ترك القائد الفاطمي افتخار الدولة منصبه في القدس وانتقل إلى أبي قبيس حيث أصبح حاكماً لها،[7] إلى جانب قلعتي القدموس والكهف.[8] وكان حكام أبي قبيس، وهم افتخار الدولة وأسرته، يتمتعون بدخل مرتفع ومكانة اجتماعية مماثلة لأمراء بني منقذ في حصن شيزر إلى الجنوب.[9] اشترى |الإسماعيليون (المعروفون بالحشاشين) أبو قبيس،[5] والقدمس والكهف أيضاً،[5] من الزعيم العربي سيف الملك بن عمرو في ع. 1130 أو 1140.[5][10] أطلق الصليبون عليها اسم بوكبيس.[11] كان الإسماعيليون في أبي قبيس يدفعون جزية سنوية لفرسان الإسبتارية في قلعة المرقب،[1] وهو عسكري كاثوليكي بارز، يتكون من 800 قطعة ذهبية وعدد ثابت من مكاييل الشعير والقمح.[1][12]

نبه ناصح الدين خمرتكين، أحد نبلاء بني الداية وسيد أبي قبيس -التي لم تعد تحت سيطرة الإسماعيليين- السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى محاولة اغتياله من قبل الإسماعيليين أثناء الحصار الفاشل لحلب التي كانت تحت سيطرة الزنكيون في 11 مايو 1175. قُتل خمرتكين، الذي كان في معسكر صلاح الدين، على يد مجموعة الحشاشين بعد استجوابهم وهم يقتربون من المعسكر. تمكن صلاح الدين من النجاة عندما اندفعوا نحوه بعد ذلك وقتل حراسه المهاجمين.[13][14] عام 1176، قام صلاح الدين بتنصيب سابق الدين حاكماً لبني قبيس وشيزر بعد أن أطلق سراحه صلاح الدين من سجن الزنكيين في حلب حيث سُجن لمعارضته تولي الصالح إسماعيل حكم المدينة.[15] بحلول عام 1182، أصبح منكاروس، أحد أبناء خمارتكين، حاكماً لأبي قبيس وشغل منصب قائد قوات صلاح الدين في حماة.[16]

 
داخل الحصن، 2004.

عام 1222، قاد حاكم سنجار اليمني الشيعي، المكزون السنجاري، قوة قوامها نحو 50.000 مقاتل لدعم العلويين في المنطقة الساحلية ضد منافسيهم الأكراد بعد أن قتل الأخيرون العديد من العلويين الذين كانوا يحتفلون بعيد النوروز في قلعة صهيون. وكانت إحدى الحصون التي استولى عليها خلال الغزو التالي هي قلعة أبو قبيس.[17] عام 1233، أنهى العزيز محمد، الحاكم الأيوبي لحلب وخليفة الظاهر غازي، الحكم شبه المستقل لبني الداية الذين استعادوا القلعة منذ ذلك الحين، مما أجبر سيدهم شهاب الدين بن الداية على التخلي عن كل من أبو قبيس وشيزر بعد أن أهان الأخير العزيز بعدم الاستجابة بشكل كافي لطلب الإمدادات. سُمح له بالاحتفاظ بممتلكاته في حلب مقابل عدم مقاومة الجيش الأيوبي.[18] أشار الجغرافي العربي المولود في دمشق شمس الدين الدمشقي عام 1300، إلى أنه أثناء حكم المماليك، كان حصن أبو قبيس واحداً من عدة حصون يسيطر عليها الإسماعيليون وأنه كان جزءاً من مقاطعة طرابلس.[19]

العصر العثماني

 
السور الدفاعي الخارجي للحصن، 2004.

عام 1516 غزا العثمانيون الشام بعد أن هزمت قوات السلطان سليم الأول سلطنة المماليك بشكل حاسم في مرج دابق. بعد دخول حلب، شن السلطان سليم حملة عسكرية ضد العلويين، واستدعى وأعدم 9400 من القادة العلويين وطرد السكان العلويين من مدينتي اللاذقية وجبلة الساحليتين. ولما عجز عن إخضاع العلويين في موطنهم بجبال النصيرية، أرسل آلافاً من القبائل التركية من الأناضول وخراسان لاستيطان المنطقة، وأقام بعضهم في العديد من القلاع الأكثر استراتيجية في المنطقة الجبلية، بما في ذلك في أبو قبيس، والتي كانت تسمى القرطل.[3]

وفي نهاية المطاف فشلت استراتيجية سليم الأول على المدى البعيد، حيث اندمج العديد من هذه القبائل، وخاصة الأتراك المسلمين الشيعة في خراسان، بين السكان العلويين. أما الأتراك الذين كانوا يقيمون في أبو قبيس في الأصل، والذين هم علويون في الوقت الحاضر، فقد أصبحوا يُعرفون فيما بعد باسم "القراطلة"، وهو الاسم الذي اشتق من "قرطل".[3] عام 1785، لم يتمكن سكان أبو قبيس من دفع ضريبة أراضيهم، نتيجة لذلك، باعوا ثلث أراضيهم الزراعية إلى مرابي مسيحي مقيم في حماة، لسداد المبلغ المستحق لخزينة الدولة.[4]

العمارة

القلعة حالياً شبه أطلال، لكن معظم بقاياها تشير بقوة إلى السمات المعمارية النموذجية للقلاع الإسماعيلية، وهي عبارة عن بناء صغير الحجم وغير منتظم. وهي دائرية الشكل وتتكون من جدار دفاعي خارجي به خمسة أبراج وحصن صغير للمؤن والسكن وغرف تخزين عديدة تحت الأرض. تتكون منطقة التخزين الداخلية من عدد من الغرف وغرفة مقببة وأطلال برج. القلعة نفسها، التي تقع على المنحدر الشرقي لجبال النصيرية، محاطة بأشجار الزيتون وتطل على سهل الغاب أدناها.[1]

المصادر

  1. ^ أ ب ت ث Lee, p. 137.
  2. ^ General Census of Population and Housing 2004. Syria Central Bureau of Statistics (CBS). Hama Governorate. (in عربية)
  3. ^ أ ب ت Moosa, 1987, p. 275.
  4. ^ أ ب Douwes, 2000, p. 185.
  5. ^ أ ب ت ث Willey, p. 240.
  6. ^ Bury, 1926, vol. 5, p. 252
  7. ^ Nicolle, p. 91.
  8. ^ Nicolle, p. 19.
  9. ^ Tonghini, p. 17.
  10. ^ Winter 2016, p. 35.
  11. ^ Ball, 2007, p. 120.
  12. ^ Boulanger, 1966, p. 451.
  13. ^ Nicolle, 2011, p. 20
  14. ^ Lyons, p. 87.
  15. ^ Tonghini, p. 21.
  16. ^ Lyons, p. 195.
  17. ^ Friedman, p. 52.
  18. ^ Tonghini, pp. 22-23.
  19. ^ le Strange, 1890, p. 352.

المراجع