تـِلـّو Tello أو تل لوح تقع على بعد 5 كم شرقي شط الحي جنوبي بلاد الرافدين، عُرف قديماً باسم گيرسو (جرسو، غيرسو) Girsu، وساد الاعتقاد خطأً أنها مدينة لگش Lagash القديمة، ثم تبين أنها مدينة تتبع مملكة لگش.

موقع گـِرسو في العراق.
گـِرسو القديمة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

گرسو كانت مأهولة في الألفية الرابعة ق.م.. وحتى أواخر عصر أوروك وفترة جمدت نصر، فقد تبوأت المدينة شأناً عظيماً على المستوى الإقليمي والقومي.

وفي فترة الأسرات المبكرة، بعد تحرر گرسو من سيادة أور في حوالي 2700 ق.م. إلى 2500 ق.م.، تشكلت دولة اتحادية من المدن الثلاث الكبيرة، گرسو، نينا ولگش التي حملت الدولة اسمها. وكانت گرسو هي مقر إنسي (كبير الكهنة) من لگش، وكانت، على الأقل في أواخر العصر السومري، المركز الديني للدولة.

بعد العصر السومري الحديث، لم يعد لگرسو أهمية، إلا أنها ظلت مأهولة حتى القرن الثاني ق.م..


التنقيب عن الآثار

بدأت البعثات الأثرية الفرنسية بالتنقيب في تلو عام 1877 من قبل دو سارزك De Sarzec، ثم تبعه كل من هـوزي Heuzey حـتى عـام 1900، وكـروس Cros ما بين 1903- 1909، ودو جنوياك De Genouillac ما بين 1929- 1931، وأخيراً پارّو Parrot ما بين 1931- 1933.

يتألف الموقع من ثلاث هضاب: هضبة (A) وعثر فيها على الزقورة Zikkurrat وعلى معبد ننگرسو Ningirsu والهضبة (K) والهضبة (V). استُعمل في بناء المعبد نمط جديد من الآجر المحدب الوجه Plano-onvex الذي يبنى بشكل قائم وشكل متخالف متناوبين، لتبدو مداميكه بشكل خطوط منكسرة، وُجدت على بعض الآجر كتابة تتضمن أسماء الحكام، مثل الحاكم أوربابا Urbaba، وناماهني Namahni، وگوديا Gudea الذي أهدى معبد نينجرسو الآجر كاملاً.

 
حساب حصص الشعير المصروفة شهرياً للبالغين والأطفال، مكتوبة بالخط المسماري على لوح طيني، مكتوب في السنة 4 من عهد الملك أوروك‌أگينا (حوالي 2350 ق.م.). من گيرسو، العراق. المتحف البريطاني، لندن.

تدل المكتشفات المهمة على أن المدينة سكنت في عصر الملك ميسيليم Misilim ملك كيش، الذي تقدم بهدية دبوس من الحجر المنقوش برؤوس الأُسود، وكتابة باللغة السومرية تؤرخ بوصفها مرحلة انتقال من عصر «جمدت نصر» Jamdet Nasr إلى عصر «أور الأولى». ومن الأهمية بمكان فن النحت البارز كلوحة «ذات الريش» Figure aux plumes التي تحمل اسم الإله «ننگرسو» وبذلك تعدّ هذه اللوحة بداية مرحلة عصر ما قبل التاريخ إلى العصر التاريخي حيث ظهرت الكتابة. وعثر على العديد من اللوحات النافرة المحتوية على ثقوب في وسطها تمثل مشاهد للحاكم بوضع المتعبد أو حاملاً الأطباق فوق رأسه خدمة وهدية للمعبد، كلوحة الحاكم الأول لگيرسو «أورنانشه» Urnanshe، ومن القطع النادرة وعاء الحاكم «إنتمنا» Entemena المصنوع من الفضة والنحاس والمزخرف بأشكال وكتابة. وتعد لوحة النصر للحاكم «إأناتوم» Eanatum على حاكم «أوما» Umma المجاورة أول لوحة للمعارك ذات المعنى السياسي، حيث يظهر إله الحرب «ننجرسو» ابن إله السماء «إنليل» Enlil يتقدم جنوده المدججين بالسلاح وهم يطؤون جثث القتلى، وهو يمسك شباكاً بداخلها الأسرى وطيور الغراب تحمل بمناقيرها رؤوس القتلى. وبهذا تكون گيرسو قد حكمت من قبل سلالة لَگشْ بحكامها العشرة، ثم من قبل سلالة «أور» الثالثة التي ظهرت بعد انتهاء حكم القبائل القادمين من الشمال بعد الحكم الآكادي. وأبرز حكام هذه الفترة هما أوربابا وگوديا اللذان اهتما ببعث الفن السومري من جديد متأثرين بالفـن الآكادي ونصّبا نفسيهما - إضافة إلى سلطتهما السياسية - سلطة دينية تمثلت في بناء المعابد والعناية بها. أكثر التماثيل شهرة تماثيل الحاكـم غوديا الذي يفتخر أنه صنعها من حجر الديوريت القاسي diorite وولده أورننگرسو Urningirsu، وظهرت لأول مرة في هذه الفترة التماثيل البرونزية التي استُعملت أثناء تدشين المعابد، وفيها يبدو نقش الإله وهو يحمل مسماراً أو وتداً ليثبت في أساس المعبد. تلك المكتشفات الأثرية من تلو عرضت وزينت متحف اللوفر خاصة ومتحف بغداد وبرلين واصطنبول.

انظر أيضاً

المصادر

  • أسعد المحمود. "غيرسو القديمة (تللو، تل لوح)". الموسوعة العربية.


للاستزادة

  • سيتون لويد، آثار بلاد الرافدين، من العصر الحجري حتى الغزو الفارسي (دمشق 1992 ـ 1993).

وصلات خارجية