پيپي له موكو

پيپي له موكو
Pépé le Moko
Pepelemokoposter.jpg
اخراججوليان دوڤيڤييه
انتاجريمون حكيم
روبير حكيم
كتابةJacques Constant (adaptation)
Henri Jeanson (dialogue)
جوليان دوڤيڤييه (سيناريو)
هنري لا بارت (سيناريو)
بطولةجان گابان
گابرييل گابريو
ساتورنان فابر
فرنان شارپان
لوكا گريدو
موسيقىڤانسان سكوتو
محمد إگربوشن
سينماتوگرافيامارك فوسار
Jules Kruger
تحريرMarguerite Beaugé
توزيعArthur Mayer & Joseph Burstyn (USA, 1941)
The Criterion Collection (Region 1 DVD, 2004)
تواريخ العرض28 يناير 1937
طول الفيلم94 دقيقة
البلدفرنسا
اللغةالفرنسية
ابراهيم العريس.jpg هذا الموضوع مبني على
مقالة لابراهيم العريس
بعنوان مقالة.

پيپي له موكو (فرنسية: Pépé le Moko، وتعني "پيپي، الرجل من طولون") هو فيلم فرنسي من 1937 من اخراج جوليان دوڤيڤييه وقام ببطولته جان گابان. ويصور رجل عصابات ذائع الصيت، پيپي له موكو ('موكو' هي كلمة دارجة تعني رجل من طولون) يحاول الهرب من الشرطة بالاختفاء في القصبة في مدينة الجزائر. الفيلم مبني على رواية هنري لا بارت بنفس العنوان؛ وقد ساهم لا بارت في كتابة السيناريو تحت الاسم المستعار "التحري آشلبه". پيپي له موكو هو مثال على حركة فرنسية في عقد 1930 تُعرف بإسم الواقعية الشاعرية، التي تجمع الواقعية الصريحة مع ومضات عرَضية من الحيل السينمائية غير المعتادة. وكثيراً ما يُعتبر الفيلم كسابق مبكر لصنف فيلم نوار.

وقد أعيد عمل الفيلم في أمريكا في 1938 بإسم الجزائر، وقامت ببطولته هدي لامار وتشارلز بوير، ومرة أخرى في 1948 بإسم القصبة، وكان فيلماً موسيقياً بطولة توني مارتن، مارتا تورين، إيڤون ده كارلو، وپيتر لور. وقد قال المؤلف الإنگليزي گراهام گرين مستعرضاً الفيلم: "أحد أكثر الأفلام إثارة وتحريكاً للمشاعر بين كل الأفلام في ذاكرتي... يرتقي بالإثارة إلى مستوى شاعري!" [1] وحسب فيلم تسجيلي من بي بي سي، فقد ألهم هذا الفيلم گرين في كتابة روايته الشهيرة الرجل الثالث.

بيبي لي موكو


بيبي لي موكو ما الذي يفتن المتفرجين وبالتالي السينمائيين أكثر في فيلم «بيبي لي موكو» للسينمائي الفرنسي جوليان دوڤيڤييه Julien Duvivier، مناخ القصبة الجزائرية التي تدور فيها أحداث الفيلم، أم شخصية گان گابان، الذي يلعب دور زعيم العصابة «بيبي»، أو فكرة الإخفاق التي تسيطر على الفيلم كله، وتكاد تكون ترجمة بصرية لتلك المزاجية العامة التي كانت تهيمن في ذلك الحين على الشبيبة الأوروبية كلها، مع استتباب الأمر للنازية واليقين بأن الحرب العالمية المدمرة لا ريب آتية؟

يقيناً أن هذا كله هو الذي صنع، معاً، قيمة هذا الفيلم الذي ما أراد في البداية أن يكون سوى فيلم عصابات بوليسي يسير على نمط ذلك النوع الذي كان استشرى في السينما الأميركية عهد ذاك، وأراد عدد من عتاة السينمائيين الفرنسيين محاكاته. و «بيبي لي موكو» بالتحديد، يحاكي في شكل واضح فيلم «سكارفيس» للأميركي هوارد هوكس. غير انه سرعان ما انفصل عنه في مناخاته ودلالاته، ما أعطاه ذلك السحر الذي نعرف. السحر الذي جعل حكاية الفيلم نفسه تستعاد مرات عدة، بحذافيرها، في أفلام أميركية ما زالت تنتج حتى يومنا هذا، على رغم انقضاء نحو ثلاثة أرباع القرن على تحقيق «بيبي لي موكو»، كما جعلها - أي حكايته - تقلد في شكل ساخر في غير فيلم ايطالي.

ومع هذا كله لا بد من القول منذ الآن ان القصبة (أي المدينة العتيقة) في الجزائر، لم تصور كما هي، بل ان ما نراه في الفيلم هو ديكور للقصبة بُني في الاستديو. وأن الحكاية نفسها تبدو شديدة البعد عن التصديق، ناهيك بأن كثراً رأوا في أداء جان غابان في الفيلم أداء تقليدياً رتيباً، بخاصة ان هذا الفنان نفسه سرعان ما أغرق في النوع ذاته من الأدوار في أكثر من نصف دزينة من أفلام مشابهة حققت لاحقاً، ومن أبرزها «... ويبزغ الفجر» و «رصيف الضباب» و «الحيوان البشري»، وهي كلها أفلام بجّلت ما عرف لاحقاً بـ «البطل المضاد». غير ان هذا كله لم ينقص من قيمة «بيبي لي موكو» أو من قيمة مخرجه جوليان دوفيفييه، قيد أنملة. وبالتحديد لأن هذا الفيلم كرّس، في فرنسا خصوصاً وفي العالم الأوروبي عموماً، عشية الحرب «ذهان الإخفاق» الذي سيستشري في الفنون الأوروبية، جاعلاً من جان غابان الناطق باسم جيل الألم، ومن القصبة الجزائرية حيّز الحلم والكابوس في آن معاً. فإذا أضفنا الى هذا ما كتبه الناقد الفرنسي جاك سيكلييه من أن «هذا الفيلم انما سجّل التثبيت الرسمي في السينما الفرنسية الطليعية، لرومانسية الكائنات الهامشية، ولأسطورية الإخفاق «نجد أنفسنا أمام عمل ينتمي الى نوع من الشاعرية الشعبية عالمها عالم الفتيان الفاسدين، وبنات الهوى والخمر والحنين الى البعيد. و «بيبي لي موكو» يحمل هذا كله في شكله كما في مضمونه.

ودلالات هذا الفيلم كلها تنطلق، من حكاية بسيطة تستند الى واحدة من مغامرات تحر شعبي كان له بعض مكانة لدى قراء الروايات البوليسية في فرنسا ذلك الحين: «التحري اشيلبي». وهنري گانسون، الكاتب الفرنسي الذي عرف بحواراته المتميزة وباستيعابه الكبير للغة السينمائية، كان هو الذي اقتبس تلك المغامرة، محوّلاً اياها الى عمل يحمل الكثير من الأبعاد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قصة الفيلم

تدور أحداث الفيلم، إذاً، في القصبة الجزائرية في سنوات الثلاثين، أي في زمن كانت فيه فرنسا تعيش ذروة احتلالها الجزائر وعاصمتها، إذ ان الجزائر كانت في نظر الفرنسيين في ذلك الحين، تشكل امتداداً لفرنسا، ويكاد أهلها ألا يكونوا سوى كومبارس واكسسوارات تملأ الشوارع، من دون وجود حقيقي. والطريف ان المخرج، حين شاء أن يجعل التحري في الفيلم رجلاً من سكان البلاد الأصليين (سليمان) أسند الدور الى ممثل فرنسي! المهم ان هذه القصبة تبدو في الفيلم مرتعاً للعصابات وأهل السوء، لا تجرؤ السلطات على الدنو منها. ومن هنا حين تشاء هذه السلطات أن تقبض على واحد من اخطر زعماء العصابات هناك وهو بيبي، تستنكف عن السعي اليه داخل المنطقة التي تضم متاهة من الأزقة والفخاخ، فيستحيل التوغل فيها، بل تقرر أن تجتذبه الى خارجها. ويبدأ التحري سليمان، المولج انجاز هذه المهمة، في رسم خطته التي يتعين عليها أن تعوّض عجز رجال الشرطة. والخطة تكون في نهاية الأمر بسيطة وتقوم، كما أشرنا، على جرّ بيبي الى الخارج. أما الوسيلة فهي المرأة. إذ يحدث أن بيبي يقع ذات يوم في هوى سائحة تدعى غابي، ما يستثير غيرة عشيقته الأولى آنياس. وهكذا ترتسم ملامح الأحداث: إن بيبي يجد نفسه ذات يوم تواقاً الى الخروج بعيداً من ذلك المكان. انه يحن الى باريس، وحياة الانطلاق، ويجد انه لم يعد لديه شيء كثير يفعله في القصبة. وها هو الحب يناديه الى البعيد. وهو لكي يصل الى ذلك البعيد، ليس عليه سوى أن ينزل من القصبة مباشرة الى الميناء الذي تطلّ القصبة عليه، والذي سيوصل صاحبنا الى بر الأمان. غير ان ما لم يكن بيبي يعرفه، كان ان كل ذلك مبني بإحكام من حول فخ نصب له... وهكذا، إذ يتوجه الى الميناء راغباً في الوصول الى السفينة، يطبق الفخ عليه، ولا يجد أمامه سوى أن ينتحر وأين؟ عند سياج الميناء نفسه... أي على قيد خطوات من انعتاقه وانطلاقه نحو البعيد.

والحقيقة ان التوازن الذي أقامه مخرج الفيلم، بين توتر الأحداث وتفاعل بيبي معها، كان هو محرك فعل السحر في هذا الفيلم... وهو ما أعطى شخصية غابان طابعها التراجيدي المرتبط مباشرة بمفهوم المصير في الأعمال اليونانية القديمة: بيبي هنا هو أشبه بأوديب معاصر، يعرف تماماً أن مواصلة تحركه نحو هدفه انما هو توجّه مباشر نحو مصيره، ذلك المصير الذي كان مرسوماً له سلفاً ولا ريب فيه. ومع هذا ها هو يواصل حتى لحظة النهاية... لأنه لم يعد قادراً على التراجع. وفي هذا الإطار يبدو بيبي أباً شرعياً لكل تلك الشخصيات التي ستعود السينما، سواء أكانت طليعية فرنسية («على آخر رمق» لغودار) أم حديثة أميركية (بوني وكلايد» لآرثر بن) أو غيرها، الى تقديمها: الشخصيات التي لا تفعل سوى اللحاق بمصيرها وصولاً حتى اللحظة النهائية.

وفي الطريق الى ذلك المصير، يعرف المخرج كيف يرسم الأحداث وعلاقات الشخصيات، تاركاً لذاكرة السينما بعض اللحظات التي لا يمكن أن تنسى: مثل تلك اللحظة التي يصار فيها الى «تنفيذ حكم الإعدام من جانب العصابة في الواشي»، فيقع هذا فوق بيانو ميكانيكي وتعزف الموسيقى مشكّلة خلفية مدهشة للحظة الإعدام. أو المشهد الآخر حينما يتوجه بيبي الى البحر وهو ينطلق كمن يقول لحاله: الموت أو الحرية...


المخرج

حينما حقق جوليان دوفيفييه هذا الفيلم، كان في أوج شهرته وقوته كسينمائي مستقل ذي لغة مميزة. ودوفيفييه الذي سيحقق أول أفلامه عام 1919 وآخرها عام 1967، أي قبل أسابيع من موته في حادث سيارة، كان ولد عام 1896 في مدينة ليل في الشمال الفرنسي ودرس فيها ثم في باريس. وهو بدأ حياته السينمائية عاملاً ثم مساعداً لعدد من المخرجين قبل أن يتحول الى الإخراج، ليحقق طوال ما يصل الى نصف قرن بعض أشهر الأفلام الفرنسية في زمنه مثل «بوال دي كاروت» و «ماريا شابدالينا» و «الفريق الرائع» و «العربة - الشبح» كما حقق أفلاماً في الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان «محسوبكم بكل شيطنة» آخر أفلامه.

المصادر

  1. ^ Greene, Graham (23). The Spectator. {{cite journal}}: Check date values in: |date= and |year= / |date= mismatch (help); Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |month= ignored (help)

وصلات خارجية

قالب:Julien Duvivier

قالب:1930s-France-film-stub