تعتبر القصبة واحدة من أعتق بلديات الجزائر الوسطى، وهي تابعة لدائرة باب الوادي، بنيت في عهد الأتراك على هضبة يبلغ ارتفاعها حوالي 118م.

القصبة

تمتاز القصبة بأبنيتها ذات الطراز التركي، و بأزقتها الضيّقة، حيث أن كل زقاق كان يختص بصنعة معينة، أو بعمل يدوي معين، ومنه أطلقت تسميات عدة: كزنيقة النحاسين، و هي خاصة بصناعة الأواني النحاسية و النقش عليها، و زنيقة العرايس، وهي خاصة ببيع كل مستلزمات الأعراس.

يطلق على بيوت القصبة تسمية "الدويرات"، و هي بنايات ذات نمط موحد و خاص ، حيث أن كل "دويرة" تحتوي على طابق سفلي به عدة حجرات واسعة و يتوسطه فناء، بالاضافة الى طابق علوي به عدد من الحجرات الصغيرة، و كل هذه البنايات مزيّنة بزخرفات إسلامية جميلة ما زاد في رونقها.

تعتبر القصبة من أهم المناطق الأثرية في الجزائر، فهي تحمل موروثا حضاريا ممتزجا بثقافات مختلفة، الثقافة الإسلامية والثقافة العربية و الثقافة العثمانية. و يتمثل هذا الموروث في نمط العمران و في مجموعة القصورالتي تحويها المنطقة منها: قصر خداوج العمية، و قصر الرياس، و قصر الداي ، هذاو بالإضافة إلى مجوعة من الجوامع، كالجامع الكبير، و الجامع الصغير، و جامع كتشاوة، و الذي حوّل أثناء الثورة الجزائرية إلى كتيدرالية،ثم أعيد تحويله إلى مسجد بعد نهاية الثورة الجزائرية و استقلال الجزائر سنة 1962. القصبة.

بالإضافة إلى تصنيفها كموروث جزائري عربي وإسلامي، فإن القصبة تصنف ضمن التراث العالمي ، و هي تعتبر منطقة سياحية تستقطب السواح الأجانب، و هذا ما جعل الدولة الجزائرية تصنفها كمحمية، وتخصص مبالغ طائلة من أجل ترميم عمرانها و بالتالي الحفاظ على هذا التراث الاسلامي الراقي.