ياكوب لنتس

(تم التحويل من ياكوب لينتس)

ياكوب ميخائيل راينهولد لنتس (بالألمانية: Jakob Michael Reinhold Lenz) (ولد في 23 يناير 1751 في زسڤگن في ليڤونيا، وهي حاليا تقع في لتوانيا، - ومات في 4 يونيو 1792 في موسكو) هو أحد أدباء فترة العاصفة والاندفاع.

ياكوب ميخائيل راينهولد لنتس
Jakob Michael Reinhold Lenz
ياكوب لـِنتس
ياكوب لـِنتس
وُلِد(1751-01-23)23 يناير 1751
زسڤگن، ليڤونيا (حالياً سسڤاين، لاتفيا).
توفيَ4 يونيو 1792(1792-06-04) (aged 41)
موسكو، روسيا
المهنةكاتب ومسرحي
الصنفرواية وشعر
الحركة الأدبيةالعاصفة والاندفاع

التوقيع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد لينتس في زيسفيجن التي تبعد عن مدينة ريگا 150 كم شرقا، وكان أبوه كريستيان ديفيد لينتس قسيسا تقويا. انتقلت العائلة وهو في سن التاسعة إلى دوربات حيث عمل الأب هناك قسيسا. نشرت أولى قصائده وهو مازال في الخامسة عشرة من عمره. درس من عام 1768 حتى 1770 بمنحة دراسية علم اللاهوت في دوربات ثم في كونيگس‌بورگ. وفي كونيگس‌بورگ كان يحضر محاضرات إيمانويل كانت، وقرأ تحت تأثيره كتابات جان جاك روسو، واستغرق في ميوله الأدبية وأهمل علم اللاهوت. ونشر أول كتبه في عام 1769 وهو قصيدة طويلة بعنوان "العذاب الأرضي" Die Landplagen.

وفي عام 1771 قطع لينتس دراسته في كونيگس‌بورگ وذهب ضد إرادة والده الذي قطع اتصاله بابنه لأجل ذلك، إلى شتراسبورگ وعمل موظفا لدي الأخوين فريدريش گيورگ وإرنست نيكولاوس فون كلايست الذي كان كل منهما بارونا وضابطا محاميا وقد اختارا الالتحاق بالخدمة العسكرية. وهناك كان على اتصال بيوهان دانيال زالتسمان والذي تكونت حوله دائرة من المثقفين والأدباء وكان على صلة بها يوهان فولفجانج فون جوته، والذي كان مقيما في تلك الفترة في شتراسبورج وكان على صلة أيضا بشتلنگ ولينتس. وقد أصبح جوته مثله الأدبي الأعلى وكان مفتونا به وبأعماله الأدبية، وتعرف من خلاله على يوهان گوتفريد هردر ويوهان كاسپر لافاتر واللذين كانا في منافسة معه. وفي العام التالي 1772 رافق سيديه إلى الحاميات العسكرية في لانداو وفورت لويس وڤيسمبورگ. وقد أحب فريدريكه بريون التي أحبها جوته من قبل، لكن مشاعره تلك ظلت من طرف واحد. وفي عام 1773 عاد لنتس إلى شتراسبورج واستأنف دراسته مرة أخرى. وترك العمل لدى الأخوين فون كلايست في عام 1774 وتفرغ للكتابة الحرة وكان يكتسب قوته بعمله مدرسا خصوصيا. وتطورت علاقته بجوته ليصبح صديقا له، وقد قدمه جوته خلال زيارة في إمندنگن Emmendingen لأخته كورنيليا وزوجها يوهان گيورگ شلوسر.

وفي أبريل 1776 رافق لينتس جوته إلى بلاط فايمار، حيث قدمه إلى المجتمع الراقي هناك. لكنه تصرف تصرفات غير لائقة أدت إلى إبعاده عن البلاط، وقطع جوته صلته به.

وذهب لينتس بعد ذلك إلى إمندنگن حيث استقبلته كورنليا وزوجها شلوسر. ومن هناك قام بعدة رحلات إلى الإلزاس وكذلك إلى سويسرا، وزار في مايو 1777 لافاتر في زيورخ. وحين وصله خبر وفاة كورنيليا شلوسر في شهر مايو ترك في نفسه أثرا عميقا، وعاد إلى إميندنجن. وبعد عدة زيارات طويلة لدي لافاتر، ذهب لينتس في نوفمبر إلى فينترتور لدى كريستوف كاوفمان. وأرسله كاوفمان في منتصف يناير 1778 إلى المصلح الاجتماعي القس يوهان فريدريش أوبرلين في فالدرسباخ في الألزاس، حيث أقام من 20 يناير حتى 8 فبراير. وبرغم رعاية أوبرلين وزوجته للينتس فقد ساءت حالته الروحية. ثم عاد إلى شلوسر في إميندنجن، حيث نزل عند صانع أحذية وغاباتي.

وفي يونيو 1779 أحضره أخوه الأصغر كارل من هرتنگن، حيث كان يعالج، إلى ريگا حيث كان والده قد رقي إلى مدير عام. لكن لينتس فشل في أن يحصل على وظيفة مدير لمدرسة الكاتدرائية. وكذلك لم يحقق نجاحا في سانت بطرسبورج التي أقام بها من فبراير حتى سبتمبر 1780. فذهب بعد ذلك إلى دوربات حيث عمل مديرا لقصر في إحدى الضياع. وبعد إقامة أخرى في سانت پطرسبورگ في العام التالي، ذهب لينتس في سبتمبر 1781 إلى موسكو، حيث نزل لدى المؤرخ فريدريش ميلر وتعلم الروسية. وعمل مدرسا منزليا، واتصل بالكتاب الماسونيين الروس، وكانت لديه الكثير من الأفكار الإصلاحية، وترجم عدة كتب روسية حول التاريخ الروسي إلى اللغة الألمانية. وفي تلك الفترة ازدادت حالته النفسية سوءا. لكنه في النهاية تخطى تلك الأزمة النفسية بمساعدة أحد المانحين الروس من أوساط الماسونيين. ألقى لينتس كلمة تذكارية في عام 1780 في ريجا في محفل Zum Schwert الماسوني، وكان في موسكو في الفترة المزدهرة للماسونية الروسية بقيادة نيكولاي إيڤانوڤتش نوڤيكوڤ 1781- 1792. وفي 30 أغسطس 1783 استقبل في محفل أبو الهول الماسوني في موسكو، وانضم عضوا في 30 أكتوبر 1783 في محفل Drei Fahnen. وكان يساعد موظفي المحفل في الأعمال التي كانت بالغة الروسية، وكان هو موظفا لدي المحفل فترة قصيرة في عام 1784.

وفي صباح الرابع من يونيو 1792 وجد لينتس ميتا في إحدى شوارع موسكو. وبقي مكان قبره مجهولا.

وتخليدا لذكراه أنشأت مدينة ينا جائزة ياكوب ميشائيل راينهولد لينتس للمسرح التي تمنح كل ثلاثة أعوام.


لينتس كشخصية أدبية

تناول گيورگ پوشنر زيارة لينتس للقس الإنجيلي يوهان فريدريش اوبرلين في شتاين‌تال، وخلق منها أقصوصة بعنوان "لنتس" Lenz. وكان لنتس قد زار أوبرلين بناء على نصيحة لصديقه كاوفمان، وقد اشتهر أوبرلين بأنه معالج روحي وطبيب نفسي. واستقى بوشنر قصته مما كتبه أوبرلين حول الأحداث التي دارت حول لينتس في تلك الفترة. كما شكلت تلك الزيارة مادة استخدمها ڤولفگانگ ريمس فكتب أوبرا "ياكوب لينتس". وفي القرن العشرين تناول عدد من الأدباء حياة لينتس وصاغوها في شكل أدبي، منهم الأديب بيتر شنايدر في قصته "لينتس" عام 1973 وجيرت هوفمان في قصته "عودة لينتس الضائع إلى ريگا" عام 1981.

كما يجب ذكر رواية "جريمة قتل لجوته" التي نشرها في عام 1999 الكاتب هوجو شولتس والذي يلقي فيها مسؤولية موت لينتس على جوته. كما نشرت في العام 2002 رواية "قطعة الدومينو الحمراء" للكاتب مارك بول ويتناول فيها قصة نهاية علاقة الصداقة بين جوته ولينتس.

العاصفة والاندفاع

يعدّ لِنْتْس الممثل النموذجي لحركة «العاصفة والاندفاع» Sturm und Drang؛ فأعماله محكومة بقوة بمعايشات شخصية وخيال مستفيض ومواقف إصلاحية ناقدة للمجتمع، الأمر الذي جعله يستسلم لأكثر الأوضاع النفسية تناقضاً. انتقد في مسرحية «معلم البلاط أو فوائد التربية الخاصة» Der Hofmeister oder die Vorteile der Privaterziehung (1774) ظاهرة تعالي طبقة النُبلاء التي تمعن في إذلال معلم البلاط - المعتمد كلياً على مورد عمله والذي يراه المؤلف «عبداً في سترة رسمية» - إلى درجة تخليه عن رجولته. وقد لفتت هذه المسرحية أنظار المسرحي بريشت فأعدها للعرض في مسرحه «برلينر أنسامبل» Das Berliner Ensemble عام 1950 فحققت نجاحاً كبيراً. أما مسرحية «الجنود» Die Soldaten فهي أيضاً نقد للمجتمع، وتتميز شخصياتها بأنها أكثر تطابقاً مع الواقع الاجتماعي الذي عرفه جيداً، إذ يحمل المجتمع بأسره ملامح مسرحية كوميدية، ولا يتأتى للصراع الدرامي الناشب بين الفرد ومجتمعه أن ينتهي إلا بإحداث قطيعة مع الأعراف الاجتماعية السائدة.

أثره

لم تلقَ أعمال لِنْتْس أي قبول يعتد به لدى معاصريه. ولم يُجدِه نفعاً لدى مؤرخي الأدب الألماني إقدام لودڤيگ تيك Ludwig Tieck في عام 1838 على إصدار مؤلفاته في ثلاثة أجزاء. ربما أدى رفض گوته (في كتابيه الثاني عشر والرابع عشر من «شعر وحقيقة» Dichtung und Wahrheit) دوراً أساسياً في إهمال لِنْتْس وأعماله، إلا أنه صار في القرن العشرين مصدر إلهام كثير من المبدعين، وبالدرجة الأولى الكتَّاب المسرحيين ڤيدكيند وبريشت وكيپهارت Kipphardt.

الوحدة والوفاة

يبقى لِنْتْس مثالاً نموذجياً، على تعاسة المبدع وغربته المطبقة في بيئته ومجتمعه وإصابته من جراء ذلك بالعته والجنون تارة، وانفصام الشخصية تارة أخرى. وذات يوم فجراً وُجد لِنْتْس ميتاً في أحد شوارع موسكو.

من أعماله

  • العذاب الأرضي (ملحمة شعرية 1769)
  • مدرس القصر، أو فوائد التربية الخاصة (مسرحية كوميدية 1774)
  • مينوتسا الجديدة (مسرحية 1774)
  • ملاحظات حول المسرح (1774)
  • الجنود (مسرحية كوميدية 1776، وقد كتب بيرنت أويس تسيمرمان أوبرا مستنداً إليها)
  • الأصدقاء يصنعون الفيلسوف (مسرحية 1776)

الهامش

وصلات خارجية