نيقولاي گماليا

نيقولاي فيودوروڤيتش گماليا (روسية: Никола́й Фёдорович Гамале́я؛ 17 فبراير 1859 [ن.ق. 5 فبراير]29 مارس 1949) كان طبيبًا وعالمًا سوڤيتياً وروسيًا لعب دورًا رائدًا في علم الأحياء الدقيقة وأبحاث اللقاحات.

نيقولاي گماليا
Никола́й Гамале́я
Гамалея Николай Фёдорович.jpg
وُلِدَ(1859-02-17)فبراير 17, 1859
توفيمارس 29, 1949(1949-03-29) (aged 90) (death date then birth date)
الجنسيةروسي، ثم سوڤيتي
المدرسة الأمجامعة أوديسا
أكاديمية سانت پطرسبورگ الطبية العسكرية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

ولد گماليا في أودسا ، ثم جزءًا من الإمبراطورية الروسية في عائلة نبيلة من القوزاق الزاپوروژ. تخرج من جامعة أوديسا نوڤوروسيسكي (الآن جامعة أوديسا) في عام 1880 وأكاديمية سانت پطرسبورگ الطبية العسكرية (الآن أكاديمية SM كيروف الطبية العسكرية) في عام 1883. أصبح طبيب مستشفى محترم في مسقط رأسه أوديسا بعد ذلك.

عمل الجمالية في مختبر لويس باستور في فرنسا عام 1886. بعد نموذج باستور بعد عودته ، انضم إلى إيليا ميتشنيكوڤ في تنظيم محطة جراثيم أوديسا لدراسات تطعيم داء الكلب وأبحاثه حول مكافحة طاعون الماشية والكوليرا ، وتشخيص البلغم لمرض السل، وإعداد لقاحات الجمرة الخبيثة.[1] أصبح معهد أوديسا للجراثيم أول محطة مراقبة بكتريولوجية في روسيا.

منذ الاعلان الروسي عن نجاح التجارب الأولية لاختبار لقاح ضد فيروس “كوفيد-19″، بات اسم المركز القومي لأبحاث علم الأوبئة الاحياء الدقيقة، المعروف باسم معهد گماليا، يتردد بكثرة في وسائل الإعلام العالمية. تأسس المركز في العام 1891، كعيادة خاصة متخصصة في العلوم المجهرية على يد العالم فيليپ بلومنتال، وفي وقت لاحق تحوّل إلى معهد للكيمياء والعلوم والمجهرية، إلى أن جرى تأميمه في العام 1919، ليصبح تابعاً للمفوضية الشعبية للصحة في جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوڤيتية، ومن ثم معهدا ًمركزياً لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة بعد دمجه بالمعهد المركزي للجراثيم التابع للمعهد الميكروبيولوجي، وبعدها معهدا ًمركزياً لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة في عموم الاتحاد السوڤيتي. في العام 2014، تمّ تحويل الممعهد إلى مركز فدرالي للابحاث في علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، وذلك بعد انضمامه إلى معهد أبحاث إيڤانوڤسكي لعلم الفيروسات. منذ العام 1966، بات المعهد يحمل اسم العالم نيقولاي گماليا، تكريما لأحد أبرز العلماء الروس الذين تركوا بصمة عالمية في هذا مجال العلوم المجهرية ومكافحة الأوبئة، ليصبح اسمه مركز البحوث الوطني لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة - معهد گماليا Национальный исследовательский центр эпидемиологии и микробиологии имени почётного академика Н. Ф. Гамалеи.

نيقولاي گماليا المولود في مدينة أوديسا (اوكرانيا حالياً) عام 1859، هو الابن الثاني العاشر في أسرة العقيد المتقاعد فيودر ميخائيلوفيتش گماليا، الذي ينتمي إلى عائلة نبيلة من القوزاق، ويبدو أنه ورث مهنة الطب عن جده ميخائيل ليونتيفيتش گماليا (1749-1830)، صاحب أحد أهم البحوث العلمية حول الجمرة الخبيثة (أنثراكس).

في العام 1880 ، تخرج نيقولاي گماليا من جامعة نوڤوروسيسك في أوديسا، وهي واحدة من أهم الجامعات الاثنتي عشر في الامبراطورية الروسية، ثم أكمل دراسته في أكاديمية سانت پطرسبورگ الطبية العسكرية التي تخرج منها في العام 1883، ليعود بعد ذلك إلى مسقط رأسه، حيث عمل طوال نصف قرن في مستشفى موتشوتوڤكسي المتخصصة في العلوم الجرثومية.


في حضرة لويس باستور

بات گماليا أحد أوائل الباحثين في الامبراطورية الروسية في مجال تطوير علم الجراثيم، ولهذا السبب، اختير في اعام 1885 للذهاب في بعثة عملية إلى مختبر لويس باستور من أجل تعميق خبرته في هذا المجال. عند وصوله إلى باريس، انكب گماليا على دراسة الكلَب في مختبر باستور لمدة عام، وبعد دراسة طريقة تحضير اللقاح وطريقة التطعيم ضد هذا الداء، عاد إلى أوديسا حيث قام، إلى جانب إيليا إيليتش ميتشنيكوڤ، عالم الاحياء المختص في علم التشريح وعلم الأحياء، بتأسيس مختبر المدينة (مختبر ميتشنيكوف حالياً) للقيام بأعمال بحثية في مجال اللقاحات. في العام 1886، وبمساعد لويس باستور، قام نيقولاي گماليا وياكوف بارداخ بتأسيس أول مركز للعلوم الجرثومية في روسيا (الثاني على مستوى العالم)، وأشرف على تطعيم الناس ضد داء الكلب. وخلال السنوات الثلاث الأولى من عمل المركز تم تطعيم نحو 1500 شخص، وكانت النتائج مذهلة في ذلك الوقت، حيث تم خفض معدل الاصابات بداء الكلب إلى 2.5 في المئة، ومن ثم إلى 0.61 في المئة، بعد تحسين اللقاح.

في عام 1887، تعرّض لويس باستور لحملة انتقادات من جانب المحافظين بسبب أساليب علاجه، وواجه عرقلة شديدة من قبل منتقديه في اجتماع أكاديمية باريس الطبية. لهذا السبب، تم تشكيل لجنة خاصة في بريطانيا برئاسة الاستاذ الشهير باجيت لاختبار طريقة باستور، وقد شارك فيها گماليا بعدما دعي للادلاء برأيه، الذي تضمن دفاعاً واثقاً عن أفكار باستور المبتكرة في علم الجراثيم.

اكتشافات جرثومية

في العام 1892، عاد گماليا إلى روسيا، حيث دافع عن أطروحته للدكتوراه حول “مسببات الكوليرا من وجهة نظر علم الأمراض التجريبية”. بين العامين 1899 و1908، وبحكم موقعه كمدير لمعهد البكتيريا الذي أسسه في أوديسا، درس گماليا دور الفئران السفن في نشر الأمراض، وقاد في العامين 1901 و1902 إجراءات مكافحة تفشي الطاعون في أوديسا، ثم عمل في مجال مكافحة الكوليرا في جنوب روسيا. في العام 1908، أثبت گماليا أن التيفوس ينتقل عن طريق القمل، كما عمل بشكل مكثف على الوقاية من التيفوس والكوليرا والجدري والأمراض المعدية الأخرى. في عام 1910 ، أثبت أهمية مكافحة الآفات من أجل القضاء على التيفوئيد، وابتداءً من العام 1910، أشرف على تحرير مجلة “النظافة والصرف الصحي”.

في سانت پطرسبورگ

في العام 1912، انتقل نيقولاي گماليا إلى سانت بطرسبورگ للإقامة الدائمة، حيث ترأس معهد جينير للتطعيم في العاصمة الروسية آنذاك، وبفضل تطويره للقاحات، تم إجراء تطعيم عام ضد الجدري في پتروگراد (تسمية سانت پطرسبورگ في تلك الفترة)، وهو النظام التطعيمي الذي اعتمد في وقت لاحق في كافة أنحاء روسيا، وفقاً للمرسوم الصادر عن فلاديمير ايليتش لينين في 10 نيسان/ابريل العام 1919.

كذلك، عمل گماليا على تطوير لقاء ضد التيفوس خلال العامين 1918 و1919. بين العامين 1930 و1938، بات گماليا المدير العلمي للمعهد المركزي لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة في موسكو، الذي يحمل اسمه حالياً، كما عمل أستاذاً في قسم علم الأحياء الدقيقة في معهد موسكو الطبي الثاني، قبل أن يتولى رئاسة مختبر معهد علم الأوبئة والأحياء الدقيقة في أكاديمية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوڤيتية للعلوم الطبية . في السنوات الأخيرة من حياته، تناولت أبحاث گماليا مسائل متصلة بالمناعة العامة، وعلم الفيروسات، ودرس الجدري والسل والأنفلونزا، وقد قدّم في العام 1942 طريقة للوقاية من الأنفلونزا عن طريق معالجة الغشاء المخاطي للأنف باستخدام مستحضرات حمض الأوليك.

على المستوى السياسي انضم نيقولاي گماليا ، وهو في سن التسعين، إلى الحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد السوڤيتي عام 1948، موفياً بوعد كان قد قطعه للينين، حسبما قال حينها. وفي العام 1949 وجّه رسالتين إلى الزعيم السوڤيتي يوسف ستالين احتجاجاً على ما وصفه بالحملة المعادية للسامية في الاتحاد السوڤيتي، وذلك على خلفية اعتقال زملائه لينا شتيرن وياكوف بارناس وبوريس شيمليوڤتش.

توفي نيقولاي گماليا في 29 آذار/مارس العام 1949 في موسكو. دفن في مقبرة نوڤوديڤيتشي. بين العامين 1954 و1956، نُشرت أعماله البحثية في ستة مجلدات، وبجانب المعهد المركزي لعلم الأويئة والأحياء الدقيقة (بالروسية)، أطلق اسمه على عدّة شوارع في موسكو وتومسك وسومي وتاراز.

التكريم والذكرى

 
وسام في ذكرى نيقولاي جماليا، صدر في 2014.
 
طابع بريدي سوڤيتي في 1959، ذكرى مرور قرن على مولد گماليا

حصل نيقولاي گماليا على جائزة الاتحاد السوڤيتي (1943)، ومرتين حصل على مرتبة لنين، ومرة مرتبة الراية الحمراء.


المصادر

  1. ^ Zalkind, Semyon (2001). Ilya Mechnikov: His Life and Work. Honolulu, Hawaii: University Press of the Pacific. pp. 96-98. ISBN 978-0-89875-622-7.

قراءات أضافية

  • Bardell, D (1982). "An 1898 Report by Gamaleya for a Lytic Agent Specific for Bacillus Anthracis". Journal of the History of Medicine and Allied Sciences. 37 (2): 222–5. doi:10.1093/jhmas/xxxvii.2.222. PMID 6806352.

وصلات خارجية