منظمة أيلول الأسود

منظمة أيلول الأسود هي منظمة فلسطينية كانت هي المسؤولة عن مقتل احد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الاولمبية لعام 1972 في ميونخ بالمانيا، وإغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته جماعة أيلول الأسود مسؤولية أحداث أيلول الأسود حيث كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع خلال أحداث شهر ايلول سبتمبر 1971، حين تصادم الجيش الأردني مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت متمركزة آنذاك في الأردن، وطرد أفرادها على اثره من الأردن، وتشكلت على إثر ذلك هذه المنظمة.

ليس من الواضح من هو المسؤول عن تنظيم عمليات منظمة أيلول الأسود، ولكن اشيع ان صلاح خلف المعروف بإسمه الحركي أبو إياد هو رئيسها.

هي منظمة فلسطينية (عسكرية) تم إنشائها مطلع السبعينات بعد الصدامات الرهيبة التي وقعت بين الثورة الفلسطينية ، والجيش الأردني ، وأدت إلي خروج الفدائيين الفلسطينيين من الأردن إلي لبنان ، حيث كانت مشاعر اليأس ،والإحباط ،وخيبة الأمل تسيطر علي جميع المناضلين الفلسطينيين ،وجاء التعطش للانتقام!! لأنه لم يكن في وسع هؤلاء القيام بعمليات فدائية (تقليدية ) ضد إسرائيل بسبب الخروج من الأردن .لذلك أصبحت الحاجة ملحة لإنشاء منظمة كرديف ملحق بالمقاومة الفلسطينية في الوقت الذي لم يكن بوسع هذه الأخيرة القيام بمسئولياتها كاملة من الناحية العسكرية و ،السياسية , وتجدر الإشارة هنا إلي أن قيادة المقاومة الفلسطينية انعقدت بكامل هيئتها في شهر أيلول/71 ،واتخذت مجموعة من القرارات أهمها :

1- تعزيز قواعد المقاومة في لبنان ،وشن هجمات علي إسرائيل انطلاقا من الجنوب . 2- إنشاء جهازا سريا في الأردن لإسقاط نظام الملك حسين ,وتولية صلح خلف (أبو إياد) رئاسة المنظمة .

• لقد ارتبط اسم صلاح خلف بهذه المنظمة ... إلا إنه نفي دائما أي علاقة بهذه المنظمة لاعتبارات سياسية ..كما أن فتح عبرت دائما عن أن قادة وأعضاء هذه المنظمة أنهوا علاقتهم بفتح ولم يعودوا أعضاء فيها ! فقد كانت منظمة التحرير في ذلك الوقت غير معترف بها لاعربيا، و،لا دوليا ,وكانت تسعي للحصول علي هذا الاعتراف لهذا نأت بنفسها عن تبني عمليات عسكرية باسم (فتح) قد تحول دون تحقيق مكاسب سياسية علي الصعيد العربي ،والدولي ،وأوكلت هذه المهمة (لأيلول الأسود) التي استطاعت من خلال عملياتها في السبعينات أن تنتزع اعتراف العرب والعالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

• لقد كان صلح خلف بحكم طبيعته وأيديولوجيته عدوا لدودا للاغتيال السياسي ،وللإرهاب بصفة عامة إلا أنه لم يخلط كما يفعل الكثيرون في العالم بين (العنف الثوري) ،و(الإرهاب) ،وبين ما يشكل فعلا سياسيا ،وبين ما هو ليس كذلك ،وفضلا عن ذلك كان أبو إياد يرفض العمل الفردي الذي يرتكب خارج أي تنظيم أو أية إستراتيجية – أو تمليه بواعث ذاتية ،ويدعي الحلول محل كفاح الجماهير الشعبية ..بل علي العكس من ذلك فقد كان يري أن العنف الثوري ينخرط في حركة واسعة ذات بنى يشكل قوة متممة لها ، ويساهم في مدها في فترات الجزر ، والهزيمة ....لكنه (أي العنف الثوري) يصبح نافلا بلا جدوى عندما تسجل الحركة نجاحات علي المستوى المحلي ، أو المسرح الدولي. ولأجل هذا السبب عمدت قيادة فتح علي إنهاء عمليات أيلول الأسود بعد أن تمكنت من تحقيق جميع الأهداف التي أنشئت من أجلها ، وعاد قادتها ، ومقاتلوها إلي صفوف الحركة الأم (فتح) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قيادة المنظمة

تشكلت قيادة هذه المنظمة من كوادر حركة فتح ، والرعيل الأول المؤسس للمؤسسة العسكرية والأمنية ، وبالتحديد بعض أولئك الكوادر الذين تلقوا دورتهم الأمنية الأولي في معهد البحوث الإستراتيجية التابع للمخابرات المصرية منتصف العام 68 . العمليات التي قامت بها المنظمة:


قرار الثورة الفلسطينية بإعدام وصفي التل :

28 نوفمبر 1971 هو التاريخ الذي حددته قيادة أيلول الأسود لإعدام رئيس وزراء الأردن وصفى التل بسب الجرائم والمؤامرات التي حاكها ضد الثورة الفلسطينية أثناء مشاركته في اجتماع مجلس دفاع الجامعة العربية بالقاهرة . الشباب المنفذين هم :- عزت أحمد رباح, منذر خليفة, زياد الحلو, جواد البغدادي تقدم عزت رباح من وصفى التل وهو يتجول في ردهة شيراتون القاهرة وافرغ رصاصات مسدسه في جسد التل وسط ذهول حراسه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء ، حيث نجحت أيلول في الرسالة التي أوصلتها للعرب جميعا بأن اليد التي ستمتد على الشعب الفلسطيني سيتم قطعها إن آجلا أو عاجلا !! وعلى الفور اعتقل الأمن المصري الشباب المنفذين وشرع في التحقيقات فورا ، في الوقت التي أعلنت أيلول الأسود عن مسؤوليتها عن العملية، حيث توجهت أنظار الأمن المصري إلى أبو يوسف النجار وهو الأمر الذي نفاه التحقيق حيث أعلنت صحف القاهرة وعلى رأس الصفحة الأول أن( المتهم الأول والعقل المدبر للعملية وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري). وما أن أذاعت الصحافة نتائج التحقيق حتى توجهت قوة من المخابرات الأردنية إلى منزل أبناء عمه في عمان واعتقلت كل من ( زكى العمري ) ،وأخيه (منصور العمري ) واقتادتهما لجهة غير معلومة ثم عمدت إلى اغتيالهما وإلقاء جثتيهما في حي الشميسانى انتقاما لقتل وصفى التل !!

1- 28/11/71 اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن

 
صورة وثائقية من أرشيف الصحافة.

2- 15/12/71 محاولة اغتيال زيد الرفاعي في لندن .

3- 5/9/72 عملية ميونخ الشهيرة في ألمانيا .

4- 28/1/73 اغتيال موشيه حنان يشي (باروخ كوهين) وتصفية شبكة الموساد في مدريد ،وأوربا . 5- 15/2/73 محاولة احتجاز أعضاء الحكومة الأردنية في عمان . 6- 2/3/73 عملية الخرطوم . 7- 8/3/73 اغتيال سمحا گرلتزر في قبرص .

8- 9/4/73 هجوم مزدوج في قبرص ضد السفير الإسرائيلي (رحميم تيمور) ، وطائرة تابعة لخطوط الطيران الإسرائيلية (العال) .

9- 20/10/74 عملية الدار البيضاء في المغرب أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية، وهي العملية التي أدت إلي الاعتراف العربي بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعدها بأسبوعين تقريبا استقبلت الأمم المتحدة ياسر عرفات وتم الاعتراف العالمي بمنظمة التحرير ،وإعطائها صفة( مراقب )في الأمم المتحدة في سابقة هي الأولي في التاريخ أن تعطي حركة تحرر وطني هذه الصفة ويتم قبولها عضوا في هذا التجمع العالمي.

وتعتبر عمليتا ميونخ، وعملية الدار البيضاء من أهم وأكبر العمليات التي قامت بها هذه المنظمة حيث أن العملية الأولي فرضت الحضور الفلسطيني قويا ومدويا من خلال هذا الحدث الرياضي العالمي أما العملية الثانية فقد استطاعت أن تنتزع الاعتراف العربي والدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.

يبقي القول أن عمليات أيلول الأسود اكتسبت شهرة واسعة، ولاقت تأييداً واسعاً لدي كافة القطاعات الشعبية الفلسطينية بسبب دقة التنظيم، واختيار أهداف صعبة تدل علي الحرفية العالية التي تمتع بها قادة، ومقاتلي أيلول. لقد أصبحت أيلول الأسود مصدر فخر للفلسطينيين الذين شعروا أنهم أصبحوا قادرين علي مقارعة أعدائهم في كافة الساحات، وهو الأمر الذي دعا الكثير من القادة، والمنظمات الأخرى إلي(تبني)عمليات أيلول إلا أنه في حقيقة الأمر لم تكن لهم أي علاقة بأيلول الأسود. وتجدر الإشارة هنا إلي أن العمليات التي قامت بها أيلول الأسود هي فقط العمليات التي أشار إليها صلاح خلف في كتابه (فلسطيني بلا هوية) أما العمليات الأخرى التي قامت بها منظمات فلسطينية حاولت التشبه بأيلول كانت شديدة الضرر علي القضية الفلسطينية، وساعدت علي الخلط بين (العنف الثوري)، و(الإرهاب) في العالم.

اقرأ نصاً ذا علاقة في

تصنيف:منظمة أيلول الأسود


المصادر

• فلسطيني بلا هوية (صلاح خلف). • من القدس إلي ميونخ ( أبو داوود). • مطاردة الأمير الأحمر (ميخال بر زوهر – آيتان هبر ) . • عملية ميونخ . • السيرة النضالية للقادة صلاح خلف ، و فخري العمري .