أحمد بن بويه

(تم التحويل من معز الدولة)

أحمد بن بويه (ت. 8 أبريل 967)، ولقبه معز الدولة، كان أول الأمراء البويهيين في العراق، حكم من عام 945 حتى وفاته.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

هو أحمد بن بويه بن فناخسرو بن تمام، أبو الحسن، معز الدولة. فارسي الأصل ، مستعرب. كان في أول أمره يحمل الحطب على رأسه، ثم ملك هو وأخواه عماد الدولة، وركن الدولة البلاد. وكان أصغر منهما سناً. ويقال له الأقطع؛ لأن يده اليسرى قطعت في معركة مع الأكراد.

تولى في صباه كرمان وسجستان والأهواز، تبعاً لأخيه عماد الدولة، ثم امتلك بغداد سنة 334هـ في خلافة المستكفي العباسي، ودام ملكه في العراق 22 سنة إلا شهراً. وتوفى في بغداد ودفن بها سنة 656هـ/967م.[1]


تأسيس الأسرة البويهية

تنسب الأسرة البويهية إلى أبي شجاع بويه، رجل ديلمي فقير كان يعمل صياداً على شواطئ بحر قزوين، على أن التواريخ بعد نجاح أولاد بويه الثلاثة، علي والحسن وأحمد، حملت عليهم أنساباً مختلفة، فبعضهم ربطهم ببهرام جور الملك الساساني، وبعضهم الآخر ربطهم بوزيره، مهرنرسي، أما أبو إسحاق الصابئ، فقد أرجع نسبهم في كتابه «التاجي» الذي كتبه لتمجيد البويهيين بأمر عضد الدولة إلى بني ضَيَّة في العرب وإلى بُهرام جور في آن واحد.

ويرافق غموض النسب البويهي غموض آخر في نشأة الأخوة الثلاثة، فما يذكر عنهم يكاد يشبه الخرافة، على أنه يستنتج من كل ما ذكر نشأتهم الفقيرة، وقد كان معزّ الدولة بعد تملكه البلاد يعترف بنعمة الله تعالى ويقول «كنت أحتطب الحطب على رأسي».

وقد برز أكبر الأخوة علي، الشهير بعماد الدولة، بمهارته الحربية وشجاعته وسماحته حتى أضحى هو وأخوه الحسن من القوَّاد البارزين في جيش «ماكان بن كاكي» القائد في خدمة الداعي إلى الحق «الحسن بن القاسم» آخر رجال الدولة العلوية في طبرستان، فلما هزم ما كان على يد مرداويج وانتقل إلى خدمة السامانيين انتقل الأخوان إلى خدمة مرداويج الجيلاني الذي علا شأنه سنة 315هـ/927م، وهو مؤسس الدولة أو الأسرة الزيارية التي كانت أول سلالة ثبتت مركزها غرب أراضي السامانيين في إيران، وامتد نفوذها من غربي إيران إلى الأهواز، ولكنها استقرت أخيراً في منطقة جرجان، واستمر حكمها حتى سنة 470هـ/1077م.

ولايته على كرمان

أظهر أولاد بويه أيام مرداويج مقدرة وكفاية، وترقَّى منهم عماد الدولة حتى ولاه مرداويج على الكرج، فأصاب نجاحاً وأظهر له الكرج الحب، فأثار ذلك شكوك مرداويج، وكاد الشر يقع بينه وبين أبناء بويه، لكن مقتل مرداويج بيد الأتراك سنة 323هـ/934م، أتاح الفرصة أمام الأخوة الثلاثة، فتمكن عماد الدولة وأخوه الحسن (ركن الدولة)، من السيطرة على بلاد فارس والجبَل، وبقي أخوهما الأصغر أحمد بغير ولاية يستبد بها، فرأيا أن يسيِّراه إلى كرمان ففعل، ثم ازداد طموح أحمد فأخذ يهاجم ممتلكات الخليفة ما بين سنتي 331 و334هـ، موغلاً في كل هجمة في بلاد العراق، وكانت أحوال بغداد السياسية في غاية السوء والفوضى بعدما أخفق نظام إمرة الأمراء إخفاقاً ذريعاً، وفي سنة 334 توفي توزون أمير الأمراء، فخلفه في منصبه قائد آخر يعرف بابن شيرزاد، وبعد تسلمه لمنصبه ببضعة أشهر، تحرَّك أحمد بن بويه من الأهواز واستطاع الوصول إلى بغداد دون عناء كبير، فاستقبله الخليفة المستكفي 333-334هـ في دار الخلافة، وخلع عليه، ولقَّبه معزّ الدولة كما لقَّب أخاه علياً بعماد الدولة ولقَّب أخاه الحسن بركن الدولة.

تأسيس الدولة البوهية

لم يكن الأخوة الثلاثة متفقين في العمل لواحد منهم، بل كان كل منهم على تساندهم يعمل لحسابه الخاص، ولهذا فقد استقرّ أصغرهم أحمد (معز الدولة) في بغداد. بينما بقي أخوه الأوسط حسن (ركن الدولة) في الري وهمذان وأصبهان بعد أن استخلصها من (وشمكير) أخي مرداويج، أما الأخ الأكبر علي (عماد الدولة)، وهو سبب مجد البويهيين فأقام في فارس وكرمان، فتألف من هؤلاء الأخوة الثلاثة أسرة حاكمة واحدة في ثلاثة مواقع. وكان للبويهيين في العراق الأثر البارز.

لم يكن دخول البويهيين إلى بغداد شبيهاً بدخول الأمراء الآخرين، وما كان مجرد استبدال أمير بأمير، فقد أنشأ البويهيون إمارة وراثية في قلب عاصمة الخلافة منفصلة عن الخليفة نفسه، كما أنهم جاؤوا على رأس جيش أجنبي استولى على عمل الخليفة وعاصمته. فساد الاتجاه العسكري في مؤسسات الدولة، ويلاحظ ذلك في كل أعمالهم وفي طريقة الإدارة التي اتبعوها، وكان بنو بويه شيعة لا يعترفون بحق العباسيين في حكم العالم الإسلامي، ولم يُبق البويهيون هؤلاء الخلفاء إلا لاعتبارات سياسية، فقد أراد معز الدولة نقل الخلافة للمعز لدين الله الفاطمي أو لغيره من العلويين، فحذَّره خواصه من سخط الناس ومخالفتهم، وبينوا له الخطر على مركزه في حالة تعيين خليفة علوي قائلين: «ومتى أجلست بعض العلويين خليفة كان معك من تعتقد أنت وأصحابك صحة خلافته، فلو أمرهم بقتلك لفعلوا».

الهوامش

المصادر

  • R. N. Frye (1975). The Cambridge History of Iran, Volume Four: From the Arab Invasion to the Saljuqs. ISBN 0-521-20093-8
سبقه
لا أحد
أمير البويهيين في العراق
945-967
تبعه
عز الدولة