مطرف صديق (و. 1952)، هو دبلوماسي سوداني ووزير خارجية السودان من يناير 2018. وكان صديق أحد المكلفين بملف عملية إغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك 1995 التي باءت بالفشل، ومطرف حالياً، أحد المسئولين عن ملف مياه النيل داخل أورقة الحزب الحاكم.

مطرف صديق.


وعُرف عن مطرف صديق عدم ميله للظهور في أجهزة الإعلام أو الإدلاء بأي تصريحات صحفية، وكثيراً ما يستخدم عبارة (حنوريكم في وقتو) لتفادي ملاحقة الصحفيين له.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

مطرف صديق النميري، وُلد في حي ود نوباوي، أم درمان عام 1952، وينحدر من قبيلة الدناقلة. تلقي تعليمه الأبتدائي بمدرسة ودنوباوي، ثم ودنوباوي الوسطى ثم مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية التي تم تجنيده فيها للحركة الاسلامية. والتحق بكلية الطب، جامعة الخرطوم، وفور تخرجه عمل بوزارة الصحة الاتحادية في الفترة من 1980-1984.[1]

وتم تكليفه من قبل الحزب للعمل في مجال العمل الطوعي في عدد من الدول الأفريقية، ثم التحق رسمياً بجهاز الأمن الخارجي عام 1992 بعدما ترك العمل في جهاز الأمن الشعبي.


حياته العملية

علاقته بأسامة بن لادن

"غدر بنا في السودان الذين أحضرونا".. بتلك العبارة لخص أسامة بن لادن ثمرة تعامله مع نظام الخرطوم والتي إبتدأت عندما إلتقي بمدينة حيدر أباد الباكستانية بداية التسعينات وفد من الخرطوم يترأسه اللوا مطرف صديق، وضم الوفد وقتها كل من الدكتور عمر عبد المعروف وشرف الدين علي مختار، وفد الخرطوم الذي التقي بن لادن تعهد علي إقامة دولة الخلافة الإسلامية من المحيط إلي الخليج علي أن يكون السودان هو قاعدة ألإنطلاق، فتوالت إلي الخرطوم أفواج المتطرفين والمهوسين، ثم حضر وفد من القاعدة للخرطوم يتكون من أبو همام السعودي وأبو أنيس المدني وأبو الحسن السوداني وكان في استقبالهم اللواء مطرف صديق، وتمت إستضافتهم بفندق الهيلتون.

وحسب وثائق مسربة نشرها موقع ويكليكس، حيث تقول الوثيقة بحسب برقية السفارة الأمريكية بالخرطوم الموجهة لوزارة الخارجية الأمريكية بالرقم(08KHARTOUM1584) أن وكيل وزارة الخارجية السودانية الدكتور مطرف صديق لدي إجتماعه بالوكيل الإداري بوزارة الخارجية الأمريكية باترك كينيدي في السادس وعشرون من أكتوبر عام 2008، قال: "نحن نعتبر أمريكا مثلنا الأعلى"، وأشارت الوثيقة الي أن الإجتماع كان يتعلق بالحاويات الخاصة بالسفارة الأمريكية في الخرطوم التي إحتجزتها الحكومة السودانية في مطار بورتسودان وقتئذ.

وأكد مطرف بحسب الوثيقة لكينيدي أن حكومته عملت بجد لتحسين العلاقات مع أمريكا، مطالباً برفع العقوبات الأمريكية عن السودان.[2]

وقاد مطرف صديق وحينها كان قيادياً بجهاز الأمن الشعبي ومسئولاً بالوكالة الأفريقية الإسلامية للاغاثة شباب الحركة الاسلامية المشاركين في عملية تأمين انقلاب عمر البشير في الثلاثين من يونيو 1989.

وفي 10 ديسمبر 1998 فاجأ عشرة من قيادات المؤتمر الوطني منهم تسعة من أبناء الشمال الجغرافي اجتماعا لمجلس شورى الحزب الحاكم بمذكرة تحدثت لأول مرة عن هيمنة الأمين العام للحزب الدكتور حسن الترابي الذي هو في نفس الوقت الأب الروحي لأصحاب المذكرة، ومضت المذكرة أكثر من ذلك عندما طالبت بتقليص صلاحياته كأمين عام وتخويل هذه الصلاحياته دون مبرر لرئيس الجمهورية عمر البشير، وكشفت المذكرة حجم صراع الهوية والجغرافيا داخل حوش الاسلاميين، حيث ذهب أهل الغرب والجنوب والشرق مع الدكتور الترابي وبقي (الجلابة) مع البشير، وكان من ضم الموقعين علي المذكرة مطرف صديق،بل أن روايات كثيرة أشارات الي أن مطرف صديق ونافع علي نافع والاثنان من خلفيات أمنية هما من بادر بطرح فكرة المذكرة.

علاقته بالجماعات المتطرفة

ارتبطت سيرة مطرف صديق بالمؤامرات والدسائس وإنتاج العنف ومنذ أن كان طالباً في الجامعة، وفي السبعينات اعتدي مطرف صديق علي كادر الجمهوريين أحمد المصطفى دالى فى مقهى النشاط بجامعة الخرطوم، قبل أن ينضم الي ما عرف بالمرتزقة التي فشلت في إسقاط نظام الرئيس جعفر نميري عسكرياً، وتولي مطرف صديق عملية تعذيب معارضي النظام ،وكان أحد أبرز المسئولين عن بيوت الأشباح،وكانت مهمته إختطاف معارضي النظام من الدول التي تعاونت مع الخرطوم وزج بهم في المعتقلات والسجون، الأمر الذي شجع البشير الي تعينه نائباً لمدير الأمن الخارجي، خاصة أن الرجل عمل ولفترة طويلة في المنظمات الطوعية الاسلامية ولديه علاقات مع جماعات دينية متطرفة في شرق أفريقيا وأسيا، ومازال الرجل ممسك بهذه الملفات وأبرزها جيش الرب الأوغندي والشباب المجاهدين، هذا بجانب ملف المليشيات الجنوبية، وتقول منظمات حقوقية أن الرجل في قائمة المطلوبين لدي المحكمة الجنائية الدولية.

محاولة اغتيال مبارك

في 2016، نُشر تسجيل لحسن الترابي يؤكد فيها ضلوع علي عثمان محمد طه وزير الخارجية السوداني وقتها، وعلي نافع على نافع مدير جهاز الأمن فى ذلك التوقيت، ومطرف صديق نائب مدير جهاز الأمن وقتها أيضًا، وصلاح عبد الله قوش، وأسماء أخري فى الإعلام دكتور عوض الجاز وونصر الدين محمد وآخرين، فى محاولة الإغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.[3]

العمل الدبلوماسي

عُين نائب لمدير جهاز الأمن الخارجي عام 1997 وقبلها عمل دبلوماسياً بالسفارة السودانية في نيجيريا، ثم مستشاراً للسلام برئاسة الجمهورية بدرجة وزير دولة في أبريل 1998 واستمر في هذا المنصب حتي مايو 2001، وطوال هذه الفترة كان مسئولاً عن الملف الأمني الخاصة بالمجموعات الموقعة علي اتفاقيات سلام مع نظام الخرطوم، وبعدها تم تعينه سفيرا بوزارة الخارجية مسئولاً عن ملف الجماعات الدينية المتطرفة في أفريقيا.

وفي 9 يناير 2002 وقع مطرف صديق نيابة عن نظام الخرطوم علي اتفاق وقف إطلاق النار في جبال النوبة في بيرنقستوك بسويسرا، وشارك في معظم جولات المفاوضات منذ 1992 (نيروبي، أديس أبابا، أبوجا، جنيف).

وقاد مطرف صديق وفد نظام الخرطوم في جولات الحوار السوداني الأوروبي، وترأس اللجنة الثلاثية لمعالجة الأوضاع في دارفور والخاصة بنشر القوات المشتركة.

وشغل مطرف صديق منصب وكيل وزارة الخارجية ووزير دولة بالخارجية ووكيل وزارة الشئون الانسانية وكل الملفات التي كلف بها ذات طابع أمني وأستخباراتي.

قاد مطرف صديق وفد نظام الخرطوم إلي الصين للتفاوض حول اتفاقية شراء أسلحة شملت صواريخ بالستية متوسطة المدى وصواريخ قصيرة المدى وصواريخ مضادة للدبابات، ورغم أن بكين أنكرت الصفقة، إلا أن مجلة كناوا الصينية أكدت بعد عام من الصفقة أن السودان اشترى عددًا غير محدد من صواريخ دبليو إس 2 متعددة الإطلاق من الصين، مضيفة أن السودان الآن من اقوى الأنظمة الهجومية طويلة المدى بالقارة الإفريقية، كما أن نظام الخرطوم استخدم بالفعل هذه الأسلحة في حربه ضد مواطني جبال النوبة والنيل الأزرق، هذه الصفقة توضح بدقة المهام التي يقوم بها مطرف صديق تحت مظلة الدبلوماسية والشئون الأنسانية.

وشارك مطرف صديق في مفاوضات أديس أبابا الأخيرة مع الحركة الشعبية – شمال السودان والتي انتهت بالاتفاق الإطاري الذي رفضه البشير.

المصادر

  1. ^ "فضحته وثائق (ويكليكس).. سفير (الخرطوم) لدي (جوبا)..مؤامرة تلو الأخري!!". صحيفة الراكوبة. 2012-11-01. Retrieved 2018-01-17.
  2. ^ "مطرف صديق لمسئول أميركي: نحن نحب أميركا.. وهي مثلنا الأعلى، ونتمنى أن يصبح السودان مثل أميركا يوما ما". سودانيل. 2011-09-17. Retrieved 2018-01-17.
  3. ^ مطرف صديق …… قراصنة الصومال …… تنظيم القاعدة ……مرحبا بكم فى جنوب السودان!!!!، حركة العدل والمساواة السودانية
مناصب سياسية
سبقه
ابراهيم غندور
وزير خارجية السودان
الحاضر-2018
تبعه
الحالي