المسحّر أو المسحراتي، هو الرجل المميز في رمضان، وينحصر عمله في ذلك الشهر، فهو الذي يوقظ الناس للسحور. ولكل حي مسحر أو أكثر حسب مساحة الحي وكثرة سكانه. ويبدأ المسحر جولته قبل موعد الإمساك بساعتين، يحمل طبلته بحبل في رقبته فتتدلى إلى صدره، أو يحملها بيده، ويضرب عليها بعصا خاصة. وكان يرافقه شخص آخر يحمل الفانوس، لما كانت إنارة الشوارع محدودة. ثم اختفى الفانوس وبقي المسحر الذي يعرف اصحاب الدور، فيقف عند أبواب بعضهم ويصيح باسمه ليوقظه.

مسحر شاب يلبس اللبس التقليدي في الشام.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ما ذا يردد المسحر

ويردد المسحر أثناء تجواله بين الأزقة عبارات مختلفة تتناسب مع شهر رمضان منها:

يا نايم وحّد الدايم... يا نايم اذكر الله... يا نايم وحّد الله... قوموا على سحوركم.. كما يردد أحياناً المدائح النبوية.

وكان الجميع يعتمدون عليه في نهوضهم للسحور. أما اليوم فلا يرغب بعضهم بالاستيقاظ للسحور، أو يفضلون الاستيقاظ في وقت معين معتمدين على ساعة المنبه، وقد ينبهون المسحر ليخفض صوته عند مروره بهم.


جولات المسحر

وكان للمسحر ثلاث جولات:

الأولى: يومية تشمل كل الحي لإيقاظ الناس وقت السحر،

الثانية: يومية تشمل بعض الأحياء بالتناوب لجمع الطعام والمساعدات، ويصطحب معه في هذه الجولة مساعداً ليحمل سلة وبعض الأطباق لوضع ما تجود به العائلات من أطعمة، ويضطر لوضعها مع بعضها في طبق واحد أحياناً. لذلك يتردد على ألسنة الناس المثل الشعبي الذي يقول "مثل أكلات المسحر" لمن يضع في طبقه عدة أنواع من الطعام دفعة واحدة. وأصبح الناس اليوم يجودون بالمال بدل الطعام، فهو الأفضل.

الجولة الثالثة للمسحر: فكانت أيام العيد لجمع "العيديات" من الناس. وترافقه في هذه الجولات طبلته التي هي بمثابة هويته الخاصة.

وكان المسحر يتعرض لمشاكسات الأطفال كثيراً، خاصة في جولته المسائية لجمع الأطعمة. فكانوا يلتفون حوله أو يلحقون به وهم يرددون:

"أبو طبلة مرته (زوجته) حبلة... شو جابت؟ ما جابت شي... جابت جردون بيمشي!"

وقد يتقبل المسحر هذه المشاكسات برحابة صدر أو يصيح بهم ويطردهم. وقد استغنى بعضهم عن هذه الجولة للتخلص من تلك المشاكسات. يترحم بعض المسحرين اليوم على أيام زمان لأن فيها خير وبركة، وكانت الأعطيات كثيرة؛ بينما يقول البعض الآخر: لا تزال الدنيا بخير

قصيدة اتنين صباحاً
صلاح جاهين

النور مـَلـوْ الشـوارع،
ومليون راديـو والـع،
الساعة اتنين صباحاً،
لكين إيـه المـوانـع !
... الخلق رايحة جايه ،
والدنيا لسه حية ،
مليانة بالهـأو أو ،
وزعـيـق القهـوجـيـة .
... واحد يقول لواحد :
خليك يا عم قاعد ،
التاني يقول له : شكراً

ده أنا م المغرب مواعد ،
فيه سهرة لسه عندي ،
في بيت فلان افندي ،
ح ناكل حاجة حلوة ،
ونشرب تـمـر هندي . .
واللي تروج دالقة جـردل ،
فوق حضرة المبجل ،
طبعاً صاحـبنا يـزعـل ،
وينفجر شتـايم . . .
والحي كله يوصل ،
ما بين مصلح ولايم ،

اللي يقول :
يااا جمـاعـة . . .
واللي يقول : يا بهايم . .
ومطرب الإذاعة ،
يصرخ ، وف وجـده هايم . .
ولو طرطقت ودنك ،
في وسـط دي العظايم ،
تسمع مسحراتي ،
بطبلة صوتها واطي ،
بيـقـول :
   اصحى يا نـايـم.

اتنين صباحاً، صلاح جاهين

اقرأ أيضا