مذبحة مدرسة التابعين
مذبحة مدرسة التابعين، هي غارة صاروخية إسرائيلية على مدرسة التابعين في حي الدرج، شرق مدينة غزة، 10 أغسطس 2024.[2] صرح مدير المستشفى الأهلي العربي أن الغارة أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 80 فلسطينياً.[3] وبحسب وزارة الصحة في غزة، أسفر الهجوم عن إصابة 47 آخرين، وقد علق الكثير من الضحايا في المدرسة مع اندلاع الحريق الناجم عن الهجوم.[4][5]
| مذبحة مدرسة التابعين | |
|---|---|
| جزء من الحرب الإسرائيلية على غزة | |
 فلسطينيون يبحثون عن أشلاء الضحايا تحت حطام المسجد في أعقاب الهجوم. | |
  الموقع في قطاع غزة | |
| المكان | غزة، قطاع غزة |
| التاريخ | 10 أغسطس 2024 |
| الهدف | مسجد داخل مدرسة التابعين [1] |
نوع الهجوم | هجمات صاروخية |
| الوفيات | 80+ |
المصابون | 47 |
| المنفذون |  إسرائيل |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
بعد شن فصائل المقاومة الفلسطينية هجوماً على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة. بحسب الجانب الإسرائيلي، قتلت المقاومة في هجومها نحو 1145 جندياً وعسكرياً، واختطفوا 251 شخصاً، منهم مواطنون أجانب وإسرائيليون وجنود في الجيش الإسرائيلي، إلى قطاع غزة.[6][7] في المقابل، حتى شن مذبحة مدرسة التابعين، استشهد نحو 40.000 فلسطيني، وأصيب قرابة 100.000 آخرين، أكثر من 50% منهم من الأطفال.[8]
وقعت مذبحة مدرسة التابعين وسط مفاوضات حول مقترح لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.[9] وكان هذا الهجوم الخامس على مدرسة خلال أسبوع، وأعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن "فزعه من نمط الهجمات المتصاعد" على المدارس أثناء الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة.[10][11][12]
الهجوم
حوالي الساعة 4:40 صباحاً[13] أثناء صلاة الفجر في مسجد بمدرسة التابعين، حيث كانت المدرسة تأوي قاربة 6.000 نازح، أطلق الجيش الإسرائيلي ثلاثة صواريخ المبنى، مما تسبب في انهياره. ووفقًا لشهود عيان، لم يصدر أي تحذير قبل الهجوم.[14]
في ذلك الوقت كانت المدرسة تأويي أكبر عدد من النازحين بسبب وقوعه أثناء صلاة الفجر، حيث قال شهود عيان أن نحو 250 شخصاً كانوا داخل المسجد وقت الهجوم.[15][16]
بسبب الضربات الصاروخية اندلع حريق تسبب في سقوط المزيد من الضحايا الذين نجوا من الانفجار الأولي لكنهم حوصروا بين الأنقاض والحطام. ولم يتمكن عمال الإنقاذ الذين وصلوا إلى مكان الحادث وحاولوا إخماد الحريق من تحرير العديد من المحاصرين تحت الأنقاض قبل أن تغلب عليهم الدخان المنتشر والنيران، والتي ورد أنها تضمنت عائلات بأكملها. وقد تعرقلت محاولات عمال الإنقاذ وغيرهم من المدنيين للحد من انتشار الحريق وإنقاذ أرواح المدنيين المحاصرين بشكل خطير بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بقطع إمدادات المياه عن المنطقة.[15]
الضحايا
صرح مدير المستشفى الأهلي العربي أن الهجوم قد أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 80 فلسطينياً.[3] وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد أصيب 47 آخرين.[17][1] ووصف المدير الإقليمي لمنظمة انقذوا الأطفال الهجوم بأنه أكثر هجمات المدارس دموية منذ أكتوبر 2023.[18] وقالت هيئة الدفاع المدني الفلسطيني إن من بين الضحايا 11 طفلاً و6 نساء.[4] كما تواردت أنباء عن سقوط العديد من كبار السن في الهجوم.[15]
ولتبرير المذبحة، أصدر الجيش الإسرائيلي والشين بيت أسماء 19 ناشطاً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي زعموا إنهم قُتلوا في الغارة.[19] كما اتهم الجانب الإسرائيلي وزارة الصحة في غزة بالمبالغة في أعداد الضحايا.[20]
أصيب الضحايا الذين استقبلهم مستشفى الأهلي العربي بشظايا من المتفجرات التي تسببت في نزيف غزير، بينما عانى الناجون الآخرون من حروق شديدة بسبب الحريق الذي أعقب الانفجارات الأولية. وبسبب التدفق المفاجئ للضحايا بالإضافة إلى نقص الموظفين والإمدادات الطبية، لم يتمكن العاملون في مجال الرعاية الصحية في المستشفى من تقديم المساعدة اللازمة بينما دفع نظام المستشفى إلى "حافة الانهيار". واضطر العاملون في مجال الرعاية الصحية إلى إعادة تدوير الإمدادات الطبية بسبب النقص الشديد. كما نُقل العديد من الجثث إلى المستشفى للتعرف عليها، وكان من الصعب التعرف على العديد منها حيث نُقلت أشلائهم مقطعة إلى أجزاء صغيرة.[15] وعند توجهم بعض ذوي الضحايا لاستلام جثامينهم، كان في كثير من الأحيان يُسلمون أكياساً بها أشلاء من اللحم المحترق، والعظام المكسرة.
ردود الفعل
الفلسطينية
ووصف المكتب الإعلامي لحكومة غزة الهجمات بأنها "مذبحة" تندرج "في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني". واتهم كذلك الجيش الإسرائيلي بقصف موقع يأوي نازحين بشكل مباشر أثناء أداء صلاة الفجر بهدف زيادة عدد القتلى المدنيين دفعة واحدة. وزعم المكتب أن المتفجرات الثلاث المستخدمة في الهجمات تحمل كل منها حمولة 907 كجم. ودعا المجتمع الدولي وأي منظمات إلى ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف احتلالها. وأكد المكتب أنه بالإضافة إلى إسرائيل، يحمل "الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المذبحة".[15]
ووصفت حركة فتح الهجوم بأنه "مذبحة دموية شنيعة" تمثل "ذروة الإرهاب والإجرام"، وأكدت أن الطبيعة الوحشية للضربات تؤكد طبيعة الإبادة الجماعية للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة. ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى وقف الحرب على الفور ومنع إسرائيل من شن المزيد من الهجمات.[15]
من جهتها نفت حماس استخدام المدرسة كمركز قيادة وسيطرة ووصفت الهجوم بأنه "جريمة مروعة وتصعيد خطير" في "حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني".[21]
وصرح مسؤولون فلسطينيون لسي إن إن إن إسرائيل لم تصدر تحذير قبل الهجوم.[14]
الإسرائيلية
أكد الجيش الإسرائيلي التقارير التي تفيد بأن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف المدرسة. وزعم أن المدرسة "كانت تضم 20 إرهابياً من حماس والجهاد الإسلامي" وكانت تُستخدم "كمقر لحماس" استنادًا إلى معلومات استخباراتية من الجيش الإسرائيلي والقيادة الجنوبية والشين بيت.[22][10][15] وزعم الجيش الإسرائيلي أنه اتخذ "خطوات عديدة" لتقليل احتمالات إلحاق الأذى بالمدنيين مثل استخدام الأسلحة الدقيقة، والاستخبارات، و"التدابير التعاقدية". وأكد أن حماس أقامت عمداً أحد مقراتها العسكرية في المدرسة من أجل استخدام المدنيين "كدروع بشرية للأنشطة الإرهابية"، واتهم حماس "بانتهاك القانون الدولي بشكل ممنهج".[2][15][21]
الدولية
مصر: صرحت وزارة الخارجية المصرية أن استعداد إسرائيل لقتل المدنيين العزل عمداً يدل على أنها لا تملك أي نية أو دافع سياسي للدفع نحو وقف إطلاق النار خلال الحرب.[16]
الاتحاد الأوروپي: قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية جوزپ بورل إنه "مذعور" من الصور التي خرجت من مدرسة التابعين بعد الهجوم.[23]
فرنسا: أدانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجوم "بأقوى العبارات" وقالت إن "المباني المدرسية كانت هدفاً متكرراً لعدة أسابيع مع سقوط عدد لا يطاق من الضحايا المدنيين. ويتعين على إسرائيل أن تحترم القانون الإنساني الدولي".[24]
قطر: أدانت وزارة الخارجية القطرية "المذبحة المروعة"، مشيرة إلى أنها "جريمة حقيقية ضد المدنيين النازحين العزل وحقوقهم الأساسية بموجب القانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 2610".[25]
المملكة المتحدة: قال وزير الخارجية ديڤد لامي إنه "منزعج من الضربة العسكرية الإسرائيلية على مدرسة التابعين والخسارة المأساوية في الأرواح. يجب على حماس أن تتوقف عن تعريض المدنيين للخطر. يجب على إسرائيل أن تمتثل للقانون الإنساني الدولي. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري لحماية المدنيين، وتحرير جميع الرهائن، وإنهاء القيود المفروضة على المساعدات"[26]
الأمم المتحدة: قال متحدث باسم اليونيسيف لبي بي سي إن الهجوم كان "فظيعًا حقًا"، وأضاف أن "جميع هذه المدارس مكتظة بالمدنيين والأطفال والأمهات والعائلات، الذين يلجؤون إلى أي مساحة فارغة سواء كانت مدرسة أو مسجدًا، مهما كان، حتى في ساحات المستشفيات".[21] دعا رئيس وكالة الأونروا، فيليب لازاريني، إلى وضع حد "للأهوال التي تتكشف أمام أنظارنا".[27] أدان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الوتيرة المتزايدة للهجمات الإسرائيلية على المدارس التي تؤوي الفلسطينيين النازحين، وأشار إلى أن هذا هو الهجوم الحادي والعشرين على الأقل على مدرسة سجله مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان منذ 4يوليو.[28]
انظر أيضاً
المصادر
- ^ أ ب "IDF doubts Hamas claim of over 90 dead after strike on terror operatives at Gaza school". The Times of Israel. 10 August 2024. Retrieved 10 August 2024.
- ^ أ ب "More than 100 Palestinians killed in Israeli air strike on school". ABC News (in الإنجليزية الأسترالية). 2024-08-10. Archived from the original on 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
- ^ أ ب "Israeli airstrike on a Gaza school used as a shelter kills at least 80, Palestinian officials say". AP News (in الإنجليزية). 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
Fadel Naeem, director of the al-Ahli hospital in Gaza City, told The Associated Press that the facility received 70 bodies along with the body parts of at least 10 others.
- ^ أ ب "Scores reported dead in Gaza school shelter as Israel says it bombed militants". Reuters. 10 August 2024. Retrieved 10 August 2024.
- ^ Abdulrahim, Raja; Kim, Victoria (August 10, 2024). "Israel Strikes School Complex in Gaza, Killing Dozens, Local Health Officials Say". The New York Times – via NYTimes.com.
- ^ "This is a dangerous moment in Israel-Hamas war - and the rest of the world is holding its breath". Sky News (in الإنجليزية). Retrieved 2024-08-10.
- ^ "What we know about the captives taken by Hamas". Al Jazeera (in الإنجليزية). Retrieved 2024-08-10.
- ^ "Reported impact snapshot | Gaza Strip (17 July 2024)". United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (in الإنجليزية). 17 July 2024. Retrieved 19 July 2024.
- ^ عوض, قدري. "الحرب على غزة.. مجزرة جديدة بحي الدرج وتأكيد أميركي على ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار". الجزيرة نت.
- ^ أ ب Tawfeeq, Lex Harvey, Irene Nasser, Mohammed (August 10, 2024). "More than 90 Palestinians killed in Israeli strike on school and mosque sheltering displaced people, Gaza officials say". CNN.
{{cite web}}: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - ^ "UN Human Rights Office - OPT: UN Human Rights Office in Palestine horrified by pattern of Israeli strikes on schools in Gaza and use of lethal force in the West Bank - occupied Palestinian territory | ReliefWeb". reliefweb.int. August 5, 2024.
- ^ Abdulrahim, Raja; Kim, Victoria (August 10, 2024). "Israel Strikes School Complex in Gaza, Killing Dozens, Local Health Officials Say". The New York Times – via NYTimes.com.
- ^ "Almost 100 killed in Israeli strike on Gaza school, civil defense says". Washington Post. 10 August 2024. Archived from the original on 10 August 2024. Retrieved 10 August 2024.
- ^ أ ب "More than 90 Palestinians killed in Israeli strike on school and mosque sheltering displaced people, Gaza officials say". CNN. 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Mccready, Alastair (10 August 2024). "Israel-Palestine conflict | Live updates". Al Jazeera (in الإنجليزية). Archived from the original on 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
Israel claims, without offering any evidence, that the school was being used as a compound by Hamas and Palestinian Islamic Jihad. It says intelligence showed 20 fighters were based there.
- ^ أ ب Ambrose, Tom; Mackay, Hamish (2024-08-10). "Israel-Gaza war live: dozens reported dead after Israeli strike on Gaza school". the Guardian (in الإنجليزية البريطانية). ISSN 0261-3077. Archived from the original on 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
- ^ "More than 90 Palestinians killed in Israeli strike on school and mosque sheltering displaced people, Gaza officials say". CNN (in الإنجليزية). 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
- ^ "Almost 100 killed in Israeli strike on Gaza school, civil defense says". Washington Post. 10 August 2024. Archived from the original on 10 August 2024. Retrieved 10 August 2024.
- ^ "Israel names 19 terror operatives killed in Gaza strike, says no major damage to school complex, denies Hamas death toll claims". The Times of Israel. 10 August 2024. Retrieved 10 August 2024.
- ^ "Scores reported dead in Gaza school shelter as Israel says it bombed militants". Reuters. 10 August 2024. Retrieved 10 August 2024.
- ^ أ ب ت "Israel-Gaza war: Dozens reportedly killed in Israeli air strike on school building". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). 2024-08-10. Archived from the original on 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
- ^ "أكثر من 100 قتيل في قصف على مدرسة بغزة.. وإسرائيل تعلّق". سكاي نيوز عربية. Archived from the original on 2024-08-10. Retrieved 2024-08-10.
- ^ "EU's Borrell 'horrified' by images from bombed Gaza City school". Al Jazeera. 10 August 2024.
- ^ "France condemns Gaza school attack". Al Jazeera. 10 August 2024.
- ^ "Qatar latest to condemn Israel's attack on al-Tabin school". Al Jazeera. 10 August 2024.
- ^ Lammy, David [@DavidLammy] (2024-08-10). "David Lammy on X" (Tweet) (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-08-10 – via Twitter.
{{cite web}}: Cite has empty unknown parameter:|dead-url=(help) - ^ "Another day of horror in Gaza: UNRWA head". Al Jazeera. 10 August 2024.
- ^ "UN Human Rights Office - OPT: The UN Human Rights Office condemns Israeli Defense Force's Strike on Al Tabae'en School in Gaza City". ReliefWeb. 10 August 2024.
<include>
</noinclude>