كفتون، هي قرية صغيرة تقع على امتداد الضفة الشمالية لنهر الجوز في قضاء الكورة، محافظة الشمال، لبنان. يبلغ عدد سكان القرية حوالي ثلاث مائة نسمة، وينتشرون في حوالي أربعة وسبعين بيتاً. معظم سكان كفتون من أصول رومية أرثوذكسية.[1] أشهر عائلات البلدة هي عائلة موسى-جرجس.[2]

كفتون
قرية
الجسر القديم في كفتون.
الجسر القديم في كفتون.
خريطة توضح موقع كفتون في لبنان.
خريطة توضح موقع كفتون في لبنان.
كفتون
الموقع في لبنان
الإحداثيات: 34°16′N 35°46′E / 34.267°N 35.767°E / 34.267; 35.767Coordinates: 34°16′N 35°46′E / 34.267°N 35.767°E / 34.267; 35.767
البلدFlag of لبنان لبنان
المحافظةالشمال
القضاءالكورة
منطقة التوقيتUTC+2 (EET)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)UTC+3 (EEST)
رمز الهاتف+961
الموقع الإلكترونيhttp://www.kaftoun.com/

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

على حدود البلدة جسر قديم يعود إلى العهد الروماني قائم على نهر العصفور، لم يبق منه اليوم إلا ركائزه، وجسر آخر يعود إلى العهد العثماني يبعد عنه 200 متر باتجاه البحر، وقد كان يشكل أيضاً حلقة وصل بين كفتون والمناطق والأقضية ولا سيما الكورة وزغرتا وبشري والبترون وجبيل. من هنا اكتسبت البلدة اهميتها التاريخية التي تعود ألى أكثر من مئتي سنة. وقد مر فيها الملوك التي كانت تسكن قلاع عين عكرين وبزيزا وداربعشتار.


الاقتصاد

 
نهر الجوز في كفتون.

اعتمد الأهالي في معيشتهم، حتى السبعينيات، على زراعة التبغ الذي كان المورد الرئيسي للحياة والتعليم، وعندما تراجعت هذه الزراعة ومن ثم انقرضت تحول الاهتمام إلى زراعة الزيتون التي تتراجع أيضاً اليوم بسبب عدم تصريف الانتاج وارتفاع كلفة خدمتها، ما دفع الأهالي إلى التوجه نحو الوظائف ولا سيما التعليم أو السفر إلى الخارج وبشكل خاص نحو البلاد العربية.

المعالم الرئيسية

تعود معظم الاثار في البلدة إلى الزمن الروماني، كما يؤكد مختار البلدة ادمون فارس، وقد اكتشف حجر منارة، قرب كنيسة القديس فوقا، اثناء القيام بحفر الساحة العامة. ومن الاثار البارزة "قطين العظام" ومغارة القديس حنانيا قرب نهر الجوز في المرتفعات الذي تترد حوله اساطير كثيرة.[3]

دير سيدة كفتون

 
دير سيدة كفتون.

دير سيدة كفتون: حسب معلومات رئيسة الدير الأم لوسيا شلهوب فإن تأسيس الدير يعود إلى القرن السادس، أما الرهبنة فتأسست عام 1904 فيه، سكنه في المرحلة الأولى رهبان قدر عددهم بحوالي 300 راهب. بداية السبعينات لم يعد يسكنه أحد، وسرقت منه "أيقونة سيدة كفتون" الأثرية عام 1972، إلى أن عادت بفضل مساعي المطران جورج خضر من متحف لندن إلى الدير، وفي عام 1975 عادت وسرقت مع كل الصور والمخطوطات الموجودة كونه مهجوراً إلى أن قدمت في اام 1977 من دير مار يعقوب دده الأم أنطونينا والأخت لوسيا وفتحتا الدير وبدأتا ورشة الإعمار والتأهيل بعد أن أضحى اسطبلاً للحيوانات.

وبعد عشر سنوات من سرقة الأيقونة عادت إلى الدير بأعجوبة، حيث ظهرت العذراء على سارقها ما دفعه إلى إعادتها. وفي ظروف الحرب أرسلت إلى فرنسا لترميمها وبقيت هناك مدة تسع سنوات إلى أن أعادها المطران خضر عام 1997. وتكمن أهمية الأيقونة في أنها مرسومة على الوجهين، الأول يعود إلى القرن الحادي عشر ويمثل العذراء والسيد المسيح، والوجه الثاني يعود للقرن الثالث عشر ويمثل معمودية السيد المسيح ومكتوب عليه باللغات الثلاث: السريانية والعربية واليونانية، وهي اليوم معروضة في كنيسة الدير.

يضم الدير آثاراً تاريخية قديمة لآبار وأجران منحوتة بالصخر ومطحنة ومعصرة قديمة تعود للقرن السادس. وقد بني الدير في الصخر وما زالت الآثار بادية بوضوح للعيان رغم عمليات التأهيل التي تعرض لها. إلى جانب الدير كنيسة مار سركيس التي كشف عنها حديثاً بعد أن كانت مدفونة في الأرض وتعلوها الحشائش والنباتات البرية.

كنيسة مار سركيس

في عام 2003 قامت راهبات دير سيدة كفتون بترميم الكنيسة القديمة التي تبعد ثلاثين مترا تقريبا عن الدير، والتي لم يكن يعرف منها سوى اسمها "مار سركيس" وقد كانت مدفونة بين الاتربة ولم يكن يبدو منها سوى السقف المغطى بالاعشاب. وبدأ العمل بإزالة الأتربة، حتى كشفت البنية الأساسية التي اظهرت ان الكنيسة خضعت لتعديلات كثيرة، وهي تنتمي في الأصل إلى طراز من الكنائس المستوحاة من العمارة الرومانية، ويدعى بازيليكا، وتتألف من ثلاثة أَروقة وهي تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر. وتم اكتشاف مربعات هي أساسات غرف كانت تتصل بالكنيسة بأَدراج ولها طبقتان في ارضيتها: طبقة كلس وحصى، وطبقة من بلاط الحجر المنعم، تعود لمرحلة سابقة زمنيا. وعندما خطط المهندسون لتجديد الكنيسة وتجهيزها للاستعمال الطقوسي الديني ظهرت على الجدران ايقونة بيزنطية لبشارة السيدة محفوظة جيدا بالرغم من أنها كانت مغطاة بطبقة كلسية مع آثار عفونة. عندئذ، تحول الاهتمام الى إنقاذ وترميم الجداريات، التي ظهرت اعداد منها في الكنيسة بعد ازالة المواد الكلسية التي طليت بها، والتي يرجح حدوثها ما بعد القرن الثامن عشر. وهذا ما دفع راهبات الدير الى ان يقمن باعداد كتاب عن تاريخ دير سيدة كفتون والاماكن الاثرية والدينية المحيطة به، سوف يصدر قريبا.

محمية فريد ودعد كرم

وما يميز البلدة اليوم محمية "فريد ودعد كرم" في قلب الطبيعية، التي تبرع بها ابن البلدة فريد كرم لصالح جامعة البلمند لتهتم بها كمركز للابحاث الزراعية والحيوانية على مساحة 60 الف متر مربع، اذ انها تضم مسرحا في الهواء الطلق، ومكانا للتنزه والتخيم، وبئرا ارتوازيا، وحوض مياه، ومزرعة فيها العشرات من انواع الحيوانات، وما يتجاوز ال200 من اصناف النباتات والاشجار.. الهجرة

الديموغرافيا

تعود الهجرة في كفتون إلى عام 1700 والوجهة كانت الى البرازيل ونيويورك حيث لمع منهم جرس ديب حاكم ولاية في الأرجنتين، وأخوه ميشال سيناتور في مجلس الشيوخ في الأرجنتين أيضاً. ومن المقيمين تميز العميد المتقاعد موسى كنعان الذي عين وزيراً في حكومة مصغرة والتي لم تدم طويلاً.

عائلات كفتون

أهم عائلات كفتون وأقدمها: شاهين، وهبة، فارس، كنعان، كرم. ويذكر انه قدم من حوران اربع اخوة، على خلفية خلافات مذهبية، اذ التجأوا الى دير سيدة كفتون الذي كان يسكنه كاهن من حوران، وهم ضاهر، سركيس، سمعان وفرح ومنهم تفرعت عائلات. اما عائلة عكاري اصلها من عكار اذ اقدم شاب عكاري كان يعمل في البلدة على الزواج من فتاة منها واستقر فيها واخذت العائلة الاسم من لقبه. وعائلة السودا جذورها من الميناء - طرابلس حيث تزوج شاب منها فتاة في القرية وسكن فيها وتفرعت منه العائلة. وفياض تزوج فتاة من عائلة فارس واستقر في البلدة ومنه تفرعت عائلة كما حال شاغوري ذات الجذور الزحلاوية.

الحكم

أول مختار لكفتون هو حنا يعقوب سمعان ومن ثم تعاقب على رئاسة المجلس الاختياري كل من نخلة يعقوب ضاهر، سركيس سركيس الذي استمر مختارا مدة ثلاثين سنة، وبعده تبوأ هذا المركز المختار ادمون فارس على مدى ثلاث دورات متتالية وما يزال. وقد ترشح لهذا المنصب بناء على شهادة الجميع خدمة لابناء البلدة. وتعاقب على المجلس البلدي في بلدة كفتون الدكتورة ماري كرم، جورج نقولا سركيس الذي يعمل كاداري في الجامعة الاميركية، زاهي السودا، جنان سركيس، وحاليا نخلة فارس.

حادث أغسطس 2020

 
السيارة التي استخدمت في تنفيذ هجوم كفتون، أغسطس 2020.

في 22 أغسطس 2020، قام أربع أشخاص على متن سيارة مجهولة بإطلاق النار أثناء مرورها في بلدة كفتون[4]، ولقى جراء الحادث ثلاثة أشخاص مصرعهم، هم علاء فارس ابن رئيس البلدية والشرطيان جورج وفادي سركيس.

لم تفض تحقيقات الشرطة إلى عن توقيف شخص واحد فلسطيني الجنسية من سكان مخيم البداوي، هذا بالإضافة لشخص سوري الجنسية، تم توقيفه في بلدة خربة داوود في عكار، بعدما تمكن من الفرار من منزله قبل وصول عناصر الدورية الذين قاموا بتفجير جدار خلفي للدخول منه الى المنزل خشية أن يكون الشخص المطلوب قد قام بتفخيخ الباب الرئيسي للنيل من العناصر الأمنية، خصوصاً أنه كان موقوفاً سابقاً بتهم الارهاب، ما دفع القوة المداهمة، ومن بعدها مخابرات الجيش، إلى القيام بسلسلة مداهمات في مخيمات للنازحين السوريين في منطقة عكار بحثاً عنه وعن مشتبه بهم آخرين.

وتستبعد الأجهزة الأمنية أن تكون المجموعة المنفذة للهجوم كانت تخطط لعملية اغتيال النائب الكتائبي نديم الجميل (الذي إستقال مؤخراً من منصبه في البرلمان اللبناني) وكان في حفل عشاء في كفرحاتا على مسافة كيلومترات قليلة من كفتون.[5]

وترجح المصادر الأمنية أن ما حصل في بدة كفتون قد يكشف اللثام عن شبكة إرهابية بخلايا متفرقة يديرها رأس مدبر، وأن الجريمة نفذتها إحدى الخلايا أو المجموعات التي كان هدفها السرقة لجمع المال وإستخدامه في أعمال إرهابية معينة، حيث تعمل هذه المجموعات على سرقة الأسلاك الكهربائية او السيارات أو الدخول الى بعض المنازل والفيلات الفخمة غير المأهولة، وذلك على غرار ما كان يفعله المنتمون إلى فتح الإسلام عند إنطلاقة تنظيمهم في عام 2008 حيث كانوا ينفذون سرقات عدة لتمويل عملياتهم ومنها دخولهم عنوة الى أحد المصارف للحصول على مبالغ مالية كانت إحدى الجهات السياسية اللبنانية تدفعها لهم عندما كانوا في مدينة صيدا ثم توقفت بعد إنتقالهم إلى مخيم البارد في شمال لبنان.

كما تلفت هذه المصادر الإنتباه الى أن ثلاث سيارات كانت تجول في منطقة القويطع (في الكورة) في تلك الليلة، يرجح أن من فيها ينتمون الى شبكة إرهابية واحدة، وأن سائق سيارة الهوندا، التي نُفذ الهجوم بواسطتها، إرتبك عندما شعر أن عناصر من شرطة بلدية كفتون يلاحقونه بعد توقيفه للمرة الأولى، وزاد إرتباكه عند توقيفه للمرة الثانية والطلب من ركاب السيارة إبراز هوياتهم والترجل من السيارة، فما كان إلا أن ترجل وفتح النار باتجاههم، حيث تؤكد المعلومات أن شخصا واحدا أطلق النار على أبناء كفتون الثلاثة الذين نعاهم وشيّعهم الحزب السوري القومي الإجتماعي وأبناء كفتون والجوار.

وتضيف المصادر نفسها أن سيارة الهوندا لم تسعف ركابها في الهرب من البلدة، فسارعوا إلى ركنها أمام مفرق البلدية، ثم سلكوا طريق الأحراج وأجروا إتصالاً بمجموعة أخرى كانت تجول على متن سيارة في إحدى البلدات القريبة بهدف السرقة أيضاً، حيث تلاقوا في مكان قريب وغادروا المنطقة التي لم تصلها القوى الأمنية إلا بعد نحو ساعتين من إرتكاب الجريمة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "Municipal and ikhtiyariah elections in Northern Lebanon" (PDF). The Monthly. March 2010. p. 23. Archived from the original on 3 June 2016. Retrieved 1 November 2016.{{cite web}}: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link)
  2. ^ Kifraya website
  3. ^ "كفتون". الوكالة الوطنية للإعلام. Retrieved 2020-09-22.
  4. ^ "جريمة مروّعة في كفتون - الكورة... سيارة مجهولة تطلق النار وتوقع 3 قتلى". جريدة النهار اللبنانية. 2020-08-22. Retrieved 2020-09-22.
  5. ^ "لبنان: جريمة كفتون.. نموذج جديد لفتح الإسلام؟". 180 پوست. 2020-08-22. Retrieved 2020-09-22.

وصلات خارجية