أبو جياد
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

الفن السعودي تعود بدايات الفن في المملكة العربية السعودية إلى عام 1928 من خلال فن المسرح حيث تم تقديم عرض مسرحي سعودي في منطقة القصيم بعنوان "حوار بين جاهل ومتعلم" وكان امام عبد العزيز آل سعود ومن بعدها أنطلقت الفنون بشكل عام في المملكة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المسرح

في عام 1960 بدأت أولى محاولات المسرح في المملكة على يد أحمد السباعي حيث قام بتأسيس فرقة مسرحية في مكة، وظل المسرح في السعودية ذا طابع مدرسي حيث أن كثيرا من العروض المسرحية تقدم على مسارح المدارس والجامعات بالإضافة للعروض المسرحية في فترة الأعياد وهو يعتبر مسرح ضعيف ومتواضع بسبب غياب الدعم الحكومي عنه فلا يوجد مسارح ولا أكاديميات مسرحية.

نشأة المسرح السعودي بالرغم من أن المسرح العربي تأسس قبل نحو 150 عاماً على يد مارون النقاش (1817 ـ 1855) الذي قدم أول مسرحية عربية عام 1847 في ببروت حملت اسم «البخيل»، فإن هذا الفن احتاج لأكثر من قرن حتى يتبرعم وينمو ببطء في المملكة العربية السعودية . فقد شهدت الخمسينات أول بوادر التجربة المسرحية السعودية، حين أسس أحمد السباعي مسرح قريش في مكة المكرمة، واختار مسرحية «صقر قريش» لتعرض في ليلة الافتتاح، وبالرغم من أن هذه التجربة تعرضت للإجهاض قبل أن ترى النور، فقد كانت أول تباشير التشكيل المسرحي في المملكة، ولعلها كانت قادرة في حال نجاحها على صياغة شكل جاد وحقيقي لصورة المسرح السعودي الذي ظل منذ ذلك الوقت يتشكل بتجارب شخصية أو نخبوية، صاعدة أحياناً ومتعثرة في أكثر الأوقات. في السياق التاريخي التوثيقي بدأت ما يمكن اليوم تسميتها «مجازاً» الحركة المسرحية السعودية مع تأسيس المملكة، من خلال تقديم مسرحيات تاريخية ودينية، تعتمد في نصوصها على الكتب المدرسية مثل مسرحيات «صلاح الدين» و«عبد الرحمن الداخل»، و«القناعة»، و«عاقبة الطمع»، وهي المرحلة الأولى التي امتدت حتى عام 1373هـ. ومر المسرح السعودي بمرحلة أخرى منذ عام 1384هـ ـ حتى 1391ه، وهي الفترة التي شهدت مسرحيات للكبار والصغار وكانت تركز على الدروس الاجتماعية ذات التراكيب الدرامية الترويحية مثل مسرحيات «الغواص»، و«لك يوم يا ظالم»، و«حرام حرام»، وكانت تقدم عن طريق المدارس والأندية. وتمتاز هذه الفترة ببروز مسرحيات من تأليف الكتاب السعوديين. المرحلة الثالثة، وتمتد من عام 1392هـ وحتى اليوم، وقد بدأت باحتفالات الأندية الرياضية والمدارس على مستوى مناطق المملكة واختيار المسرحيات الناجحة ودمج بعضها للدخول في مسابقات الفنون المسرحية، وتميزت بتركيز شديد من الأندية والمدارس على مسرح الطفل والشباب، وقد برز من كتاب تلك الفترة : عبد الله حسن ومحمد الحمد وإبراهيم خميس وعبد الرحمن المريخي ومحمد رجب وناصر المبارك وعلي المصطفى. وفي هذا السياق ظّلت المدارس والأندية تمثل الانطلاقة الأولى للمسرح، واعتبر التمثيل وبعده الفنون الإبداعية المتعلقة به كالتأليف والإخراج إحدى أدوات الأنشطة الطلابية أو أنشطة الفرق الفنية التابعة للأندية، ولم تكن هذه التجارب واهنة دائماً فقد برزت عدة مسرحيات منها «سبع صنايع والبخت ضايع»، و«البحث عن الكنز» وهما لعبد الله حسن، و«ليلة النافلة»، و«قرية اسمها السلام» لعبد الرحمن المريخي. وفي عام 1400هـ برزت الجمعية العربية للثقافة والفنون وعرضت مسرحية «بيت من ليف» لناصر المبارك، و«الحل المفقود» لعبد الرحمن المريخي، في المنطقة الشرقية، ومسرحية «كان هنا بيتنا» لمحمد خضر، و«حضارة الإسلام» لمحمد سليمان الشايقي، و«من يكمل الثاني» لمحمد عريف في المنطقة الغربية. إشكالية ثقافية لعل أهم إشكاليات المسرح السعودي، هي الإشكالية الثقافية، وفي رأي الدكتور معجب الزهراني فإن المسرح السعودي «يعاني من إشكالية التمييز بين ثقافتين: ثقافة الداخل وثقافة الساحل»، معتبراً «ان التنوع الثقافي الذي تحفل به المملكة من حيث اختلاف العادات والتقاليد والأعراف من شأنه ان يثري اي تجربة مسرحية متعددة، لكن هذا الجانب لم يستثمر، لعدم وجود جهاز مسرحي فاعل ومتحرر وقادر على استثمار الموروث الشعبي لتحويله إلى فن مسرحي». وبرأي الزهراني فإن «مسرحنا المحلي أو الوطني سيظل يعاني هامشيته وغربته وغيابه ما لم تطرح وتناقش وتحل قضاياه ومشاكله من وجهة نظر الكاتب المسرحي والممثل المسرحي والمخرج المسرحي والتقني المسرحي والمحب للعرض المسرحي من المثقفين والناس العاديين، أما إن غابت عنا هذه الحقيقة البسيطة، أو استسلمنا أكثر فأكثر لوجهات نظر من لا يفقه شيئاً في المسرح ومن لا يحبه، أو من يعاديه، فالامور ستستمر كما هي عليه الآن، أي ستظل الإشكالية قائمة تعطل كل جهد وتبدد كل طاقة، وتدفع بالكثيرين إلى نسيان حكاية المسرح أو اللامبالاة تجاهها». ويتحدث المسرحيون السعوديون عن «غياب» المسرح عن وسائل وأدوات التعبير الفني، ضاربين المثل بالهامشية التي ترزح تحتها الحركة المسرحية بالمقارنة مع الرياضة مثلاً، ويتحدثون عن غياب أبسط مقومات العمل المسرحي كالمسرح ذاته، ووجود هذا الفن كواحد من أشكال التصنيف الفني التي تحظى بالرعاية، بدل أن يبقى الفن المسرحي حكراً على الفرق غير المحترفة، أو ملحقاً بالأنشطة الطلابية، في المدارس والجامعات، بيد أن أهم المعضلات التي يواجهها المسرحيون هي «غربتهم» داخل المحيط الاجتماعي الذي يسعون لإمتاعه بالفن المسرحي. فما زال المنتظر من المسرح أن يتحول إلى خطاب وعظي يقدم التوجيهات والنصائح والإرشادات، وما زالت التجربة المسرحية تخلو من أي أفق معرفي أو فكري، بل هي في أغلب الأحيان مجموعة من التجارب الكوميدية الهزيلة التي تفتقد للرؤية المسرحية. لقد انشغل المسرحيون السعوديون طويلاً بالسؤال الصعب وهو مبررات غياب العنصر النسوي عن المشاركة المسرحية، وهو السؤال الذي ينشغل به المسرحيون عن آفاق الشكل التعبيري على خشبة العرض، فما دام المسرح لا يشكل بعداً ثقافياً وما دام منفصلاً عن تطور أو تصوير جوانب التعبير المختلفة لدى الانسان الممثل والمتلقي، فإن غياب المرأة أو حضورها ليس مهماً بذاته، ما دامت المرأة غائبة وغير حاضرة على الصعيد الاجتماعي. في يوم احتفال المسرحيين في العالم بيومهم العالمي (الذي مرّ أواخر الشهر الماضي، مارس/ آذار) يقف الممثلون السعوديون مشدوهين أمام تجربتهم التي لم تخلق لهم حتى الآن ما يمكن أن يصطلح عليه بالإرث الفني المسرحي، ولم تراكم تجاربهم المسرحية بحيث يمكن أن تكوّن تجربة ناضجة بالرغم من أن الحركة المسرحية السعودية تنمو وتتصاعد وتتعدد مسرحياتها وفرقها ومشاركاتها الخارجية من دون أن تنمو قاعدتها الجماهيرية، فما زالت نسبة ضئيلة إلى الحد الذي لا يمكن حسابه والاعتماد عليه، تحضر العروض المسرحية في المناسبات. ومن حق المسرحيين السعوديين القول إنهم يجتهدون ويحاولون وينجحون أحياناً في لفت النظر إليهم محلياً وعربياً عبر نجاحات بعض فرقهم الفنية في المشاركات الفنية، لكن ليت هذه الفرق وجمعياتها وجامعاتها تنجح في اجتذاب الجمهور المحلي.


السينما

أول من أدخل دور العرض السينمائية إلى المملكة العربية السعودية هم الموظفيين الغربيين في شركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي التي تحول إسمها إلى شركة أرامكو في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم في السعودية خلال فترة الثلاثينيات الميلادية، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى فترة بداية الثمانينات الميلادية.


الدراما التلفزيونية

يبدأ تاريخ الدراما التلفزيونية السعودية مع بدايات الستينات الميلادية من القرن العشرين تزامناً مع تأسيس التلفزيون السعودي الحكومي في ذلك الوقت، وإنتشرت الدراما السعودية عربياً مع ظهور الفضائيات السعودية الخاصة في بداية التسعينات مثل إم بي سي (توضيح) و شبكة راديو وتلفزيون العرب .

الغناء تتنوع الموسيقى والغناء باختلاف المناطق بعض هذه الأشكال والأنواع الغنائية يعتمد على المهن والبيئات، مثل الهيجنة (للجَمَّالَةٌ)، وحداء السواني (استخراج الماء)، وأغاني البناء والفلاحة والطحن ونحوها. بينما هناك مكونات أساسية منها الأشكال الشعرية والأنماط اللحنية والألوان الإيقاعية وحركات الرقص التي تشكِّل طُرقَ الأداء والتلحين والكتابة الشعرية مثل فن السامري في نجد، والخبيتي والرديح ( البدواني) وشعر المحاورة والكسرة وفن الصهبة في الحجاز، وفن النهمة (غناء البحر) في الأحساء. كما أن هناك ملامح مشتركة مثل فن المجرور الطائفي المنشأ وفن المجس (الموَّال المكي)، أما فن الدان فهو مشترك بين الحجاز واليمن، وبالنسبة لفن العرضة والسامري فهو مشترك بين حائل والقصيم ونجد والأحساء، على الرغم من اختلافها قليلاً في الأحساء حيث تأتي بفن النهمة (غناء البحر). يعتبر طارق عبد الحكيم الأب الأكاديمي للأغنية السعودية كما أنه مؤسِّس مدرسة موسيقات الجيش العربي السعودي، كما برز عدد من الفنانين على مستوى العالم العربي منهم الراحل طلال مداح ومحمد عبده وخالد عبد الرحمن وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وعبادي الجوهر ورابح صقر وعبدالرب إدريس.

الفن التشكيلي

كانت البداية الحقيقية للفنون التشكيلية في المملكة باعتراف كثير من الباحثين ومؤرخي الفن في السعودية بعد اعتماد مادة التربية الفنية، كمادة أساسية ضمن مواد التعليم العام في المملكة عام 1377 هـ. تلك البداية كانت تعتمد على الممارسة الفنية التعليمية باستخدام قلم الرصاص، وألوان الباستيل، والشمع، والفحم. وبذلك بدأت الفنون التشكيلية تنمو ببطء، ممثلة في إنتاج مجموعة من الفنانين الهواة، أغلبهم من مدرسي التربية الفنية وبعض الطلاب الموهوبين، حيث كان الحصاد بطيئاً، فإعداد وتشكيل الأفراد قد يأخذ وقتاً طويلا، من أجل أن تتبلور أفكار الأجيال الجديدة، وتتحرر من المؤثرات الأجنبية المختلفة لتتبلور بوضوح معالم الشخصية الفنية السعودية. وقد جاءت نتائج اعتماد هذه المادة سريعة، ففي عام 1378هـ وهو عام البداية الحقيقية للمعارض الفنية المدرسية عممت وزارة المعارف هذه المادة على جميع مراحل التعليم العام. كما شهد العام نفسه دعماً حكومياً غير مسبوق وعلى أعلى مستوى. فقد أفتتح ملك المملكة العربية السعودية آنذاك الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أول معرض فني مدرسي أقيم في نفس العام وضم جميع المراحل التعليمية بالمملكة. ويصف الرصيص (2000) افتتاح ذلك المعرض وآثاره بأنه في عام 1378هـ/1958م أقيم أول معرض فني من إنتاج طلاب مدارس التعليم العام بمقر وزارة المعارف بالرياض، وقد افتتحه الملك سعود بن عبد العزيز (يرحمه الله) وكان الملك فهد وزيراً للمعارف آنذاك. وقد أعتبر الحدث تتويجاً لقرار وزارة المعارف بتدريس مادة التربية الفنية بالمدارس واحتضان رسمي للفنون التشكيلية. كما ساعد على إقامة المعارض الفنية المدرسية في جميع مناطق المملكة بعد ذلك حتى الآن، وهذا يساعد بدوره على ظهور المواهب الفنية الصغيرة في وقت مبكر لتشق طريقها في عالم الفن مستقبلاً.

وبذلك تكونت أول قاعدة لإبراز الفن التشكيلي المتمثل في إنتاج مجموعة من الفنانين التلقائيين والهواة الذين مارسوا الإنتاج الفني من خلال مادة التربية الفنية بالتعليم العام، حيث كانت هذه المعارض المدرسية بمثابة تعريف للمجتمع بماهية الفنون التشكيلية، كما كانت مصدراً لإبراز المبدعين في مجال الفنون التشكيلية. وتتابعت بعد ذلك المعارض المدرسية ففي عام 1379هـ/1959م " أقيم معرض جماعي للمدارس الثانوية بالمملكة في الرياض ففازت المدرسة العزيزية من مكة بالمرتبة الأولى وكان الفائز الأول فيها هو رائد الفن السعودي فيما بعد الدكتور عبد الحليم رضوي وكان اسم اللوحة (قرية) وهي تصور منازل طينية متفرقة مع أشجار النخيل" . وفي عام 1382هـ/1962م جرت بعض التعديلات على برامج وأنشطة التربية الفنية، وهو نفس العام الذي عاد فيه أغلبية المبتعثين في هذا التخصص من مصر.