مارون النقاش

مارون النقاش (1817-1855)، تاجر وممثل مسرحي لبناني،وهو "أبو المسرح العربي، والرائد الأول لفن التمثيل، من الوجوه البارزة التي شكلت خطا فاصلا بين رواد النهضة السوريين والمصريين.

مارون النقاش

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العمل المسرحي

قضى سنوات عدة في إيطاليا حيث اكتشف هذا الفن الجديد وشغف به. فلما عاد إلى لبنان عرّب (بالتصرف) مسرحية موليير شهيرة L'Avare تحت عنوان البخيل (1848) فعرضت المسرحية على خشبة أقامها بمنزله. وكان الممثلون رجالا من أهله (لم تبدإ النساء في التمثيل إلى في وقت لاحق). وحقق بهذه المبادرة بعض النجاح وسمحت له السلطات العثمانية ببناء قاعة مسرح حقيقية. وسنة 1850، أخرج مسرحية الثانية أبو الحسن المغفل وهارون الرشيد واستلهم موضوعها من ألف ليلة وليلة. أما مسرحيته الثالثة الحسود السليط (1953)، فأثر موليير واضح عليها دون أن يستطاع تحديد المسرحيات التي اعتمد عليها النقاش في تأليفه. غير أن النقاش تعرّض لاعتراضات المحافظين ورجال الدين وانتابته الشكوك والإحساس بالذنب فحوّل مسرحه إلى كنيسة قبيل موته وهو في الثامنة والثلاثين.

النقاش هو "أبو المسرح العربي، والرائد الأول لفن التمثيل، من الوجوه البارزة التي شكلت خطا فاصلا بين رواد النهضة السوريين والمصريين . فالحقيقة التي لا هراء فيها أن الرواد المصريين كانوا مكبلين بأغلال الحياة الاقطاعية من حيث الشكل والمضمون، وبقيود "التنوير" ذي النزعة العسكرية التي اضطلع بمهامها محمد علي حاكم مصر. فلنعد بذاكرتنا الى التقييم الرائع الذي قدمه الطهطاوي عن المسرح الأوربي، فهو لعمري أول محاولة من نوعها في هذا المضمار. وها هو ذان النقاش مارون الذي كان يتقن اللغات الفرنسية والايطالية والتركية يعود من رحلته الى أوربة ليدون خواطره فيقول: "رأيت مسارح ترمي الى تهذيب النفس وصقل طابع الانسان". وكان يعرف حقا ان كتابات النقاش ظلت مخطوطة أكثر من عشرين عاما (نشرت مقدمة لمسرحياتها المطبوعة في كتاب "أرزة لبنان" مع مقدمة مسهبة لأخيه نقولا نقاش سنة 1896)، لكنه اتخذ من فن التمثيل سلاحا ماضيا لتنوير عقول الناس، وشرع في العمل وجمع نخبة من أصدقائه ومعارفه علمهم التمثيل، وعرب لهم مسرحية "البخيل" لموليير (1845) وأقتبس من حوادث ألف ليلة وليلة ليؤلف مسرحية "أبو الحسن المغفل وهارون الرشيد" (1850). وفي سنة 1851 أنشأ مسرحا بجانب منزله مثل فيه رواية "الحسود السليط" لموليير أيضا بعد أن عدل فيها ما يوافق طباع الشرقيين.[1]

ورغم أن مسرح النقاش تحول بعد وفاته الى كنيسة (عملا بوصيته)، فان حب المسرح لم يختف من أوساط المجتمع البيروتي. فنقولا النقاش (1825-1894) الأخ الأصغر لمارون، الشاعر والكاتب المسرحي بادر الى تأليف جملة من الروايات التمثيلية العربية فجاءت باكورة أفكاره تشهد بطول باع مؤلفها: وهي كما يأتي: "الشيخ الجاهل" و"الموصي" و"ربيعة" . كانت العروض المسرحية تبدأ بمدائح السلطان عبد المجيد. وفي سنة 1863 مثلت رواية "تلماك" لفنلون، والتي نقلها الى العربية بتصرف العلامة اللبناني سليم بطرس البستاني، ومثلت على مسرح مدرسة البستاني الوطنية. وقد بادرت الجمعية العلمية السورية لعرض عدة مسرحيات سنة 1868، نذكر منها "قيس وليلى" من الشعر الروائي التمثيلي ، و"الاسكندر المقدوني" الرواية التاريخية لسليم البستاني.

وقد دخل المسرح البيئة الاسلامية في الستينيات، ففي عام 1876 نشر عبد الغني سليم رمضان مسرحية هزلية عنوانها "السروجي الخداع" على منوال مقامات الحريري. أما الشيخ ابراهيم الأحدب الطرابلسي (1826-1891) فقد ألف روايتين تاريخيتين "ذو القرنين" (هكذا يسمي العرب الإسكندر المقدوني – المؤلف) و"ابن زيدون في الأندلس".


المصادر

  1. ^ نجاريان, يغيا (2005). النهضة القومية-الثقافية العربية. دمشق، سوريا: أكاديمية العلوم الأرمنية - الدار الوطنية الجديدة.