فؤاد طيرة Fouad Tera (و. حوالي 1933) هو عالم كيمياء مصري مختص بكيمياء الفضاء، كما أن له مساهمات شعرية وقد وصدر له ديوان شعر، وهو حاليا عالم فى معهد كارنيجي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

 
فؤاد طيرة

كان والد فؤاد طيرة شيخاً أزهرياً، وترك أثر كبيراً فى تكوين ومساره العلمي، وحين ولد فؤاد كان والده مبتعثا للتدريس فى بلاد الشام (سوريا ولبنان) وبقيت الأسرة هناك لسنوات، وعادوا لمصر عندما كان فؤاد في سن التاسعة، وانبهر كثيرا بالحياة فى مصر وريفها. والتحق فؤاد بإحدى المدارس المخصصة لعلية القوم وأولاد الباشوات، ونبهه والده أنه في المدرسة للتعلم فقط وأن أسرتهم لا تنتمي لأثرياء المجتمع، بل للفلاحين والطبقة الكادحة.

وخلال سنواته الأولى بالتعليم زاد اهتمامه بشكل كبير بالأدب والشعر، وتأثر بقصائد حافظ إبراهيم وأحمد شوقي وصلاح جاهين وبدأ أولى محاولاته فى كتابة الزجل والقصائد. كان فؤاد يرغب بأن يصبح شاعراً وأديباً، إلا أن والده قال له "إن كل عربي هو شاعر وتلك هى أزمتنا، فيما نفتقد فى مصر للعلماء الذين يسهمون فى تقدم الأمم". واستجاب فؤاد لنصيحة والده إلا أنه لم ينقطع عن كتابة الشعر.

تخرج عام 1957 من قسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة القاهرة، وتقدم للعمل بالمركز القومى للبحوث، وعـُيّن فى شعبة بحوث البترول، الأمر الذي سبب له معاناة شديدة، بسبب حساسيته من الروائح القوية، لكنه كان حريصاً على العمل البحثي. في تلك الفترة اقترحت عليه زوجته، والتى كانت تعمل أيضاً بالمركز القومى للبحوث، السفر لإحدى دول أوروبا للدراسة والعمل. وشجعه على الفكرة كون والدة زوجته ألمانية، كما أن لديها أقارب سيساعدون في تامين فرصة عمل. ورغم انه لم يخطط لترك مصر، إلا أن فرص العمل البحثي والالتحاق بشعبة مناسبة لميوله واهتماماته كانت تتضاءل كلما مضى الوقت، لذا قرر، وبعد النقاش مع والده، السفر عدة أشهر لأوروبا وأن يرسل له والده 25 جنيها شهرياً خلال تواجده بأوروبا إلى حين إيجاد فرصة عمل لائقة. وبعد السفر، وجد ترحيباً بانضمامه للمراكز البحثية هنالك. وفي البداية بدء العمل بمعهد ماكس پلانك فى هايدلبرج بألمانيا الغربية، ثم فضل الانتقال للعمل بجامعة فيينا بالنمسا، حيث كانت فرص العمل والإقامة أفضل، إضافةً لترحيب أستاذه يوهان كوركيش، والذي كان أستاذ الكيمياء غير العضوية والذى كان متخصصاً فى دراسات العناصر الإشعاعية مثل اليورانيوم والثوريوم. وبالفعل عمل مع كوركيش، ونشر عدة أبحاث تحت إشرافه كما تعززت صداقتنا نظرا لفارق العمر البسيط بينهما. وكانت مهمته خلال سنوات الإعداد لرسالة الدكتوراة هى ابتكار طرق أسهل وأسرع لاستخراج العناصر النووية من الطبيعة.

وبعد حصوله على الدكتوراه عام 1962 ونشر أبحاث فى مجال تطبيقات النظائر المشعة، تلقى عروضا للعمل بالجامعات الأمريكية، منها جامعة پرنستون والتى أطلقت مشروعاً بحثيا لدراسة وفصل النظائر المشعة، وطلبوا مشاركة فؤاد طيرة فى هذا المشروع الجديد. تحمس فؤاد للفكرة وسافر لذلك لكنه وجد وبعد أيام قليلة من وصوله أن المشروع تأجل لسبب غير معلوم. لذا قرر التقدم للعمل بجامعة كورنل والتى بقي فها 3 أعوام فى قسم الكيمياء غير العضوية إلى أن تلقى دعوة للعمل بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمعروف باسم كالتك وهو المعهد الذي عمل به الراحل أحمد زويل. وخلال تواجده بكالتك شارك فى العديد من المشروعات البحثية والتى كانت تتم بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» منها دراسة صخور القمر وأعمارها، باستخدام النظائر المشعة. كما قام بتحليل العديد من صخور الفضاء على مدار 12 عاما. كانت وكالة ناسا فى تلك الفترة، في بداياتها وتخطط لمشروعات كبيرة لاستكشاف الفضاء وتعتمد بشكل كبير فى مشروعاتها البحثية على كل العلماء بالجامعات والمراكز البحثية المختلفة ومنها بالطبع كالتك.


الدراسات والأبحاث

ساهمت دراسات فؤاد طيرة، بإثبات التطابق بين العناصر المكونة لصخور الأرض والقمر وهو ما يثبت النظرية العلمية أن القمر كان جزءا من كوكب الأرض. وتوصلت دراساته إلى أن عمر القمر «4٫53 مليار سنة»، زأصغر من عمر كوكب الأرض «4٫54 مليار سنة»، وكان تلك الاكتشافات بالغة الأهمية وتطلبت الكثير من الوقت لوضع نظريات تفسر كيف انفصل القمر عن الأرض.

كما استطاع فؤاد إثبات حدوث إمطار مكثف للنيازك على سطح القمر منذ 3٫95 مليار سنة. وهذه الدراسة كانت من أهم نتائج رحلات برنامج أبولو للفضاء حيث أجريت 6 رحلات هبوط للقمر ما بين 1969 و1972. كما ثبت لاحقا حدوث ذات الظاهرة على المريخ، وكواكب المجموعة الشمسية.

الشعر

فى عام 2011 نشرت له دار الشروق ديوانى الأول بعنوان «حرفوشيات» وكتبت فى المقدمة:

دى مواويل حرفوش إلي عينيه مالهاش رموش
اللى هدومه مهربدة وشعره مزيت منكوش
اللى بلاده عجته لحد ما أصبح فشوش

كما كتب العديد من القصائد والزجل عن الواقع المصرى والطبقة العاملة. ويحضر لنشر ديوانه الثاني، الذي يكتف فيه عن معالم الطبيعة التى أثرت فى خلال مسيرتى العلمية مثل الصخور والجبال والذرة منها مثلا:

أسمعت بفيل يسكن ثقب إبرة أو بساحر يضغط المحيط لقطرة
ذلك يا صاح شأن الذرة تصغير فى الكون لمليار مرة.

مقولات

طوال مسيرته كان في مكتب قؤاد طيرة لوحة كان يعلق عليها طوال 50 عاما بعض الجمل والرسائل القصيرة التى كانت تخطر في باله ويكتبها على تلك اللوحة. ومنها:

  • "نقيضان يتكافآن، يقين الجهل وغرور المعرفة"
  • "من ملكته شهوته، خذلته حكمته"
  • "عقلك كنهك الغريب، إذا مارسته لا يشيب"

وأيضاً:

قل للشباب بأن شيبي أضاء النور فى أفق الغروب
ورأيت فى النور المصفى عوالم خلتها رهن الغيوب
وعلمنى التأمل فى المعاني فأسراني وقد خويت جيوبي
ولطف مطمعي بجميل صبر فأينع روضة كانت عيوبي

[1]

مرئيات

مقابلة فؤاد طيرة مع حافظ المرازي حول الكائنات الفضائية 15-2-2023

المصادر

  1. ^ "د. فؤاد طيرة عالم كيمياء الفضاء بمعهد كارنيجى لـ «الأهرام»: أسستُ مدرسة علمية وشاركت بمشروعات وكالة ناسا لدراسة صخور القمر". الأهرام.