عزيز نسين Aziz Nesin (ولد محمد نصرت نسين في 20 ديسمبر 1915 - 6 يوليو 1995) قاص وروائي ومسرحي تركي، يُعدّ أحد أعلام الأدب الساخر عالمياً في القرن العشرين.

عزيز نسين
Aziz Nesin
عزيز نيسين.png
وُلِدَ(1915-12-20)20 ديسمبر 1915
توفي6 يوليو 1995(1995-07-06) (aged 79)
المهنةكاتب و Humorist
الزوجVedia Nesin (1939–1948)
مرال چلن (1956–1967)
الأنجالآية (1940)
آطش (1942)
علي (1956)
أحمد (1957)
الوالدانعبد العزيز "عزيز" (أسرة طوپال‌عثمان‌اوغلو) و حنيفه "إقبال"
عزيز نيسين في مكتبه
عزيز نيسين في مكتبه

ولد في إصطنبول، وتُوفِّي في إزمير. يقول في سيرته الذاتية: إن والده ووالدته التقيا في إصطنبول قادمين إليها من قريتين متباعدتين في الأناضول، فتزوجا، وعملا في خدمة العائلات الثرية، وأسمياه نصرت ، وهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من بين إخوته. وقد أعلن في طفولته عن رغبته في أن يتعلم ليصير كاتباً، ولم يجد أمامه طريقاً للتعلم سوى مدرسة الأكاديمية العسكرية في أنقرة، وهي داخلية ومن دون رسوم، فانتسب إليها، وتدرج في الرتب إلى أن صار ضابطاً. وفي أثناء ذلك كان يكتب قصصاً ساخرة وينشرها في الصحف. ولما كان النشاط الأدبي والفكري غير مرغوب فيه عسكرياً فقد استخدم اسم أبيه للتمويه، أي عزيز نصرت، بدل نصرت عزيز. وعند صدور «قانون اسم العائلة» في عام 1933، اختار (نسين) وأبقى اسم أبيه فصار اسمه رسمياً عزيز نسين. وكلمة (نسين) تعني (من تكون؟)، وهو يروي في مذكراته أنه قد اختار هذا الاسم الغريب كي يفكر دائماً بوضعه وإلى أين يسير. وكان من نتائج ذلك أنه عندما شعر بالتعارض الشديد بين مستقبله الأدبي وحاضره العسكري، انسحب عام 1944 من الجيش، وعمل صحفياً في جريدة «تان» Tan التي أحرقها الطلاب الموالون للحكومة. وبالتعاون مع الكاتب صباح الدين علي أصدر في عام 1946 الجريدة الساخرة «ماركو باشا» Marko Pasa التي هاجما فيها الأوضاع السياسية. فاعتُقلا وأُغلقت الجريدة، وأُفرج عنهما بعد عشرين يوماً من دون توجيه تهمة، فغيّرا اسم الجريدة مرات عدة لتجنب الرقابة إلى أن نُفي عزيز نسين إلى بورصة Bursa، واغتيل صباح الدين علي عند الحدود البلغارية على يد المخابرات التركية. وقد وُجهت إلى عزيز نسين تهمة القدح والذّم من قبل ملكة بريطانيا إليزابث الثانية وشاه إيران محمد رضا بهلوي وملك مصر فاروق معاً، فسُجن ستة أشهر، ثم تابع إصدار جريدته حتى عام 1951.


في السنوات اللاحقة عمل نسين محرراً في صحف مختلفة، وأصدر عدداً من الكتب التي كانت تخضع دائماً لرقابة متشددة، وبلغ مجموع ما قضاه في السجن بسبب كتاباته خمس سنوات ونصف. وفي عام 1962 أُحرقت دار النشر التي كانت تصدر مؤلفاته، لكنه كان قد بلغ حداً من الانتشار والشعبية داخل تركيا، والشهرة خارجها بحيث بات رمزاً للدفاع عن حرية الرأي والمعتقد، ولاسيما أن بعض قصصه قد دخلت المناهج التعليمية من دون علم الرقابة لكثرة ما كان ينشر بأسماء مستعارة. وقد تحسن وضعه المالي بصورة ملحوظة - ولاسيما من عائدات ترجماته - بحيث تمكن في عام 1972 من تحقيق حلمه بتأسيس منشأة في تشاتلكا Catalca بقرب إصطنبول لتعليم أطفال الفقراء، ووضع للمؤسسة منهاجاً تعليمياً تربوياً جديداً، صار نموذجاً يحتذى في مدارس كثيرة حملت اسمه في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا. كما توصل على الرغم من معارضة الحكومة إلى تأسيس جامعة خاصة، فتكامل مشروعه لبناء إنسان حر، مفكر، منتج ومبدع في أجواء بعيدة عن الخوف المحبِط وعن الضغوط والممارسات الاجتماعية والحكومية، حسبما صرَّح في بيان تأسيس الجامعة.

قال فيه الكاتب يشار كمال: «إن أهم صفة في شخصية عزيز نسين هي قدرته على الصمود، التي جعلت منه أكبر كاتب ساخر في عصرنا». لقد تعرض لأكثر من مئتي دعوى قضائية بغرض إسكات قلمه ولسانه، وكان منذ منتصف الثمانينيات مهدداً بالقتل من قبل متطرفين إسلاميين، لكنه نجا مرات عدة، ولاسيما من مجزرة سيڤاس Sivas عام 1993 عندما أحرق المتطرفون الفندق الذي أقيم فيه مهرجان ثقافي ضمّ عدداً كبيراً من الأدباء والفنانين، فقُتل منهم سبعة وثلاثون، ونجا الآخرون بدرجات مختلفة من الحروق والجروح، ومنهم نسين الذي باتت الشرطة ترافقه كظله حيثما تحرك. وبسبب موقفه المعارض لسياسة الدولة التركية حيال الأكراد هدده مدعي الدولة العام 1994 بعقوبة الإعدام. ولم يقتصر نقده على سياسة بلده، بل امتد ليهاجم السياسة الأمريكية في العالم الثالث.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أراؤه

 
لمطالعة الكتاب انقر على الصورة.

على الرغم من مواقفه اليسارية المعلَنة ـ من دون انتماءٍ حزبي ـ لاقت أفكار عزيز نسين أصداء واسعة حتى في الأوساط المحافظة سياسياً ودينياً؛ وذلك بسبب صدقها وبراءتها الصادمة وحدّة تصويرها للفاسدين والمتسلقين، والحمقى، وأدعياء الثقافة والعلم، ومحترفي السياسة، والمشعوذين، وكذلك لدقة تحليلها لظواهر التخلف في المجتمع التركي، بأسلوب يعتمد على اللقطة ورسم الشخصية وإبراز مفارقة الموقف؛ لا عن طريق اللغة وإمكاناتها التعبيرية البلاغية، بل بجعل الموقف يعبّر عن نفسه بنفسه، كما في نوادر نصر الدين خوجا ـ جحا التركي ـ الشهيرة بتكثيف صورها وانتقائية مواقفها الفاقعة في اختزال لغوي مدهش. وهناك من أبرز مجموعاته القصصية «الكرسي» (قلطق) Koltuk ت(1956)، و«كيف قمنا بالثورة» Ihtiali nasil yaptik ت(1965)، ومن أشهر مسرحياته «افعل شيئاً يا مِتْ!» Bir sey yap, Met ت(1959)، أما أشهر رواياته فهي «زوبُك» Zubuk (1961)، التي اقتبسها المخرج السوري هيثم حقي للتلفزيون في مسلسل بعنوان «الدغري» لاقى نجاحاً كبيراً.

 
عزيز نسين

تُوفِّي عزيز نسين بالسكتة القلبية في إزمير، ودفن بناء على وصيته في حديقة مؤسسته.


خط زمني

  • 1950: حكم عليه بالسجن ستة عشر شهراً بسبب ترجمته لأجزاء من كتاب ماركس.
  • 1951 : خرج من السجن لكنه لم يجد عملاً في الصحافة، فعمد لفتح دكان لبيع الكتب لكنه لم ينجح
  • ( 1952 -1954 ) : عمل مصوراً.
  • 1955 : اعتقل من دون يعرف سبب اعتقاله وأمضى بضعة أشهر في السجن.
  • 1956 : نال جائزة السعفة الذهبية من إيطاليا.
  • 1956 : أسس بالاشتراك مع الأديب التركي كمال طاهر داراً للنشر باسم ( دار الفكر) لكنها احترقت في العام 1963 مع آلاف الكتب التي كانت بداخلها.
  • 1957: نال جائزة السعفة الذهبية من إيطاليا ( للمرة الثانية على التوالي ).
  • نوفمبر 1966 : شارك في مؤتمر اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا في القاهرة ( عاصمة جمهوية مصر العربية ).
  • 1966 : نال جائزة القنفذ الذهبي من بلغاريا.
  • 16 أبريل 1967: انتخب نائباً لرئيس اتحاد الأدباء الأتراك، ثم انتخب رئيساً لنقابة الكتاب الأتراك بعد تأسيسها.
  • مايو 1967 : شارك في مؤتمر اتحاد الكتاب السوفييت في موسكو .
  • 1968 : نال الجائزة الأولى في المسابقة التي أجريت في تركيا تخليداً لذكرى الشاعر الشعبي ( قراجه أوغلان ) عن مسرحياته ( ثلاث مسرحيات أراجوزية).
  • 1969 : نال جائزة التمساح الأولى من الاتحاد السوفيتي.
  • 1969 : نال جائزة المجمع اللغوي التركي عن مسرحيته ( جيجو ).
  • 1975: نال جائزة اللوتس الأولى من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.
    • أنشأ عزيز نيسين وقفاً نذر له ريع كل أعماله الأدبية، وكانت مهمة هذا الوقف رعاية الأطفال الأيتام حتى آخر مراحل الدراسة الجامعية ، وتأمين عمل أو مهنة لمن تعثر منهم في دراسته، وقد استقبل هذا الوقف أول فوج من الأطفال الأيتام في أواخر العام 1977.
  • 1979 : شارك في مؤتمر اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا في لواندا ( عاصمة أنگولا ).
  • 1982 : شارك في مؤتمر اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا في هانوي ( عاصمة فيتنام ) .
  • 6 يوليو 1995 : توفي عزيز نيسين إثر إصابته بالسكتة القلبية.

العلاقة بين عزيز نيسين وأمه

العلاقة بين عزيز نيسين وأمه تشوبها الدراماتيكية ، حيث تركت أثرها في مخيلته منذ كان طفلاً و سطرت منهجه الفكري بخطوط حزينة أخذت شكل السخرية السوداء الناقمة على التخلف البغيض و النفاق المستشري في المجتمع التركي آنذاك. لقد جاءت كتابات “عزيز نسين” عن أمه بقدر عظيم من التبجيل والحب الذي وصل إلى درجة عالية من القدسية يتجلى ذلك من خلال منحها هالة ملائكية جميلة, فقد كانت هذه الهالة الملائكية المحفز القوي له في معترك كفاحه الطويل ضد قوى الظلام والجهل والتخلف. ما بين المساحة الملائكية المقدسة التي أحاطها بها و ما بين قلة الحيلة و جلد الذات لتقصيره بحقها حيث الوقت الذي لم يسعفه كما ينبغي لكي يمنحها حقها كما يجب في زمن كانت المرأة فيه لا شيء سوى وعاء إنجاب. يبدو جلياً حجم جلد الذات و الشعور بأن والدته ضحية مجتمع أهان كينونتها وإنسانيتها عندما قال نيسين “اعتدت تخيل أمي البالغة من العمر الثامنة عشر عاماً فقط وهي تطرز ولكن ليس بالخيوط الملونة، بل كانت تطرز بدموعها والنور المشع من عينيها. لكم تمنيت لو أعطي مقابل كل قطعة واحدة من تلك القطع التي طرزتها يدا أمي, كل كتبي وكل ما سأكتبه”.

لقد تجلى وضع “عزيز نسين” أمه في الإطار الملائكي في سرده عن حادثة الزهور ، حيث يقول: “لم تكن أمي تستطيع القراءة ولا الكتابة. إلا أنها كانت سيدة غاية في رقة المشاعر والإحساس. إن كل الأمهات هن أفضل نساء العالم. وأمي، لأنها أمي، كانت أفضل امرأة في العالم. في إحدى المرات، قطفت زهوراً من الحديقة وأحضرتهم لها . كانت سعيدة بتلك الزهور . قالت لي:” تعال ، دعنا نقطف المزيد” . ذهبنا إلى الحديقة التي بها أشرت إلى بعض الزهور. قالت لي:” أنظر، لجمال الزهور، إن تلك الزهور تعيش كما نعيش نحن أيضاً. إذا قطفناها تموت. إنها ستكون أجمل وهي هكذا واقفة على ساقها. ولن يبدو عليها الجمال وهي في كوبٍ زجاجي. كلما مررنا بكل زهرة كانت تخبرني:” أقتلها ، أقطفها لو أردت ذلك “. مهما تعلمت وما من شيء جيدٍ أعرفه، فأعزوه إلى أمي.

أما الغضب وقلة الحيلة والثورة على التخلف والجهل الذي عامل المجتمع التركي النساء فإنه تجلى في إحدى قصائده “نيسين” النادرة.

أنت الأجمل من بين كل الأمهات.. أنت الأجمل من بين أجمل الأمهات.. في الثالثة عشر كان زواجك في الخامسة عشر كانت أمومتك.. في السادسة والعشرين جاءت منيتك.. هكذا قبل أن تعيشي كم أدين إليك بهذا القلب المليء بالحب فأنا لا أملك حتى صورتك كانت خطيئة أن تكون لكِ صورةً فوتوغرافية لم تشاهدي الأفلام ولا المسرحيات ولم تشهدي الكهرباء ولا الغاز ولا الموقد الكهربائي ولم توجد أغراض البيت ومستلزماته لديك لم تسبحي في البحر يوماً لم تستطيعي القراءة ولا الكتابة ولكن من وراء حجابٍ أسود كانت عيناك الجميلتان تنظران إلى العالم. أتتك المنية وأنتي في السادسة والعشرين، قبل أن تعيشي من هنا أقول: لن تموت الأمهات قبل أن يعشن هذا ما كان عليه الأمر أما الآن فهذا ما يصير إليه الأمر.

” لكم تمنيت لو أعطي مقابل كل قطعة واحدة من تلك القطع التي طرزتها يدا أمي، كل كتبي وكل ما سأكتبه”.

أعماله

نشر عزيز نسين نحو مئة وأربعين كتاباً بين مجموعات قصصية وروايات ومسرحيات وقصص الأطفال، تُرجم بعضها إلى نحو أربعين لغة، منها العربية.

1 - لا تنسى تكة السروال

2 - خصيصيا للحمير

3 - اسفل السافلين

4 - الطريق الطويل

5 - الفهلوي (زوبك)

6 - مجنون على السطح

7 - الهداف

8 - صراع العميان

9 - آه منا نحن معشر الحمير

10- الحمار الميت لا يخاف الذئب

11- سر نامة

12- الطريق الوحيد

13- بتوش الحلوة

14- قطع تبديل للحضارة

15- الاحتفال بالقازان

16- يحيى يعيش ولا يحيا

المسرحيات

1 - وحش طوروس

2 - ثلاث مسرحيات اراجوزية

3 - جيجو.

4 - حرب المصفرين وماسحي الجوخ.

من قصصه

قصة الرجل السافل

ذهب رجل إلى قرية من القرى النائية، وعندما وصل إلى القرية، استقل سيارة ليتنزه، وبينما هو في نزهته لفت نظره بيتاً جميلاً من طابق واحد وقد تجمهر حوله عدد كبير من رجال ونساء وأطفال القرية،فقال للسائق بيت من هذا؟ فوجد السائق يتذمر ويقول: بيت الحقير السافل، أنه الرجل الذي أرسلته الحكومة ليرعى شؤون القرية، فقال الرجل:وما أسمه؟ فقال السائق:ليذهب إلى الجحيم هو وأسمه، إننا ننعته بالرجل السافل الحقير لأنه سافل بمعنى الكلمة، اندهش الرجل لأنه يعلم أنَّ السائق رجل طيب وعلى خلق فكيف ينعت الرجل هكذا بأبشع الصفات. وفي مساء نفس اليوم جلس الرجل في المقهى الرئيسي للقرية وتحدث مع صاحب المقهى قائلاً: ما رأيك في الرجل الموظف الذي يرعى شؤون قريتكم ؟فبصق صاحب المقهى وقال:سافل حقير، قال الرجل بفضول:لماذا؟ قال له:أرجوك لا تفتح سيرة هذا الرجل أنه حقير حقير حقير، لا تعكر مزاجي في هذه الأمسية بهذا السافل، استمر الرجل يسأل كل من يقابله من أهل القرية نفس السؤال, ولا يتلقى سوى نفس الإجابة (الحقير المنحط أسفل السافلين)، عندها قرر الرجل زيارة هذا الموظف في بيته ليرى عن قرب ماذا يفعل لأهل القرية حتى وصفوه بكل هذه الأوصاف، ودخل إلى بيته رغم تحذير السائق، فوجد الرجل واقفاً وأمامه فلاح يسيل الدم من قدميه الحافيتين والرجل يضمد له جروحه ويعالجه ويمسح الجروح بالقطن وبجواره ممرضته والتي كانت تعمل بكل همة مع الرجل لتطبيب ذلك الفلاح، اندهش الرجل وسأله:أنت طبيب؟فقال له:لا، ثم دخلت بعد الفلاح فتاة شابة تحمل طفلاً أعطته إياه، فخلع الرجل ملابس الطفل وصرخ في وجه أمه: كيف تتركي طفلكِ هكذا، لقد تعفن المسكين ثم بدأ بغسل الطفل ولم يأنف بالرغم من رائحته الكريهة وأخذ يرش عليه بعض البودرة بحنان دافق وهو يدلل الطفل ثم جاء بعد ذلك أحد الفلاحين يستشيره في أمر متعلق بزراعة أرضه، فقدم له شرحاً وافياً لأفضل الطرق الزراعية التي تناسب أرض ذلك الفلاح ثم إنفرد بأحد الفلاحين، و دسّ في يده نقوداً وكان الفلاح يبكي وحينما حاول أن يقبل يده صرفه بسرعه وقال:المسألة ليست في العلاج فقط, الطعام الجيد مهم جداً،بعد ذلك جلست مع هذا الرجل وأحضرت ممرضته – والتي هي زوجته – الشاي وجلسنا نتحدث فلم أجد شخصاً أرق أو أكثر منه ثقافةً ومودةً وحناناً وعاد الرجل ليركب سيارته وقال للسائق:لقد قلت لي أن هذا الرجل سافل ولكنني قابلته هو وزوجته ووحدتهما ملاكين حقيقيين، فما السيئ فيهما ؟ قال السائق: آه لو تعرف أي نوع من السفلة هما؟ قال الرجل في غيظ: لماذا؟ قال السائق:قلت لك سافل يعني سافل وأغلق هذا الموضوع من فضلك، هنا جن جنون الرجل وذهب إلى محامي القرية وأكبر مثقفيها وسأله:هل ذلك الموظف المسؤول عن القرية يسرق؟ فأجابه المحامي: لايمكن، أنه هو وزوجته من أغنى العائلات وهل في هذه القرية ما يسرق ؟ فسأل الرجل:هل تعطلت الهواتف في القرية بسببه؟ فقال المحامي: كانت الهواتف كلها معطلة، ومنذ أن جاء هذا الحقير تم إصلاحها واشتغلت كلها، فاستشاط الرجل في غيظ وقال للمحامي: طالما أنّ أهل القرية يكرهونه ويرونه سافلاً هكذا لماذا لا يشكونه للمسؤولين؟ فأخرج المحامي دوسيها ممتلأً وقال: تفضل، انظر، آلاف الشكاوى أُرسلت فيه ولكن لم يتم نقله وسيظل هذا السافل كاتماً على أنفاسنا، قرر الرجل أن يترك القرية بعد أن كاد عقله يختل ولم يعد يفهم شيئاً، وعند الرحيل، كان المحامي في وداعه عند المحطة،وهنا قال المحامي بعد أن وثق بالرجل وتأكد من رحيله:هناك شيئاً أود أن أخبرك به قبل رحيلك، لقد أدركت أنا وأهل القرية جميعاً من خلال تجاربنا مع الحكومة،إنهم عندما يرسلون إلينا موظفاً عمومياً جيداً ونرتاح إليه ويرتاح إلينا تبادر الدولة فوراً بترحيله من قريتنا بالرغم من تمسكنا به وأنه كلما كثرت شكاوى أهل القرية وكراهيتهم لموظف عمومي كلما احتفظ المسؤولون به ولذا فنحن جميعاً قد إتفقنا على أن نشتم هذا الموظف وننعته بأبشع الصفات حتى يظل معنا لأطول فترة ممكنه، ولذا فنحن نعلن رفضنا له ولسفالته, ونرسل عرائض وشكاوى ليبعدوه عن القرية وبهذا الشكل تمكنا من إبقائه عندنا أربعة أعوام،آه لو تمكنا من أن نوفق في إبقائه أربعة أعوام أخرى، ستصبح قريتنا جنة.

الجوائز

نال عدداً كبيراً من الجوائز والميداليات، مثل «النخلة الذهبية» (1956و1957)، و«القنفذ الذهبي» (1966)، و«التمساح الساخر» (1969) وهي جوائز دولية في الأدب الساخر. كما نال «جائزة المسرح» من أكاديمية اللغة التركية (1970)، وجائزة «اللوتس» الدولية (1974)، وجائزة «مدارالي» Medarali للرواية (1978)، وجائزة الشعب التركي (1985)، وجائزة «تولستوي الذهبية» (1989)، وجائزة «كارل فون أوسْيتْسكي» (1993).

  • جائزة السعفة الذهبية من إيطاليا عام 56، 1957
  • جائزة القنفذ الذهبي من بلغاريا
  • جائزة التمساح الأولى من الاتحاد السوفيتي 1969
  • جائزة اللوتس الأولى من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا 1975
  • الجائزة الأولى عام 1968م على كتابه (ثلاث مسرحيات أراجوزية)
  • جائزة المجمع اللغوي التركي عام 1969

المصادر

  • نبيـل الحفـار. "نسين (عزيز ـ)". الموسوعة العربية.

وصلات خارجية