صدقي إسماعيل

صدقي إسماعيل (1924-26 سبتمبر 1972) كاتب سوري شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب وتولى رئاسته حتى عام 1971 ورئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي.

صدقي إسماعيل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد في مدينة أنطاكية عام 1924. تلقى علومه في أنطاكية،

أتم صدقي إسماعيل دراسته الابتدائية في مدرسة العفان في أنطاكية، وانتقل في عام 1936 إلى ثانوية أنطاكية، وهي الثانوية الوحيدة في المدينة آنذاك. بيد أن استلاب الأتراك لواء اسكندرونة عام 1938 اضطر صدقي إسماعيل وأخوه أدهم وعدد كبير من العرب إلى اجتياز الحدود إلى سورية خلسة، وقد أكمل صدقي وأدهم دراستهما في ثانويات حماه وحلب ثم دمشق فنال شهادة الدراسة الثانوية سنة 1943، وتخرج في دار المعلمين بدمشق عام 1948، وفي جامعة دمشق حاملاً الإجازة في الفلسفة، ودبلوم التربية عام 1952. عمل مدرساً في حلب ودمشق، وعُيِّنَ أميناً للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1968. أسهم عام 1969، في تأسيس اتحاد الكتاب العرب وتولى رئاسته حتى عام 1971 ورئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي. وشارك في عدد من الندوات الدولية والمؤتمرات والمهرجانات الأدبية العربية. وزار عدداً من الدول الأوربية.

عضو جمعية القصة والرواية.


صفاته

كان صدقي إسماعيل فناناً أصيلاً وكاتباً موهوباً وفياً لقلمه وللقضية التي آمن بها وعاش لها. باشر الكتابة وهو ما يزال في المرحلة الابتدائية، وكان إلى جانب ذلك تلميذاً مجداً حاد الذكاء حاضر البديهة ضحوكاً يهوى المطالعة والدرس. وكان في أثناء العطلة الصيفية يحرر مجلة صغيرة بخط يده ويزينها بالرسوم ويوزعها على الخواص من رفاقه.

حياته لاحقا

كانت القومية العربية القضية الأولى التي شغلت ذهن صدقي إسماعيل وظلت هاجسه طوال حياته، وقد تفتح ذهنه على محاضرات كان يلقيها زكي الأرسوزي في نادي العروبة في أنطاكية، فانغمس في المعركة من أجل عروبة لواء اسكندرونة، وشارك إخوانه الطلاب في الحركة الوطنية التي تزعمها الأرسوزي، أصيب في إحدى المظاهرات التي جرت عام 1937 برصاص الجنود الأتراك فنقل إلى المستشفى وأخضع لعلاج طبي استمر نحو شهرين. وانتهت معركة اللواء بسلخه عن الوطن الأم، فانتقل صدقي إسماعيل من وطنه الصغير إلى وطنه الكبير «سوريا» ليتابع نضاله من أجل المبادئ التي حملها والشعب الذي أحبه والعروبة التي آمن بها فكانت بعداً من أبعاد وجوده، فتصدى بقلمه لكل ما يعيق تقدم الأمة العربية، وشارك بفكره في المعارك التي خاضتها هذه الأمة في مشرقها ومغربها، من اللواء إلى الجلاء إلى فلسطين فثورات المغرب، ولاسيما ثورة الجزائر، والعدوان الثلاثي والصراع على القناة والوحدة ثم الانفصال ثم ثورة الثامن من آذار. ولم تكن الكتابة عنده غاية بذاتها، بل هي جبهة معارك والقلم طريقها، فهو يرى أن الذي صان الأمة تراثها، وهو الذي يوحدها اليوم وليس سياسة السياسيين. ويرى في حركة البعث النواة الصلبة التي يمكن أن تقوم عليها الوحدة العربية، فكان من أنشط أنصار هذه الحركة، ومن أعضاء المؤتمر التأسيسي لحزب البعث (نيسان 1947)، وظل يناضل في صفوف الحزب خمسة عشر عاماً. وبقي وفياً له طول حياته. وقد أسهم في تحرير جريدة البعث الأسبوعية حتى عام 1958 ثم انتقل إلى الكتابة في جريدة الجماهير اليومية، وما برح يكتب ويؤلف والقلم في يده حتى تخطّفه الموت وهو في أوج عطائه الأدبي والفكري.[1]

مهنته الأدبية

وقد طور فنه هذا حين استهوته الصحافة فأصدر بعد انتقاله من اللواء إلى سورية المجلة الطلابية ثم المجلة المغربية التي أنشأها بعيد الخمسينات للتعريف بنضال المغرب العربي، وأخيراً مجلة «الكلب» الدمشقية، التي ظل ينظمها شعراً هو وسليمان العيسى على مدى عشرين عاماً ويكتبانها بخط اليد فيتناقلها الأهل والأصدقاء والرفاق.

كتب صدقي إسماعيل المقال والقصة والرواية والمسرحية والشعر وترك أعمالاً كثيرة صدر معظمها في مجموعة من ستة مجلدات كاملة عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي في سورية بين عامي 1977 و1983. ويسترعي الانتباه هنا أن مؤلفات صدقي إسماعيل التي بقيت مخطوطة حتى وفاته كانت أكبر حجماً وأغزر مادة وأبعد مدى مما نشر في حياته. ويدور أكثرها حول تصوير الواقع العربي والإحاطة به إضافة إلى البعدين الشعبي والإنساني، وقد آثر صدقي إسماعيل الأدب على الفلسفة التي درسها بدقة وتعمق فيها، لأنه كان يرى في الفلسفة وبقية العلوم موقفاً من الوجود، أما الأدب فهو الوجود عينه، ووقائع الأدب وأعلامه وآثاره هي التي تكوِّن الشعوب، والشعب العربي بالذات، أكثر من أي شعب آخر. والتاريخ في نظر صدقي إسماعيل لم يكن مجرد أحداث توالت وانقطعت وبقي رجعها، بل هي حضور الماضي في الراهن حضوراً يتبدّى في قيم الشعب وموقفه من الموجودات. ويترجح هذا الحضور بين كبرياء القومية حصيلة الجاهلية والفتوح في صدر الإسلام، والأسى على الماضي الذي خلفه عهد الانحسار. وتراه في كتاباته يتلمس صورة الواقع العربي من معايشته له، ويخلص إلى نتائج يمكن تبينها في حنايا أفكاره التي حوتها أعماله: ومنها «الينابيع» (1954) مقال في مجلة الآداب البيروتية بيّن فيه رأيه في معنى الحرية في المفهوم العربي: «من حكمة العرب القدماء أنهم كانوا أحراراً، كانوا يمارسون حريتهم من دون أن يفكروا فيها، أو يتحدثوا عنها كثيراً كما يفعل الناس في هذا العصر. كانوا يرونها فعلاً وتجربة، شيئاً يشبه تدفق الينبوع في قلب الوادي، وانطلاق النسر في أجواء الفضاء». وفي كتابه «محمد علي القابسي: مؤسس الحركة التونسية» (1955) درس صدقي إسماعيل بدايات الحركة النقابية في تونس مؤكداً أهمية التنظيم في نجاح هذه الحركة التي رأى فيها النواة الأولى لما سيكون عليه المجتمع العربي المقبل، أما روايته «العصاة» فتتحدث عن أجيال ثلاثة أو أربعة تعاقبت على سورية من أيام الحكم العثماني إلى الجلاء واستقلال سورية عن فرنسة. وتجد الأفكار نفسها وقد تبلورت ونضجت في دراسته الفلسفية «العرب وتجربة المأساة» (1963)، ومسرحية «سقوط الجمرة الثالثة» (1964)، ومجموعته القصصية «الله والفقر» (1970)، ومخطوطة «تجربة المتنبي» التي نشرت بعد وفاته.

مؤلفاته

1- رامبو، قصة شاعر متشرد، ط1(دمشق 1952)، ط2، (القاهرة 1969).

2- محمد علي القابسي مؤسس النقابات التونسية، دمشق 1955.

3- العرب وتجربة المأساة، دراسة، بيروت 1963.

4- العصاة، رواية، بيروت، 1964.

5- الله والفقر، قصص - اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970.

6- سقوط الجمرة الثالثة، مسرحية.

7- الأحذية، مسرحية.

8- أيام سلمون، مسرحية.

9- الأعمال الكاملة، ستة أجزاء- القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي- دمشق 1977.

10- الينابيع- مقالات.

11- الإعصار لبوشكين- ترجمة 1954.

12- عمار يبحث عن أبيه- مسرحية.

13- فان كوخ- 1956.

14- العطب- قصة.

المصادر

  1. ^ محمد وليد الجلاد. "صدقي إسماعيل". الموسوعة العربية.