سان-جون پرس

سان-جون پرس ، إنگليزية: Saint-John Perse كتب تحت اسم إنگليزية: Alexis Léger وإنگليزية: Alexis Saint-Legér Léger (ولد 31 مايو 1887 في گوادلوپه - 20 سبتمبر 1975) هو شاعر ودبلوماسي فرنسي . حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1960 .اسمه الحقيقي ألكسي سان ليجي ليجي. ولد بجزيرة بوانت لابيتر، إحدى جزر الآنتيل؛ انتقل إلى فرنسا في 1898م لدراسة الحقوق بمدينة بوردو. وفي سنة 1914م إلتحق بوزارة الخارجية حيث تولى عدّة مناصب دبلوماسيّة في بيكين وواشنطن حتى ترقى إلى منصب السكرتير العام لوزارة الخارجيّة. وقد قد جعله هذا القدر المفرد والمترحّل يبتعد كما يقول ألان بوسكييه - في الرّؤية و المعالجة عن معاصريه من شعراء النصف الأوّل من القرن العشرين: بول فاليري، وفيديريكو غارسيا لوركا، وگوتفريد بن، وفرناندو بيسوّا، وقسطنطين كافافيس، وماياكوفسكي...

سان-جون پرس
Alexis Leger
Saint-John Perse 1960.jpg
الاسم الأدبيSaint-John Perse
جوائز بارزةجائزة نوبل في الأدب
1960

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العزلة اللاتينية

وسان جون بيرس شاعر شديد التّميّز، لديه احساس بالرّفعة والعلوّ؛ كان معتزلا باستمرار، وغائبا باستمرار. وهو يبدو في متنه الشعري وكأنّه يقدّم للبشريّة ومن خلال صوت مقنّع وحركة لاتكاد تدرك- خطابا شعريّا مترامي الأطراف، ونمطا صعبا عسير الفهم ،يكتظّ بالصياغات القويّة و الغامضة .. خطاب كفيل بأن ينسب لأحد خطباء العالم القديم ، أحد الخطباء الرومان، أو لكاتب مثل بوسييه BOSSUET خطاب صيغ ليلقى على جمهرة من الأمراء كما يقول كاتب سيرته الشاعر الفرنسي آلان بوسكييه.


السيرة الذاتية

ولد سان جون بيرس في أرض غريبة .وتقلده لخطط ومناصب ديبلوماسية حتى نهاية الحرب العالميّة الثانية في بلاد بعيدة. ثمّ اغترابه منذ الحرب الكونيّة الثانية في الولايات المتحدة الأميركيّة.. كلّ هذا التشرّد في الجغرافيات لم يقصه روحيّا عن العالم؛ فنراه ينشر كتابه الشعريّ الأوّل "مدائح" سنة 1911م تحت إسمه الحقيقي سان ليجي ليجي. وبعدها يصمت لمدّة ثلاثة عشرة سنة لم تكن لديه فيها أيّ اتصال بالوسط الشعري الفرنسي باستثناء صديقيه الشاعر بول كلوديل، والكاتب فكتور سيغالين الذي كان دليله لمعرفة العالم الآسيوي ممثلا بالمجال الثقافي الصينيّ. هذا الابتعاد جعله ايضا بمعزل عن التأثر بتيارات عصره الشعرية من دادائيّة وسريالية، وشعر نضالي ملتزم. بل كثيرا ما كان بيرس يسخر من السّرياليين. وفي سنة 1924م أصدر كتابه الشعري الثاني "صداقة الأمير" بتوقيع سان جون بيرس وهو اللقب الذي ارتضاه لنفسه ليتخفّى وراءه طوال حياته الأدبية. وفي السنة نفسها نشر قصيدته العتيدة "آناباز".(1) أناباز التي كرسته شاعرا عالميا. بعدها نراه يصمت مرّة اخرى مدّة ثمانية عشر سنة ثم يصدر قصيدته منفى التي نشرها وبالتوازي في ثلاث مدن كوسموبوليتيّة هي: شيكاغو وبوينس إيريس ومرسيليا- كما ظهرت بباريس في طبعة سريّة. وإثرها ينشر وبشكل متتال: قصائد إلى الغريبة 1943م؛ يتلوها بقصيدته "أمطار" 1943م، ثم قصيدة "ثلوج" 1944م. ويتلوها بقصيدة رياح بعد سنتين أي في عام 1946. وفي سنة 1953 يجمع كل هذه القصائد المطوّلة في كتاب مفرد عنوانه أعمال شعرية

ملامح شعره

يمتاز شعر سان جون بيرس بغنائيّة وبملحميّة لا نظير لها بين معاصريه. على المستوى التقني نجده يستعيض عن البيت الشعري بالمقطع الشعري؛ أي أنّه يستبدل بحور الشعر الفرنسي التقليديّة مثل السكندري ذي الإيقاعات الإثناعشريةّ بإيقاعات متتالية، إيقاعات قد تتجاوز في طولها البيت التقليدي وقد تقصر عنه، بيد أنها تقدّم و في كل الحالات إيقاعه الخاص، موسيقاه الخاصّة.

أعماله

أنشودته التي كانت هنا
ترجمة: خالد النجار، إيلاف
أيّها الحبُّ آه ياحبّي، لا نهائيّا كان اللّيل، ولا نهائيا كان سهرنا.

حيث وجود كثير تَلفَ. أكون لك المرأة، وبدلالة كبيرة، في ظلمات قلب الرّجل. ليل الصّيف يستضيء في خصاص شبابيكنا المغلقة، والعنب الأسود يزرقّ. في الأرياف، ونبات الكَبر على حوافّ الطرق يُظهر لحمه الوردي، وشذى النّهار يستيقظ في أشجاركم ذات الرّاتنج. أكون لكَ المرأة، آه يا حبّي، في صموت قلب الرّجل. والأرض، لحظة يقظتها، إهتزاز حشرات تحت الأوراق : فهي إبرٌ ونبالٌ تحت كل الأوراق...

وأنا أصغي، آه يا حبّي، لكل الأشياء تمضي إلى نهايتها: بومة بالاس[1] الصغيرة تُسمع زقزقتها في شجرة السرو، وسيريس[2] ذات اليدين الرقيقتين تفتح لنا ثمار شجرة الرّمان وجوز كيرسي[3]، والفرنب الصغير يبني عشه في أيك شجرة كبيرة، والجراد الحاج ينبش التراب حتى قبر إبراهيم. أكون لك المرأة - حلم كبير في كل مجال قلب الرّجل : بيت منفتح على الأبد، وخيمة منصوبة على عتبتكم، واستقبال حفيّ وانحناء لكلّ وعود العجائب. مراكب السماء تهبط التّلال، وصيّادوا الوعول كسروا أسيجتنا، وأنا أصغي فوق رمل الممشى إلى ضجيجَ محاور الإله الذهبيّة التي تعبر سياجنا ... آه ياحبي ياذا الحلم الكبير، كم صلوات أقيمت على عتبات بواباتنا ! وكم أقدام عارية عبرت فوق جليزنا وفوق قرميدنا!...

أيّها الملوك الكبار[4] الرّاقدون داخل توابيتكم الخشبيّة تحت البلاطات البرونزية، هاهو، هاهو بعض من قرباننا لأوراحكم المتمرّدة : إنحسار الحياة في كل الأخاديد، ورجال منتصبون فوق كل بلاط، والحياة تسترجع كل الأشياء تحت جنحها!

شعوبكم المبادة تنبثق من العدم، ومليكاتكم الطعينات يتحوّلن إلى يمامات في العاصفة، في اقليم السواب[5] عاش آخر فرسان القرون الوسطى،[6] ورجال العنف ينتعلون المهاميز لأجل العلم. وبكتابات التاريخ الهجائية تلتحق نحلة الصّحراء، وعزلات الشرق تمتلئ بالخرافات. والموت ذو القناع الإسبيداجي يغسل يديه في ينابيعنا.

أكون لك المرأة، آه يا حبي، في كل أعياد الذاكرة. أصغي، أصغي، آه يا حبي للضجيج الذي يحدثه حبّ كبير في انحسار الحياة. كل الأشياء تعدو نحو الحياة مثل بريد الممالك.

بنات الأرامل في المدينة يمشطن جفونهنّ، والدّواب القوقازيّة البيضاء تُشترى بالدّينار، صبّاغو الأثاث الصينيّون الشيوخ أيديهم جمراء فوق زوارقهم التي من خشب أسود، والقوارب الهولندية الكبيرة تضوع برائحة القرنفل. احملوا، احملوا أيّها الجمّالون أصوافكم الثمينة إلى أحياء اللّبادين. وهو أيضًا زمن زلازل الغرب الكبرى[7]، عندما تشعل كنائس لشبونة شموعها التي من الشرق في وجه العالم، مشرعة السقائف على الساحات، وكل أعمدة مذابحها تلتمع فوق خلفيّة من المرجان الأحمر... نحو جزر الهند الغربية الكبرى يمضي رجال المغامرة.

آه يا حبي، يا ذو الحلم الكبير، قلبي منفتح على الأبديّ، وروحك تنفتح على الممالك، لتكن كل الأشياء التي هي خارج الحلم، وكل الأشياء عبر العالم، لتكن راعيتنا على الدّرب !

الموت ذو القناع الإسبيداجيّ يطلع في أعياد الزّنوج، هل يغيّر الموت وهو في زيّ الساحر الإفريقي لهجته؟.. آه كلّ الأشياء القديمة آه! كل الأشياء التي عرفناها، وكل الأشياء التي عشناها، وكل ما يجمعه خارج الحلم زمنُ ليل الإنسان، ليكُنْ قبل النّهار نهبًا وعيدا ونار جمر لرماد المساء! - ولكن اللّبن الذي يستدرّه الفارس التتري في الصّباح من كشح دابته إنّما لشفتيك آه يا حبّي، احتفظ بذكراه.

سان جون بيرس، 1968

من سيد النجوم والملاحة
ترجمة: أدونيس

"سموني الغامض، وكان حديثي عن البحر. السنة التي أتحدث عتها أن هي السنة العظمى : البحر حيص سأل هو البحر الأعظم. الخشوع لشاطئك ، أيها الجنون، يا بحر اللذة الأعظم الحال بائس على الأرض، لكن ملكي هائل على البحار، وغنيمتي على موائد ماوراء البحار لا تحصى. المساء المزروع بالأنواع المضيئة يبقينا على شاطئ المياه المتموجة كما تبقينا آكلة الخبازي على طرف غارها. تلك التي اعتاد الربابنة الشيوخ الذين يرتدون ثيابا من الجلد الأبيض ورجالهم الكبار المحظوظين حاملو الأدوات الحربية والكتابات، أن يحيوها بهتاف، عندما يقتربون من الصخر الأسود المزين بالقباب. هل سأتبعكم، أيها المحاسبون، يا أساتذة الرقم وأتبعك، أنت يا ألوهات خفية و ماكرة أكثر مما هي، قبيل الفجر، قرصنة البحر؟

تجارة الأوراق المالية البحريون ينخرطون بغبطة في المضاربات البعيدة، المراكز تفتح، عديدة، في نار الخطوط العمودية أكثر من السنة الشمسية المفتوحة على آلاف آلافها.

يحيط بي البحر الشامل. الهاوية الملعونة نعيمٌ لي، والانغماس فيها Yلهي. والنجمة التي لا وطن لها تشق طريقها في مرتفعات العصر الأخضر. وامتيازي في البحار هو أن أحلم لكم هذا الحلم عن طريق الواقع.. سموني الغامض وكنت أسكن البرق>

( منارات) من (سيد النجوم و الملاحة) دار المدى - طبعة خاصة 1999

المصادر

  1. ^ بالاس: اسم آخر للآلهة اليونانية اثينا. وبومة بالاس في القصيدة هي اشارة إلى الجهد الإنساني العام في طلب الحكمة، والمعرفة.
  2. ^ سيريس: آلهة الزراعة عند الرومان، وهي تقابل ديميتير لدى الإغريق.
  3. ^ كيرسي: منطقة تقع في الحوض الاكيتاني لفرنسا.
  4. ^ الملوك الكبار: اشارة إلى الأباطرة الرومان.
  5. ^ الصّواب: هو النطق الفرنسي لدوقية شڤابن الألمانيّة الشهيرة؛ التي حكمتها عائلة هوهنشتاوفن الذّائعة الصّيت. و قد انهارت في عصر الاصلاح، تقع أراضيها اليوم في جنوب غربي ولاية باڤاريا
  6. ^ الرييتر: هم فرسان القرون الوسطى، ويقصد بالضبط الفرسان المرتزقة الألمان.
  7. ^ زلازل الغرب وكنائس لشبونة : اشارة ايهامية إلى زلزال لشبونة الشهير في القرن الثامن عشر. الذي شغل الوعي الغربي انذاك في مسألة استحقاق الشر الذي يقع على الأبرياء بحكم قضاء إلهي وقد كتب عنه فواتير صحائفه الشهيرة.

وصلات خارجية