حياة گاليليو

ابراهيم العريس.jpg هذا الموضوع مبني على
مقالة لابراهيم العريس
بعنوان مقالة.

حيـاة گاليليو (ألمانية: Leben des Galilei)، وتُعرف أيضاً بإسم گاليليو، هي مسرحية لكاتب الدراما الألماني في القرن العشرين برتولت برخت. كُتبت أول نسخة من المسرحية بين 1937 و 1939؛ والنسخة الثانية (أو 'الأمريكية') كتبها بين 1945–1947، بالتعاون مع تشارلز لاوتن. القصة المسرحية نالت أول انتاج مسرحي في شاوشپيل‌هاوز زيورخ، بافتتاح في 9 سبتمبر 1943. هذا الانتاج أخرجه ليونارد شتكل، مع تصميم المناظر من تيو اوتو. فريق التمثيل ضم شتكل نفسه (كگاليليو)، كارل پاريلا وڤولفگانگ لانگ‌هوف.

حياة گاليليو
Bundesarchiv Bild 183-K1005-0020, Berlin, Wolfgang Heinz als "Galilei".jpg
انتاج الجوقة البرلينية 1971
كتبهابرتولت برخت
الشخصياتگاليليو، أندريا سارتي، السيدة سارتي، لودڤيكو مارسيلي، ڤرجينيا ساگردو، Federzoni, Mr Priuli، كوزيمو ده مديتشي، الأب كريستوفر كلاڤيوس، الكاردينال باربريني، Fillipo Mucius, Mr Gaffone, Vanni, سناتور، راهب أول، لاعب عرائس، ناظر
تاريخ أول عرض1943
اللغة الأصليةالألمانية
الموضوعالمسئولية الاجتماعية للعلماء
الصنفدراما تاريخية
المشهدإيطاليا النهضة
نص مسرحية حياة گاليليو أنقر على النص للطالعة

في عام 1936، وصلت المحاكمات الستالينية في موسكو الى ذروتها موقعة الكثير من المبدعين التقدميين في العالم كله في حيرة من أمرهم إزاء محاكمات طاولت الكثير من رموز الثورة ومثقفيها ومناضليها بتهم أقلها الخيانة العظمى. وفي عام 1938، حدث أول اشتغال على مادة اليورانيوم بغية صنع القنبلة النووية. وفي ذلك الحين بالذات، كانت الحرب العالمية الثانية تقترب، وطبولها تدوّي في طول أوروبا وعرضها متوعدة بمجازر ضخمة. في هذا الإطار بالذات كتب برتولد بريخت، الصيغة الأولى لمسرحية «حياة گاليليو»، وهي المسرحية نفسها التي سيعود ليكتب صيغة ثانية منها بعد انقضاء الحرب (وهي التي نعرفها مع بعض التعديل)، كما سيظل يشتغل على صيغة ثالثة حتى رحيله في عام 1956.

إزاء هذا كله يتساءل المرء، أي من الظروف التي ذكرنا كانت وراء كتابة هذه المسرحية التاريخية - العلمية - والسياسية؟ إن اسحاق دويتشر، مؤرخ حياتي ستالين وتروتسكي، يقول ان الدافع الأساس كان محاكمات موسكو «ما يكشف قلق عبارة بريخت في المسرحية». أما بعض كاتبي سيرة بريخت فيقولون ان مسألة انشطار اليورانيوم هي ما حرّك تساؤلات بريخت حول مسؤولية العالم تجاه مفاهيم التقدم، في كل زمان ومكان. أما الآخرون فيقولون ان اقتراب الحرب هو ما حرّكه دافعاً اياه الى اعادة النظر في التاريخ، في حركة ثقافية احتجاجية شملت يومها كتاباً ألماناً كثراً راحوا ينهلون من الماضي لإلقاء أضواء كاشفة على الحاضر، ومنهم توماس مان وليون فوختفانغلر. أما بريخت نفسه فإنه كان يحلو له في ساعات صفائه أن يقول ان غايته الأساس انما كانت فضح التواطؤ بين الكنيسة والطبقات الحاكمة ضد أصحاب الفكر المتنور بغية إبقاء العامة على جهلهم، لأن هذا الجهل هو الذي يسهّل اقتيادهم والسيطرة عليهم.

طبعاً من المعروف ان المبدع حين ينكب على ابداع عمل ما، لا يسأل نفسه عن الدوافع التي رمته حقاً في خضم ذلك العمل. هذا النوع من التفسير يأتي لاحقاً في العادة. ومن هنا، قياساً على هذا الأمر يمكننا القول ان كل الدوافع والعناصر التي ذكرنا قد لعبت دوراً أساسياً في دفع بريخت، في تلك الآونة بالذات، الى الخوض في حياة ذلك العالم المنتمي الى أزمان سابقة في شكل لا يكتفي بإدانة موقف الكنيسة منه، بل يتجاوز ذلك ليطرح الكثير من الاشكالات المتناولة مسؤولية المثقف، والصراع بين القديم والجديد، والحقيقة العلمية ازاء منطق التاريخ، وما شابه ذلك من قضايا.

ذلك ان مسرحية «حياة گاليليو» كما كتبها بريخت وأعاد كتابتها، تحتوي على ذلك كله، وإن في ثناياها لا في واجهتها في بعض الأحيان. ومن هنا تنبع أهميتها وفرادتها في حياة بريخت وعمله، حيث نجدها تبتعد من «الخطّية» المؤدلجة التي كانت ميّزت أعماله السابقة، لتخوض في جدلية فكرية وفنية مدهشة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص

تتحدث المسرحية، إذاً، عن العالم الإيطالي النهضوي گاليليو گاليلـِيْ، عبر 15 فصلاً. منذ بداية هذا العمل نعرف أن گاليليو يعيش بفضل مرتّبه كمحاضر جامعي في مدينة البندقية (كانت جمهورية ذات حكم ذاتي في ذلك الحين)... وهو يبدو لنا نهماً الى العلم والمعرفة نهمه الى الطعام وملذّات العيش. أما أقرب المقربين اليه في المسرحية فهما ابنته فرجينيا وتابعه أندريا، الفتى الموهوب علمياً. وگاليليو يستخدم في بحوثه العلمية منظاراً مقرباً ألماني الصنع لا يكف عن الزعم أنه من اختراعه، وهو يراقب به النجوم وحركة الفلك ليؤكد ان كوكب الأرض ليس سوى واحد من كواكب كثيرة، وأنه ليس مركز الكون كما تقول الكنيسة، بل كوكب يدور حول الشمس. ولما كان گاليليو فقيراً، لا يستفيد كثيراً من عمله العلمي، قرر ذات يوم أن يقصد قصر الدوق حاكم فلورنسا سعياً وراء منفعة مادية. في تلك الأثناء يكون كبير فلكيي البابوية في روما قد أفتى بصحة نظرية گاليليو المتعلقة بدوران الأرض حول الشمس، بيد أن السلطات الكنسية، تتحفظ بشدة على ذلك انطلاقاً من أن نفي مركزية الأرض، سيؤدي الى طرح الكثير من الأسئلة حول كل سلطة من السلطات وصولاً الى سلطة الكنيسة. وإذ يخشى گاليليو عواقب مجابهة الكنيسة، وإذ يتورع في الوقت نفسه عن التراجع عن منطقه العلمي، يقرر الصمت وعدم البوح بأي رأي جديد طوال ثمانية أعوام. وعند نهاية ذلك يكون الكاردينال باربريني، العالم المتفتح قد أضحى بابا تحت اسم اوربانوس الثامن... وهنا تستيقظ آمال گاليليو من جديد، لكن محاكم التفتيش تكون في المرصاد، فتقنع البابا الجديد بأن السكوت عن نظريات گاليليو سيكون مدمراً للكنيسة. أما گاليليو فإنه بعدما تعرض أمامه أدوات التعذيب و «الاقناع» التي تمتلكها تلك المحاكم يقبل التراجع عن نظرياته. وهنا أمام هذا يشعر أندريا بالغضب أمام موقف أستاذه المتهافت والجبان، ويتخلى عنه فيما تواصل فرجينيا العناية بأبيها الذي أضحى الآن كهلاً. ويمر وقت طويل يقوم بعده أندريا بزيارة أستاذه الذي أضحى اليوم يعيش تحت رقابة محاكم التفتيش. ويسرّ اليه گاليليو بأنه، وفي تكتم شديد، أنجز صياغة أسس فيزيائية جديدة. فيدرك اندريا ان نكوص أستاذه انما كان لاكتساب الوقت لا أكثر، فيما يعترف گاليليو أمامه، بأن ما دفعه الى التراجع أمام الكنيسة انما كان خوفه من العذاب الجسدي لا أكثر... ويدين نفسه أمام اندريا لأنه غدر بعقله وخان ضميره العلمي وإن كان ذلك وفر له وقتاً اضافياً مكّنه من متابعة عمله وبحوثه... ويقول لتلميذه أنه إنما يرى في إخفاقه جذور اغتراب العلم عن الأهداف الإنسانية، وإذعاناً من العلم إزاء سلطات القمع. وينتهي الأمر بأندريا أن يهرّب ما دوّنه گاليليو من نظريات جديدة إلى خارج ايطاليا.


اسقاطات على الواقع

 
أداء معاصر

واضح هنا تماماً ان «حياة گاليليو» ليست مسرحية تاريخية، بل هي عمل معاصر تماماً، يقول عبر درس التاريخ، الكثير من المشكلات التي كان المثقف والعالم يجد نفسه في إزائها. ولعل ما يؤكد ذلك ان ألبرت أينشتاين سيسثير اعجاب بريخت في تلك الآونة بالذات حين يقول خلال حضوره «معرض نيويورك العالمي»: «لقد تقدم الإنسان سريعاً في الميادين العلمية والتقنية، لكن سرعته في تعلم كيفية تخطيط «انتاج الثروات وتوزيعها»، كانت أقل بكثير، بحيث انه يعيش الآن في رعب دائم خوفاً من الانهيار الاقتصادي، وهو رعب لا يقل عن رعبه ازاء شبح حرب ماثلة أمام ناظريه على الدوام».

والحال ان بريخت، حين كتب هذه المسرحية كان لا يفتأ يطرح على نفسه سؤالاً نجده مسيطراً على مضمونها تماماً: هل كان في الإمكان التكلم على البقاء على قيد الحياة من دون ملامسة مشكلة الجبن؟ وواضح هنا ان بريخت، في سبيل الوصول الى اجابات ترضيه، خرق قوانينه الجمالية الخاصة ومبادئ المسرح الملحمي، ليقدم دراسة في الانتهازية، فريدة من نوعها في عمله. وفي ذلك الحين كان برتولد بريخت (1898 - 1956) في نحو الأربعين من عمره، وكانت معركته مع النازية فتحت منذ زمن... وبريخت، كما نعرف، هو واحد من كبار كتاب المسرح في تاريخ هذا الفن، كما انه واحد من كبار مبدعي القرن العشرين. ومن أعماله الكبرى: «الاستثناء والقاعدة» و «إنسان ستشوان الطيب» و «دائرة الطباشير القوقازية» و «الأم» و «اوپرا القروش الثلاثة» و «في أدغال المدن» و «السيد بونتيلا وتابعه ماتي»...


الأداءات

أعمل برخت المذكورة

  • Brecht, Bertolt. 1952. Galileo. Trans. Charles Laughton. Ed. Eric Bentley. Works of Bertolt Brecht Ser. New York: Grove Press, 1966. ISBN 0802130593. p. 43–129.
  • Brecht, Bertolt. 1955. Life of Galileo. In Collected Plays:Five. Trans. John Willett. Ed. John Willett and Ralph Manheim. Bertolt Brecht: Plays, Poetry and Prose Ser. London: Methuen, 1980. ISBN 0413699706. p. 1–105.
  • Danter, Matej. 2001. "History of changes of Brecht's Galileo". Online: New Mexico State University. (accessed 18 March 2006)
  • Willett, John. 1959. The Theatre of Bertolt Brecht: A Study from Eight Aspects. London: Methuen. ISBN 041334360X.
  • British Royal National Theatre's web page about its production of Galileo

الهامش