أم الدباغية

(تم التحويل من حضارة أم الدباغية)

أم الدباغية Umm Al-Dabaghiyah تل أثري في سفوح جبل سنجار في شمال غربي العراق، أبعاده 100×85 م وارتفاعه 4 م، وقد نقبت الباحثة الإنكليزية ديانا كيركبرايد D.Kirkbride في الأعوام 1971- 1974 عن الآثار التي يضمها هذا التل، وتم تحديد اثنتي عشرة طبقة أثرية سُكنت كلها بين نهاية الألفية السابعة وبداية الألفية السادسة ق.م.، أي بين نحو 6200 و5750 ق.م.[4]

موقع أم الدباغية. اللون القرمزي يبين انتشار ثقافتها.
بلاد الرافدين القديمة
بوابة مدينة نمرود
خط زمني[1]
أواخر العصر الحجري القديم
12000–9500 ق.م.
(غير معايَرة: 11000-8300 ق.م.)
كبارية
نطوفية
خيامية
العصر الحجري الحديث قبل الفخاري
9500–6400 ق.م.
(غير معايَرة: 8300-6000 ق.م.)
قبل الفخاري أ
9500–8800 ق.م.
(غير معايَرة: 8300-7300 ق.م.)
قبل الفخاري ب
8800–7000 ق.م.
(غير معايَرة: 7300-6000 ق.م.)
قبل الفخاري ج
7000–6400 ق.م.
(غير معايَرة: 6150-5550 ق.م.)
العصر الحجري الحديث الفخاري
6400–5800 ق.م.
(غير معايَر: 6000-5000 ق.م.)
حضارة أم الدباغية
6000–5800 ق.م.
حضارة حسونة
5800–5260 ق.م.
حضارة سامراء[2]
5500–5000 ق.م.
الانتقال إلى العصر الحجري النحاسي
5800–4500 ق.م.
حضارة حلف[3]
5500–5000 ق.م.
العصر الحجري النحاسي
4500–3600 ق.م.
الحضارة العبيدية
5000–4000 ق.م.
حضارة اوروك
4000–3100/3000 ق.م.
الانتقال إلى العصر البرونزي المبكر
3600–3500 ق.م.
العصر البرونزي المبكر
3500–2000 ق.م.
عصر غمدت نصر
3000–2800 ق.م.
الأسرات المبكرة
2900/2800–2340 ق.م.
العصر الأكادي
2340–2200 ق.م.
عصر لگش الثانية/اور الثالثة
2340–2000 ق.م.
العصر البرونزي الوسيط
2000–1550 ق.م.
عصر إيسين-لارسا
2000–1800 ق.م.
العصر البابلي القديم/الآشوري القديم
1800–1595 ق.م.
العصر البرونزي المتأخر
1550–1150 ق.م.
العصر الكاشي[2]
1580–1200 ق.م.
العصر الآشوري الوسيط[3]
1400–1000 ق.م.
العصر الحديدي
1150–600 ق.م.
عهد إيسين الثاني
1160–1000 ق.م.
العصر الآشوري الحديث
1000–600 ق.م.
العصر البابلي الحديث
626–627 ق.م.
العصر البابلي المتأخر
626–539 ق.م.
العصر الأخميني
539–330 ق.م.
التواريخ بعد
التأريخ الأوسط (تقريبية)

شيدت منشآت هذا الموقع وفق مخطط مسبق وكانت من الطين لندرة الأحجار، كما طليت جدران المنازل وأرضياتها بالملاط. ويمكن تمييز نوعين من الأبنية في هذا الموقع، النوع الأول: غرف صغيرة كشفت العشرات منها في صفوف متقابلة، أحياناً على شكل حرف T، يصل طولها حتى 25م، وتفصل بينها جدران سميكة بدعامات خاصة، وهي مبنية من الطين، والقصب والأغصان، مساحة كل منها 150×175سم، وليس لهذه البيوت أبواب ولا نوافذ ولا اتصال بينها، ويعتقد أن مداخلها كانت من سقوفها مما يشير إلى استعمالها مخازن أو مشاغل حرفية، وذلك أنه قد كشف عن أقنية تصريف وأحواض من الجص محفورة في الأرض. والنوع الثاني: بيوت سكنية يتألف كل بيت من ثلاث غرف، واحدة للسكن والثانية مطبخ والثالثة مستودع، والجدير بالاهتمام هنا هو استخدام العقود الطينية في هذه المساكن، وهذا يعد من أقدم الأدلة على بناء الأقواس في الشرق القديم، إضافة إلى المواقد والتنانير والمداخن.

إن من أهم ما يميز هذا الموقع هو الأواني الفخارية كالأباريق والصحون والجرار والأواني ذوات القواعد والأرجل التي عثر على أنواع مختلفة منها، بعضها بدائي بسيط وخشن والبعض الآخر دقيق الصنع مصقول وجميل ويحمل زخارف هندسية ملونة بالأحمر، أو زخارف بأشكال حيوانية وإنسانية (الحمار البري والوجوه البشرية). وهناك أنواع من الأواني، مزخرفة بطريقة الحز والتمشيط، والأواني المصنوعة من الفخار الأسود المصقول المعروف في الساحل السوري مما يدل على صلة واضحة بين المنطقتين. وعموماً فإن فخار هذا الموقع، الذي تضمَّن أواني تخزين ضخمة، هو أقدم فخار معروف في بلاد الرافدين.

كما وجدت الأواني الحجرية والأدوات الحجرية التي ضمت رؤوس النبال والمناجل والنصال الصغيرة من حجر السبج (الأوبسيديان)، والأدوات المصنوعة من أحجار البازلت، وأهمها الفؤوس المصقولة إضافة إلى أحجار المقاليع المستخدمة في الصيد، والتماثيل الطينية الإنسانية والحيوانية، التي تمثل في معظمها نساء في وضعية الجلوس دليلاً على انتشار عقيدة الخصب لدى السكان. وهناك أدوات الزينة والخرز المصنوعة من الأحجار الخضراء والرخام والصدف والسبج وهي مواد مستوردة من مناطق مجاورة، سواء من الأناضول شمالاً أو من الخليج العربي جنوباً، والصناعات العظمية كالمخارز والإبر والملاعق والنصال.

لقد عمل سكان المستوطنة بالزراعة وبتربية القطعان إذ وجدت دلائل على زراعة القمح والشعير والحمص والعدس وتدجين الحيوانات ولا سيما المعز والضأن والبقر والخنزير والكلاب، ويبدو أن حيوان الحمار البري كان له أثر مهم في حياة هذه المستوطنة وتدل على ذلك كثرة عظامه فيها. كما دلت على الحمار البري بقايا الصور الجدارية، ومن بينها لوحة ملونة على جدران أحد المنازل تمثل صيد هذا الحيوان بعد مطاردته ليقع في شباك صيد قوية.

يعد الموقع من أهم وأبكر القرى الأولى في مناطق الزراعة البعلية في شمالي بلاد الرافدين. ويحمل تأثيرات حضارية أتت من الجزيرة السورية والفرات والساحل السوري، ومنه انتشرت الزراعة الباكرة باتجاه وسط بلاد الرافدين وجنوبيها. وتعتقد المنقبة في الموقع، استناداً إلى دلائل المخازن والأحواض والأقنية الحرفية والصور الجدارية، أن المستوطنة قد تخصصت بصيد الحمار البري وتحضير جلوده وتصديرها والمتاجرة بها. وهكذا كانت قطعان الماشية أحد أهم مصادر ثروة أولئك الناس إضافة إلى الموارد الزراعية، وكلها تدل على مرحلة رخاء وتنظيم وإنجازات تقنية عالية ما لبثت أن وجدت طريقها إلى المناطق الأخرى المجاورة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  1. ^ Zeitleiste nach kalibrierten C14-Daten
  2. ^ أ ب في جنوب بلاد الرافدين
  3. ^ أ ب في شمال بلاد الرافدين
  4. ^ سلطان محيسن. "أم الدباغية". الموسوعة العربية.
خط زمني للعصر الحجري الحديث في الشرق الأدنى[1]
6000 خابور جبل سنجار
آشور
دجلة الأوسط أسفل
الرافدين
خوزستان الأناضول Siria
6600   أم الدباغية     محمد جعفر چتل‌هويوك
(6300-5500)
 
العميق A
5200
حلف القديمة

حسونة
سامراء القديمة
(5600-5400)

سامراء الوسطى
(5400-5000)

سامراء المتأخرة
(5000-4800)
 
سوسيانا A
حاجي‌لار

مرسين 24-22
 

العميق B
4800
حلف الوسطى
حسونة المتأخرة

گاورا 20
إريدو
(= العـُبـَيد 1)
إريدو 19-15

تپه سپز
حاجي‌لار

مرسين 22-20

العميق C
4500 حلف المتأخرة گاورا 19-18   حاجي محمد
(= العـُبـَيد 2)

إريدو 14-12
خزينه

سوسيانا B
جان حسن

مرسين 19-17

العميق D
  1. ^ Mario Liverani, Antico Oriente: storia, società, economia, Laterza, Roma-Bari, 2009, ISBN 978-88-420-9041-0, p. 84.