جيوبوليتيكا

الجيوبوليتيكا أو علم السياسة الطبيعية (من اليونانية γη ge "أرض" و πολιτική politikē "سياسة")، مصطلح سياسي جغرافي يشير إلى محاولة تفسير تطورات السياسة العالمية من منظور المساحة الجغرافية. وبناء على هذه النظرية، فإن الحيّز الجغرافي للعالم محدود. وتتقاتل جميع الدول فيما بينها للحصول على ما يكفيها للبقاء. تحاول الجيوبوليتيكا تفسير العلاقة بين الجغرافيا والسياسة الخارجية. كان العالم السويدي، رودولف شلن، أول من استخدم هذا المصطلح. ويدرس الجغرافيون والمؤرخون وعلماء السياسة تأثير الجغرافيا على السياسة الخارجية، لكن لايستخدم المصطلح جيوبوليتيكا إلا قليلاً هذه الأيام. ولعل السبب ـ فيما يبدو ـ أنه يؤكد على عامل واحد في تفسير قوى الدول العظمى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ماكيندر وقلب الأرض

 
مفهوم قلب الأرض Heartland لهالفورد ماكيندر يوضح موقع "منطقة المحور pivot area" التي تأسست في نظرية قلب الأرض. ولاحقاً قام بتعديلها ليـُدخل شمال أوراسيا في منطقة المحور، بينما القلب يظل في أوروبا الغربية والوسطى.

في بدايات القرن العشرين الميلادي، قدم السير هالفورد ماكيندر ـ وهو جغرافي بريطاني ـ نظرية عن الجيوبوَليتيكا تؤكد أهمية الدول ذات المساحة الكبيرة في السياسة الدولية. فسمى قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا جزيرة العالم. وجميع المساحات الأخرى ماهي إلا توابع، والأرض المحورية لأوروبا وآسيا بما فيها ألمانيا وروسيا هي قلب الأرض. وبناء عليه، فإن السيطرة على قلب الأرض هي مفتاح القوة العالمية. ويضيف نيكولاس سپايكمان ـ وهو عالم أمريكي ـ أنه من المهم أيضًا السيطرة على ما أسماه أراضي الطوق، وهي غربي أوروبا والشرق الأوسط وجنوبي وشرقي آسيا.

ضم علماء الجيوبوليتيكا الألمان، خاصة كارل هاوزهوفر (1869 – 1946)، نظرية ماكيندر مع نظرياتهم، وطوروا الجيوبوليتيكا إلى علم زائف. حاول هاوزهوفر وآخرون إثبات أن على الدول ذات المساحات الكبيرة توفير أماكن للحياة للقادمين الجدد، بإيجاد دول قارية أكثر فعالية. وقد حاول الزعيم الألماني أدولف هتلر تطبيق نظريات الجيوبوليتيكا هذه.


راتسل

النظرية الجيوبوليتيكية لفريدريش راتسل (1844-1904) تعرضت لانتقادات كنظرية ساحقة للغاية، تفسيره للتاريخ والجغرافيا الإنسانية كان بسيط وحرفي للغاية. في تحليله لأهمية التنقل، والانتقال من النقل البحري إلى السكك الحديدية، فشل في التنبؤ بالتأثير الثوري للطاقة الجوية. استهان بشكل كبير بأهمية التنظيم الاجتماعي في تنمية الطاقة[1]. وُضعت نظريات ماكيندر في التصنيف الجيو-إستراتيجي والذي لا يعتبر أكثر من مكون فرعي واحد داخل الدراسة الأكثر شمولاً للجيوسياسات والتغير الجيوسياسي المعاصر.

شلن

بعد الحرب العالمية الأولى، أفكار ومصطلحات شلن تم اختيارها والتمسك بها بشكل موسع من قبل عدد من العلماء: في ألمانيا كارل هاوزهوفر، إريخ اوبست، هرمان لاوتن‌ساخ، واوتو ماول؛ وفي إنگلترة: ماكيندر وجيمس فيرگريڤ James Fairgrieve؛ في فرنسا ڤيدال ده لا بلاش وكاميل ڤالو Camille Vallaux. عام 1923 أسس كارل هاوزهوفر Zeitschrift für Geopolitik (مجلة الجغرافيا السياسية)، والتي تطورت ككيان دعائي لألمانيا النازية. إلا أن مؤخراً، أثيرت تساؤلات حول حقيقة تأثير هاوزهوفر داخل الحزب النازي (اوتوثيل، 1996) حيث أن هاوزهوفر قد فشل في دمج الأيديولوجيا الراديكاليا النازية في عمله.

هنتنگتن

منذ ذلك الحين، طُبقت كلمة الجيوبوليتيكا على الكثير من النظريات الأخرى، ومن أشهرها مفهوم صراع الحضارات لصمويل هنتنگتون. في العالم السلمي، لا الممرات البحرية ولا الأرضي معرضة للتهديد،|؛ بالتالي فجميع البلدان متقاربة بما يكفي للتفاعل مع بعضها مادياً. توجد اختلافات في عالم الأفكار السياسية، الأعمال، والثقافات، والمصطلح أصبح أكثر تحولاً إلى هذا الميدان، خاصة في استخدامه الشعبي. نموذج هنتنگتون الجيوسياسي، خاصة هياكل شمال أفريقيا وأوراسيا، مشتق إلى حد كبير من النموذج "المنطقة الوسيطة" الجيوسياسي والذي صاغه لأول مرة ديمتري كيتسيكيس ونُشر عام 1978.[2]

تعريفات

شهدت دراسة الجيوبويتيكا نهضة كبيرة خلال العقد الماضي. معالجة الفجوة في الأدب الدوري المنشور، تسعى هذه المجلة لاستكشاف الآثار النظرية للجيوبولتيكا المعاصرة والتغير الجيوبوليتكي مع إشارة خاصة للمشكلات الاقليمية وقضايا سيادة الدولة. التخصص المتعدد في نطاقها، تشمل الجيوبوليتيكا جميع أوجه العلوم الاجتماعية مع التركيز بشكل خاص على الجغرافيا السياسية، العلاقات الدولية، الجوانب الاقليمية للعلوم السياسية والقانون الدولي. تسعى المجلة إلى الوصول للتوازن الصحي بين التحليل المنهجي والاقليمي. (الصفحة الرئيسية لمجلة الجيوبوليتيكا - http://www.tandf.co.uk/journals/titles/14650045.asp)

في الخلاصة، تشير الجيوبولتيكا تقليدياً إلى الروابط والعلاقات السببية بين القوى السياسية والفضاء الجغرافي؛ بشكل ملموس غالباً ما ينظر إليها على أنها مجموعة من الأفكار التي تختبر وصفات استراتيجية محددة اعتماداً على الأهمية النسبية لقوة الأرض وقوة البحر في تاريخ العالم... للتقليد الجيوسياسي بعض المخاوف المتسقة، مثل ارتباط الجيوبوليتيكا بالسلطة في السياسات العالمية، تحديد المناطق المحورية العالمية، والعلاقات بين القدرات البحرية والبرية.—اويڤيند اوسترود، "استخدامات وانتهاكات الجيوبوليتكيا، مجلة أبحاث السلام، رقم 2، 1988، ص. 192

بالجيوبوليتكيا، أقصد النهج الذي يولي اهتمااً بمتطلبات التوازن. هنري كيسنجر في كولين س گراي، ج. ر. سلون. الجيوبوليتيكا، الجغرافيا والاستراتيجية. پورتلاند: الناشرون فرانك كيس، 1999.

الجيوبوليتيكا هي مجال علمي للدراسة المرتبطة بالجغرفيا السياسية والعلاقات الدولية، والتي تبحث في التفاعل بين الحراك السياسي للنساء والاقليمية المحيطة بهم (في ثلاث أبعاد؛ مادياً-جغرافياً، إنسانياً-جغرافياً ومكانياً) (ديڤد كرايكمانز في دراسة دكتوارة بعنوان "الجيوبوليتيكا، الوعي الجغرافي بالسياسة الخارجية؟ في جامعة أنتوِرپ (بلجيكا) عام 2005.

الجيوبوليتيكا هي دراسة النظم الجغرافية. النظام الجغرافي هو، في رأيي، مجموعة العلاقات بين مصالح الفاعلين السياسيين الدوليين، المصالح المتركزة في منطقة، فضاء، عنصر جغرافي أو سبل ما.—ڤلاديمير توسيا، التقييم الجغرافي للحدود في حوض الدانوب، رسالة دكتوراة 2006.

الجيوبوليتيكا هي أحد فروع الجغرافيا السياسية وهي درارسة العلاقات المتبادلة بين الجغرافيا، السياسة والسلطة وأيضاً التفاعلات الناجمة عن اندماج كلاً منهم بالآخر. حسب هذا التعريف، فالجيوبوليتيكا هي تخصص علمي وذو طبيعة علمية أساسية.(هافزنيا، م. ر. 2006. مبادئ ومفاهيم الجيوبوليتيكا. منشورات پوپلي إيران، ص. 37–39.)

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ O Tuathail (2006) page 20
  2. ^ Dimitri Kitsikis, A Comparative History of Greece and Turkey in the 20th century. In Greek, Συγκριτική Ἱστορία Ἑλλάδος καί Τουρκίας στόν 20ό αἰῶνα, Athens, Hestia, 1978. Supplemented 2nd edition: Hestia, 1990. 3rd edition: Hestia, 1998, 357 pp.. In Turkish, Yırmı Asırda Karşılaştırmalı Türk-Yunan Tarihi, İstanbul, Türk Dünyası Araştırmaları Dergisi, II-8, 1980.

المصادر

  • Ankerl, Guy. Global communication without universal civilization. INU societal research. Vol. Vol.1: Coexisting contemporary civilizations : Arabo-Muslim, Bharati, Chinese, and Western. Geneva: INU Press. ISBN 2-88155-004-5. {{cite book}}: |volume= has extra text (help); Cite has empty unknown parameter: |origdate= (help)
  • Criekemans, David. "Geopolitical schools of thought: a concise overview from 1890 till 2015 and beyond". In: Csurgai, Gyula (ed.): Geopolitics: schools of thought, method of analysis and case studies. Geneva: Editions de Penthes & International Centre for Geopolitical Studies, 2009, pp. 5-47
  • O'Loughlin, John / Heske, Henning. "From 'Geopolitik' to 'Geopolitique': Converting a Discipline for War to a Discipline for Peace". In: Kliot, N. and Waterman, S. (ed.): The Political Geography of Conflict and Peace. London: Belhaven Press, 1991
  • O'Tuathail, Gearoid; et al. (1998). The Geopolitics Reader. New York: Routledge. ISBN 0-415-16271-8. {{cite book}}: Explicit use of et al. in: |author= (help)
  • Spang, Christian W.: “Karl Haushofer Re-examined—Geopolitics as a Factor within Japanese-German Rapprochement in the Inter-War Years?”, in: C. W. Spang, R.-H. Wippich (eds.), Japanese-German Relations, 1895–1945. War, Diplomacy and Public Opinion, London, 2006, pp. 139–157.
  • Diamond, Jared, Guns, Germs, and Steel (1997)
  • Amineh, Parvizi M. and Henk Houweling, Central Eurasia in Global Politics, (London, Leiden: Brill Academic Publishing. Introduction and Chapeter 11
  • Services Secrets et Geopolitique, Amiral (c.r.) Pierre Lacoste e Francois Thual, Lavauzelle,2000

وصلات خارجية

Dr. Daniel Fine of MIT discusses how new technology in extracting gas will impact geopolitics and the environment.

  • Oil & Gas Watch Europe monitors geopolitics in Europe, particularly in connection with competing natural gas pipeline projects like Nabucco and South Stream.