تحرير اوكرانيا من القوات الألمانية

تحرير أوكرانيا من القوات الألمانية بعد الإنتصار في معركة كورسك في يوليو–أغسطس 1943 شنت القوات السوفيتية هجوما مضادا على الألمان وحررت سريعا الضفة اليسرى من نهر الدنيبر ومنطقة الدونباس الصناعية في أوكرانيا. وتم تحرير العاصمة كييف في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1943.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عملية الدنيبر الهجومية

 
Ukrainian SSR in 1940, after the Soviet invasions of Poland and Romania and before the German invasion of Soviet Union.
 
Soviet soldiers preparing rafts to cross the Dnieper during the Battle of the Dnieper (1943). The sign reads "To Kyiv!".

في منتصف أغسطس/آب عام 1943 فهم هتلر أنه ليس بوسعه ايقاف الهجوم السوفيتي في أوكرانيا الشرقية، لذلك اصدر امرا لقواته بان تتشبث بضفة الدنيبر اليمنى وتبني هناك منشآت دفاعية محصنة للحيلولة دون اختراقها من قبل القوات السوفيتية المهاجمة. واطلقت على تلك المنشآت تسمية "الجدار الشرقي". والجدير بالذكر ان المنشآت الدفاعية شيدت على طول الجبهة على ضفة نهر الدنيبر التي امتدت من مدينة سمولينسك في روسيا حتى بحر أزوف اي بلغ طولها 1400 كم ، وكان لا يمكن تحصينها بقدر كاف في كافة اقسام الجبهة. لذلك ركزت القيادة الألمانية على تحصين مواقع مجددة يحتمل ان تعبر منها القوات السوفيتية نهر الدنيبر. وهي المواقع بالقرب من مدن كريمينتشوغ ونيكوبل وزابوروجيه.

حاولت القوات السوفيتية اولا اجراء عملية انزال جوي في مؤخرة العدو بغية الاستيلاء على رؤوس جسور تضمن نجاح هجوم القوات الرئيسية. لكن هذه العملية باءت بالفشل التام لعدم اعدادها بشكل كاف . بعد ذلك قررت القيادة السوفيتية البدء في عبور نهر الدنيبر على طول جبهة تمتد 300 كيلومتر. وفي 22 سبتمبر/ايلول تم الاستيلاء عي اول رأس جسر في ملتقى نهري البريبيات والدنيبر وذلك في القسم الشمالي للجبهة. ثم تم انشاء رؤووس الجسور في القسم الجنوبي للجبهة. وبحلول شهر اكتوبر/تشرين الاول تمكنت القوات السوفيتية من اقامة 23 رأس جسر. كما اقامت رؤوس جسور كاذبة بغية اجتذاب المدفعية المعادية وحملها على قصف مواقع تخلو من القوات والمعدات السوفيتية .

في 6 نوفمبر 1943 تم تحرير عاصمة أوكرانيا كييف من القوات الألمانية ثم وجهت القوات السوفيتية ضربات من رؤوس الجسور المستولى عليها نحو الجنوب وقطعت القوات الألمانية الرئيسية عن مجموعة قواتها المدافعة عن شبه جزيرة القرم ،الامر الذي خيب آمال هتلر في ايقاف الهجوم السوفيتي.

ومما يجدر ذكره ان الفرق السوفيتية المشاركة في عبور نهر الدنيبر تكبدت خسائر فادحة وفقدت بعضها 70 – 80 % من أفرادها وآلياتها الحربية . فيما ابدى الجنود السوفيت نماذج من المآثر البطولية حين لم ينسحبوا من المواقع المستولى عليها في رؤوس الجسور رغم غياب الدعم والامدادات والضربات الشديدة التي انزلتها بهم المدفعية والطائرات الألمانية.


عملية كورسون – شيفتشينكو الهجومية

أجريت عملية كورسون – شيفتشينكو الهجومية الاستراتيجية من قبل الجبهتين الاكرانيتين الاولى والثانية في الفترة ما بين 24 يناير/كانون الثاني– 17 فبراير/شباط عام 1944 في منطقة كورسون – شيفتشينكو بغية محاصرة وتدمير مجموعة القوات المعادية وتشكيل مقدمات لتحرير أوكرانيا كلها من الغزاة الالمان.

ونتيجة تطوير هجوم الجبهتين الأوكرانيتين الاولى والثانية بقيادة الجنرالين فاتوتين وكونيف تشكل نتوء كانت مجموعة القوات الألمانية المتكونة من 9 فرق مشاة وفرقة دبابات ولواء ميكانبيكي تدافع عنه، الامر الذي منع القوات السسوفيتية من التقدم الى عمق دفاعات العدو صوب نهر بوغ الجنوبي.

كانت فكرة القيادة السوفيتية تكمن في توجيه ضربتين معاكستين من طرفي قاعدة النتوء المعادي ومحاصرة القوات الهتلرية المدافعة واحكام الحصار المزدوج عليها وتدميرها تدميرا كاملا. ونجحت القوات السوفيتية في تحقيق هذا الهدف بحلول 28 يناير/كانون الثاني عام 1944 حين صدت كافة الضربات المضادة المعادية. وفي 8 فبراير/شباط وجهت القيادة السوفيتية الانذار الاخير الى القوات الألمانية وطالبتها بالاستسلام. لكن الالمان رفضوا قبول الانذار. وبعد ذلك شنت القوات السوفيتية في 12 فبراير/شباط الهجوم الحاسم على الالمان مما ادى الى مقتل 82000 جندي وضابط ألماني وأسر 20000 آخر. وبنتيجة هذه العملية تم دحر 15 فرقة ألمانية بما فيها 8 فرق مدرعة حاولت فك الحصار من خارجه. واستعرضت القيادة السوفيتية في تلك العملية مهارتها الفائقة وقدرتها على اجراء مناورات سريعة باستخدام وحدات وتشكيلات ميكانيكية متحركة. ومنح الجنرال كونيف الذي تولى قيادة العملية في مرحلتها الختامية رتبة مارشال الاتحاد السوفيتي.

عملية القرم الهجومية

استطاعت القوات السوفيتية نتيجة تطوير الهجوم بعد عبور نهر الدنيبر ودحر الفرق المدرعة الألمانية في معركة كورسون شيفتشينكو استطاعت قطع الجيش الألماني السابع عشر عن القوات الألمانية الاساسية. ثم استولى الجيش السوفيتي على رأس جسر في منطقة كيرتش الواقعة على ساحل مضيق بحر ازوف واحكم بذلك الحصار على القوات الألمانية . واعتبرت القيادة العليا الألمانية انه من غير المستحسن في ظروف الحصار البري الاستمرار في الدفاع عن شبه جزيرة القرم. لكن هتلر أمر قواته بالتشبث بشبه الجزيرة خشية من ان الهزيمة في القرم ستدفع رومانيا وبلغاريا اللتين تطل اراضيهما على البحر الاسود الى الخروج من التحالف مع ألمانيا.

وحشدت القيادة العسكرية السوفيتية قبل بدء العملية في القرم 470 الف جندي وحوالي 6000 مدفع وما يزيد عن 5000 دبابة و 1250 طائرة. بينما كان يواجههم الجيش الألماني السابع عشر المتكون من 5 فرق ألمانية و7 فرق رومانية.

بدأ الهجوم السوفيتي في القرم يوم 8 ابريل/نيسان عام 1944 بتوجيه ضربة رئيسية من مضيق سيفاش قامت بها تشكيلات الجيش السوفيتي الحادي والخمسين. فيما اخترقت قوات الجبهة الأوكرانية الرابعة دفاعات العدو في منطقة بيريكوب وحررت في 11 ابريل/نيسان مدينة جانكوي في شمال شبه جزيرة القرم ، ثم حررت القوات السوفيتية مدن سيمفيروبل وألوشتا ويفباتوريا ووصلت يوم 15 ابريل/نيسان الى مشارف مدينة سواستوبول بصفتها قاعدة بحرية وبرية اساسية في شبه الجزيرة.

لم تتمكن وحدات الجيش " بريمورسكى" من الحركة والاستيلاء على مدينة سواستوبول . لذلك تم تحديد موعد الهجوم الحاسم في 5 مايو/آيار. واستسلمت الحامية الألمانية المدافعة عن سواستوبول يوم 9 مايو/آيار بعد المعارك الضارية بين الوحدات السوفيتية والألمانية على مشارف المدينة وداخلها. وحاول الالمان القيام باجلاء قواتهم بحرا. لكن سفن اسطول البحر الاسود السوفيتي احبطت هذه المحاولة. وساعدت وحدات قوات الانصار في القرم القوات السوفيتية بقطعها للمواصلات الألمانية وتدمير الوحدات الألمانية المنسحبة.

لقد تكللت عملية القرم الهجومية بنجاح كبير حيث تم الدحر التام للجيش الألماني السابع عشر ومقتل 140 الف جندي وضابط ألماني بينهم 40 ألف جندي غرقوا في البحر الاسود اثناء عملية الجلاء السريعة، كما تم اسر 61580 جنديا ألمانيا.

عملية الكاربات الهجومية

كانت عملية الكاربات الهجومية الاستراتيجية آخر عملية هجومية للقوات السوفيتية في اراضي أوكرانيا وادت الى تحرير أوكرانيا من النازيين تحريرا تاما . وهدفت تلك العملية ايضا الى مساعدة انتفاضة الثوار السلوفاكيين ضد النازيين التي اندلعت في سلوفاكيا في 29 اغسطس/آب عام 1944 .

وشاركت في العملية الجبهة الأوكرانية الاولى المتكونة من الجيش الثامن والثلاثين السوفيتي تحت قيادة الجنرال موسكالينكو وفيلق الخيالة الاول السوفيتي بقيادة الجنرال بارانوف وفيلق الدبابات الاول التشيكوسلوفاكي بقيادة الجنرال سفوبودا والجيش الاول بقيادة الجنرال غريتشكو من قوام الجبهة الأوكرانية الرابعة.

بدأت العملية يوم 8 سبتمبر. وحاول الالمان الاحتفاظ بسلوفاكيا واقليم ترانسيلفانيا مهما كان الثمن. لذلك نقلوا الى هذه الجبهة امدادات بغية الحيلولة من اختراق الدفاعات. وبحلول شهر اكتوبر/تشرين الاول وصلت القوات السوفيتية والتشيكوسلوفاكية الى سلسلة جبال الكاربات الرئيسية واستولت على المخنق الجبلي (دونكلين). ثم بدأت المعارك الدامية بين الجانبين الألماني والسوفيتي في ظروف الارض الجبلية الوعرة. واحرزت القوات السوفيتية بعض النجاحات ، لكنها لم تتمكن من الالتحاق بقوات الثوار السلوفاكيين.

واضطرت القوات السوفيتية في 28 اكتوبر/تشرين الاول للانتقال الى الدفاع في هذا القسم من الجبهة. ثمة نتيجة اخرى لهذه العملية وهي تحرير الاراضي الأوكرانية تحريرا تاما من القوات الألمانية. ويعتبر يوم 28 اكتوبر/تشرين الاول عيدا وطنيا في أوكرانيا وصار يحتفل به رسميا منذ عام 2009.

 
حفل وضع إكليل زهور في بابي يار، حيث قتل النازيون نحو 100,000 شخص

جرت في أراضي أوكرانيا خلال عامي 1943 و1944 15 عملية هجومية للقوات السوفيتية ، بما فيها 11 عملية استراتيجية مهدت الظروف لتحرير دول اوروبا الجنوبية والوسطى من النازيين الألمان .

معرض صور

الهامش

  1. ^ "تحرير أوكرانيا من القوات الألمانية". روسيا اليوم. Retrieved 2010-11-05.