القناة الجافة (العراق)

القناة الجافة هو مشروع عراقي يهدف إلى نقل البضائع القادمة إلى موانئ العراق من أستراليا وشرق أوروبا وآسيا والمتجهة نحو تركيا وسوريا وشمال أوروبا بريًا في وقت قصير نسبيًا قد يصل إلى 25 يوما وبتكفلة منخفضة.[1]

القناة الجافة، العراق.

يتضمن مشروع القناة إنشاء شبكات سكك حديدية كهربائية بطول 1200 كيلومتر، بالإضافة إلى طرق سريعة جديدة من ميناء الفاو الكبير، عبر وسط وشمال العراق باتجاه تركيا. [2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإنشاء

في 2022، أعلن مسئولون عراقيون إن شركة إيطالية ستعد دراسة جدوى لمشروع القناة الجافة الذي سيتضمن إنشاء شبكات سكك حديدية كهربائية بطول 1200 كيلومتر، بالإضافة إلى طرق سريعة جديدة من ميناء الفاو الجنوبي عبر وسط وشمال العراق باتجاه تركيا.

في 30 يناير 2023 قال مسؤول عراقي، يخطط لإطلاق مشروع ضخم للقناة الجافة سيربط جنوبه وشماله في عام 2023.

وقال يونس الكعبي مدير الشركة العامة للقطارات التابعة لوزارة النقل العراقية إن الشبكة سيتم بعد ذلك ربطها بشبكات السكك الحديدية والطرق في أوروبا عبر تركيا بهدف توسيع التجارة مع تلك الدول.

وقال إن مجلس الوزراء صادق بالفعل على المشروع وأنه تم تكليف شركة إيطالية بإجراء دراسات الجدوى.

وقال الكعبي "ستبدأ هذه الشركة في إعداد التصاميم للمشروع بعد الموافقة الرسمية على دراسة الجدوى ... نتوقع طرح أول مناقصة هذا العام لبناء أول سكة حديد كهربائية في البلاد كجزء من هذا المشروع".

ولم يذكر الكعبي اسم الشركة الإيطالية لكن المسؤولين قالوا في عام 2022 إن دراسة جدوى للمشروع ستعدها شركة الخدمات الهندسية الإيطالية پي إي جي.


الأهمية

 
خريطة ميناء الفاو الكبير والقناة الجافة(الخط الأحمر) والطريق الدولي (الخط الأزرق).

مع وصول البضائع إلى ميناء گوادر المطل على بحر العرب، أصبح العراق ذا أهمية كبيرة للصين، التي تبحث عن طرق سريعة وغير مكلفة لتوصيل المنتج إلى أوروبا.

يوفر ميناء الفاو الكبير والقناة الجافة لبكين ممرًا أساسيًا لنقل بضائعها إلى القارة القديمة. لذلك يطمح العراق إلى أن يكون ميناء فاو الكبير جزءًا من مبادرة سير واحد، طريق واحد، خاصة وأن القناة الجافة ستخفض من وقت وصول البضائع إلى أوروبا بمقدار 25 يومًا وتخفض تكاليف الشحن لتصل إلى النصف.

بين عام 2005 ومنتصف 2022، بلغت الاستثمارات الصينية في غرب آسيا والدول العربية الأفريقية 2.25 تريليون دولار، وهو ما يمثل 12.6% من إجمالي استثمارات الصين في الخارج. وخلال هذه الفترة جاء العراق المرتبة الثالثة بين الدول التي جذبت الاستثمارات الصينية في المنطقة.

نظرًا لأن الموانئ هي طريق صيني أساسي إلى الأسواق العالمية، فقد أعربت بكين عن اهتمامها بإنشاء ميناء الفاو الكبير في البصرة. في سبتمبر 2019، أبرم العراق صفقة مع الصين للمساعدة في تأمين الأموال اللازمة، والمعروفة باسم النفط من أجل إعادة الإعمار.

وأنشأت الاتفاقية صندوقا يودع فيه العراق عائدات من 100 ألف برميل من النفط تباع يوميا لشركتين صينيتين، بينما يأتي الباقي من قروض من البنوك الصينية بحد أقصى 10 مليارات دولار.

تم تأجيل الاتفاق، الذي كان من المفترض أن يستمر لمدة 20 عامًا، بسبب الاحتجاجات العراقية الكاسحة التي اندلعت بعد شهر، وجائحة كورونا، وانخفاض أسعار النفط، وتأخر بغداد في الموافقة على ميزانية 2020.

ممر لعبور الطاقة

بعد اندلاع الحرب الغزو الروسي لأوكرانيا 2022، قررت أوروبا تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، وخاصة الغاز الطبيعي المسال. أصبحت قطر، ثالث أكبر دولة ذات احتياطيات غاز في العالم، الخيار الأمثل لاستبدال الغاز الروسي، لكن تكلفته المرتفعة بسبب مصاريف الشحن ظلت تمثل تحديًا.

على المدى الطويل، مع الانتهاء من بناء ميناء الفاو الكبير والقناة الجافة، يمكن أن يصبح العراق طريق عبور أساسي للغاز القطري إلى أوروبا عبر تركيا. سيتم تقليل مسافة الشحن من قطر إلى أوروبا بشكل كبير إذا تم اعتماد ممر العبور العراقي، وسيؤدي ذلك إلى خفض التكاليف بشكل كبير. غير أن ذلك يتطلب اتفاقية بين البلدين على ربط الغاز القطري بخطوط الأنابيب العراقية وإنشاء محطات استقبال للغاز القطري داخل العراق.

عقبات

عقبات داخلية

كان الحالة المالية السيئة التي عانت منها العراق بعد الغزو الأمريكي وسقوط صدام من أبرز العوائق التي عطلت مشروع ميناء الفاو والقناة الجافة، فالعراق يعتمد في بناء ميزانيته على إيرادات النفط وبعد انخفاض أسعار النفط العالمية عمدت الحكومة إلى تخفيض نفقاتها في الكثير من المشاريع والدخول في سياسات تقشفية، بلإضافة القتال في العراق مع تنظيم الدولة الإسلامية قد استنزف كثيرًا من موارد العراق المالية التي تصرف كنفقات على الجيش.

وفقًا لوقائع مؤتمر ميناء الفاو والقناة الجافة الذي عقد في البصرة أواخر العام 2022، "تبدو فرصة الاتصال عبر إقليم كردستان أكثر واقعية من سوريا". ومع ذلك، لكي تستفيد أوروبا من موارد الطاقة العراقية، يجب أولاً حل المشكلات التي لا تعد ولا تحصى بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.

التقارب بين أربيل وبغداد سيمكن العراق من زيادة إنتاجه من الطاقة من خلال الاستثمار في كردستان العراق، وسينعكس ذلك في انخفاض أسعار النفط. كما يمتلك إقليم كردستان احتياطيات غاز مؤكدة تزيد عن 25 تريليون قدم مكعب، أي ما يعادل 20% من إجمالي احتياطيات الغاز المؤكدة في العراق.

في هذه الحالة، يستطيع للعراق، الذي يستورد حاليًا ما بين 30 و40% من احتياجاته من الغاز من إيران، تقليل التبعية من خلال الاستثمار في حقول غاز كردستان وتصدير الغاز إلى أوروبا عبر القناة الجافة في تركيا.

عقبات خارجية

رغم أن القناة الجافة وميناء الفاو الكبير يوفران فرصًا للعراق لتعزيز موقعه الجغرافي السياسي، فإن التحديات الداخلية مثل سوء الإدارة والانقسام السياسي والتحديات الخارجية مثل المنافسة الاستثمارية بين الصين والولايات المتحدة، تشكل عقبات أمام النجاح.

في حين أن المشاريع تشكل تهديدًا لبعض الدول الإقليمية، فإنها تقدم فوائد لدول أخرى مثل إيران وتركيا وقطر وسوريا. فقد أعربت إيران، على سبيل المثال، عن اهتمامها بربط خطوطها الحديدية بالقناة من أجل الفرص التجارية. على الرغم من التأثير المحتمل على اقتصاد العراق وعلاقاته مع الدول الأخرى، لن يكون من السهل التغلب على التحديات.[3]

مرئيات

تقرير عن القناة الجافة بالعراق

المصادر

  1. ^ "قناة جافة للنقل الدولي بالعراق". الجزيرة. 2010-10-18. Retrieved 2023-02-03.
  2. ^ "Iraq to launch dry canal project in 2023". zawya. 2023-01-30. Retrieved 2023-02-03.
  3. ^ "Iraq's Silk Road: Port and canal project set to transform Baghdad's geopolitical clout". thecradle. 2023-01-31. Retrieved 2023-02-03.