العلاقات الإيرانية العربية

(تم التحويل من العرب وإيران)

مرت العلاقات التاريخية بين العرب والفرس بمراحل عديدة عبر التاريخ.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العلاقة بين العرب والفرس قبل الإسلام

تمكن الملك الفارسي قوروش عام 542ق.م من احتلال الشام ثم العراق. ثم قام ابنه باحتلال مصر وبعض بلاد العالم القديم، إلا الجزيرة العربية. يقول المؤرخ اليوناني هيرودتس في صدد الكلام عن داريوس ما نصه: «ولقد اعترف بسلطانه جميع أقوام آسية الذين كان قد ذللهم كورش ثم قمبيز إلا العرب، فهؤلاء لم يخضعوا البتة لسلطان فارس، إنما كانوا أحلافها، ولقد مهدوا لقمبيز سبيل التوصل إلى مصر، ولولاهم لما أمكنه القيام بهذه المهمة».

واستمر حال العرب في الجزيرة مستقلين بأنفسهم إلى أن قام الملك الفارسي سابور الثاني عام 370م بشن حملة إبادة ضد العرب، فتك فيها بالعرب على الساحل الإيراني وعبر الخليج حتى مدينة القطيف (الخط آنذاك)، وقام بمذابح هائلة فيها وفي هجر الاحساء. ثم توغل في جزيرة العرب فقتل من تمكن منه من العرب ومثل بهم بقطع أكتافهم. كما قام بتهجير القبائل وفرض عليها الاقامة الجبرية. وعمد إلى طمر المياه وردم الآبار، فقتل كل من وجده من العرب، فكان ينزع أكتافهم ويمثل بهم. وكان لشناعة هذه المثلى اثر سيئ في نفوسهم، فمن ثم لقبوه بذي الأكتاف.[1]. وما يزال الفرس إلى اليوم يفتخرون بجرائمه.[بحاجة لمصدر]

وقد خضع العرب في العراق (مملكة الحيرة) وعلى سواحل الخليج العربي (المسماة بالبحرين آنذاك) للنفوذ الفارسي حتى مجيء الإسلام. وامتد نفوذ الفرس حتى اليمن. وقد عانت هذه المنطقة من أولئك الولاة العتاة، وكابدت ألوانا من الاضطهاد والتنكيل، واشتهر ازاد فيروز بن جشيش الملقب بالمكعبر الفارسي بفظاظته ووحشيته، حتى أنه كان يقطع أيدي العرب وأرجلهم من خلاف، وكاد يفني قبيلة بني تميم عن بكرة أبيها في حادثة حصن المشقر بهجر[1]. وكان العرب متفرقين يصعب عليهم التجمع لضرب الفرس، إلا في أوقات قليلة مثل معركة ذي قار، التي انتصر فيها العرب على العجم.

وكان الفرس يحتقرون العرب كثيراً ويستكبرون عليهم[2]، رغم أنهم كانوا يحتلون بلادهم، حتى بنوا عاصمتهم المدائن على أرض العرب. وقد بدا ذاك واضحاً في خطابات كسرى مع النعمان بن المنذر ملك الحيرة. وبسبب هذه العنصرية الشديدة، رفض الفرس دعوة الإسلام رفضاً باتاً.[بحاجة لمصدر]


العلاقة بين العرب والفرس في صدر الإسلام

أرسل رسول الله (ص) عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى الثاني يدعوه للإسلام. فغضب كسرى غضباً شديداً، فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون أن يعلم ما فيها وهو يصيح: أيكتب لي بهذا، وهو عبدي؟!! ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يخرج من مجلسه فأخرج. فلما قدم عبد الله على نبي الله (ص) أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب، فما زاد رسول الله على أن قال: " مزق الله ملكه". أما كسرى فقد كتب إلى باذان نائبه على اليمن: أن ابعث إلى هذا الرجل الذي ظهر بالحجاز رجلين جلدين من عندك، ومرهما أن يأتياني به.

خرج الرجلان رسالة باذان إلى رسول الله (ص) فلما قرأ كتاب صاحبهم، قال لهم: «اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة»، فانطلقوا فأخبروه. فقال: لئن كان ما قاله محمد حقا فهو نبي، وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيا. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه ابن كسرى يخبره بقتله لأبيه في تلك الليلة. فأعلن باذان إسلامه، وأسلم من كان معه من الفرس في بلاد اليمن. وأسلم كذلك العرب في إقليم البحرين وخرجوا عن طاعة كسرى. وأسلمت بعض قبائل العرب في العراق مثل بني شيبان.

انظر الحرب الأخيرة بين الروم والفرس و الفتح الإسلامي لفارس.

العلاقة بين العرب والفرس بعد الإسلام

انظر الموالي والشعوبية.

النزاع على تسمية الخليج

مقالة رئيسية: الخلاف على اسم الخليج العربي.

عرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية و إلى الغرب من إيران بأسماء مختلفة عبر التاريخ. وفيما تستعمل الدول العربية تسمية "الخليج العربي"، تصر إيران على استعمال تسمية "الخليج الفارسي".

ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام، فيقول رئيس وزراء إيران سنة 1944 حاجي ميرزا أغاسي: «إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة بأن (الخليج الفارسي) من بداية شط العرب إلى مسقط بجميع جزائره وموانيه بدون استثناء وبدون منازع ينتمي إلى فارس»[3]. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر. يقول نبيل خليفة، كاتب لبناني في الشؤون الاستراتيجية، في صحيفة دار الحياة (14/08/05): «ليس الخلاف بين العرب والايرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته».

العرب في إيران

يعيش العرب في إيران على سواحل الخليج العربي خاصة في إقليم الأحواز وفي أمارة لنجة و إمارة بوشهر (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم ( الإمارات اليوم ) مسيطرة على تلك البلاد حتى احتلتها إيران). انظر هذه الخارطة:

فيما يعاني العرب من اضطهاد شديد اليوم[4].

علاقة إيران بالعرب

كانت ولازالت، علاقة إيران بالدول العربية ذات حساسية كبيرة جداً، تشوبها الكثير من المواجهات والاعتداءات التي وصلت إلى حد احتلال مناطق أو إعلان حروب. كانت للشاه مطامع توسعية ضد جيرانه العرب. قام الشاه بتحريض الانفصاليين في العراق، وطالب بضم البحرين إلى إيران، إلا أنه أجري استفتاء شعبي بإشراف دولي، وكان نتيجته تأكيد الشعب البحريني لحقه في الاستقلال على أرضه. كما قام الشاه بمهاجمة الإمارات العربية المتحدة فور استقلالها (بالتنسيق مع بريطانيا) واحتل جزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى[5].

ثم ظهرت الثورة الإسلامية في إيران. وأثار ظهورها تأييداً شعبياً عند العرب في البداية[بحاجة لمصدر]، إلا أنه بعد إعلان الدستور الإيراني تبني المذهب الشيعي الاثنا عشري فقط كمذهب رسمي لإيران، وما لحق ذلك من زيادة اضطهاد أهل السنة في إيران، وتصريحات الخميني القائلة بضرورة تحرير مكة وأن الطريق إلى القدس يمر من كربلاء (العراق)[بحاجة لمصدر]،انخفض هذا التأييد العربي. مما أدى إلى نشوب الحرب العراقية الإيرانية ذات الثمان سنوات. وخلال هذه الحرب وقفت جميع الدول العربية (ما عدا سوريا وليبيا) مع العراق ضد إيران.

ولا تزال علاقة إيران مع الكثير من الدول العربية مضطربة، وخاصة دول الجوار، باستثناء سوريا التي تحكمها أقلية شيعية نصيرية.

مع دول الخليج

الإمارات العربية

 
الصفحة الأولى من جريدة الرأي العام عدد مايو 1970، وعليها صورة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم إمارة رأس الخيمة من 1948 حتى 2010.

تشهد العلاقة توترا بين إيران ودول الخليج بشكل أساسي بسبب إلى قضية الجزر الإماراتية الثلاث (أبو موسى-طنب الكبرى-طنب الصغرى). كما شكل الإختلاف المذهبي سببا لتوتر العلاقات. إلا أن علاقة إيران بدول الخليج تحسنت نسبيا و خصوصا بعد غزو العراق للكويت عام 1990. وفي الفترة الأخيرة ازداد توتر الأمور بعد بدء إيران بتطوير قدراتها النووية وخوف عرب الخليج من أن يكون هذا التطوير تهديدا للمنطقة.

في 2013، نشرت صورة من الصفحة الأولى لجريدة الرأي العام، عدد مايو 1970، وعليها خبر بيع الشيخ صقر القاسمي للجزر الثلاثة محل النزاع بين الإمارات العربية وإيران، جزر أبوموسى وطنب الكبرى والصغرى، مقابل مبلغ مالي كبير و20 سيارة فخمة.[6] وكان حاكم رأس الخيمة يحمل لواء المعارضة لإيران، كما أشارت جريدة الرأي العام، غير أنه، وبعد إنجاز الصفقة، بدل موقفه. وكان المجلس النيابي الإيراني قد وافق في الأسبوع السابق لتاريخ النشر، على قرار مجلس الأمن باستقلال البحرين بعد انسحاب بريطانيا المرتقب من الخليج. وربط المراقبون بين تخلي إيران عن مطالبها المزعومة بالبحرين وبين هذه الصفقة السلمية مع حاكم رأس الخيمة للاستيلاء على هذه الجزر الثلاث البالغة الأهمية.

عُمان

قبيل انعقاد القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي في ديسمبر 2013، أعلنت عُمان معارضتها لتحويل المجلس إلى إتحاد وهددت بإنسحابها من المجلس. لا جدال في أن الدول الست للمجلس تتشارك في مخاوفها من قدرات إيران العسكرية، ومن برنامجها النووي وترسانتها الصاروخية، ومن تمدد نفوذها وطموحها الجامح لقيادة المنطقة. ألم يدعُ الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قمة المجلس في الدوحة نهاية 2007 إلى إنشاء مؤسسات أمنية للتعاون بين ضفتي الخليج، وإلى هيئات للتعاون في مجلات الاقتصاد والطاقة والتعليم والسياحة؟ دعاها إلى طهران الساعية إلى اخراج القوى الكبرى من الخليج، وهو أمر شبه مستحيل نظراً إلى المصالح الحيوية والاستراتيجية لهذه القوى. وهو ما تعارضه أيضاً الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون التي لا تخفي هواجسها الأمنية والعسكرية حيال طموح جارها الشرقي إلى قيادة المنطقة.[7]

لم يسبق لدول الخليج أن واجهت في العقود الثلاثة انكشافاً بهذا القدر. سقط العراق، «البوابة الشرقية» التي دعمتها طويلاً للوقوف في وجه سياسة «تصدير الثورة» التي نهجها الإمام الخميني. وأخطر ما في هذا السقوط أن الإدارة الأميركية التي أطاحت نظام صدام حسين سحبت قواتها مخلية الساحة لإيران. لم تتخذ أي إجراء يطمئن حلفاءها الخليجيين أو يبدد هواجسهم من الآثار السلبية لهذا الانسحاب. من هنا مرد المخاوف المتجددة من مآلات الحوار القائم بين واشنطن وطهران. صحيح أن الولايات المتحدة لم تتخل عن مصالحها في المنطقة، لكن ما تغير هو سبل حماية هذه المصالح والدفاع عنها. وهي لم تراع هنا لسد الفراغ الذي قد يخلفه تراجع دورها سوى أمن إسرائيل. ولهذه الغاية كان تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، وربما على حساب المعارضة السورية و»اًصدقائها» وأهدافهم. ثم اتفاق جنيف لوضع البرنامج النووي الإيراني على سكة الرقابة الدولية لمنع تطوير سلاح ذري. وما يقلق مجلس التعاون هو توجه في السياسة الأميركية إلى إيكال مهمة حماية الأمن والاستقرار في هذا الإقليم أو ذاك إلى قوى إقليمية كبيرة هنا وهناك. وفي عالم عربي متحول باستمرار بفعل «عواصف التغيير» التي لم تهدأ ثمة ميل أميركي نحو التفاهم مع الجمهورية الإسلامية، بصرف النظر عما يخلفه هذا التفاهم من إضرار بمصالح حلفائها العرب التاريخيين... على غرار ما حصل في العراق، وما قد يحصل في أفغانستان حيث حاجة الإدارة ماسة إلى التفاهم مع طهران وموسكو عشية الانسحاب من كابول.

يكفي مثل هذا السيناريو لمضاعفة مخاوف أهل الخليج الذين اطمأنوا طويلاً إلى قاعدة ثلاثية من السعودية ومصر وسورية لم تعد قائمة في ظل التطورات الأخيرة. بل في ذاكرتهم صورة تجربة لم تعمر قامت لترسيخ هذه الثلاثية ومأسستها، عندما قام ما سمي «إعلان دمشق» وضم مصر وسورية إلى الدول الست. وأشير يومها إلى ضغوط أميركية كانت، مع أسباب أخرى، وراء انفراط هذا العقد. كانت واشنطن تسعى إلى «حبس» مصر داخل حدودها المحلية والحد من دورها الإقليمي، خصوصاً في الخليج الذي طالما اعتبرته جزءاً من فضائها الأمني والاقتصادي الحيوي.

حيال هذا التبدل العميق في البيئة السياسية الذي فرضته التطورات المتسارعة، كان طبيعياً أن تتباين مواقف دول مجلس التعاون، خصوصاً بين عُمان والسعودية. كان الموقف العماني صادماً. لكنه لم يكن مفاجئاً بالقدر الذي صُوّر به. كان طبيعياً، في ظل الأجواء الملبدة التي تعيشها دول مجلس التعاون، أن يبالغ بعضهم في قراءته ولكن ليس إلى حد الحديث عن «خطة لتدمير» هذه بنية عمرت ثلاثة عقود. كأن العوامل التي استدعت قيام هذه المنظومة ربيع العام 1981 كانت أشد خطورة مما يواجه دول الخليج هذه الأيام. أو كأن هذه المنظومة لم تنج من أتون ثلاث حروب كبيرة زلزلت المنطقة. لذا لم يكن متوقعاً أن ينفرط هذا العقد أمام التحديات الآنية الخطيرة، على رغم التباينات بين الدول الست من هذه الحرب وغيرها من الأزمات. فالمجلس رأى النور وسط دخان الحرب العراقية - الإيرانية. وبينما رأى معظم دوله مصلحة في دعم نظام الرئيس صدام حسين، كان للسلطنة موقف مختلف. ارتأت «النأي بالنفس». ولم يثنِ صدام عن سعيه لاستخدام طائراته الحربية أجواء عُمان ومطاراتها لمهاجمة الجمهورية الإسلامية، إلا عندما لوّحت مسقط باستعمال القوة لمنع هذا الأمر.

وفي السياق نفسه كان غياب عُمان عن القمة التي عقدت في بغداد إثر قبول طهران وقف النار، وعشية غزو الكويت. لم يرق لها أن «تبايع صدام زعيماً على العرب»، كما عبر بعض ديبلوماسييها. وجاء موقف عُمان في سياق سياسة عامة نهجتها طويلاً قبل ذلك. فقد غابت عن قمة بغداد التي عقدت في نهاية العام 1978 وقررت إسقاط عضوية مصر الذاهبة إلى اتفاقي كمب ديفيد، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. بل إن السلطان قابوس توجه في زيارة رسمية للقاء الرئيس أنور السادات!

ولعل القدر الكبير في هذا التباين مرده - بين عوامل أخرى - إلى واقع الجغرافيا والإرث التاريخي والثقافي والاجتماعي. فبخلاف دول شبه الجزيرة التي تنظر تاريخياً إلى الشمال، إلى بلاد الشام وبعدها إلى أوروبا، تتطلع السلطنة نحو الجنوب والشرق، من شرق القارة السمراء إلى المقلب الآخر من الخليج وبحر العرب، إلى الهند وباكستان وإيران وما بعدها. هذه النظرة مثقلة بصفحات طويلة من النفوذ العماني الذي امتد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من بحيرات أفريقيا الوسطى إلى شبه القارة الهندية، في ظل «السلطنة» العمانية في مسقط وزنجبار، إلى أن سقطت الأخيرة، «الأندلس الأفريقية»، كما يحلو لبعض العمانيين أن يسميها، في العام 1964 وتهاوى الحضور العربي هناك.

ومن واقع الجغرافيا والتاريخ أن السلطنة لا تزال تحفظ للإيرانيين الدعم العسكري الذي قدمه الشاه في مواجهة «ثورة ظفار» من 1965 إلى 1975. هذا حتى لا نتحدث عن العلاقات الاجتماعية التي تربط بين العمانيين والإيرانيين. وهو ما تشي به الديموغرافيا العمانية وتنوعها المذهبي والعرقي، العربي والبلوشي والباكستاني والهندي والسواحلي. وهناك سيل من الاتفاقات المبرمة بين السلطنة والجمهورية الإسلامية، المتجاورتين في مضيق هرمز، ليس آخرها «اتفاق التعاون الأمني» (2009)، واتفاق التعاون الدفاعي واتفاق تصدير الغاز (2013). هذه الحقائق الجغرافية - التاريخية لا يمكن أن تزول بسهولة مهما تعاظم التلاحم بين دول مجلس التعاون. وحسناً فعلت الكويت بنزع فتيل المواقف المختلفة، خصوصاً من ملف التعامل مع الجمهورية الإسلامية. ولكن يبقى على السلطنة التي وجدت مصلحة في أداء دور مسهل للحوار بين طهران وواشنطن، أن تجد السبيل لدعم أشقائها في مواجهة مصيرية مع الجمهورية الإسلامية فوق أكثر من بقعة مشرقية. وهي تدرك بالتأكيد أن خسارة السعودية لسورية ومعها لبنان بعد العراق سيترك آثاراً مدمرة على مستقبل شبه الجزيرة والإقليم برمته. وعندها لن ينفع مجلس تعاون ولا اتحاد خليجي... ولن تكون السلطنة بمنأى.

ليس المطلوب أن تصطف دول الخليج في موقف واحد موحد، فهذا لم تصل إليه أوروبا التي يجمعها اتحاد واسع. المطلوب أن تحث الدول الست الخطى على طريق توحيد منظومتها من القوانين والشرائع ومؤسسات الحكم وأدواته، خصوصاً في الميدان الاقتصادي. صحيح أنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا الميدان، لكن الطريق لا يزال طويلاً لتحقق الحد الأدنى من المساواة في المجالات المالية والاجتماعية والتنموية والخدماتية، ومن القوة العسكرية المشتركة والمعتبرة، عندما يشعر أهل الخليج جميعهم بجدوى المصالح والمنافع الاقتصادية وبتوافر القوة الذاتية التي يقدمها مجلسهم يحسنون اختيار السياسات التي تحافظ على هذه المكاسب بعيداً من إرث التاريخ وتقاليده وثقل الجغرافيا وثوابتها، وبعيداً من المخاوف والهواجس حيال هذا الجار وذاك.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مع العراق

مرت الدولتان بفترة حرب الثمان سنوات. وإلى الآن ما تزال العلاقات متوترة بين الدولتين. رغم أن وجود أغلبية شيعية في الدولتين قد يحقق بعض التقارب.

مع سوريا

تشكل إيران و سوريا حلفا قويا منذ الثورة الإسلامية في إيران، فلم تقف سوريا ضد إيران أثناء حربها مع العراق. واستمر التعاون السوري الإيراني في مختلف المجالات، وتعززت هذه العلاقات إلى حلف استراتيجي بعد استلام الرئيس نجاد والرئيس بشار الأسد الحكم في بلديهما.

مع مصر

كانت العلاقات مقطوعة بشكل عام منذ الثورة الإيرانية في 1979 بسبب استضافة مصر لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي. و لاتزال العلاقات سيئة بسبب تسمية شارع في إيران بإسم خالد الإسلامبولي الذي قام بقتل الرئيس المصري أنور السادات و زادت العلاقة سوء بعد عرض فيلم وثائقي من إنتاج إيراني يمجد قاتل أنور السادات .

مع الأردن

تعتبر العلاقات غير ودية، وخاصة بسبب الإختلاف الطائفي. كما قام ملك الأردن عبد الله الثاني. بتحذير من خطر إيران في المنطقة عبر تحذيره من خطر ما وصفه ب"الهلال الشيعي". ووافقه في ذلك قسم من الدول العربية.

مع لبنان

تكاد تكون العلاقات الودية بين إيران ولبنان محصورة في دعمها لحزب الله بكل الأشكال سواء أكانت عسكرية أم اقتصادية أم سياسية, وغير بعيد عن ذلك فإن علاقتها بالحكومة اللبنانية في أحسن الأحوال تكون فاترة نوعاً ما, وتبرر إيران دعمها المنحاز إلى حزب الله بكونه وجهة للمقاومة, لكن الكثير من اللبنانيين وحتى الساسة العرب يرون عكس ذلك, ويستدلون على ذلك بدعمها لاستعمال حزب الله سلاحه في يونيو 2008 لتحصيل مكاسب سياسية ليس لها علاقة بمقاومة إسرائيل[8]. ويمكن القول إجمالاً أن لبنان منقسم حول طبيعة العلاقات مع إيران, فالبعض يراها حليفا هاما, و البعض يراها تتدخل في شئون البلد بشكل سافر.


أسباب التوتر هي:

  • قضية خوزستان أو عربستان .
  • قضية الجزر الإماراتية .
  • الحرب العراقية الإيرانية.
  • الإختلاف المذهبي.
  • التطوير النووي لدى إيران.
  • تحالفات دول المنقطة مع أمريكا .

أسباب العلاقات الجيدة:

  • محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية .
  • العدو المشترك إسرائيل بشكل عام .
  • العدو المشترك أمريكا مع بعض الدول العربية .
  • دعم القضية الفلسطينية .
  • دعم حزب الله و المقاومة بشكل عام .
  • الحلف الإيراني السوري.

مصادر

  1. ^ أ ب موسوعة الساحل الإلكترونية
  2. ^ وصف كسرى الملعون للعرب
  3. ^ وجاء دور المجوس ص302
  4. ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Anti-Arabism#Anti-Arabism_in_Iran
  5. ^ القضية الأحوازية السيد عباس العساكره الكعبي - رسالة لنيل شهادة الدراسات المعمّقة في العلوم السياسيّة
  6. ^ "من باع جزر الإمارات؟". مدونة أحمد الصراف. 2013-01-10. Retrieved 2013-04-09.
  7. ^ "ما بين عُمان وإيران وبين السعودية وسورية". جريدة الحياة اللبنانية. 2013-12-16. Retrieved 2013-12-17.
  8. ^ سعود الفيصل ينتقد مساعدة إيران لـ"انقلاب" حزب الله

انظر أيضاً