الصديق بن الطاهر حمادوش

قالب:معلومات شخص

عقد ميلاد الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش
كومونز
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومنز حول :

العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش ( رضي الله تعالى عنه وقدس سره الشريف) ( 1834 - 1893 ) العالم العامل الرباني، العارف بالله، المربي الشيخ الصديق بن طاهر بن محمد، المعروف بـ الـصديق بن حمادوش، العلوي نسبا، الجزائري موطنا، الڤجالي مولدا ومسكنا، المالكي مذهبا، الأشعري منهجا، والجنيدي مشربا، والرحماني طريقة، هو رجل دين جزائري، وشيخ تزكية وسلوك، من أبرز رواد العلم والمعرفة، وأيقونة العرفان والتصوف في زمانه، من كبار شيوخ الطريقة الرحمانية الحفناوية الخلوتية البكرية، وأحد أعمدة زاوية ڤـجـال العتيدة [1][2][3][4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولده

ولد سنة 1834 ميلادية بمنطقة ڤـجـال الكائنة حاليا في دائرة ڤـجـال الواقعة بولاية سطيف ، بالإقليم الشمال الشرقي الجزائري، في عائلة متدينة محافظة، تنتمي الى الذرية الشريفة من نسل العترة النبوية الطاهرة [1][5][3][4]


نشأته

شب وترعرع في موطنه ومسقط رأسه، في كنف والديه الكريمين، وبين أحضان أسرته الكريمة الطيبة الطاهرة، في أجواء مفعمة بالإيمان، فنشأ نشأة سليمة صالحة [1][6][3][4]

تعلمه

إلتحق بالكتاب زاوية أجداده في سن مبكرة فتعلم القراءة والكتابة، وتلقن القرآن العظيم، فختمه حفظا، وأتقن رسمه وتلاوته، وتعلم مبادئ اللغة العربية، وعلمي المنطق والحساب، ثم درس مقدمات علوم الشرعية، وأوليات في علوم العقيدة والكلام، وكان ذلك كله على يدي والده العالم المجاهد الشيخ سيدي الطاهر الإدريسي العلوي المحمدي (رحمه الله تعالى)، ثم شد الرحال إلى ديار العلم والمعرفة، فتنقل بين كبريات الزوايا العلمية، بالحامــــة، والسوالم، ثم قسنطينة، وعكف على التحصيل العلمي والمعرفي، وطلب التزكية الروحية [1][7][3][4]

الإجازة

أخذ الشيخ العلامة الصديق بن الطاهر حمادوش، عن شيخه بن عبد الكريم السلامي الشافعي، الإجازة، والميثاق والوسيلة في منهج القوم على الطريقة الرحمانية الحفناوية الخلوتية البكرية، والتي شهد له فيها بالكفاءة العلمية والروحية، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد من علماء ومشايخ وأعيان وعامة الناس [1][8][3][4]

مسيرة العلم والتدريس

بعد المسيرة التي قضاها في طلب العلم والتزكية، وبعد نيله للإجازات، إشتغل الشيخ الصديق (رحمه الله تعالى)، بالتدريس في الزاوية أجداده العلمية بـ ڤـجـال، فكان يلقي دروسا في علوم اللغة العربية، والمنظق، والحساب، والهيئة، والفلك، والفقه ، والأصول، والكلام، والتفسير، والأخلاق، والتصوف [1][9][3][4]

طلابه

تخرج على يده أكثر من ستين عالما نذكر منهم : الشيخ المختار بن الشيخ، وأخاه الشيخ أحمد الشريف، والشيخ المنور مليزي، والشيخ الطيب قرور، والشيخ محمد الشريف بن علي إدريسي، والأخويين أحمد بن حافظ، والمختار بن حافظ، والشيخ عبد الرحمن رحماني، والشيخ علي بن الحامدي، والشيخ موسى بن مروش، والشيخ الميهوب بن إدريس، والشيخ الأخضر بن إدريس، والشيخ صالح عبد العزيز، والشيخ خلفي بوزيد ....، وقد كان لهؤلاء الطلاب بعد تخرجهم دور كبير في الدعوة إلى الدين الحنيف، وتبليغ تعاليمه، ونشر ثقافة الإسلام الأصيل، والترويج لمبادئه، وترسيخ ثوابته، كان لهم دور مميز وفعال في نشر العلم والمعرفة بين أبناء الوطن، من خلال الزوايا العلمية، والمساجد، والكتاتيب، والمدارس، والتي تم فتحها على أيديهم، أو تم توظيفهم فيها كأئمة، ومدرسين، ومفتين، والبعض منهم إنتقل إلى قسنطينة لمواصلة التحصيل العلمي والمعرفي، والبعض شد الرحال إلى تونس، وإلتحق بجامع الزيتونة، ومنهم من هاجر إلى القاهرة، وإلتحق بالأزهر الشريف،.......، فعمروا المساجد، والجوامع، ودور العلم، والمدارس والزوايا، التي هجرت مدة طويلة من الزمن بسبب مضايقة المستعمر البغيض، وبهذا سجلت زاوية ڤـجـال، حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة من خلال الشيخ الطاهر والد الشيخ الصديق (رحمهما الله تعالى)، وحضورا قويا على مستوى الجبهة الفكرية، والجهاد العلمي والمعرفي، أو الممانعة الثقافية، من خلال الشيخ الصديق بن حمادوش ( رحمه الله تعالى) [1][10][3][4]

الزاوية العلمية

في سنة 1857 ميلادية، تم تجديد زاوية ڤجال، على يدي العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش (رحمه الله تعالى)، كان ذلك بعدما أغلقت من طرف المستعمر البغيض في عهد الشيخ الطاهر بن محمد (رحمه الله تعالى)، وذلك إنتقاما منهم في الشيخ الطاهر لمشاركته في المقاومة الشعبية.....، وفعلا استطاع الشيخ الصديق أن يفتح الزاوية العلمية من جديد، فإستأنفت الزاوية العتيدة رسالتها الدينية، والإجتماعية، ومهامها العلمية، والمعرفية، والثقافية، وباشر الشيخ الصديق (رحمه الله تعالى)، العمل فيها بنفسه، وكان عمره حينها لا يتجاوز الثالثة والعشرين، فتوافد على الزاوية طلاب العلم، ومريدي التزكية الروحية والسلوك، من كل صوب وحدب [1][11][3][4]

الإنفاق على طلبة

كان الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، ينفق على الطلاب العلم من عائداته الفلاحية الخاصة، ولم يكن يقبل من الناس صدقاتهم، ولا أموال زكاتهم، ولا تبرعاتهم [1][12][3][4]

إهتمامه بالعلم

لم تكن اهتمامات الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، قاصرة على العلوم والمعارف الشرعية والعقدية فحسب، بل كان له إهتمام كبير بعلوم المنطق والفلسفة، والعرفان، والحساب والهيئة، والفلك، ونظرا لندرة الكتاب في ذلك الزمان، قام الشيخ بتكليف الشيخ الموهوب زروق (رحمه الله تعالى)، بنسخ كل ما يتعلق بهذه المجالات، من كتب، ومراجع، وشروح، ومخطوطات، كما كان يطلب منه نسخ جميع الكتب النادرة التي يجدها عند طلابه ومريديه، وقد عثر فيما بقي من منسوخاته، على العديد من الكتب، في علم المنطق، والفلك، وأوراق في الاستعارة، ومنظومتان في التصوف للشيخ عبد الرحمن الأخضري (رحمه الله تعالى) [1][13][3][4]

مكتبته

كان للشيح الصديق (رحمه الله تعالى)، مكتبة زاخرة، وكانت كتب العلم عنده أعز عليه من ماله وولده، وهو على فراش الموت، كان ينظر إلى مكتبته فتسقط دموعه، لاحظ عليه ذلك وحيده العبد الناصح والولي الصالح الشيخ الطيب البركة، وقد كان شابا في مقتبل العمر، فظنه يبكي حزنا على تركه وحيدا في جوار لايرحم، فقال له : " لاتحزن يا سيدي، أنا على ثقة أن الله يحرسنا من بعدك. "، فنظر الشيخ الصديق إلى كتبه وقال : " ياولدي إنما أبكي على هذه الكتب من لها بعدي " [1][14][3][4]

تعظيمه الشعائر

عرف الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، بتعظمه لشعائر الله، وحدوده، وإلتزامه بالسنة النبوية الشريفة المطهرة، وتورعه عن الشبهات...، كان يتقدم الفلاحين في الأرض، ويشاركهم في العمل، فإذا حضرت الصلاة، أوقف العمل وأقام المكتوبة، تعظيما لعماد الدين، وركنه الركين، والتي من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها، ترك الدين كله [1][15][3][4]

هروبه من الفتن

كان شديد الحذر من الفتن ....، وقد وقعت فتنة بين عرشين في منطقة ڤجال، أشعلتها حينها أيادي المستعمر الخفية، وقد كانت تلك سياسة المستدمر الخبيثة، يجتهد في إشعال النعرات العرقية، والقبلية، وحتى الدينية، وذلك لصرف المجتمع عن تكاليفه و مسؤولياته، لصرفه عن واجباته تجاه الوطن والعرض والدين، فأوجب الواجبات في تلك الفترة هي المقاومة إن على مستوى الجبهة المسلحة، أو الممانعة العلمية والمعرفية والفكرية والثقافية،.......، حاولت وقتها أطراف من الفريقين أن تزج بالشيخ في الصراع المقيت، فأبى ذلك ورفض، رحل وقتها عن المنطقة مع عائلته، نائيا بنفسه عن الصراع، وتوجه إلى منطقة " بوغنجة "، بأولاد صابر، وقد كان له بها أرض، فنصب بها خيمة، وأقام فيها، فلما انتهى ذلك الصراع، وأطفئت نار الفتنة، رجع إلى ڤـجـال..، ويقال أن ابنه العبد الناصح والولي الصالح الشيخ الطيب البركة المعروف بـ (بوطيبة)، ولد في تلك الفترة ببوغنجة، بأولاد صابر [1][16][3][4]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تصوفه

لم تؤثر هذه الروح الصوفية سلبا على حياة الشيخ الصديق (رحمه الله تعالى)، فتصرفه عن أعماله الدنيوية، ونشاطاته وتكاليفه ومهامه الاجتماعية، أو تدفعه إلى التواكل والانعزال، بل كان يمارس حياته العملية بنفسه، دون الإخلال بنشاط، على حساب الآخر، فقد كان الإمام في المسجد، والمعلم والمربي في الزاوية مع طلابه ومريديه، والمرشد للناس والناصح، والموجه لهم في أمورهم الدينية والإجتماعية، والفلاح في الحقل مع المزارعين، يتنقل إلى السوق بنفسه لاقتناء حاجياته ومستلزماته، وهو ذاك الإنسان المتواضع، الساعي في حوائج الناس، المساعد للفقير، والمسكين، والمحتاج، المسارع في التنفيس عن المكروب، وإعاثة الملهوف، ونصرة المستضعف والمظلوم، وجبر خاطر المكلوم، والمبادر إلى إصلاح ذات البين، وحل النزاعات.....، وقد حفظ عن أحفاده قوله : 《 كن مع الله صادقا مخلصا له الدين، وكن مع عباده، متواضعا لهم، مداريا لهفواتهم. 》[1][17][3][4]

وصيته

أدى الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، مناسك الحج، رفقة ابن أخته العلامة الشيخ المختار بن الشيخ، وقد كان معهما حينها الشيخ عبد الرحمن رحماني، ألم بسيدي الصديق وقتها مرض خطير، فساءت حاله وهو في البقاع المقدسة، في تلك الرحلة العبادية العظيمة، وتلك الشعيرة المشرفة، فأدرك قرب أجله، ولم يكن له من الأبناء الذكور الذين يعتمد عليهم بعد وفاته إلا ابنه الوحيد الشيخ الطيب حمادوش، والذي يزال حينها في ريعان الشباب، ولم يتخط بعد العقد الثاني من عمره، فأودع وصيته على ابنه الوحيد، وعلى الزاوية العامرة العتيدة، إلى الشيخ الدراجي العيادي (رحمه الله تعالى)، والذي قام بعده بالإشراف على الزاوية، وتصريف أمورها، والتعليم فيها، وكان نعم الوصي والمرشد، والناصح للشيخ الطيب (قدس الله سره الشريف). [1][18][3][4]

ورد في منشورات الجمعية الدينية للمسجد الجامع بـ ڤـجـال ، عن شيخ الزاوية الإمام الأستاذ الزبير حمادوش (حفظه الله تعالى)، عن الشيخ رابح عيادي، أن الشيخ الدراجي العيادي، كان حريصا على مرافقة الشيخ الطيب حمادوش، في كل أموره وشؤونه، وعند بزوغ الفجر بعد ليلة زفافه، أخذ الشيخ الدراجي (رحمه الله تعالى)، ينتظر خروج سيدي الطيب، للصلاة بالناس بقلق شديد، فلما أذن المؤذن، خرج الشيخ من بيته، وأمَّ الناس للصلاة، عند ذلك فرح الشيخ الدراجي، وهدأتْ بلابلُه، فسكنت نفسه وإطمأنت، فثبت وعلم أنه أوفى بالعهد، وأدى الأمانة، وصان الوصية على أكمل وجه، لأن المحافظة على الصلاة، وخاصة صلاة الصبح في وقتها، هي العنوان الأبرز في إكتمال الشخصية الإيمانية لدى الرجل المؤمن، فإذا أضفنا لها إمامة الناس، وفي أشد الظروف حساسية، يكون الشيخ الطيب حمادوش، قد أصبح مؤهلا لخلافة والده، في المنطقة، والزاوية العلمية عن جدارة [1][19][3][4]

لقب حمادوش

كان لقب الشيخ الصديق بن الطاهر العائلي أو ما يعرف بشهرة العائلة " بن إدريس " ، نسبة إلى جده إدريس، ورد ذلك في عدة وثائق، و لظروف خاصة اختار لقب 《حمادوش》، نسبة إلى أحد أجداده الشيخ أحمد بن إدريس بن محمد الملقب بأحمادوش، وهذا حسب ما جاء في كتاب حفيده الشيخ محمد الصديق بن الطيب بن الصديق حمادوش، والذي ذكر فيه سلسلة أجداده، وقد ورد أيضا لقب 《حمادوش》 في كتاب نسخه الشيخ الزادي، ووالذي أهداه إلى الشيخ الصديق ( رحمه الله تعالى ).

هذا قبل تاريخ 23 مارس 1882 ميلادي، وإصدار إدارة المستعمر البغيض الغاشم لقانون الحالة المدنية، أو قانون الألقاب، والذي ينص على استبدال الإسم الثلاثي عند الجزائريين والذي كان معتمدا بينهم، في أمورهم الرسمية، وتعويضه بألقاب تكون بمثابة إسم للعائلة؛ قام عندها المستدمر البغيض كما سلف الذكر بإصدار قانون الألقاب، وذلك لطمس هوية المجتمع الجزائري، حيث اختار لبعض العائلات ألقاب مشينة لاتربطهم بها أي صلة لا من قريب ولا من بعيد؛ ولكن المؤسسات الدينية التقليدية في الجزائر ، كالجوامع والزوايا العلمية، وقفت ضد هذا المشروع، فإعتمد الغالبية من الجزائريين، شهرة العائلة التي تنسب إلى الجد، أو الأصل، أو العرش أو القبيلة؛ ولأسباب خاصة غير العلامة الشيخ الصديق شهرة العائلة والتي كانت تعرف ببن إدريس، واختار لقب حمادوش نسبة إلى جده أحمادوش.

نسبة الشيخ الصديق إلى أحمادوش :

العلامة الشيخ سيدي الصديق، بن الطاهر، بن محمد الكبير، بن سيدي العربي، بن إدريس، بن أحمد، بن الصالح، بن أحمد الملقب باحمادوش [1][20][3][4]

وهذا نسب سيدي حمادوش: " _ أحمد الملقب باحمادوش، بن إدريس، بن محمد، بن إدريس، بن محمد، بن صالح، بن أحمد، بن ثابت، بن الحاج حسن، بن مسعود القجالي صاحب الضريح المعروف بمقبرة ڤـجـال. " [1][21][3][4]

نسبه

يعتبر العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، من الذرية الشريفة من نسل العترة الطاهرة ، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر، بن إدريس الأكبر، بن عبد الله المحض الكامل، بن السيد الحسن المثنى، بن الإمام الحسن السبط المجتبى، بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . [1][22][3][4]

وهو حسني، وحسيني، فجده عبد الله المحض الكامل، والده هو السيد الحسن المثنى، بن الإمام الحسن السبط المجتبى، و والدته هي السيدة فاطمة، بنت الإمام الحسين السبط المصفى. [1][23][3][4]

وكما عبر جده إدريس بن عبد الله المحض : ▪︎ - " رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلي بن أبي طالب جداه، وحمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة عماه، وخديجة الصديقة، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاه، وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيدة نساء العالمين، وفاطمة بنت الحسين سيدة ذراري النبيين أماه، والحسن والحسين، سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أبواه - •

شجرة نسبه

هو العلامة الشيخ سيدي الصديق، بن الطاهر، بن محمد الكبير، بن سيدي العربي، بن إدريس، بن أحمد، بن الصالح، بن أحمد الملقب باحمادوش، بن إدريس، بن محمد، بن إدريس، بن أبو عبد الله محمد، بن صالح، بن أحمد، بن ثابت، بن الحاج حسن، بن أبو عبد الله محمد، بن أبي علاء إدريس، بن أبي عبد الله محمد، بن سيدي مسعود، بن عبد الحميد، بن عمر، بن محمد، بن إدريس، بن داوود، بن إدريس الأزهر، بن إدريس الأكبر، بن عبد الله المحض الكامل، بن السيد حسن المثني، بن الإمام الحسن السبط المجتبى، بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين السيدة البتول فاطمة الزهراء، بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ). [1][24][3][4]

من آثاره

مناجاة الشيخ الصديق :

يقـــول جل اللــــه ربي

أنا المقصود لا تطلب سواي

تجدني أينما تطلبني عبدي

وإن تطلب سواي لا تجدني

تجدني في سواد الليل عبدي

قريبا منك فاطلبني تجدني

تجدني في سجودك لي قريبا

كثيرالخير فاطلبني تجدني

تجدني حين تدعوني مجيبا

أنا الحنان فاطلبني تجدني

تجدني غافرا برا رؤوفا

عظيم العفو فاطلبي تجدني

تجدني مستغاثا بي مغيثـا

أنا الوهاب فاطلبني تجدني

أتذكر ليلة ناديت فيها

ألم أسمعك فاطلبني تجدني

وقد بارزتني بالذنب جهرا

فلم أكشفك فاطلبني تجدني

وكم قد رام ضرك من عدو

فلم أخذلك فاطلبني تجدني

إذا ماللهفان نادني كظيما

أقل لبيك فاطلبني تجدني

إذا مالمضطر قال ألا تراني

نظرت إليه فاطلبني تجدني

وأي عثرة لك لم أقلها

فلم نضرك فاطلبني تجدني

إذا عبدي عصاني لم يجدني

سريع الأخذ فاطلبني تجدني . [1][25][3][4]


ما قاله العلماء عنه

قصيدة في مدح الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، للشاعر محمد بن علي بن أحمد الملقب بابن دعاس الريفي ، يوم 14 شوال 1302 هجري 1885 ميلادي   [1][26][3][4]

محمد الصديق والنسب شهــرا

بابن إدريس إن كنت سائـــــــــــل

ومسكنه قجال والمنشأ قل بـــه

سلالة مجد نص عنها الأوائـــــــل

فلله در ذا الإمام لأنــــــــــــــه

شجاع عند الحروب نسل الأفاضل

تقوَّل في العلوم حتى ارتقى بها

مكانة أهل الصدق وأعلا المنــازل [1][27][3][4]

القصيدة كاملة

خليفة الشيخ لاتسلني فإننـــــــي

على الباب واقف متطفـــــــــل

فنطلب منكم الفوز ياعلم الورى

بإرشاد للخيرات وانفكاك القفل

عن القلب يضحى زايلا عنه ذا العمى

فينكشف الغطاء وتنفرج الأحــــــوال

إمام نال الفضائل كلـــــها

بإحيائه للسنة ومحاربة الجهــــل

أنارت به الشريعة سيـــــدا

قد فاز على الأقران علم وعمـل

فبالشرف الرفيع قد شاع ذكـــــره

فحوَّله الثناء بما هو حاصــــــــــل

فشيخ من الكمَّال نوره زائـــــــــــد

كمثل الهـــلال فاق عنــــــه وأجمـل

فليس له مثيل في عصرنا وما

حذاه من الأعصار بالعلم عامـــل

فقد رغم الحسود أنفـه بالــذي

قد أوهبه الإله بالسبق واصـــــــل

محمد الصديق والنسب شهــرا

بابن إدريس إن كنت سائـــــــــــل

ومسكنه قجال والمنشأ قل بـــه

سلالة مجد نص عنها الأوائـــــــل

فلله در ذا الإمام لأنــــــــــــــه

شجاع عند الحروب نسل الأفاضل

تقوَّل في العلوم حتى ارتقى بها

مكانة أهل الصدق وأعلا المنــازل

فذوا كرم وفخر لا يقاس بمثلـه

ترفَّــل في الأنــوار إيََّـاك تجهـــــل

قد اقتبس الأنوار من شيخه حتى

أضاء به المكان إيَّاك تغفــــــــل

فزره مرارا تغتنم بركاتـــــــــه

بها سعد الدارين ليس له مثـــــــل

تواضعه مشهور وكذا زهــــده

قد شابه شيخه في كل الخصائـــــل [1][28][3][4]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

توفي وانتقل إلى الحياة البرزخية، في اليوم الخامس من شهر أيلول سبتمبر سنة 1893 ميلادية، عن عمر يناهز 59 عاما، بمنطقة ڤـجـال، ودفن بمقبرة سيدي مسعود القجالي، بجنب مرقد والده سيدي الطاهر، وجده سيدي محمد [1][29][3][4]

عقبه

وقد خلف بعده من الأبناء الذكور، العبد الناصح والولي الصالح الشيخ الطيب البركة المعروف بـ ( بوطيبة ) (البالغ مناه) ، وبنتين [1][30][3][4]

مواضيع ذات صلة

وصلات خارجية


المصادر

▪︎1_ منشورات الجمعية الدينية للمسجد الجامع بـ ڤـجــال.

▪︎2_ مجلة منبر ڤـجــال _ مجلة : فكرية - دينية - ثقافية _ تصدرها الزاوية العلمية بـ ڤـجــال.

▪︎ 3_ المعالم - دورية علمية محكمة _ تعنى بنشر البحوث - والدراسات التاريخية - والتراثية.

▪︎4_ كتاب الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله تعالى) _ تأليف الأمام الأستاذ الشيخ الزبير حمادوش.

▪︎ 5_ زاوية بن حمادوش بـ ڤـجــال _ تاريخ وعلماء - منشورات مخبر البحوث والدراسات في حضارة المغرب الإسلامي – جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية والأثرية لمنطقة، سطيف - الملف التاريخي - دار بهاء الدين للنشر والتوزيع - من ص. 177. إلى. ص. 192

الهوامش

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و منشورات الجمعية الدينية لمسجد قجال
  2. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و تراجم علماء قجال
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و كتاب - الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش - تأليف الشيخ الزبير حمادوش
  5. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  6. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  7. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  8. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  9. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  10. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  11. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  12. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  13. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  14. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  15. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  16. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  17. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  18. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  19. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  20. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  21. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  22. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  23. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  24. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  25. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  26. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  27. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  28. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  29. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  30. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول

المراجع

قالب:الهيئات الدينية في الجزائر

مولده

ولد سنة 1834 ميلادية بمنطقة ڤـجـال الكائنة حاليا في دائرة ڤـجـال الواقعة بولاية سطيف ، بالإقليم الشمال الشرقي الجزائري، في عائلة متدينة محافظة، تنتمي الى الذرية الشريفة من نسل العترة النبوية الطاهرة [1][2][3][4]

نشأته

شب وترعرع في موطنه ومسقط رأسه، في كنف والديه الكريمين، وبين أحضان أسرته الكريمة الطيبة الطاهرة، في أجواء مفعمة بالإيمان، فنشأ نشأة سليمة صالحة [1][5][3][4]

تعلمه

إلتحق بالكتاب زاوية أجداده في سن مبكرة فتعلم القراءة والكتابة، وتلقن القرآن العظيم، فختمه حفظا، وأتقن رسمه وتلاوته، وتعلم مبادئ اللغة العربية، وعلمي المنطق والحساب، ثم درس مقدمات علوم الشرعية، وأوليات في علوم العقيدة والكلام، وكان ذلك كله على يدي والده العالم المجاهد الشيخ سيدي الطاهر الإدريسي العلوي المحمدي (رحمه الله تعالى)، ثم شد الرحال إلى ديار العلم والمعرفة، فتنقل بين كبريات الزوايا العلمية، بالحامــــة، والسوالم، ثم قسنطينة، وعكف على التحصيل العلمي والمعرفي، وطلب التزكية الروحية [1][6][3][4]

الإجازة

أخذ الشيخ العلامة الصديق بن الطاهر حمادوش، عن شيخه بن عبد الكريم السلامي الشافعي، الإجازة، والميثاق والوسيلة في منهج القوم على الطريقة الرحمانية الحفناوية الخلوتية البكرية، والتي شهد له فيها بالكفاءة العلمية والروحية، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد من علماء ومشايخ وأعيان وعامة الناس [1][7][3][4]

مسيرة العلم والتدريس

بعد المسيرة التي قضاها في طلب العلم والتزكية، وبعد نيله للإجازات، إشتغل الشيخ الصديق (رحمه الله تعالى)، بالتدريس في الزاوية أجداده العلمية بـ ڤـجـال، فكان يلقي دروسا في علوم اللغة العربية، والمنظق، والحساب، والهيئة، والفلك، والفقه ، والأصول، والكلام، والتفسير، والأخلاق، والتصوف [1][8][3][4]

طلابه

تخرج على يده أكثر من ستين عالما نذكر منهم : الشيخ المختار بن الشيخ، وأخاه الشيخ أحمد الشريف، والشيخ المنور مليزي، والشيخ الطيب قرور، والشيخ محمد الشريف بن علي إدريسي، والأخويين أحمد بن حافظ، والمختار بن حافظ، والشيخ عبد الرحمن رحماني، والشيخ علي بن الحامدي، والشيخ موسى بن مروش، والشيخ الميهوب بن إدريس، والشيخ الأخضر بن إدريس، والشيخ صالح عبد العزيز، والشيخ خلفي بوزيد ....، وقد كان لهؤلاء الطلاب بعد تخرجهم دور كبير في الدعوة إلى الدين الحنيف، وتبليغ تعاليمه، ونشر ثقافة الإسلام الأصيل، والترويج لمبادئه، وترسيخ ثوابته، كان لهم دور مميز وفعال في نشر العلم والمعرفة بين أبناء الوطن، من خلال الزوايا العلمية، والمساجد، والكتاتيب، والمدارس، والتي تم فتحها على أيديهم، أو تم توظيفهم فيها كأئمة، ومدرسين، ومفتين، والبعض منهم إنتقل إلى قسنطينة لمواصلة التحصيل العلمي والمعرفي، والبعض شد الرحال إلى تونس، وإلتحق بجامع الزيتونة، ومنهم من هاجر إلى القاهرة، وإلتحق بالأزهر الشريف،.......، فعمروا المساجد، والجوامع، ودور العلم، والمدارس والزوايا، التي هجرت مدة طويلة من الزمن بسبب مضايقة المستعمر البغيض، وبهذا سجلت زاوية ڤـجـال، حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة من خلال الشيخ الطاهر والد الشيخ الصديق (رحمهما الله تعالى)، وحضورا قويا على مستوى الجبهة الفكرية، والجهاد العلمي والمعرفي، أو الممانعة الثقافية، من خلال الشيخ الصديق بن حمادوش ( رحمه الله تعالى) [1][9][3][4]

الزاوية العلمية

في سنة 1857 ميلادية، تم تجديد زاوية ڤجال، على يدي العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش (رحمه الله تعالى)، كان ذلك بعدما أغلقت من طرف المستعمر البغيض في عهد الشيخ الطاهر بن محمد (رحمه الله تعالى)، وذلك إنتقاما منهم في الشيخ الطاهر لمشاركته في المقاومة الشعبية.....، وفعلا استطاع الشيخ الصديق أن يفتح الزاوية العلمية من جديد، فإستأنفت الزاوية العتيدة رسالتها الدينية، والإجتماعية، ومهامها العلمية، والمعرفية، والثقافية، وباشر الشيخ الصديق (رحمه الله تعالى)، العمل فيها بنفسه، وكان عمره حينها لا يتجاوز الثالثة والعشرين، فتوافد على الزاوية طلاب العلم، ومريدي التزكية الروحية والسلوك، من كل صوب وحدب [1][10][3][4]

الإنفاق على طلبة

كان الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، ينفق على الطلاب العلم من عائداته الفلاحية الخاصة، ولم يكن يقبل من الناس صدقاتهم، ولا أموال زكاتهم، ولا تبرعاتهم [1][11][3][4]

إهتمامه بالعلم

لم تكن اهتمامات الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، قاصرة على العلوم والمعارف الشرعية والعقدية فحسب، بل كان له إهتمام كبير بعلوم المنطق والفلسفة، والعرفان، والحساب والهيئة، والفلك، ونظرا لندرة الكتاب في ذلك الزمان، قام الشيخ بتكليف الشيخ الموهوب زروق (رحمه الله تعالى)، بنسخ كل ما يتعلق بهذه المجالات، من كتب، ومراجع، وشروح، ومخطوطات، كما كان يطلب منه نسخ جميع الكتب النادرة التي يجدها عند طلابه ومريديه، وقد عثر فيما بقي من منسوخاته، على العديد من الكتب، في علم المنطق، والفلك، وأوراق في الاستعارة، ومنظومتان في التصوف للشيخ عبد الرحمن الأخضري (رحمه الله تعالى) [1][12][3][4]

مكتبته

كان للشيح الصديق (رحمه الله تعالى)، مكتبة زاخرة، وكانت كتب العلم عنده أعز عليه من ماله وولده، وهو على فراش الموت، كان ينظر إلى مكتبته فتسقط دموعه، لاحظ عليه ذلك وحيده العبد الناصح والولي الصالح الشيخ الطيب البركة، وقد كان شابا في مقتبل العمر، فظنه يبكي حزنا على تركه وحيدا في جوار لايرحم، فقال له : " لاتحزن يا سيدي، أنا على ثقة أن الله يحرسنا من بعدك. "، فنظر الشيخ الصديق إلى كتبه وقال : " ياولدي إنما أبكي على هذه الكتب من لها بعدي " [1][13][3][4]

تعظيمه الشعائر

عرف الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، بتعظمه لشعائر الله، وحدوده، وإلتزامه بالسنة النبوية الشريفة المطهرة، وتورعه عن الشبهات...، كان يتقدم الفلاحين في الأرض، ويشاركهم في العمل، فإذا حضرت الصلاة، أوقف العمل وأقام المكتوبة، تعظيما لعماد الدين، وركنه الركين، والتي من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها، ترك الدين كله [1][14][3][4]

هروبه من الفتن

كان شديد الحذر من الفتن ....، وقد وقعت فتنة بين عرشين في منطقة ڤجال، أشعلتها حينها أيادي المستعمر الخفية، وقد كانت تلك سياسة المستدمر الخبيثة، يجتهد في إشعال النعرات العرقية، والقبلية، وحتى الدينية، وذلك لصرف المجتمع عن تكاليفه و مسؤولياته، لصرفه عن واجباته تجاه الوطن والعرض والدين، فأوجب الواجبات في تلك الفترة هي المقاومة إن على مستوى الجبهة المسلحة، أو الممانعة العلمية والمعرفية والفكرية والثقافية،.......، حاولت وقتها أطراف من الفريقين أن تزج بالشيخ في الصراع المقيت، فأبى ذلك ورفض، رحل وقتها عن المنطقة مع عائلته، نائيا بنفسه عن الصراع، وتوجه إلى منطقة " بوغنجة "، بأولاد صابر، وقد كان له بها أرض، فنصب بها خيمة، وأقام فيها، فلما انتهى ذلك الصراع، وأطفئت نار الفتنة، رجع إلى ڤـجـال..، ويقال أن ابنه العبد الناصح والولي الصالح الشيخ الطيب البركة المعروف بـ (بوطيبة)، ولد في تلك الفترة ببوغنجة، بأولاد صابر [1][15][3][4]

تصوفه

لم تؤثر هذه الروح الصوفية سلبا على حياة الشيخ الصديق (رحمه الله تعالى)، فتصرفه عن أعماله الدنيوية، ونشاطاته وتكاليفه ومهامه الاجتماعية، أو تدفعه إلى التواكل والانعزال، بل كان يمارس حياته العملية بنفسه، دون الإخلال بنشاط، على حساب الآخر، فقد كان الإمام في المسجد، والمعلم والمربي في الزاوية مع طلابه ومريديه، والمرشد للناس والناصح، والموجه لهم في أمورهم الدينية والإجتماعية، والفلاح في الحقل مع المزارعين، يتنقل إلى السوق بنفسه لاقتناء حاجياته ومستلزماته، وهو ذاك الإنسان المتواضع، الساعي في حوائج الناس، المساعد للفقير، والمسكين، والمحتاج، المسارع في التنفيس عن المكروب، وإعاثة الملهوف، ونصرة المستضعف والمظلوم، وجبر خاطر المكلوم، والمبادر إلى إصلاح ذات البين، وحل النزاعات.....، وقد حفظ عن أحفاده قوله : 《 كن مع الله صادقا مخلصا له الدين، وكن مع عباده، متواضعا لهم، مداريا لهفواتهم. 》[1][16][3][4]

وصيته

أدى الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، مناسك الحج، رفقة ابن أخته العلامة الشيخ المختار بن الشيخ، وقد كان معهما حينها الشيخ عبد الرحمن رحماني، ألم بسيدي الصديق وقتها مرض خطير، فساءت حاله وهو في البقاع المقدسة، في تلك الرحلة العبادية العظيمة، وتلك الشعيرة المشرفة، فأدرك قرب أجله، ولم يكن له من الأبناء الذكور الذين يعتمد عليهم بعد وفاته إلا ابنه الوحيد الشيخ الطيب حمادوش، والذي يزال حينها في ريعان الشباب، ولم يتخط بعد العقد الثاني من عمره، فأودع وصيته على ابنه الوحيد، وعلى الزاوية العامرة العتيدة، إلى الشيخ الدراجي العيادي (رحمه الله تعالى)، والذي قام بعده بالإشراف على الزاوية، وتصريف أمورها، والتعليم فيها، وكان نعم الوصي والمرشد، والناصح للشيخ الطيب (قدس الله سره الشريف). [1][17][3][4]

ورد في منشورات الجمعية الدينية للمسجد الجامع بـ ڤـجـال ، عن شيخ الزاوية الإمام الأستاذ الزبير حمادوش (حفظه الله تعالى)، عن الشيخ رابح عيادي، أن الشيخ الدراجي العيادي، كان حريصا على مرافقة الشيخ الطيب حمادوش، في كل أموره وشؤونه، وعند بزوغ الفجر بعد ليلة زفافه، أخذ الشيخ الدراجي (رحمه الله تعالى)، ينتظر خروج سيدي الطيب، للصلاة بالناس بقلق شديد، فلما أذن المؤذن، خرج الشيخ من بيته، وأمَّ الناس للصلاة، عند ذلك فرح الشيخ الدراجي، وهدأتْ بلابلُه، فسكنت نفسه وإطمأنت، فثبت وعلم أنه أوفى بالعهد، وأدى الأمانة، وصان الوصية على أكمل وجه، لأن المحافظة على الصلاة، وخاصة صلاة الصبح في وقتها، هي العنوان الأبرز في إكتمال الشخصية الإيمانية لدى الرجل المؤمن، فإذا أضفنا لها إمامة الناس، وفي أشد الظروف حساسية، يكون الشيخ الطيب حمادوش، قد أصبح مؤهلا لخلافة والده، في المنطقة، والزاوية العلمية عن جدارة [1][18][3][4]

لقب حمادوش

كان لقب الشيخ الصديق بن الطاهر العائلي أو ما يعرف بشهرة العائلة " بن إدريس " ، نسبة إلى جده إدريس، ورد ذلك في عدة وثائق، و لظروف خاصة اختار لقب 《حمادوش》، نسبة إلى أحد أجداده الشيخ أحمد بن إدريس بن محمد الملقب بأحمادوش، وهذا حسب ما جاء في كتاب حفيده الشيخ محمد الصديق بن الطيب بن الصديق حمادوش، والذي ذكر فيه سلسلة أجداده، وقد ورد أيضا لقب 《حمادوش》 في كتاب نسخه الشيخ الزادي، ووالذي أهداه إلى الشيخ الصديق ( رحمه الله تعالى ).

هذا قبل تاريخ 23 مارس 1882 ميلادي، وإصدار إدارة المستعمر البغيض الغاشم لقانون الحالة المدنية، أو قانون الألقاب، والذي ينص على استبدال الإسم الثلاثي عند الجزائريين والذي كان معتمدا بينهم، في أمورهم الرسمية، وتعويضه بألقاب تكون بمثابة إسم للعائلة؛ قام عندها المستدمر البغيض كما سلف الذكر بإصدار قانون الألقاب، وذلك لطمس هوية المجتمع الجزائري، حيث اختار لبعض العائلات ألقاب مشينة لاتربطهم بها أي صلة لا من قريب ولا من بعيد؛ ولكن المؤسسات الدينية التقليدية في الجزائر ، كالجوامع والزوايا العلمية، وقفت ضد هذا المشروع، فإعتمد الغالبية من الجزائريين، شهرة العائلة التي تنسب إلى الجد، أو الأصل، أو العرش أو القبيلة؛ ولأسباب خاصة غير العلامة الشيخ الصديق شهرة العائلة والتي كانت تعرف ببن إدريس، واختار لقب حمادوش نسبة إلى جده أحمادوش.

نسبة الشيخ الصديق إلى أحمادوش :

العلامة الشيخ سيدي الصديق، بن الطاهر، بن محمد الكبير، بن سيدي العربي، بن إدريس، بن أحمد، بن الصالح، بن أحمد الملقب باحمادوش [1][19][3][4]

وهذا نسب سيدي حمادوش: " _ أحمد الملقب باحمادوش، بن إدريس، بن محمد، بن إدريس، بن محمد، بن صالح، بن أحمد، بن ثابت، بن الحاج حسن، بن مسعود القجالي صاحب الضريح المعروف بمقبرة ڤـجـال. " [1][20][3][4]

نسبه

يعتبر العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، من الذرية الشريفة من نسل العترة الطاهرة ، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر، بن إدريس الأكبر، بن عبد الله المحض الكامل، بن السيد الحسن المثنى، بن الإمام الحسن السبط المجتبى، بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . [1][21][3][4]

وهو حسني، وحسيني، فجده عبد الله المحض الكامل، والده هو السيد الحسن المثنى، بن الإمام الحسن السبط المجتبى، و والدته هي السيدة فاطمة، بنت الإمام الحسين السبط المصفى. [1][22][3][4]

وكما عبر جده إدريس بن عبد الله المحض : ▪︎ - " رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلي بن أبي طالب جداه، وحمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة عماه، وخديجة الصديقة، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاه، وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيدة نساء العالمين، وفاطمة بنت الحسين سيدة ذراري النبيين أماه، والحسن والحسين، سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أبواه - •

شجرة نسبه

هو العلامة الشيخ سيدي الصديق، بن الطاهر، بن محمد الكبير، بن سيدي العربي، بن إدريس، بن أحمد، بن الصالح، بن أحمد الملقب باحمادوش، بن إدريس، بن محمد، بن إدريس، بن أبو عبد الله محمد، بن صالح، بن أحمد، بن ثابت، بن الحاج حسن، بن أبو عبد الله محمد، بن أبي علاء إدريس، بن أبي عبد الله محمد، بن سيدي مسعود، بن عبد الحميد، بن عمر، بن محمد، بن إدريس، بن داوود، بن إدريس الأزهر، بن إدريس الأكبر، بن عبد الله المحض الكامل، بن السيد حسن المثني، بن الإمام الحسن السبط المجتبى، بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين السيدة البتول فاطمة الزهراء، بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ). [1][23][3][4]

من آثاره

مناجاة الشيخ الصديق :

يقـــول جل اللــــه ربي

أنا المقصود لا تطلب سواي

تجدني أينما تطلبني عبدي

وإن تطلب سواي لا تجدني

تجدني في سواد الليل عبدي

قريبا منك فاطلبني تجدني

تجدني في سجودك لي قريبا

كثيرالخير فاطلبني تجدني

تجدني حين تدعوني مجيبا

أنا الحنان فاطلبني تجدني

تجدني غافرا برا رؤوفا

عظيم العفو فاطلبي تجدني

تجدني مستغاثا بي مغيثـا

أنا الوهاب فاطلبني تجدني

أتذكر ليلة ناديت فيها

ألم أسمعك فاطلبني تجدني

وقد بارزتني بالذنب جهرا

فلم أكشفك فاطلبني تجدني

وكم قد رام ضرك من عدو

فلم أخذلك فاطلبني تجدني

إذا ماللهفان نادني كظيما

أقل لبيك فاطلبني تجدني

إذا مالمضطر قال ألا تراني

نظرت إليه فاطلبني تجدني

وأي عثرة لك لم أقلها

فلم نضرك فاطلبني تجدني

إذا عبدي عصاني لم يجدني

سريع الأخذ فاطلبني تجدني . [1][24][3][4]


ما قاله العلماء عنه

قصيدة في مدح الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، للشاعر محمد بن علي بن أحمد الملقب بابن دعاس الريفي ، يوم 14 شوال 1302 هجري 1885 ميلادي   [1][25][3][4]

محمد الصديق والنسب شهــرا

بابن إدريس إن كنت سائـــــــــــل

ومسكنه قجال والمنشأ قل بـــه

سلالة مجد نص عنها الأوائـــــــل

فلله در ذا الإمام لأنــــــــــــــه

شجاع عند الحروب نسل الأفاضل

تقوَّل في العلوم حتى ارتقى بها

مكانة أهل الصدق وأعلا المنــازل [1][26][3][4]

القصيدة كاملة

خليفة الشيخ لاتسلني فإننـــــــي

على الباب واقف متطفـــــــــل

فنطلب منكم الفوز ياعلم الورى

بإرشاد للخيرات وانفكاك القفل

عن القلب يضحى زايلا عنه ذا العمى

فينكشف الغطاء وتنفرج الأحــــــوال

إمام نال الفضائل كلـــــها

بإحيائه للسنة ومحاربة الجهــــل

أنارت به الشريعة سيـــــدا

قد فاز على الأقران علم وعمـل

فبالشرف الرفيع قد شاع ذكـــــره

فحوَّله الثناء بما هو حاصــــــــــل

فشيخ من الكمَّال نوره زائـــــــــــد

كمثل الهـــلال فاق عنــــــه وأجمـل

فليس له مثيل في عصرنا وما

حذاه من الأعصار بالعلم عامـــل

فقد رغم الحسود أنفـه بالــذي

قد أوهبه الإله بالسبق واصـــــــل

محمد الصديق والنسب شهــرا

بابن إدريس إن كنت سائـــــــــــل

ومسكنه قجال والمنشأ قل بـــه

سلالة مجد نص عنها الأوائـــــــل

فلله در ذا الإمام لأنــــــــــــــه

شجاع عند الحروب نسل الأفاضل

تقوَّل في العلوم حتى ارتقى بها

مكانة أهل الصدق وأعلا المنــازل

فذوا كرم وفخر لا يقاس بمثلـه

ترفَّــل في الأنــوار إيََّـاك تجهـــــل

قد اقتبس الأنوار من شيخه حتى

أضاء به المكان إيَّاك تغفــــــــل

فزره مرارا تغتنم بركاتـــــــــه

بها سعد الدارين ليس له مثـــــــل

تواضعه مشهور وكذا زهــــده

قد شابه شيخه في كل الخصائـــــل [1][27][3][4]

وفاته

توفي وانتقل إلى الحياة البرزخية، في اليوم الخامس من شهر أيلول سبتمبر سنة 1893 ميلادية، عن عمر يناهز 59 عاما، بمنطقة ڤـجـال، ودفن بمقبرة سيدي مسعود القجالي، بجنب مرقد والده سيدي الطاهر، وجده سيدي محمد [1][28][3][4]

عقبه

وقد خلف بعده من الأبناء الذكور، العبد الناصح والولي الصالح الشيخ الطيب البركة المعروف بـ ( بوطيبة ) (البالغ مناه) ، وبنتين [1][29][3][4]

مواضيع ذات صلة

وصلات خارجية


المصادر

▪︎1_ منشورات الجمعية الدينية للمسجد الجامع بـ ڤـجــال.

▪︎2_ مجلة منبر ڤـجــال _ مجلة : فكرية - دينية - ثقافية _ تصدرها الزاوية العلمية بـ ڤـجــال.

▪︎ 3_ المعالم - دورية علمية محكمة _ تعنى بنشر البحوث - والدراسات التاريخية - والتراثية.

▪︎4_ كتاب الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله تعالى) _ تأليف الأمام الأستاذ الشيخ الزبير حمادوش.

▪︎ 5_ زاوية بن حمادوش بـ ڤـجــال _ تاريخ وعلماء - منشورات مخبر البحوث والدراسات في حضارة المغرب الإسلامي – جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية والأثرية لمنطقة، سطيف - الملف التاريخي - دار بهاء الدين للنشر والتوزيع - من ص. 177. إلى. ص. 192

الهوامش

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ منشورات الجمعية الدينية لمسجد قجال
  2. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ تراجم علماء قجال
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ كتاب - الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش - تأليف الشيخ الزبير حمادوش
  5. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  6. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  7. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  8. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  9. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  10. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  11. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  12. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  13. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  14. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  15. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  16. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  17. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  18. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  19. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  20. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  21. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  22. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  23. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  24. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  25. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  26. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  27. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  28. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول
  29. ^ مجلة منبر قجال العدد الأول

المراجع

قالب:الهيئات الدينية في الجزائر

مولده

كان مولد العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش ، سنة 1834 ميلادي بمنطقة قجال الكائنة في ولاية سطيف الجزائرية..


نسبه

يعتبر من آل البيت، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأول بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).[1] وهو حسني وحسيني فجده عبد الله المحض الكامل، أبوه هو الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط، وأمه هي فاطمة بنت الإمام الحسين السبط..


شجرة نسبه

هو العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمادوش بن إدريس بن محمد بن إدريس بن محمد بن صالح بن أحمد بن ثابت بن محمد بن الحاج حسن بن مسعود القجالي الحسني بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

— شجرة نسب الشيخ الصديق بن الطاهر بن محمد حمادوش

.

  • - رسول الله (صلى الله عهليه وآله وسلم)، وعلي بن أبي طالب جداه ، وحمزة سيد الشهداء ، وجعفر الطيار في الجنة عماه، وخديجة الصديقة ، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاه ، وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيدة نساء العالمين، وفاطمة بنت الحسين سيدة ذراري النبيين أماه ، والحسن والحسين ، سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبواه -.

نشأته

ولد الشيخ العلامة ونشأ وترعرع بمنطقة قجال التي كانت منذ القدم تعرف : " ببلاد العلم والجال " في عائلة عريقة ملتزمة محافظة ، عرفت العلم والتدين ، ويعد استقرار هذه العائلة بالمنطقة الى القرن الخامس الهجري ..


دراسته

حفظ القرآن العظيم علي شيوخ القرآن بزاوية قجال، وقد أتقنه في سن مبكرة رسما وحفظا وتلاوة، ثم درس علوم اللغة العربية، وعلمي المنطق والحساب علي يد والده ، وأخذ عنه الفقه والأصول وعلم الكلام، انتقل بعد ذلك إلى العديد من زوايا الطريقة الرحمانية بالحامــــة، والسوالم، ثم قسنطينة، فعكف بها واجتهد في النحصيل العلمي ، حيث حضر دروس الفقه والأصول والحديث وعلم الكلام، كما حضر حلقات التفسير وعلم التصوف ...


إجازته

أخذ الشيخ العلامة الصديق بن الطاهر حمادوش، عن شيخه بن عبد الكريم السلامي الشافعي، الإجازة في التربية والتعليم، على الطريقة الرحمانية الحفناوية الخلوتية البكرية ، التي شهد له فيها بالكفاءة العلمية والروحية، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد من العلماء والمشايخ والأعيان وعامة الناس ..

الزاوية العلمية

في سنة 1857 ميلادي، تم تجديد زاوية قجال على يد الشيخ العلامة ، بعدما أغلقت من طرف المستعمر في عهد الشيخ الطاهر بن محمد والد الشيخ الصديق، وذلك بسبب مساهمته في المقاومات الشعبية ،فحصل الشيخ الصديق على الترخيص من المجلس العلمي بسطيف، وفعلا استطاع أن يستعيد المبادرة ويفتح الزاوية العلمية من جديد لتحفيظ القرآن العظيم، والتعليم الديني، استأنفت الزاوية العتيقة رسالتها العلمية من جديد ، وباشر الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، العمل فيها بنفسه وكان عمره إذاك لا يتجاوز الثالثة والعشرين سنة من عمره، فتوافد على الزاوية العلمية طلبة العلم، وحفظة القرآن الكريم من كل صوب وحدب ..


الإنفاق على طلبة

كان الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، ينفق على الطلبة من عائداته الفلاحية ، فلم يكن يقبل من الناس الصدقات ولا أموال الزكاة ولا التبرعات ، ولما توسعت نفقات الزاوية حاول أن يستعيد بعضا من أراضيه المصادرة من قبل الإدارة الاستعمارية ، فراسل كلا من نائب عامل العمالة بسطيف والحاكم العام بالجزائر ، طالبا استعادة أرضه الفلاحية الخاصة التي كانت تقدر حوالي مئة وعشرين هكتارا بعضها في يد الفرنسيين، والبعض الآخر كان تحت يد القايد الذوادي ،كما ذكر في رسالتيه اللتين بعث بإحداهما إلى الحاكم العام في الجزائر و،الثانية بعث بها إلى السوبريفي بسطيف ..

تدريسه

اشتغل الشيخ الصديق بالتدريس بالزاوية العلمية بقجال ، فكان يلقي دروسا في علوم اللغة العربية ، والمنظق ، والحساب، والفقه ، والأصول، ولكلام..

تلامذته

تخرج على يده أكثر من ستين عالما نذكر منهم : الشيخ المختار بن الشيخ وأخاه أحمد الشريف - والشيخ المنور مليزي – والشيخ الطيب قرور- والشيخ محمد الشريف بن علي إدريسي - والشيخين الأخويين أحمد بن حافظ ، والمختار بن حافظ- والشيخ عبد الرحمن رحماني - والشيخ علي بن الحامدي - والشيخ موسى بن مروش – والشيخ الميهوب بن إدريس – والشيخ الأخضر بن إدريس – والشيخ صالح عبد العزيز- والشيخ خلفي بوزيد وغيرهم ، وقد كان لهؤلاء الطلبة بعد تخرجهم دور كبير في نشر الثقافة الدينية والعلوم العربية والإسلامية بين أبناء الوطن من خلال الزوايا والمساجد والكتاتيب والمدارس التي تم فتحها على أيديهم أو تم توظيفهم فيها أئمة ، كما اشتغل بعضهم قضاة في المحاكم الشرعية ،وبعضهم سافر لأتمام دراسته بقسنطينة أو بجامع الزيتونة بتونس أو بجامع الأزهر بالقاهرة بمصر، فعمروا المساجد والجوامع ودور العلم، التي هجرة مدة من الزمن بسبب مضايقة المستعمر، وبهذا سجلت زاوية قجال حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة من خلال الشيخ الطاهر بن حمادوش وحضورا قويا على مستوى الجهاد الثقافي أو الممانعة الثقافية من خلال الشيخ الصديق بن حمادوش ...


إهتمامه بالعلم

لم تكن اهتمامات الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، العلمية قاصرة على الفقه والأحكام ،وعلوم النحو والبلاغة فقط بل كان له اهتمام بعلوم المنطق والحساب والفلك والتصوف، ونظرا لندرة الكتاب في ذلك الوقت كان الشيخ الموهوب زروق ينسخ له الكتب التي يحتاجها كما كان يطلب منه نسخ الكتب النادرة من بعض طلبته وقد عثر فيما بقي من كتبه على العديد من الكتب المنسوخة منها كتاب في المنطق وكتاب في الفلك وكتاب في علم النجوم وأوراق في الاستعارة ومنظومتان في التصوف للشيخ عبد الرحمن الأخضري .

كان للشيح الصديق مكتبة زاخرة،وكانت كتب العلم عنده أعز عليه من ماله وولده ، وهو على فراش الموت كان ينظر إلى مكتبته فتسقط دموعه لاحظ عليه ذلك وحيده الشيخ الطيب حمادوش وكان شابا في مقتبل العمر فظنه يبكي حزنا على تركه وحيدا في جوار لايرحم ،فقال له : " لاتحزن يا أبي ،أنا على ثقة أن الله يحرسنا من بعدك. فنظر الشيخ الصديق إلي كتبه وقال : ياولدي إنما أبكي على هذه الكتب من لها بعدي ".


الشيخ قاضيا

اشتغل الشيخ الصديق بالإضافة إلى التدريس في الزاوية قاضيا للشريعة الإسلامية في محكمة سطيف من سنة 1862م إلى سنة 1882م ..


فضائله

تميز الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، بشخصية ذات ورع شديد، وتقى منقطع النظير، ورجاحة في العقل ،وعمل دؤوب، وحذر من مضلات الفتن، ،وزاده الله على ذلك غزارة في العلم ،ونورا في الفهم، وزينة في الخلق، ورأفة في القلب .


تعظيمه الشعائر

عرف الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، بتعظمه لشعائر الله وحدوده ، والتزامه بالسنة النبوية الشريفة ،وتورعه عن الشبهات، وكان يتقدم الفلاحين الذين يكلفهم بفلاحة أرضه ويشاركهم في العمل فإذا حضرت الصلاة أوقف العمل وأقام الصلاة تعظيما لعماد الدين وركنه الركين التي من أقامها أقام الدين كله ومن تركها ترك الدين كله .....


هروبه من الفتن

كان شديد الحذر من الفتن، ....، وقعت فتنة بين عرشين أشعلتها أيادي المستعمر الخفية، وحاولت أطراف من الفريقين أن تزج به في الصراع، فرحل عن منطقة قجال مع عائلته نائيا بنفسه عن الصراع وتوجه إلى أرضه "بوغنجة" بأولاد صابر، حيث نصب هناك خيمة وأقام بها، فلما انتهت الفتنة عاد إلى قجال ويقال أن ابنه العبد الصالح الشيخ الطيب حمادوش، ولد هناك ...


تصوفه

لم تؤثر هذه الروح الصوفية عند الشيخ الصديق حمادوش سلبا على حياته فتصرفه عن أعماله الدنيوية ونشاطاته الاجتماعية ،أو تدفعه إلى التواكل والانعزال بل كان يمارس حياته العملية بنفسه دون الإخلال بنشاط على حساب الآخر، فقد كان المعلم في المسجد مع الطلبة، والفلاح في الحقل مع الفلاحين، وهو المتسوق في السوق لاقتناء حاجاته بنفسه، وهو الإنسان المتواضع للناس الساعي في قضاء حاجة المحتاج ،والتنفيس عن المكروب، وإصلاح ذات البين ، وقد حفظ عنه أحفاده قوله :" كن مع الله صادقا مخلصا له الدين ، وكن مع عباده متواضعا لهم مداريا لهفواتهم .".


وصيته

أدى الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، مناسك الحج رفقة الشيخ المختار بن الشيخ ،والشيخ عبد الرحمن رحماني، وقد ألم به مرض خطير في تلك الرحلة العبادية ، أدرك من خلاله قرب أجله ،ولم يكن له من الأبناء الذكور الذين يعتمد عليهم بعد وفاته إلا ابنه الشيخ الطيب حمادوش، الذي مازال في ريعان الشباب ولم يتخط بعد العقد الثاني من عمره ، فأودع وصيته على ابنه والزاوية للشيخ الدراجي العيادي ، الذي قام بعده بالتعليم في الزاوية ،وكان نعم الوصي والمرشد لولده، روى شيخ زاية قجال عن الشيخ رابح عيادي، أن الشيخ الدراجي كان حريصا على مرافقة الشيخ الطيب حمادوش في كل شؤونه، وفي ليلة زفافه أخذ الشيخ الدراجي ينتظر خروجه للصلاة بالناس بقلق شديد، فلما أذن المؤذن للفجر خرج الشيخ الطيب من بيته وأمَّ الناس للصلاة ، عند ذلك فرح الشيخ الدراجي واطمأنت نفسه، وعلم أنه أدى الوصية على أكمل وجه ،لأن المحافظة على الصلاة وخاصة صلاة الصبح في وقتها هي العنوان الأبرز في اكتمال الشخصية الإيمانية لدى المؤمن ،فإذا أضفنا لها إمامة الناس وفي أشد الظروف حساسية يكون الشيخ الطيب حمادوش، قد أصبح مؤهلا لخلافة والده في المنطقة والزاوية العلمية عن جدارة..


لقب حمادوش

كان لقب الشيخ الصديق العائلي"بن إدريس" ورد ذلك في عدة وثائق، وقيل لظروف خاصة اختار لقب "حمادوش" نسبة إلى جده الرابع الشيخ أحمد بن إديس الملقب بحمادوش حسب ما جاء في كتاب حفيده الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادش، الذي ذكر فيه سلسلة أجداده، وهذا نسب سيدي حمادش : (أحمد الملقب باحمادوش بن إدريس بن محمد بن إدريس بن محمد بن صالح بن أحمد بن ثابت بن الحاج حسن بن مسعود القجالي الحسني صاحب الضريح المعروف بمقرة قجال ) ، وقد ورد أيضا لقب "حمادوش" في كتاب نسخه الشيخ الزادي وأهداه إلى الشيخ الصديق..


من آثاره

يقـــول جل اللــــه ربي

أنا المقصود لا تطلب سواي

تجدني أينما تطلبني عبدي

وإن تطلب سواي لا تجدني

تجدني في سواد الليل عبدي

قريبا منك فاطلبني تجدني

تجدني في سجودك لي قريبا

كثيرالخير فاطلبني تجدني

تجدني حين تدعوني مجيبا

أنا الحنان فاطلبني تجدني

تجدني غافرا برا رؤوفا

عظيم العفو فاطلبي تجدني

تجدني مستغاثا بي مغيثـا

أنا الوهاب فاطلبني تجدني

أتذكر ليلة ناديت فيها

ألم أسمعك فاطلبني تجدني

وقد بارزتني بالذنب جهرا

فلم أكشفك فاطلبني تجدني

وكم قد رام ضرك من عدو

فلم أخذلك فاطلبني تجدني

إذا ماللهفان نادني كظيما

أقل لبيك فاطلبني تجدني

إذا مالمضطر قال ألا تراني

نظرت إليه فاطلبني تجدني

وأي عثرة لك لم أقلها

فلم نضرك فاطلبني تجدني

إذا عبدي عصاني لم يجدني

سريع الأخذ فاطلبني تجدني .


قصيدة في مدح الشيخ

خليفة الشيخ لاتسلني فإننـــــــي

على الباب واقف متطفـــــــــل

فنطلب منكم الفوز ياعلم الورى

بإرشاد للخيرات وانفكاك القفل

عن القلب يضحى زايلا عنه ذا العمى

فينكشف الغطاء وتنفرج الأحــــــوال

إمام نال الفضائل كلـــــها

بإحيائه للسنة ومحاربة الجهــــل

أنارت به الشريعة سيـــــدا

قد فاز على الأقران علم وعمـل

فبالشرف الرفيع قد شاع ذكـــــره

فحوَّله الثناء بما هو حاصــــــــــل

فشيخ من الكمَّال نوره زائـــــــــــد

كمثل الهـــلال فاق عنــــــه وأجمـل

فليس له مثيل في عصرنا وما

حذاه من الأعصار بالعلم عامـــل

فقد رغم الحسود أنفـه بالــذي

قد أوهبه الإله بالسبق واصـــــــل

محمد الصديق والنسب شهــرا

بابن إدريس إن كنت سائـــــــــــل

ومسكنه قجال والمنشأ قل بـــه

سلالة مجد نص عنها الأوائـــــــل

فلله در ذا الإمام لأنــــــــــــــه

شجاع عند الحروب نسل الأفاضل

تقوَّل في العلوم حتى ارتقى بها

مكانة أهل الصدق وأعلا المنــازل

فذوا كرم وفخر لا يقاس بمثلـه

ترفَّــل في الأنــوار إيََّـاك تجهـــــل

قد اقتبس الأنوار من شيخه حتى

أضاء به المكان إيَّاك تغفــــــــل

فزره مرارا تغتنم بركاتـــــــــه

بها سعد الدارين ليس له مثـــــــل

تواضعه مشهور وكذا زهــــده

قد شابه شيخه في كل الخصائـــــل

قصيدة في مدح الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، للشاعر محمد بن علي بن أحمد الملقب بابن دعاس الريفي ، يوم 14 شوال 1302 هجري/ 1885 ميلادي

وفاته

انتقل إلى رحمة الله تعالى العلامة الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش ، في اليوم الخامس من شهر أيلول سبتمبر سنة 1893 ميلادي، عن عمر يناهز 59 عاما ، بمنطقة قجال بولاية سطيف، ودفن بمقبرة سيدي مسعود القجالي الحسني، بجنب والده الشيخ الطاهر وجده الشيخ محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد الملقب بأحمادوش، وقد ترك من الأولاد ولدا واحدا وهو العبد الصالح الشيخ الطيب البركة (البالغ مناه) ، وبنتين ، رض الله عنه وقدس روحه ورحمه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ..

مصادر

• منشورات الجمعية الدينية لمسجد قجال

• زاوية بن حمادوش بقجال تاريخ وعلماء - منشورات مخبر البحوث والدراسات في حضارة المغرب الإسلامي – جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية والأثرية لمنطقة، سطيف - الملف التاريخي - دار بهاء الدين للنشر والتوزيع - من ص. 177. إلى. ص. 192

• مجلة منبر قجال

• المعالم - دورية علمية محكمة تعنى بنشر البحوث والدراسات التاريخية والتراثية

• تراجم علماء قجال


مراجع

  1. ^ تراجم علماء قجال