الحركة الكلاسيكية الجديدة

في الفنون البصرية, الحركة الكلاسيكية الجديدة (Neoclassicism) ، بدأت في 1765 كرد فعل على زخرفة الباروك، وكرغبة في العودة إلى روعة الفن القديم ، مغذاة من فكرة التنوير. المجالات التعبيرية التي اُستخدمت أكثر من قبل فنانين الكلاسيكية الجديدة هم النحت والعمارة . أهمية متزايدة في السنوات الأخيرة كانت تتعلق بالمشاكل الحضرية ، ونمو المدن.

ڤازة پورسلين على شكل "ڤازة مديتشي"، مزينة بأسود وأحمر "پومپي"، سانت بطرسبرگ، حوالي 1830
لوحة جاك لوي داڤيد قسم آل هوارشيو (1784-85) ليست مجرد كلاسيكية جديدة في الموضوع.
كلسكة الباروك المتأخر: ج. پ. پانيني تجمع قانون الأطلال الرومانية والنحت الروماني في معرض تخيلي ضخم (1756)

"النيو كلاسيكين" اختاروا نماذج معينة ضمن المجموعة الكلاسيكية وتجاهلوا كل الآخرين. الكلاسيكيين الجدد 1765-1830 ، وخاصة النحاتين، أعاروا اهتماماً بمثالية النحت الإغريقي-الروماني (تركيبية-Eclecticism) وإلى تجاهل النحت اليوناني القديم.

Lovere, أكاديميا تاديني

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

يطلق مصطلح الاتباعية الجديدة أو الاتباعية المحدثة في الفنون والعمارة على الطراز الفني والمعماري الذي غلب في الحقبة ما بين نحو منتصف القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر، وذلك الطراز المنبثق بتأثير من نزوع جديد نحو الحضارة الاتباعية بعد أن تنكر عدد من الفنانين لطراز الروكوكو le rococo المفرط في الأناقة والتنميق، وآثروا العودة إلى صيغ العصر الاتباعي القديم وموضوعاته.

كانت الثورة الفرنسية عام 1789 منطلقاً لتحول مهم في أوربا، ولا يصدق ذلك على الأوضاع السياسية والعسكرية فحسب، بل إنه يصدق كذلك في حال البنى الاجتماعية والفكرية والثقافية. ولم يقف الفن بعيداً عن هذا التحوّل المفاجئ في عالم الاختراع التقني، فقد استفاد المعماريون من الحديد في بناء الجسور والمعامل والمحطات والأسواق الكبرى وواجه المصورون أمام آلة التصوير الضوئي (الفوتوغرافي) التي طوّرها الفرنسي داگير Daguerre (1789-1851) انحسار التصوير الزيتي للوجوه، وشهد القرن التاسع عشر حماسة جديدة في السعي إلى كشف آثار الحضارات القديمة، ولاسيما حضارات الشرق الأوسط.

شهد عهد لويس الخامس عشر (1710-1774) اهتماماً جديداً بالفن الاتباعي في فرنسة، وكان صالون مدام دي بومبادور Pompadour يضم الكثير من الكتّاب والفنانين، من أمثال بوشيه Boucher، ممن أصروا على العودة إلى الاتباعية. غير أن تغيراً طرأ على هذا الاتجاه في عهد لويس السادس عشر (1754-1793) بتأثير ماري أنطوانيت في شؤون الفن. وبقي تيار الاتباعية يجري ببطء يدفعه شاب طموح هو جاك لويس دافيد David (1748-1825) الذي اشترك في الثورة الفرنسية وفي القضاء على لويس السادس عشر وإنهاء الملكية.[1]

وفي عهد نابليون دفع الحنين إلى إقامة إمبراطورية مقدسة جديدة، بالمشرفين على الفكر والمشرفين على الفن، من أمثال دافيد، إلى الإلحاح على بعث التراث الروماني القديم. ودعم هذا الاتجاه ظهور مكتشفات أثرية في إيطاليا في هيركولانم Herculanum (1738)، وبومبيي Pompéi (1748) أعادت إلى الذاكرة أمجاد الإغريق والرومان في الحضارة والفن، ووفرت الفرصة للموازنة بين فن رصين مثالي قديم وفن زخرفي ماجن مفرط في التأنق هو فن الروكوكو الذي كان مخصصاً لخدمة البلاط قبل الثورة.

وزاد الاهتمام بالخرائب والأطلال القديمة، وازداد في رومة على وجه الخصوص، الإقبال على دراسة هذه الأطلال وعلى محاولات حفظ بعض الآثار المهملة، وكان الفنان كانوفا Canova من أشهر من تمسك بالأسلوب الاتباعي في النحت، وتأثر المعماريون في باريس أمثال برسييه Charles Percier (1764-1838) وفونتين P.F.L. Fontaine (1762-1853) بالفن الإتروسكي والفن في مصر، وبدت ألوان الغرف الزرقاء تحاكي تلك التي في بومبيي. وجنح الرسامون أمثال رنيو J.B. Regnault (1754-1829) إلى الموضوعات الأسطورية، وكان برودون P.Prud' hon (1758-1823) من أكثر المصورين تأثراً بهذه الموضوعات القديمة.


الحركة الكلاسيكية الجديدة في العمارة و الديكور والفنون المرئية

 
الأكاديمية، بريشة ثيوفيل فرايهر فون هانسن واكتملت في 1885، في أثينا، اليونان
 
واجهة قصر الرخام الأكبر التي بناها تلميذ لويجي ڤانڤيتلي أنطونيو رينالدي.

الاتباعية الجديدة في العمارة

استمر الإقبال في العمارة على أسلوب الفن الاتباعي في فرنسة قبيل الثورة الفرنسية وحتى الجمهورية الأولى، وقد مر هذا الفن في هذه الحقبة بالأسلوب الإمبراطوري Style empire الذي تمثل خاصة بالفنون التطبيقية وبالأثاث والأدوات، وهو في حد ذاته مزيج من تأثير الفن الروماني القديم والفن المصري.

وفي فرنسة كان ثمة اتجاهان متناقضان. تزعمت مدرسة البوليتكنيك الشهيرة الاتجاه الأول القائم على مبدأ الجمال العقلاني، وكان من أبرز أعلام هذا الاتجاه المهندس الفرنسي بالتار V. Baltard (1805-1874) والمهندس دوك (Duc (1802-1879 الذي أقام العدل في باريس. أما الاتجاه الثاني فتتزعمه مدرسة الفنون الجميلة التي كانت تنادي بالمبادئ الاتباعية في العمارة، وبهذا يقول المهندس الفرنسي لودو Ledoux (1736-1806): «الجمال ليس إلا التناسب الاتباعي». ومن آثار دعوة هذه المدرسة إقامة عمود الفاندوم Vendome وقوس نصر كاروزيل Carrousel وقوس نصر النجمة Etoile وكنيسة المادلين Madeleine، وقد ابتدئ بهذه العمارات في عام 1806.

ومن أشهر المعماريين الاتباعيين آنذاك شارل برسييه الذي اشتهر بإنشاء بعض واجهات اللوفر، كما صمم قوس نصر كاروزيل (1806-1808).

أما سوفلو G.Sufflot (1713-1780) فقد أقام البانتيون Banthéon في باريس، كما خطط فينيون Vignon كنسية المادلين.

وانتشرت العمارة الاتباعية في أنحاء أوربا، ففي برلين ما تزال بوابة براندنبورگ Brandenborg التي صممها لانغهانز Langhans قائمة إذ أعيد بناؤها بعد تهدمها في أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي إنكلترة أقام جون فان بروگ John Van Brogh (1664- 1726) قصر بلنهيم Blenheim، كما أقام لورد بورلنغتون Burlington قصر تشيزيك Chiswick House في لندن.

الاتباعية الجديدة في النحت

يعد النحات الإيطالي كانوفا A.Canova (1757-1822) رائد النحت الاتباعي في عصره. ومن أشهر أعماله «الحب والنفس» والتمثال الرأسي «القنصل الأول- نابليون» والتمثال الكبير «نابليون يحمل النصر» وقد بدا فيه نابليون عارياً كالإغريق وبدا النحت أشبه بأسلوب النحات اليوناني ليسيبي Lysippe (370ق.م -...) ولقد تأثر بكانوفا في فرنسا بعض النحاتين من أمثال شينار J.Chinard في تمثاله النصفي «مدام ريكامبيه». وجاء برادييه Bradier في تمثاله سافو Sapho وفرانسوا جوزيف بوسيو Bosio في تمثال «الفارس» الذي يمثل لويس الرابع عشر.

أما في ألمانيا فيعد قبر الكونت فون ديرمارك الذي زيّنه گوتو فرد شادو Schadow من أبرز الآثار النحتية الاتباعية.

وقد اشتهر في إنجلترا جون فلاكسمان J. Flaxman (1755-1826) وفي السويد دون توبيا سيرگيل (Sergelle(1740-1814 في تمثاله «الحب والنفس».

الاتباعية الجديدة في التصوير

تقوم الاتباعية الجديدة في التصوير على نبالة الموضوع، وصرامة الخطوط، ورصانة الألوان، وانتفاء العاطفة.

ويعد هذا الاتجاه الصارم رد فعل على التيار الزخرفي ذي الأناقة المصطنعة، في فن الروكوكو، الذي حفل بموضوعات مكرورة، لا علاقة لها بالحياة اليومية. وكان الملك فيليب (1773-1850) الذي حكم فرنسة بين عامي 1830 و1848 من أشد المتحمسين لهذا الاتجاه الجديد. ومن كبار فناني الاتباعية الجديدة الفرنسيين ج.ل. دافيد الذي تتلمذ على بوشيه واتبع أسلوبه وتأثر خاصة بالرسام بوسان Nicolas Poussin (1594-1665) وكانت لوحته «قسم الأخوة هوراس» Le serment des Horaces (1784) بداية اتجاهه الجديد.وتتالت الموضوعات الاتباعية لديه مثل «موت سقراط» La mort de Socrate ثم «السابيون» Les Sabines (1799) والسابيون من الشعوب القديمة في أواسط إيطاليا. وفي جميع هذه اللوحات يبدو الرسم تحليلياً دقيقاً كما تبدو الحركة جامدة والألوان كامدة. وعندما اتصل دافيد بنابليون أصبح من أبرز أتباعه في زمن الإمبراطورية وصار أول فنان في القصر، ومن أبرز لوحاته في ذلك الوقت «تتويج الإمبراطور نابليون الأول». وكان دافيد يتزعم الحركة الفنية في بلاده آنذاك.

وإلى هذا الفنان الحاذق تدين الاتباعية الجديدة أو «الدافيدية» في التصوير بشهرتها فقد أراد بناء صرح مجيد للفن يقوم على الجدية والمثالية ويناهض الأسس الواهية التي قام عليها الفن يوم كان لخدمة البلاط وتابعاً لذوق البلاط وأغراضه.

بيد أن القيود التي وضعها هذا الفنان الفرنسي في حياته على الفن،ومعها سيطرة گرو A.Gros (1771-1835) وجان أوغست دومينيك أنگر J.A.D.Ingres (1780-1867) وهما من أتباع دافيد أساءت إلى مكانة هذا الفن وكانت سبباً في كبت لم يلبث أن تفجر فيما بعد في انطلاقات حرة لا حدود لها.

وكان غرو قد سار بركاب دافيد محتذياً حذو الأسلوب الاتباعي، ويعد من أقوى رسامي المعارك والحروب ومن أبرع مصوري الوجوه، ومن لوحاته: «زيارة نابليون إلى مرضى الطاعون في يافا» و«معركة أبو قير» و«موقعة الأهرامات».

وكان أنغر تلميذ دافيد الثاني قد درس الفن في رومة وأشبع هناك بعالم الفن الاتباعي وأصبح زعيم الاتباعية بعد وفاة دافيد. ومن أبرز خصائص أسلوبه تأكيده أهمية الخط والرسم الأنيق والحجم والدقة. وقد استمد أسلوبه الروحاني من رافايلو Raffaello (1483-1520) ومن روائعه «الوصيفة الكبرى» La grande odalisque (1814) و«النبع» (La source (1856 وتعبران عن ظاهرة الاهتمام بالشرق.

ومن الفنانين الاتباعيين أيضاً البارون فرانسوا گيرار Baron Francois Gerard (1770-1837) الذي عاصر غرو وقام مثله بتصوير نابليون وأحداث حياته، وتصوير عدد كبير من المرموقين في السياسة والحياة الاجتماعية في أوربة.

أما بيير بول برودون فكان معاصراً للاتباعيين إلا أنه كان متعلقاً بأسلوب ليوناردو وكوريجيو. ومن أعماله «النسيم الشاب» Le jeune zephyr.

وأما في إنجلترا فقد تزعم الاتجاه الاتباعي الجديد في الفن لورد لايتون Lyton (1839-1896) وبوينتر (Boynter (1836-1919 وألبرت مور Moor (1841-1893) وقد حافظ الأخير على الروح الإغريقية في فنه في موضوعات شاعرية.


الكلاسيكية الجديدة في القرن 21

 
مركز سيمفونية شرمرهورن

في الولايات المتحدة ما زالت المباني العامة تـُبنى على الطراز الكلاسيكي الجديد، على الأقل حتى 2006، باكتمال مركز سيمفونية شرمرهورن.

انظر أيضا

المصادر

وصلات خارجية

  • Neoclassicism in the "History of Art"
  • "Neoclassicism Style Guide". British Galleries. Victoria and Albert Museum. Retrieved 2007-07-17.
  • Neo-classical drawings in the Flemish Art Collection
  • 19th Century Sculpture Derived From Greek Hellenistic Influence: Jacob Ungerer


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قراءات إضافية

انظر أيضا المصادر في العمارة الكلاسيكية الجديدة

  • Walter Friedlaender, 1952. David to Delacroix, (Originally published in German; reprinted 1980)
  • Fritz Novotny, 1971. Painting and Sculpture in Europe, 1780-1880, 2nd edition. (reprinted 1980)
  • Hugh Honour, 1968. Neo-classicism. Style and Civilisation 1968,(Reprinted 1977) .
  • Robert Rosenblum, 1967. Transformations in Late Eighteenth Century Art
  • David Irwin, 1966. English Neoclassical Art: Studies in Inspiration and Taste
  • Svend Eriksen, Early Neoclassicism in France 1974.