الإخوان المسلمون في ليبيا

الإخوان المسلمين في ليبيا تنظيم سياسي تابع لتنظيم الإخوان المسلمين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتاريخ

لا يوجد تاريخ دقيق لانطلاق جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا لكن بدأ الإخوان المسلمون نشاطهم في ليبيا بعد قدوم عدد من المعلمين الإخوان من مصر، للتدريس في ليبيا.

وفي نهاية الأربعينيات من القرن العشرين لجأ ثلاثة أشخاص منتمين للإخوان المسلمين المصريين متهمين بمحاولة اغتيال محمود فهمي النقراشي وزير داخلية مصر آنذاك إلى ليبيا طالبين اللجوء عند الأمير إدريس أمير برقة فآواهم ورفض تسليمهم للحكومة المصرية التي كانت تلاحق الإخوان المسلمين في مصر آنذاك ما أدى لتوتر العلاقات واغلاق الحكومة المصرية الحدود بينها وبين برقة.[1]

وفي 5 أكتوبر 1954 جرت أول عملية اغتيال سياسي في ليبيا الحديثة حيث قام الشريف محي الدين السنوسي باطلاق الرصاص على ناظر الخاصية الملكية إبراهيم الشلحي المقرب من الملك فأرداه قتيلاً، ليترتب عن هذه الأمر إصدار الملك أمر يمنع بموجبه جماعة الإخوان المسلمين من ممارسة أي نشاط سياسي واتخاذ اجراءات لمراقبة ومحاصرة قياداتها وعناصرها الليبية ربما للشكوك بعلاقة القاتل بالجماعة في ليبيا.

ثورة الفاتح

بعد قيام ثورة الفاتح عام 1969 شارك أعضاء من الإخوان المسلمين في الوزارات المختلفة التي شُكلت حتى عام 1973، وحين أُلقي قبض على قادة الإخوان الذين أُجبروا على الظهور تلفزيونيا والإعلان عن حل الجماعة.

وفي عام 1980 عاد عدد من الطلاب الليبيون من الدراسة في الخارج حامليين فكر الإخوان وأعادوا بناء الجماعة وظلوا يعملون سرا، حتى اكُتشفوا في يونيو 1998 حيث تم اعتقال أكثر من 152 من قياداتهم على خلفية اكتشاف تنظيم الإخوان، باعتبار أن النظام الليبي يحظر قيام تنظيمات سياسية.[2]

وفي 16 فبراير من 2002 أصدرت محكمة الشعب الخاصة التي شُكلت لمحاكمتهم حكمها بالإعدام على المراقب العام للإخوان المسلمين في ليبيا عبد القادر عز الدين ونائب المراقب سالم أبو حنك وحُكم على ثلاثة وسبعين متهما آخرين بالسجن المؤبد. وبعد إجراء الجماعة الليبية المقاتلة لمراجعاتها التي تخلت بعدها عن عداء الدولة الليبية، فإن الإخوان المسلمين تم اعتبارهم من قبل العديد من المصادر كحلفاء للنظام الليبي من خلال علاقتهم الطيبة بسيف الإسلام معمر القذافي.

وكُشفت وثائق سرية أمريكية تبين أن معمر القذافي قام بتقديم مساعدات مالية وعسكرية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بين عامي 1976 و1979 خلال فترة حكم أنور السادات لمصر.[3]

ثورة 2011 والحرب الأهلية

بعد الإطاحة بنظام القذافي عام 2011، عاشت جماعة الإخوان عصراً سياسياً جديداً، وأنشأت "حزب العدالة والبناء"، وخاضت به غمار انتخابات المؤتمر الوطني العام عام 2012.

وحلت في الانتخابات في المركز الثاني، لكن التنظيم سرعان ما مني بخسارة فادحة في انتخابات المؤتمر الوطني عام 2014.

فرفض الإخوان النتائج وأعلنوا الانقلاب عليها وقاموا بحشد الميليشيات في عملية "فجر ليبيا" ونصبوا أنفسهم بقوة السلاح على طرابلس.[4]

وفي مايو 2021 أعلنت جماعة الإخوان المسلمين الليبية، انتقالها إلى جمعية "الإحياء والتجديد"، إيمانا منها بأن "المدخل الحضاري للتغيير والنهضة هو العمل المجتمعي، للإسهام في قيام مجتمع مدني لا يضيق بالتنوع والاختلاف".

وقالت الجماعة، في بيان: "نعلن لكل الليبيين أن الجماعة قد انتقلت بتوفيق الله وعونه إلى جمعية تحمل اسم (الإحياء والتجديد)، إحياءً بالدعوة إلى التمسك بمنهج الإسلام الوسطي وتعاليمه".

وأفادت بأن هذا التطور جاء عقب مؤتمري الجماعة العاشر والحادي عشر، وبعد جولات من الحوار والبحث انتظم فيها أعضاء الجماعة في ورش عمل متعددة.

وأضافت أن الجمعية "ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام".

وتابعت أن هذا يأتي "إيمانا منها بأن المدخل الحضاري للتغيير والنهضة هو العمل المجتمعي، للإسهام في قيام مجتمع مدني لا يضيق بالتنوع والاختلاف، تتمثل فيه القيم الإسلامية ويسوده العدل وتحترم فيه كرامة الإنسان".

ودعت جمعية "الإحياء والتجديد"، في بيانها، "أبناء وبنات الوطن إلى التعاون والعمل معنا لتحقيق ما نصبو إليه جميعا لرفعة الوطن، وترسيخ هويته الجامعة".

وخلال 10 سنوات، وفق البيان، تعرضت جماعة الإخوان في ليبيا لـ"التشويه والتزوير بغية إقصائها عن مجتمعها، ونشر ظلال الشك حول أهدافها النبيلة".‎

وقال العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين الليبية، عضو حزب "العدالة والبناء"، عبد الرزاق سرقن، إن "الجماعة رأت أن يكون عملها داخل ليبيا فقط، لهذا انتقلت إلى جمعية الإحياء والتجديد".

وأضاف سرقن: "هكذا أصبحت الجماعة لا تتبع أي جهة خارج ليبيا، ولا تتبع جماعة الإخوان المسلمين عالميا، وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط".[5]

مراقبو الإخوان في ليبيا

أول مراقبي الاخوان كان عطية جبر وبعده كان ادريس ماضي وهو أول مراقب ربط الجماعة بالتنظيم العالمي للاخوان المسلمين عبد الله أحمد عز الدين، عبد المجيد ابوروين، سليمان عبد القادرو بشير الكبتي (الذي انتخب من الجماعة في نوفمبر 2011 كأول مراقب للاخوان ينتخب في مؤتمر علني داخل ليبيا).

وصلات خارجية

  1. ^ نشأة التيارات والأحزاب السياسية في ليبيا (1) تنظيم حركة الإخوان المسلمين - (من محتويات كتاب "التاريخ السياسى ومستقبل المجتمع المدنى في ليبيا") بقلم إبراهيم عميش
  2. ^ اتصالات بين "الإخوان" والقيادة الليبية: توقعات في أوساط "إخوان" ليبيا بالافراج عن مئات المعتقلين من أعضاء الجماعة
  3. ^ وثيقة CIA تحذر من اغتيال السادات وتتهم القذافي بدعم الإخوان
  4. ^ "إخوان ليبيا.. عرّابو الميليشيات والانقلاب على الشرعية". العربية.
  5. ^ "ليبيا.. الإخوان المسلمين تتحول إلى جمعية "الإحياء والتجديد"". الأناضول.
الكلمات الدالة: