إستر (ملكة)

إستر[أ] توصف في سفر أستير بأنها ملكة يهودية زوجة الملك الفارسي أخشورش (الذي يُتعارف أنه خشايارشا الأول، حكمت 486–465 ق.م.).[1] في السرد التوراتي، أراد أخشورش زوجة جديدة بعد أن أصبحت ملكته، وشتي، تعصى أوامره، فاختار إستر لجمالها. وزير الملك، هامان، أساء له ابن عم إستر وحارسها، مردخاي، فيحصل على إذن من الملك بقتل جميع اليهود. إستر تُحبط الخطة، وتحصل على إذن من الملك بقتل كل أعدائهم، ويفعلون ذلك.

إستر، شخصية توراتية
ملكة توراتية على بلاد فارس
Esther haram.jpg
سبقهوشتي
وُلِدهداسة
الامبراطورية الأخمينية
الزوجأخشورش
الأبأبي‌حيل (الأصلي)، مردخاي (بالتبني)
الديانةاليهودية

قصة إستر هي الأساس التقليدي لعيد پوريم، الذي يُحتفل به في التاريخ الممنوح في القصة الذي كان يُفترض فيه أن يسري أمر هامان، وهو نفس اليوم الذي قتل فيه اليهود أعداءهم بعد إحباط خطة هامان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أصل الاسم

 
داخل المنشأ المبجل على أنه قبر إستر ومردخاي

إستر قد تكون مشتقة من اسم الإلهة عشتار. يقدم سفر دانيال قصص عن اليهود في المنفى الذين يحملون أسماء متعلقة بالآلهة البابلية، ويُفهم أن "مردخاي" هو خادم لآلهة البابلية "مردوخ". قد يكون التفسير العبري لاسم "إستر" مختلف عن الأصول السامية للاسم "النجم/نجم الصباح/المساء"،[2] الأمر الذي يعتمد على نُطق حرف /th/ بالأوغاريتية Athtiratu[3] وبالعربية عشتار.[4] ومن ثم ينبغي أن يكون الاشتقاق ثانوياً لحرف العين حتى يتم الخلط بينه وبين الألف (يمثلهما حروف العلة في الأكادية)، والحرف الثاني الساكن a / s / (كما في الكلمة الآرامي asthr وتعني "النجم الساطع") بدلاً من a / sh / كما في العبرية والأكثر شيوعًا في الأكادية.

يربط الترجوم[5] الاسم بالكلمة الفارسية، setareh وتعني "النجمة" (باللغة الفارسية: ستاره)، موضحاً أن إستر سميت بهذا الاسم لكونها جميلة مثل نجمة الصباح. في التلمود (Tractate Yoma 29a)، تقارن إستر "بنجمة الصباح"، وهي موضوعاً رئيسياً لسفر المزامير 22، حيث يبدأ بأغنية نجمة الصباح.

يخن أ. س. يهودا أن اسم إستر مشتق من الكلمة الميدية astra وتعني |نبات الآس.[6][7] يتماشى هذا مع نظيرتها العبرية المدونة في الكتاب المقدس، Hadassah، والتي تعني أيضاً "نبات الآس".


في التوراة

 
عيد إستر، بريشة يوهانس شپيلبرگ الأصغر

في السرد التوراتي، فقد كان الملك أخشورش سكراناً في عيد وأمر ملكته، وشتي، أن تمـْثـُل أمامه وأمام ضيوفه عارية من كل ملابسها إلا تاجها،[8] لتعرض جمالها. فحين رفضت المثول، تخلص منها وبحث عن زوجة ملكة جديدة عبر ما يشبه مسابقة ملكة جمال. فإختار إستر، الابنة اليتيمة لـ "أبي‌حيل" من سبط بنيامين وكانت تعيش في كنف ابن عمها مردخاي، وكانا من مجتمع السبي اليهودي في فارس.

لاحقاً، رفض مردخاي أن ينحني لهامان من يأگوگ، الذي كان قد عـُيـِّن قبل قليل كبيراً لمستشاري أخشورش. وكان هامان قد حصل على موافقة الملك لطلبه قتل كل اليهود في فارس. فحين علمت إستر بذلك، طلب مردخاي منها أن تكشف للملك أنها يهودية وأن تطلب من إلغاء أمره. ترددت إستر، قائلةً أنها قد تـُقتـَل لو ذهبت للملك بدون استدعاء إذا ما اتضح أن الملك لا يريد رؤيتها؛ إلا أن مردخاي ألح عليها. فذهبت إلى الملك، الذي رحب بها وقال أنه سيعطيها أي شيء تطلبه. فبدلاً من أن تطلب مباشرةً ما تريد، فقد دعت الملك وهامان إلى مأدبة في اليوم التالي. وأثناء المأدبة، سأل الملك إستر، مرة أخرى، إذا ما كان هناك شيء تريد. وهذه المرة، طلبت من الملك أن ينقذ حياتها وحياة كل اليهود. فسأل الملك عمن يهددهم، فقالت إنه هامان. فألقى هامان بنفسه على قدميها؛ فظن الملك أن هامان يهجم عليها، فيأمر بقتله، ويمنح كل أملاك هامان لإستر. فأخبرت إستر الملك عن دور مردخاي في حياتها، فيعيِّنه الملك كبيراً لمستشاريه. ثم تطلب إستر من الملك أن يلغي أمره السابق بقتل اليهود، فيسمح لإستر ومردخاي أن يلغياه كيفما شاءا. فأرسلا أمراً بإسم الملك أن اليهود بإمكانهم التجمع والدفاع عن أنفسهم، وأن بإمكانهم قتل أي شخص يهددهم، هم أو عائلاتهم، وأن يسلبوه أملاكه. وفي الثالث عشر من آذار، نفس اليوم الذي كان هامان قد حدد لقتل اليهود، قام اليهود بقتل 500 شخص من أعدائهم، إلا أنهم لم ينهبوا، وفي اليوم التالي قتلوا نحو 75,000 شخصاً، أيضاً بدون نهب، ثم أقاموا عيداً.[9]

 
إستر تتحدث مع مردخاي

پوريم

مقال رئيسي: پوريم

أأسس اليهود عيداً سنوياً، عيد پوريم، احتفالاً بذكرى خلاصهم. حدد هامان تاريخ 13 أذار لبدء حملته ضد اليهود. التاريخ الذي تحدد على أساسه عيد پوريم.[10]

تفسيرات

يزعم ديان تيدبال بأنه في حين أن تعتبر وشتي "أيقونة أنثوية" ، فإن إستر تعتبر أيقونة ما بعد الأنثوية.[11]

ويشير أبراهام كيوپر إلى بعض "الجوانب الغير مرغوب فيها" في شخصيتها: أنها لم تكن يجب أن توافق على أن تحل محل وشتي، وأنها امتنعت عن إنقاذ بلدها حتى تعرضت حياتها للخطر، وأنها تنفذ الانتقام المتعطش للدماء.[12]

 
إستر توبخ هامان، رسم إرنست نورمان.

تبدأ الحكاية مع إستر باعتبارها جميلة ومطيعة، ولكنها في الوقت نفسه شخصية سلبية نسبياً. خلال القصة، تتطور إستر إلى شخص يلعب دوراً حاسماً في مستقبلها ومستقبل شعبها.[13] وفقاً لسيدني وايت كروفورد، "إن موقع إستر في بلاط ذكوري يعكس وضع اليهود في العالم الغير يهودي، في ظل الخطر الكامن تحت السطح الذي يبدو هادئاً".[14] ترتبط إستر دانيال حيث يمثل كلاهما "نوعية" اليهود الذين يعيشون في الشتات، ويأملون في أن يعيشوا حياة ناجحة في بيئة غريبة.

إستر كنموذج للفصاحة

تبعاً لسوزان زايسك، ففي الحقيقة لم تستخدم إستر سوى الخطابة لإقناع الملك بإنقاذ شعبها، فإن قصة إستير هي "خطاب المنفى والتمكين الذي شكل، منذ آلاف السنين، خطاب الشعوب المهمشة مثل اليهود والنساء، والأميركيان الأفارقة"، لإقناع أولئك الذين لديهم السلطة عليهم.[15]

الثقافة الفارسية

 
الضريح المبجل باعتباره قبر إستر ومردخاي في همدان، إيران.

نظراً للصلة التاريخية العظيمة بين التاريخ الفارسي واليهودي، يُطلق على اليهود الفارسيين المعاصرون اسم "أطفال إستر". يقع المبنى المبجل باعتباره قبر إستر ومردخاي في همدان، إيران،[16] على الرغم من أن قرية كفر برعم في شمال إسرائيل تدعي أيضاً بأنها تضم قبر الملكة إستر.[17]

تصويرات لإستر

هناك عدة لوحات تصور إستر، منها لوحة لميليه. تعتبر لوحة إستر أمام أخشورش، من اللوحات التي تمثل أهم أجزاء القصة.

تقديسها في المسيحية

تاريخياً، كان وضع إستر كسفر كنسي من أسفار الكتاب المقدس محل خلاف. على سبيل المثال، في القرون الأولى المسيحية، لا يظهر سفر إستر في قوائم الأسفار التي رواها مليتو، وأثاناسيوس، وسيريل، وگريگوريوس النزينزي، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد نسخ من سفر إستر ضمن مخطوطات البحر الميت بالقرب من قمران. ومع ذلك، بحلول القرن الرابع الميلادي، قبلت غالبية الكنائس الغربية سفر إستر كجزء من كتبهم المقدسة.[18]

يتم إحياء ذكرى إستر أيضاً as a matriarch في تقويم القديسين سينود الكنيسة اللثورية-ميزوري في 24 مايو. ومعترف بها أيضاً كقديسة في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأرثوذوكسية القبطية. "تحتوي الطبعة السبعينية لإستر على ستة أجزاء (مجموعها 107 آية) غير موجودة في الكتاب المقدس العبري. على الرغم من أن هذه التفسيرات قد كُتبت في الأصل باللغة العبرية، إلا أنها لم تبق إلا في النصوص اليونانية. لأن إصدار الكتاب المقدس العبري لقصة إستر لا يحتوي على صلوات ولا حتى إشارة واحدة إلى الرب، يبدو أن الكتبة اليونانيون شعروا أنهم مضطرون لإعطاء الحكاية توجهاً دينياً أكثر وضوحاً، في إشارة إلى "الله" أو "الرب" خمسين مرة.[19] أضيفت هذه الإضافات إلى استير في أپوكريفا في القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد تقريباً.[20][21]

ملاحظات

  1. ^ /ˈɛstər/؛ بالعبرية: אֶסְתֵּר‎)، وُلِدت هداسة (بالعبرية: הֲדַסָּה، بالعبرية المعاصرة Hadasa بالطبرية Haḏasā.

الهامش

  1. ^ Littman, Robert J. (January 1975). "The Religious Policy of Xerxes and the Book of Esther". The Jewish Quarterly Review. 65 (3): 145–155. doi:10.2307/1454354. JSTOR 1454354.
  2. ^ Huehnergard, John (2008-04-10). "Appendix 1: Afro-Asiatic". In Woodard, Roger D. (ed.). The Ancient Languages of Syria-Palestine and Arabia. Cambridge University Press. pp. 225–46. ISBN 978-1-13946934-0.
  3. ^ Rahmouni, Aïcha; Ford, J.N. (2008). "Section 1, The Near and Middle East". Divine Epithets in the Ugaritic Alphabetic Texts. Brill. p. 86. ISBN 978-900415769-9.
  4. ^ Offord, Joseph (April 1915). "The Deity of the Crescent Venus in Ancient Western Asia". Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland: 198. JSTOR 25189307.
  5. ^ Targum to Esther 2:7
  6. ^ Abusch, T. (1999). "Ishtar". In Karel van der Toom, Bob Becking, Pieter W. van der Horst, eds. Dictionary of Deities and Demons in the Bible. 2nd extensively rev. ed. Brill. p. 455.
  7. ^ Barton, John; Muddiman, John (2001-09-06). "Esther". The Oxford Bible Commentary. Oxford University Press. ISBN 978-0-19875500-5.
  8. ^ Rachel Held Evans (2012-09-24). "Esther Actually: Vashti, the Other Queen". rachelheldevans.com.
  9. ^ Hirsch, Emil G.; Prince, John Dyneley; Schechter, Solomon (1936). "Esther". Jewish Encyclopedia. New York: Funk & Wagnalls Co.
  10. ^ Crawford, Sidnie White. "Esther: Bible", Jewish Women's Archive.
  11. ^ Tidball, Dianne (2001). Esther, a True First Lady: A Post-Feminist Icon in a Secular World. Christian Focus Publications. ISBN 978-1-85792671-2.
  12. ^ Kuyper, Abraham (2010-10-05). Women of the Old Testament. Zondervan. pp. 175–76. ISBN 978-0-31086487-5.
  13. ^ Coogan, Michael David; Brettler, Marc Zvi; Newsom, Carol Ann and Perkins, Pheme. The New Oxford Annotated Bible, Oxford University Press, 2007 ISBN 978-0-19528880-3
  14. ^ Crawford, Sidnie White. "Esther", Eerdmans Commentary on the Bible, James D. G. Dunn, John William Rogerson, eds., Wm. B. Eerdmans, 2003 ISBN 978-0-80283711-0
  15. ^ Zaeske, Susan (2003). "Unveiling Esther as a Pragmatic Radical Rhetoric". Philosophy and Rhetoric. 33 (3): 194.
  16. ^ Vahidmanesh, Parvaneh (5 May 2010). "Sad Fate of Iran's Jews". Payvand.
  17. ^ Schaalje, Jacqueline (June 2001). "Ancient synagogues in Bar'am and Capernaum". Jewish Magazine.
  18. ^ McDonald, Lee Martin (2006-11-01). The Biblical Canon: Its Origin, Transmission, and Authority. Baker Academic. pp. 56, 109, 128, 131. ISBN 978-0-80104710-7.
  19. ^ Harris, Stephen; Platzner, Robert, The Old Testament: An Introduction to the Hebrew Bible, p. 375 .
  20. ^ Vanderkam, James; Flint, Peter, The Meaning of the Dead Sea Scrolls, p. 182 .
  21. ^ Esther, EC Marsh, http://www.ecmarsh.com/lxx/Esther/ .

المصادر

  • Zaeske, Susan. "Unveiling Esther as a Pragmatic Radical Rhetoric", Philosophy and Rhetoric, vol. 33, issue 3.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للاستزادة

  • Beal, Timothy K. (1997-12-11). The Book of Hiding: Gender, Ethnicity, Annihilation, and Esther (1st ed.). London; New York: Routledge. ISBN 978-0-41516780-2. Postmodern theoretical apparatus, e.g., Jacques Derrida, Emmanuel Levinas.
  • Fox, Michael V. (2010-04-01). Character and Ideology in the Book of Esther: Second Edition with a New Postscript on a Decade of Esther Scholarship (2nd ed.). Eugene, OR: Wipf & Stock. ISBN 978-1-60899495-3.
  • Sasson, Jack M. (1990). "Esther". In Alter, Robert; Kermode, Frank (eds.). The Literary Guide to the Bible. Harvard University Press. pp. 335–41. ISBN 978-0-67487531-9.
  • Kahr, Madlyn Millner (1968). The Book of Esther in Seventeenth-century Dutch Art. New York University.
  • Webberley, Helen (Feb 2008). "Rembrandt and The Purim Story". The Jewish Magazine.
  • White, Sidnie Ann (1989-01-01). "Esther: A Feminine Model for Jewish Diaspora". In Day, Peggy Lynne (ed.). Gender and Difference in Ancient Israel. Fortress Press. ISBN 978-1-45141576-6.
  • Grossman, Jonathan (2011). Esther: The Outer Narrative and the Hidden Reading. Eisenbrauns. ISBN 978-1-57506221-1.

وصلات خارجية