أولاد يحيى

أولاد يحيى بسوهاج وقنا

أولاد يحيى منطقة جغرافية في صعيد مصر، نسبة إلى قبيلة أولاد يحيى ؛ وهي قبيلة شريفة رغم اشتهارها بلقب هوارة ؛ وهو لقب أطلق على القبيلة بسبب دخولها في حلف همام بن يوسف الهواري.

أولاد يحيى في النسب والتاريخ

التسمية على جد القبيلة يحيى بن عمران. وكان "أولاد يحيى" قديما يُعرفون بالسادة الأشراف وكان يوجد بينهم وبين قبائل الهوارة خلافات شديدة. وفي عام 1182ھـ 1769م تم الصلح بينهم، وكانت فكرة كبير هوارة وكبير كُشّاف الصعيد هوارة همام بك ابن يوسف الهواري من فرشوط وكبير قبيلة البلابيش الهوارة، فتحالفت قبيلة أولاد يحيى مع همام بك بن يوسف وخاضوا معارك وخيمة مع حكومة علي بك الكبير بقيادة محمد بك أبو الدهب ، لأن في تلك الآونة حصل تحدي بين همام بن يوسف الهواري وبين علي بك الكبير ومحمد بك أبوالدهب. وكان علي بك في هذه الآونة والي مصر وقتل واستشهد من قبيلة أولاد يحيى عدد كبير، وقال عنهم همام بك: إنهم مقاتلون أشداء. وأطلق من حينها علي قبيلة أولاد يحيى الهوارة ولقبوا بالهوارة بشرق جرجا ودشنا في أبومناع والزنيقة (أبو دياب حاليا)، وحقيقة نسبهم من أحفاد سيدي موسى العمران شقيق سيدي إبراهيم الدسوقي المغربي الحسيني: فـ "السيد يحيى وأخوته هم أبناء سيدي عمران بن محمد بن يوسف بن يحيى الكبير بن عمران بن شهاب الدين بن ناصر الدين أبوالمعارف بن عمران الشريف بن كمال الدين بن موسى الأصغر وكنيته الهراك بن سيدي موسى الأكبر وشهرته أبوالعمران وأخوه القطب الرباني سيدي إبراهيم الدسوقي صاحب بلدة دسوق بالوجه البحري بالديار المصرية وهما ابنا سيدي عبدالعزيز المكنى بأبوالمجد بن علي قريش بن محمد أبو الرضا بن محمد أبو النجا بن علي زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد أبو الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالق بن موسى بن القاسم بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب."

"وُلِد سيدي عمران (والد سيدي يحيى والجد الجامع لقبيلة أولاد يحيى) في 20 رجب 940هـ في بلبيس شرقية وتوفي في 25شعبان 1010هـ يوم الاثنين. وميلاده كان صباح يوم الجمعة. وكان تخرج في الأزهر في عام 965هـ، وتعين قاضيا شرعيا لمحكمة جرجا وأوقفت له الحكومة العثمانية مساحة أرض أكثر من 500 فدان بحاجر جرجا شرق قريب من الجبل عند مكان يسمى السديرة. وفي عام 989هـ تولي رئاسة القضاء في محكمة دشنا وقنا والقصير وفرشوط؛ فأوقفت له الحكومة 250 فدان بالزنيقة (أبو دياب حاليا) شرق السمطة تبع دشنا، وبعد ذلك أوقفت له الحكومة 250 فدان بزمام أبومناع تبع دشنا. ويوجد مقامه بقرية الشغانبة تبع بلبيس شرقية. أما ابنه السيد اسماعيل الإبياري تخرج في الأزهر عام 992هـ، وتعين قاضيا لمحكمة أخميم بالصعيد، وأوقفت له الحكومة 200 فدان بزمام أخميم وأبار الملك، ويوجد مقامه هناك وذريته بأخميم. أما السيد يحيى فاستقر بشرق جرجا بحاجر الجبل قريبة من السديرة، وأخوهما عبدالقادر استقر بالزنيقة (أبو دياب حاليا) التي يوجد بها الآن مقام سيدي مبارك الحجازي (تأتي ترجمته لاحقا). وأعقب السيد يحيى محمد وحمد وأحمد، وإخوته اسماعيل الإبياري وعبدالقادر وعبدالرسول وإبراهيم أبناء سيدي عمران."

ومن ذرية سيدي يحيى بسوهاج القطب الرباني والعالم الأزهري سيدي حمد بن يحيى "تخرّج السيد الشيخ حمد بن يحيى بن عمران في الأزهر الشريف 1023هـ، ودرس في الأزهر المذهب الشافعي، ولكنه خلف ذرية بعد سن الخمسين." وأولاده عمران وسليمان وعبد الرحمن.

تلك النبذة التاريخية وهذا النسب المبارك منقول نصا من وثائق رئيس محاكم إقليم الصعيد الأعلى ووكيل نقابة الأشراف في عهد السيد عمر مكرم، ألا وهو القاضي عبد الرحمن بن علي بن عبيد بن مبارك الحجازي، المولود يوم الاثنين 20 من صفر 1163 هـ في قرية حجازة من أعمال قوص، وهو حفيد سيدي مبارك الحجازي، ومن ذريته السيد الشريف علاءالدين الحجازي النسابة المعروف، سافر القاضي عبد الرحمن في مطلع شبابه لتلقي العلم بالأزهر الشريف، وكان زميلا لابن عمته السيد حسن عبداللاه حسان العنقاوي، الجد الأعلى للسيد أحمد ضياء العنقاوي نسابة العرب في هذا العصر، وهما من تلاميذ سيدي محمد الجيلاني السباعي الإدريسي المغربي، وتخرجا معا في الأزهر الشريف عام 1188 هـ، وعينا بعد تخرجهما قاضيين في محكمة أسيوط، ثم شغل القاضي عبد الرحمن منصب قاضي أول محكمة جرجا، ثم رئيسا لمحاكم إقليم الصعيد الأعلى في مطلع القرن الثالث عشر الهجري كما شغل بجانب ذلك منصب وكيل لنقابة الأشراف بالديار المصرية عندما تولى السيد عمر مكرم النقابة 1208هـ، وتوفي – رحمه الله - في ديسمبر 1809م.

ترك القاضي عبد الرحمن من بعده مئات الوثائق المهمة نظرا لما كان يشغله من مناصب في عصره، وتُعدّ هذه الوثائق الآن شاهدا حيّا على عصره خاصة في إقليم الصعيد الأعلى الذي كان رئيسا لمحاكمه، ويوجد من بين هذه الوثائق عدة وثائق عن قبيلة "أولاد يحيى" بالصعيد الأعلى، ومن أهم هذه الوثائق وثيقة نسب السيد "يحيى" جد قبيلة "أولاد يحيى" التي تحمل عنوان قرار نسب رقم (3) [ بالنسبة لولاية السيد عمر مكرم] لبني أمتنا أولاد السيد يحيى بإقليم الصعيد الأعلى بجرجا شرق ودشنا بصعيد مصر وبتاريخ الاثنين 30 محرم 1208هـ الموافق 7سبتمبر 1793م، وعلى هذه الوثيقة أختام نقابة السادة الأشراف بالديار المصرية ومشيخة الأزهر الشريف ورئاسة القضاء العالي ورئاسة حكام الأقاليم وحاكم إقليم الصعيد الأعلى حسن باشا عبيد الله مبارك الحجازي وكبير مشايخ قنا بصعيد الديار المصرية حسن بك عبد اللاه حسان العنقاوي، والقاضي عبد الرحمن كاتب الوثيقة والسيد على نور الدين الرفاعي والسيد عمر محمد بقا.

ومن أهم هذه الوثائق - أيضا - وثيقة نُقل فيها بعض ما جاء في وثائق القاضي عبد الرحمن عن قبيلة "أولاد يحيى" يعود تاريخها إلى عام 1909م، عليها أختام إبراهيم بك علي إبراهيم الحجازي عضو مجلس شورى القوانين عن دائرة قوص وقنا بمديرية قنا بالديار المصرية في حكم عباس باشا الثاني والشريف محمد علي نور الدين قائم مقام نقابة الأشراف بمديرية جرجا بالديار المصرية.

هذه النبذة التاريخية نقلا عن الوثائق الأصلية لآل سيدي عبد الرحمن مبارك الحجازي، ونُشرت في جريدة اللواء الإسلامي (عدد الخميس 19 شوال 1441 الموافق 11 يونيو 2020) بمعرفة الشريف علاء الدين الحجازي والشريف أحمد ضياء العنقاوي.

وبعد التنسيق مع الأستاذ الدكتور الحسن عبد اللطيف اللاوي أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، والشيخ عبد الرحمن اللاوي من علماء الأزهر الشريف اللذين بذلا مجهودا طيبا مشكورا في النسب ومصادره بحثا وتفريغا وتنسيقا فإنني رأيت من واجبي أنا العبد الفقير محمد إسماعيل السيد ان أقوم بتصحيح النسب النمسي الذي كنت قد دوّنتُه من قبل في موسوعة المعرفة اعتمادا على ما جاء في جرد السجادة البكرية.

ودُفِن سيدي يحيى بالسديرة في المكان الذي نزل به. وقبره معلوم هناك لجميع أولاد يحيى. ودفن إلى جواره بعض أولاده (أحمد ومحمد) وأخوه عبد الرسول.

ومما قيل فيهم من شعر

وقد أنشد الأستاذ الدكتور الشريــف / محمود أحمد عبدالمحسن أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر عندما كان معارا إلى الجامعة الإسلامبة بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام قصيدة في أولاد يحيى بعنوان "أولاد يحــيي الأمـــــــــــاجــــــــــد". منَّ الله عليه بكتابتها فى المدينة داخل المسجد النبوى الشريف فى شهر المحرم عام 1426 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم . (وللعلم الدكتور محمود عبدالمحسن من أشراف قرية ونينة الشرقية بمحافظة سوهاج)

قال رحمه الله تعالى:

أكرم بهم يا صاحبى تكرما * أولاد يحيي فتية وكهولا

أولاد يحيي مجدهم من جدهم * بحر الندى جاء الوجود رسولا

خير الأنام محمد نور الدجى * ومن اهتدى فليقرأ التنزيلا

ورثوا المكارم كابراً عن كابر * فهم الأماجد كالأسود فحولا

عرب لعمرك طيبون أعزة * أنعم بهم ما بدلوا تبديلا

بيض الوجوه كريمة أحسابهم * رزقوا القبول فصائلا وأصولا

شأن الأكابر والأكارم فى الورى * لايعرفون سوى الأصول سبيلا

من مثلهم أنسابهم موصولة * بالمصطفى قم وفه التبجيلا

أنا ما رأيت لهم بدنيا عصرهم * والله يعلم فى الأنام مثيلا

فهم النجوم الساطعات وجدهم * بدر الوجود بأسره تفضيلا

برجال آل البيت تسمع يافتى * لخيولهم بجمالهن صهيلا

بيت النبوة بيت كل متيم * قصد الحمى فغدا بهم مقبولا

ومناقب الأشراف غر جمة * تترى وتتلى فى الورى ترتيلا

إن حصَّل التقوى شريف محسن * يرقى بها عند الإله خليلا

فى رفعة المختار يحظى آمنا * بمقاعد الصدق العلى نزيلا

من أكرم الرجل الشريف لجده * يجد الجزاء من النبى بديلا

وإذا أساء إليكم يوما فاجر * يلقى الشقاء على الفجور دليلا

فتمسكوا بهدى المشفع جدكم * وتجملوا بصفاته تجميلا

وتناصحوا وتصافحواوتصالحوا * وصلوا الاقارب تبلغوا المأمولا

تقوى الإله رصيد كل موفق * فدعوا الردى وتجنبوا التضليلا

صلوا الصلاة بهمة فى وقتها * بئس الذى ترك الصلاة خمولا

سيروا على نهج النبى محمد * تجدوا النبى مهللا تهليلا

ما للشريف سوى المشفع جده * فى جنة قد ذللت تذليلا

أولاد يحيي ارتجى دعواتكم * والله يعلم بكرة وأصيلا

ثم الصلاة على النبى وآله * الطيبين الطاهرين أصولا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع الجغرافي لبلاد أولاد يحيى بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج

كانت المنطقة تابعة لـمديرية جرجا، ثم أصبح جزء منها يتبع مركز البلينا بعد انفصاله عن جرجا. وبعد إنشاء مركز دار السلام ألحقت به كل المنطقة إداريا. تقع منطقة أولاد يحيى بضع كيلو مترات شمالي مدينة دار السلام ، ومن الشمال تمتد حتى آخر الحدود الشمالية لمركز دار السلام ، متاخمة لنواحي مركز اخميم. ويحدها من جهة الجنوب ناحية مزاته شرق في الجهة الغربية ، وناحية نجوع مازن في الجهة الشرقية. ويحدها من جهة الغرب نهر النيل العظيم ، مقابلا لمركز جرجا في قسمها الشمالي ومركز البلينا في قسمها الجنوني اللذان يقعا في الجهة الغربية من ضفاف النيل. أما من جهة الشرق فتتاخم المنطقة سلسلة جبال البحر الأحمر، التي تمتد شرقا ما بين هضاب وتلال ومناطق صحراوية متفاوتة الاتساع لتصل إلى البحر الأحمر شرقا ، وقد تم استغلال اغلب سهولها في التوسع الزراعي والسكاني.

وتنفسم إداريا إلى ثلاث نواح إدارية كبيرة(أولاد يحيى قبلي ، أولاد يحيى بحري ، أولاد يحيى الحاجر) ، كل ناحية منها تضم عددا من القرى والعزب والنجوع. وذلك تباعا للتقسيم الإداري في مصر، حيث تقسم البلاد إلى محافظات ، والمحافظة إلى مراكز ، والمركز إلى نواحي ، والناحية تضم عددا من القرى والعزب والنجوع ،( على النحو التالي: محافظة > مركز > ناحية > قرية أو عزبة أو نجع أو كفر ، والكَفْر في تقسيمات الوجه البحري والنجْع في الوجه القبلي ، وهناك يكاد يختفي اسم قرية، فغالبا ما يقال: نجع كذا أو عزبة كذا).

ويسكن في قراها أبناء قبيلة أولاد يحيى وغيرهم من قبائل أخرى ؛ وتعد المنطقة بأجمعها إلى جانب بقية نواحي دار السلام من أكثر مناطق صعيد مصر أمنا وسلما بفضل الله تعالى ثم بفضل اتزان أهلها والانسجام والتفاهم السائد بين مجتمعها.


أولاد يحيى في المصادر التاريخية:

الموقع

يذكر الأستاذ محمد رمزي في كتابة القاموس الجغرافي للبلاد المصرية أن المنطقة التي عليها أولاد يحيى الآن كانت تسمى شرقي المرج البحري؛ وهو مرج بني هميم قديما، وامتداده من جبل طوخ شمالا (عند التقاء الجبل بالنيل عند نفق لحايوة) إلى قرية الخيام جنوبا، وينقسم إلى قبلي وبحري؛ وهو مذكور في الطالع السعيد بـ "أرض أفْيُود"؛ وذكرها أبو صالح الأرمني بـ "أرض أقنو"؛ وهذه المنطقة تشمل اليوم من الجنوب إلى الشمال بالترتيب نواحي الخيام وأولاد خلف والكشح والنغاميش وأولاد سالم وأولاد طوق ومزاته شرق وأولاد يحيى قبلي وأولاد يحيى الحاجر وأولاد يحيى بحري إلى رأس الجبل الملتقي بالنيل.

التقسيم الإداري

وفي العهد العثماني قسمت أراضي المرج إلى ثلاث نواح، هي: الخيام وأولاد طوق وأولاد يحيى. وعلى الرغم من أن أول نزول أولاد يحيى كان بالسديرة بباطن الجبل، إلا أنه كما يبدو أن المنطقة الخصبة على نيل مصر قد استهوتهم ناحية الغرب ، فأصبحت أولاد يحيى قبلي هي الأصل من الوجهة الإدارية. فكما جاء في القاموس الجغرافي أن بلاد أولاد يحيى كانت تسمى قديما بـ "أولاد يحيى شرق المرج البحري". وكل القري شمالا وجنوبا كانت تابعة لها، بما في ذلك مزاتة ونجوع مازن؛ ثم قسمت في سنة 1888 إلى ناحيتين: أولاد يحيى قبلي، وهي الأصل، وكانت تابعة لمركز البلينا، وأولاد يحيى بحري وهي المستجدة، وكانت تابعة لمركز جرجا. ثم انفصلت مزاتة شرق عن اولاد يحيى قبلي إداريا في سنة 1875 مع نجوع مازن، ثم انفصلت نجوع مازن عن مزاتة شرق سنة 1900. أما أولاد يحيى الحاجر فكانت تتبع أولاد يحيى قبلي إداريا، ثم انفصلت عنها في عام 1900.


في الخطط التوفيقية

وذكرها علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية، فقال:

"أولاد يحيى قرية من قرى جرجا في شرق النيل ، وفي شرقي البلابيش بقرب الجبل ، وفي شمال مزاته بنحو ثلثي ساعة ، وهي قريةعامرة ذات مساجد ونخيل ومضايف ، وفيها جياد الخيل ، ولأهلها كرم وشهامة ، يترفعون عن سفاسف الأمور (...) ويكرمون ضيفهم ويحملون نزيلهم . ومن أهلها علي أغا البهنساوي ، عمدة شهير كان ناظر قسم الشرق من تلك المديرية أيام العزيز محمد علي . وفي هذه القرية مات الأمير رضوان كاتخذا الجلفي في سنة 1169" (خطط على مبارك ج 8 ص 334 )


في تاج العروس

ويبدو أن موقعها شرق جرجا، وكذلك تسمية أراضيها بشرقي المرج البحري قد جعل القدماء يطلقون عليها "شرق أولاد يحيى" أو "شرقية أولاد يحيى". فقد قال العلامة السيد المرتضى الزبيدي عند كلامه عن لفظ "شرقية" في قاموس "تاج العروس": والشرقيةُ: كُورَة بمِصرَ بل كورٌ كثيرة تُعرَف بذلِك، منها: شَرقِيةُ بُلْبَيس، وهي التي عناها المَصنف، وتُعرَف بالحَوْف، وشَرْقية المَنْصُورة، وشَرْقِيَّةُ إِطْفِيح، وشَرْقِيةُ مَنوف، وشَرْقِيَّةُ سيلِين، وشَرْقيةُ العَوّام، وشَرْقِية أَولادِ يَحْيَى، وشَرْقِيَّةُ أّولادِ مَنّاع.


في تاريخ الجبرتي

ومن قراءة في تاريخ الجبرتي "عجائب الآثار"، الذي ذكر فية "شرق أولاد يحيى" حوالي 10 مرات، يمكن أن نستنتج أن بلادهم كانت مركزا لتجمع قبائل الصعيد في الشدائد والحروب ، كما أنها كانت مأوى آمنا لأمراء المماليك الفارين من مركز القيادة في القاهرة بعد محاولات الانقلاب التي كانت كثيرة الحدوث في الدولة المملوكية، التي عرفت بتنافس أمراءها وغدر بعضهم بالآخر. فكانوا يجدون الأمان في بلاد أولاد يحيى، التي كانت تسمى شرق أولاد يحيى، كما أشرنا.


أولاد يحيى بمركز دشنا بمحافظة قنا

وبقية قبيلة أولاد يحيى منتشرون في قري ونجوع أبو دياب وأبو مناع ونجع سعيد بمركز دشنا قنا. وهم مشهورون بالكرم والشجاعة ، كما وصفهم علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية؛ وقد تولوا أهم المناصب السياسية والإدارية في قنا وجرجا (سوهاج) وأسيوط منذ عهد محمد علي باشا جيلا بعد جيل. ومن بيوتهم بيب عمر وكبيرهم العمدة أحمد بك عمر بيت الوكيل بالجحاريد وبيت اولاد سعيد بنجع سعيد وبيوت ابو دياب.