ألان-رينيه لساج

ألان-رينيه لساج (النطق الفرنسي: [alɛ̃ ʁəne ləsaʒ]؛ 6 مايو 1668 – 17 نوفمبر 1747؛ النُطق القديم لو ساج)، هو روائي وكاتب مسرحي فرنسي. اشتهر لساج لروايته الكوميدية الشيطان الأعرج (1707، Le Diable boiteux)، مسرحيته الكوميدية Turcaret (1709)، روايته الصعلوكية جيل بلاس (1715–1735).

ألان-رينيه لساج
Alain-René Lesage
Alain-René Lesage.png
وُلِد(1668-05-06)6 مايو 1668
سارزو
توفي17 نوفمبر 1747(1747-11-17) (aged 79)
بولون
الوظيفةروائي، كاتب مسرحي
العرقفرنسي
الفترةالتنوير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

إذا استثنينا فولتير وجدنا أعظم كتاب هذا العصر محافظين شكلوا في ظل الملك العظيم. فكان ألان-رينيه لساج المولود عام 1668، ينتمي روحاً وأسلوباً للقرن السابع عشر وإن عاش حتى 1747. وفد على باريس بعد أن تلقى العلم على يد اليسوعيين في فان، فدرس فيها القانون-وكانت خليلته تدفع له نفقات تعليمه. [1]


أولى محاولاته الأدبية

 
الغلاف والصفحة الأولى من إصدار 1708 بالإنگليزية لرواية الشيطان الأعرج، بالفرنسية Le Diable boiteux.

وبعد أن قضي في خدمة جاب للضرائب فترة بغضته في رجال المال، تكفّل بإعالة زوجته وأبنائه بتأليف الكتب، ولعله كان يموت جوعاً لولا أن رئيساً دينيا عطوفاً أجرى عليه معاشاً قدره ستمائة جنيه في السنة.

وقد ترجم بعض التمثيليات عن الأسبانية، والتتمة التي كتبتها أفيلانيدا لرواية "دون كخوته". ثم استوحى قصة "الشيطان الأعرج" لفيليت دي جويفارا، فوفق كل التوفيق في قصته "الشيطان الأعرج" (1707) التي صورت شيطاناً مؤذياً يدعى اسمودوس، يحط على قمة جبل في باريس، ويرفع أسقف البيوت كما يشاء بعصاه السحرية، ويكشف لصاحبه عن الحياة الخاصة والغراميات المحرمة للقطان الغافلين. والحصيلة فضح مرح لمكائد البشر القذرة، ونفاقهم، ورذائلهم، وحيلهم. فترى مثلاً سيدة تفاجأ بزوجها في الفراش مع خادمه الخاص فتحل الكثير من المشاكل جملة بصياحها بأن الخادم يعتدي على عفافها، ويقتل الزوج الخادم، وتنقذ السيدة عرضها وحياتها، والموتى لا يتكلمون. واندفع كل إنسان تقريباً لشراء الكتاب أو استعارته، وقد أبهجه أن يرى افتضاح غيره من الناس. كتبت مجلة فردان في عدد ديسمبر 1707 تقول "أن سيدين من رجال الحاشية اقتتلا بالسيوف في دكان باربان للحصول على آخر نسخة من الطبعة الثانية(76)". وقد وجد سانت-بوف شبه خلاص للعهد في ملاحظة قالها أسمودوس عن شيطان من أخوانه تشاجر معه "لقد تعانقنا، ومن وقتها ونحن خصمان لدودان".

وبعد عامين كاد لساج يسمو إلى مستوى موليير بهزلية تهجو رجال المال. وقد نمى إلى بعض هؤلاء نبأ "توركاريه" هذه سلفاً فحاولوا منع تمثيلها، وقد صورتهم قصة-ولعلها أسطورة-وهم يعرضون على المؤلف 100.000 فرنك ليسحب المسرحية، وأمر الدوفان، ابن لويس الرابع عشر، بإخراجها. وتوركاريه هذا مقاول وتاجر ومراب يحيا حياة الترف وسط الفاقة التي جرّتها الحرب. وهو لا يسخو إلا على خليلته التي تبتز ماله بنفس المثابرة التي يبتز بها الناس. يقول الخادم فرونتان "عجباً لمسار حياة البشر. نحن نلتقط مغناجاً، والمغتاح تلتهم رجال أعمال، ورجل الأعمال ينهب غيره، وهذا كله يؤلف أمتع سلسلة من الخدع الدنيئة يمكن تخليلها".

مغامرات جيل بلاس

وربما كان الهجاء هنا ظالماً مرهقاً بشهوة الانتقام. وقد وفق لساج، في أشهر روايات القرن الثامن عشر الفرنسية، في رسم شخصية أكثر تعقيداً، وبموضوعية أكبر. وروايته هذه "مغامرات جيل بلاس دي سانتللاني" التي نسج فيها أيضاً على منوال الروايات الأسبانية، تتحرك-بأسلوب روايات التشرد-خلال عالم من اللصوصية، ونوبات السكر، وخطف الناس، وإغواء الناس، والسياسة-عالم الذكاء فيه هو الفضيلة العظمى، والنجاح يغتفر كل شيء. و "جيل" هذا يستهل حياته فتى بريئاً، رقيقاً، مثالياً، محباً للناس، ولكنه ساذج، ثرثار، مغرور. يقبض عليه اللصوص، فينضم إلى عصابتهم ويتعلم حيلهم وأساليبهم، ويشق طريقه إلى البلاط الأسباني، ويخدم دوق ليرما مساعداً وقواداً. يقول "قبل أن التحق بالقصر كانت طبيعتي مترفقة عطوفاً، ولكن رقة القلب ضعف يعدونه هناك صفة عتيقة، لذلك أصبح قلبي أقسى من أي صخر. فهنا مدرسة ممتازة لتصحيح الأحاسيس الرومانسية للصداقة". ويولي ظهره لأبويه ويرفض أن يعينهما. ويتعثر حظه، فيودع السجن، ويعتزم إصلاح ذاته، ثم يفرج عنه، فينزوي في الريف، ويتزوج، ويحاول أن يكون مواطناً صالحاً. ولكنه يجد هذا عبئاً لا يطاق، فيعود إلى القصر وناموسه، ويخلع عليه لقب الفروسية، ويتزوج ثانية، ويدهش لفضيلة زوجته ولسعادته بأطفالها "الذين أومن مخلصاً بأنني أبوهم".

وأصبحت "جيل بلاس" أحب الروايات للقراء الفرنسيين، إلى أن تحدّت "بؤساء" هوجو (1862) ضخامتها وتفوقها. وأحب لساج كتابه حباً جعله يواصل العمل فيه عشرين سنة فظهر المجلدان الأولان في 1715، الثالث في 1724، والرابع في 1735، وكان آخر مجلداته لا يقل جودة عن أولها. وقد استعان على معاشه في شيخوخته بكتابة هزليات صغيرة لمسرح شعبي يدعى "مسرح السوق" وفي 1738 أصدر رواية أخرى تسمى "أعزب سلمنقة"، وأطال الكتاب بسرقات صغيرة لم يعترف بها، وهي عادة درج عليها كتاب ذلك العصر وكان قد أصبح تقريباً في الأربعين، ولكن كان في قدرته أن يسمع ببوق، فيا له من رجل محظوظ يستطيع أن يصم أذنيه حين يشاء كما نغمض أعيننا. وقرب نهاية حياته القدرة على استعمال مواهبه العقلية "إلا في منتصف النهار" بحيث "بدا أن ذهنه يشرق ويغرب مع الشمس"، كما قال أصدقاؤه. ومات عام 1747 شيخاً في الثمانين.

وقصة لساج "جيل بلاس" تجد اليوم قراء أقل مما تجده "مذكرات" لوي دروفروا، دوق سان-سيمون. وما من إنسان يحب هذا الدوق الآن، لأنه يفتقد قدرة الرجل المتواضع على إخفاء غروره. فهو لم ينس قط أنه كان واحداً من "أدواق ونبلاء" فرنسا، الذين لا يبزهم فخامة غير أعضاء الأسرة المالكة ذاتها، ولم يغتفر قط للويس الرابع عشر الرابع عشر تفضيله كفاية البرجوازيين على عجز الإشراف في إدارة الحكومة، ولا رفعه الأبناء والحفدة الملكيين غير الشرعيين فوق "الأدواق والنبلاء" في مراسم البلاط وولاية العرش. يقول لنا في أول سبتمبر 1715:

"نمى إليَّ نبأ موت الملك حيث استيقظت. فذهبت من فوري لتقديم احترامي للملك الجديد.. ومن هناك ذهبت إلى دوق أورليان، وذكرته بوعد قطعه على نفسه، وهو أن يسمح للأدواق بأن يحتفظوا بقبعاتهم على رءوسهم حين يطلب إليهم التصويت".

وقد أخلص في حب الوصي، وخدمه في مجلس الدولة، ونصحه بالاعتدال في أمر خليلاته، وواساه في أحزانه وهزائمه. وإذ كان على كثب من الأحداث مدى خمسين عاماً، فقد بدأ تسجيلها في 1694-من زاوية طبقته-منذ مولده عام 1675 إلى وفاة الوصي عام 1723. أما هو فقد مد في أجله إلى عام 1755، حتى أدرك عهداً لا يوافق طبيعته. وقد حكمت عليه المركيزة كريكي بأنه "غراب مريض هرم، يحرقه الحسد ويأكله الغرور". ولكنها كانت تكتب مذكرات مثله، ولم تطق تشبثه بالحياة.

فأما الدوق الثرثار فكان دائماً متحيزاً، وكثيراً ما كان ظالماً في أحكامه، ومرات مهملاً في التاريخ، وأحياناً غير دقيق الرواية عن وعي، كان يتجاهل كل شيء إلا السياسة، ويتوه بين الحين والحين في ثرثرة لا غناء فيها عن الأرستقراطية، ولكن مجلداته العشرين سجلّ مفصّل نفيس لكاتب ذي عين لماحة ثاقبة وقلم سيال، فهي تمكننا من أن نرى مدام دمانتنون، فنيلون، وفليب أورليان، وسان-سيمون، رؤية ناصعة نابضة بالحياة، وسان-سيمون يقرب في هذا من بوريين إذ يتيح لنا رؤية نابليون. ورغبة في إطلاق العنان لتحيزه، حاول أن يخفي مذكرته، ومنع نشرها قبل أن ينقضي قرن على موته، ولم يصل منها شيء للمطبعة حتى عام 1781، وكثير منها لم يصلها قبل عام 1830. ومن بين جميع المذكرات التي تنير لنا تاريخ فرنسا تقف هذه المذكرات على القمة دون منازع.

اقتباسات

  • "الغرور والخيانة الخطيئتان الأصليتان للإنسان."
  • "الحقائق هي أشياء عنيدة."

أعماله

ترجمات واقتباسات

مسرحيات

روايات

المراجع

  • Francis Assaf - Lesage et le picaresque (A.-G. Nizet, 1983) ISBN 2-7078-1032-0
  • Christelle Bahier-Porte - La Poétique d’Alain-René Lesage (Champion, 2006) ISBN 978-2-7453-1406-2
  • V. Barberet - Lesage et le théâtre de la foire (Paul Sordoillet, 1887), (Slatkine Reprints, 1970)
  • Roger Laufer - Lesage ; ou, Le métier de romancier (Gallimard, 1971)
  • Tobias Smollet's Prefatory Memoir in his 1893 English translation of Le Sage's "The Adventures of Gil Blas"

المصادر

  1. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

Attribution:


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بألان-رينيه لساج، في معرفة الاقتباس.