أشرف مروان

أشرف مروان (و. 1944 [1]-27 يونيو، 2007) ، هو بليونير مصري أشيع عنه أنه جاسوس إسرائيلي أو عميل مزدوج مصري-اسرائيلي. كان زوج منى جمال عبد الناصر ، إبنة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر.

أشرف مروان
Ashraf Marwan.jpg
وُلِدَ2 فبراير 1944 (العمر 80 سنة)
القاهرة، مصر
توفي27 يونيو 2007
سبب الوفاةالسقوط من الطابق ؟
الجسد اِكتُشِفلندن
المثوىالقاهرة
التعليمدكتوراه في الاقتصاد من جامعة لندن، المملكة المتحدة، 1974
المدرسة الأمكلية العلوم، جامعة القاهرة، 1965
اللقبتأسيس الهيئة العربية للتصنيع
الزوجمنى جمال عبد الناصر
الأنجالأحمد أشرف مروان
الوالداناللواء أبو الوفا مروان

ابن أشرف مروان متزوج من هانية موسى ، إبنة عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة المبكرة

 
أشرف مروان
 
الرئيس جمال عبد الناصر يهنئ أشرف مروان زوج إبنته منى عبد الناصر في حفل زفافهما في 7 يوليو، 1966

أشرف مروان من مواليد 2 من فبراير 1944، والده كان ضابطا كبيرا بالجيش المصري، هو اللواء أبو الوفا مروان الذي تولى إدارة سلاح الحرب الكيماوية قبل أن يخرج للتقاعد ويتولى شركة مصر للأسواق الحرة.

داخل هذه الأسرة التي تقدس النظام عاش الشاب مروان حتى حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة في عام 1965، ثم الدكتوراة في نفس التخصص من جامعة لندن عام 1974، وكان قد التحق بالقوات المسلحة منذ عام 1965؛ حيث كان الأمر بالنسبة له سهلا بالنظر لمكانة والده كأحد القادة فيها آنذاك.

تقدم للزواج من منى إبنة الرئيس جمال عبد الناصر وتم قبوله، ومن هنا كانت بداية ظهوره في الحياة العامة في مصر، حيث انتقل وهو خريج العلوم للعمل في رئاسة الجمهورية كمساعد محدود الاختصاصات لسامي شرف مدير مكتب عبد الناصر. [2]


في عهد السادات

بعد وفاة الرئيس عبد الناصر في سبتمبر 1970 ، عمل أشرف مروان سكرتيرا خاصا للرئيس السادات لشئون المعلومات في 13 من مايو 1971، أي قبل يومين من عمليات الاعتقال الجماعية لرموز الحقبة الناصرية التي أسماها السادات بـ "ثورة التصحيح"، التي لعب فيها مروان والفريق الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري آنذاك الدور الأكبر في تصفية خصوم السادات.

ومن عجيب الأمور أن الليثي لقي حتفه من شرفة الطابق العاشر بعمارة شهيرة في لندن اسمها "ستيورت تاور" -وهي ذات العمارة التي سقطت الفنانة سعاد حسني في يونيو 2001 من شرفة طابقها السادس- وبعد أكثر من 34 عاما لحق مروان برفيقه في الولاء للسادات (ناصف) وبذات الطريقة وفي نفس عاصمة الضباب (لندن)!

بعد ذلك أصبح أشرف مروان عضوا في لجنة الإشراف على التطوير وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا، وعضوا في المجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973، ثم سكرتيرا للرئيس للاتصالات الخارجية في عام 1974.

وفي 29 من يونيو 1974 عين مقررا للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي. وفي 1975 عين رئيسا للهيئة العربية للتصنيع، وفي 1987 عين سفيرا بالخارجية ثم اتجه للعيش في لندن، والعمل في الأعمال الحرة كمستثمر، وكان رئيس الجالية المصرية في لندن.

لم يخل هذا الصعود السريع لمروان من شائعات طالت ذمته المالية، وعلاقته التجارية بالمليونير السعودي كمال أدهم، ويحكي الصحفي المقرب من السادات موسى صبري في كتابه "الحقيقة والأسطورة" أنه دار بينه وبين السادات حديث وديٌّ حول مروان سأله فيه عن سر تمسكه بالأخير برغم هذه الشائعات المحيطة به فأجابه السادات بالقول: "أنا لا أقبل أن أمد يدي لأي حاكم عربي، لكننا نتعرض لمآزق مالية خطيرة، وأشرف يقوم بهذه المهمة، كما أنه قدم خدمات ممتازة في موضوع الأسلحة، واستطاع بجهده الشخصي أن يذلل كثيرا من العقبات مع المصانع الفرنسية بالذات، وتم هذا في أوقات حرجة وقبل حرب أكتوبر 1973".


التجسس

العميل بابل

 
وحدة المخابرات لكت، داخل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أصدرت تعميماً مبني على إخبارية من أشرف مروان، أن كبسولة تعليمات تم توزيعها على القيادات العسكرية المصرية يوم 6 أكتوبر 1973، الساعة 7:30 صباحاً.

كان كل شيء يَسِير على ما يرام في حياة مروان بعد أن منحه الرئيس السادات "وساما" كتكريم له على ما قدمه من خدمات للوطن في حرب أكتوبر 1973، وبعد أن اتجه بقوة لعالم المال والأعمال في عدد من عواصم العالم أهمها لندن، إلى أن جاء العام 2002 حاملا له زلزالا بدرجات مرتفعة من المقاييس التي تجعل من سمعة الإنسان وشرفه ووطنيته موضعا للتشكيك.

ففي هذا العام نشر المؤرخ اليهودي المقيم في لندن "أهارون برگمان" كتابا بعنوان "تاريخ إسرائيل" أشار فيه إلى أن أشرف مروان -دون ذكر الاسم- عمل جاسوسا للموساد الإسرائيلي، وأنه ذهب بنفسه للسفارة الإسرائيلية في لندن عام 1968 عارضا خدماته على الموساد ليكون رجلهم في بيت عبد الناصر ورئاسة الجمهورية التي يعمل بها.

أصيب الإسرائيليون بصدمة بعدما عرفوا شخصيته، لكنهم رحبوا به وكانوا يدفعون له 100 ألف جنيه إسترليني عن المقابلة الواحدة، وأنه منذ هذه اللحظة حمل أسماء حركية في سجلات الموساد مثل: "الصهر" أو "العريس" أو "رسول بابل"، ولم تكن تقاريره يقرؤها إلا كبار رجال الحكم في إسرائيل من عينة گولدا مئير رئيسة الوزراء وموشه ديان وزير الدفاع بالإضافة إلى كبار رجال الموساد.

وذكر المؤرخ اليهودي أن مروان سلم الموساد نسخة مكتوبة من حوار جمال عبد الناصر مع القادة السوفيت في 22 من يناير 1970 يطالبهم فيها بقاذفات (طائرات) بعيدة المدى، كما سلمهم نسخة من رسالة سرية بعث بها السادات إلى الرئيس السوفيتي ليونيد برجنيڤ في 30 من أغسطس 1972 طالبه فيها بصواريخ بعيدة المدى من طراز "سكود" ويقول فيها إنه من دون هذه الصواريخ لا يستطيع شن حرب لتحرير سيناء.

ويضيف المؤرخ اليهودي في كتابه أن مروان أبلغ الموساد بمعلومات عن الخلية الفلسطينية الفدائية بقيادة أمين الهندي التي كانت تنوي تفجير طائرة "العال" المدنية في روما ردا على قيام إسرائيل بإسقاط الطائرة المدنية الليبية، وقد أفشلت إسرائيل العملية بفضل المعلومات التي قدمها "بابل" أو مروان.

لكن القنبلة المدوية التي فجرها كتاب بيرجمان هي أن "بابل" طلب في 4 من أكتوبر 1973 مقابلة رئيس الموساد "تسڤي زمير"؛ فطار إليه الأخير خصيصا في اليوم التالي (5 من أكتوبر)، والتقاه في إحدى الدول الأوروبية فوجده غاضبا "لأن إسرائيل تتجاهل تحذيراته ولا تعمل شيئا لمواجهة خطر الحرب". وفي مساء اليوم نفسه اتصل "بابل" وأبلغ إسرائيل بأن موعد الهجوم المصري السوري سيكون قبل حلول المساء من يوم 6 أكتوبر.

وطني ضلل إسرائيل

ويقول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) إبان حرب أكتوبر إيلي زعيرا في تحقيقات لجنة "أجرانات" الإسرائيلية التي حققت مع القادة الإسرائيليين في أسباب هزيمتهم في أكتوبر 1973 والتي أفرجت إسرائيل عنها مؤخرا وتنشرها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مترجمة للعربية على حلقات هذه الأيام: إن بابل نقل معلومات دقيقة إلى إسرائيل لكي يحظى بثقتها.

ولكن الهدف من تشغيله من قبل المصريين كان في الواقع التضليل؛ فهو أبلغ عن رسالة السادات إلى بريجنيف فقط لكي يقنع إسرائيل بأن السادات لن يحارب إلا إذا حصل على صواريخ (سكود)، وفي الحقيقة أنه لم يحصل عليها؛ ولذلك سادت القناعة في إسرائيل بأن مصر لن تجرؤ على إعلان الحرب، مما أدى إلى سواد نظرية "الفرضية" المشهورة لدى الاستخبارات العسكرية.

وتقول "الفرضية" وفق تقارير لجنة أجرانات: "إن مصر لن تحارب إلا إذا تمت الحرب بالاشتراك مع سوريا وبالحصول على طائرات حديثة، وأسلحة أخرى تضمن تفوقا مصريا على سلاح الجو الإسرائيلي".

ويضيف زعيرا: "كيف يمكن لمسئول مصري رفيع كهذا أن يأتي إلى السفارة الإسرائيلية في لندن في وضح النهار، في الوقت الذي يعرف هو وقادته بأن هذه السفارة مثل غيرها من السفارات الإسرائيلية في الخارج مراقبة من عشرات أجهزة المخابرات في العالم؟".

ويعتبر رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق بأن أهم مهمة قام بها "بابل" هي عندما أبلغ إسرائيل بموعد الحرب. فهو قال إنها ستتم قبيل حلول المساء وبذلك خدع إسرائيل لأن الحرب بدأت في الثانية من بعد الظهر. فقد فهم منه الإسرائيليون أن الحرب ستقع في السادسة مساء، وخلال الساعات الأربع كانت القوات المصرية قد أتمت عبور القنال، ولذلك فإنه نجح في تضليل إسرائيل.

ويقول أنصار رؤية زعيرا من القادة الإسرائيليين: "إن ما قامت به المخابرات المصرية بزرع "بابل" كعميل مزدوج هو تكتيك روسي تقليدي يتمثل في "زرع عميل مزدوج يغذونه بـ 95% معلومات دقيقة وفي اللحظة الحاسمة ينقلون عبره معلومات كاذبة".

لكن في الموساد من يردون على هذا الزعم بأنه ليس هناك في مصر، ولا حتى السادات نفسه، من كان على استعداد لتحمل مسئولية تسليم معلومات مركزية وهامة عن مصر كالتي سلمها "بابل" طوال أكثر من 4 سنين فقط من أجل التضليل في لحظة معينة.

وقد استمر النقاش في إسرائيل حول مدى مصداقية "بابل"، وأجرت المخابرات الإسرائيلية على اختلاف أجهزتها أبحاثا رسمية حول الموضوع استنتجت منها أنه "كان جاسوسا لها ولم يكن مبعوثا من المخابرات المصرية بهدف التضليل".

في حين يرى المخالفون -وبينهم إيلي زعيرا- أن الثقة في "بابل" كانت "أكبر هزيمة تحققت لإسرائيل في تاريخها".

بابل وأكتوبر

 
صورة لاشرف مروان بأول لقاء له مع عناصر الموساد، كشفت عنها اسرائيل في الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر (2023)

العام 2004 جاء حاملا مفاجئة مدوية ليست لمروان هذه المرة لكنها للذين يعتقدون داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن "بابل" أو مروان كان مخلصا لهم، ولم يكن "طُعْمًا" من المخابرات المصرية ابتلعوه للنهاية؛ حيث شاهد أحد العاملين في جهاز مخابرات إسرائيلي على مراقبة شبكات التلفزيون العربية بثا لإحدى القنوات المصرية الرئيس المصري حسني مبارك وهو يصافح مروان في احتفالات ذكرى حرب أكتوبر في العام 2004.

وقام رجل المخابرات الإسرائيلي بتسجيل مقطع المصافحة والذي تخلله أيضا عناق على شريط فيديو، وبعد أن تأكد من الشخص المقصود هو فعلا أشرف مروان أبلغ المسئولين عنه بالأمر.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت في مايو 2005 تقريرًا عن هذا الشريط الذي يجمع مبارك ومروان اعتبر فيه محرر الصحيفة لشئون أجهزة الاستخبارات والقضايا الإستراتيجية أنه "سينهي الجدل الدائر منذ 32 عامًا في إسرائيل حول مروان بأنه بطل قومي مصري".

وكتب المحلل يقول: "بعد الآن لا يتبقى أي مكان للشك.. فالرئيس المصري لا يتعامل على هذا النحو مع أكبر خائن عرفته مصر، بل هكذا يتم التعامل مع بطل قومي".

وجاء تأكيد إضافي لمن يرى في مروان بطلا قوميا أنه منذ الحرب وحتى وفاته، وبعد ما نشره أهارون برجمان، حظي مروان بالازدهار والأمن، وبالقدرة على دخول مصر والخروج منها كما يشاء. وهناك من يرون في ذلك برهانا آخر على أن قادة الحكم المصري والسادات كانوا يعرفون أنه عميل مزدوج، وأنهم زرعوه في الموساد لهذا الغرض.

وفضلا عن ذلك فإن عمرو موسى وزير الخارجية المصري السابق، سمح لابنته بالزواج من ابن مروان، في الوقت الذي كان فيه موسى في منصب يسمح له بالاطلاع على المعلومات الأشد سرية في الاستخبارات المصرية بحكم عمله في الخارجية.

ويقول رجل من وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تعليقا على هذا الأمر بحسب برجمان: "لو كان مروان خائنا حقا، فإن موسى لم يكن أبدا ليسمح بهذا الزواج". علما بأن هانيا عمرو موسي انفصلت عن أحمد أشرف مروان بعد زواج دام 15 عامًا، وله منها ولد وبنت اسمهما محمد وأمينة".

وفاته

في يونيو 2007 ، أعلن عن وفات أشرف مروان في لندن بعد سقوطه من شرفة منزله، الذي يقع في شارع "سان جيمس بارك"، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن شرطة سكوتلانديارد قولها إنه لا توجد شبه جنائية وراء الحادث، وإنها بدأت في جمع معلومات حول تفاصيل الحادث وملابساته. [3]


يذكر أن مروان هو رابع مصر يتوفى بالسقوط من شرفة منزل في لندن. وجميعهم كانوا سياسة مصر|السياسة المصرية في فترة 1966-1974 ، سعاد حسني تمثيل|ممثلة، الليثي ناصف، سفير مصر في المملكة المتحدة|بريطانيا، علي شفيق، سكرتير مكتب عبد الحكيم عامر.


المصادر

  1. ^ أ ب Kaufman, Uri (October 2, 2007). "Spy or Double Agent? Israel's October Surprise". The Jewish Press. Retrieved 2008-07-24.
  2. ^ اسلام أونلاين
  3. ^ إيلاف


وصلات خارجية