أراضي الشجيرات الجافة بجزيرة سقطرى

أراضي الشجيرات الجافة بجزيرة سقطرى هي منطقة بيئية برية تغطي جزيرة سقطرى الكبرى والعديد من الجزر الأصغر التي تشكل أرخبيل سقطرى. يقع الأرخبيل في غرب المحيط الهندي، شرق القرن الأفريقي وجنوب شبه الجزيرة العربية. سياسياً، يعد الأرخبيل جزءًا من اليمن، ويقع جنوب البر الرئيسي اليمني.

أراضي الشجيرات الجافة بجزيرة سقطرى
Великі дерева з Африки.jpg
Topographic map of Socotra-en.svg
خريطة طبوغرافية لأرخبيل سقطرى.
علم البيئة
النطاقالنطاق المداري الأفريقي
حيومالصحارى والشجيرات الجافة
الجغرافيا
المساحة3.616 km2 (1.396 sq mi)
البلداليمن
الحفاظ
وضع الحفاظمهددة بالانقراض/في خطر ماحق
المحمية0 كم² (0%)[1]

تتمتع جزيرة سقطرى بنظام بيئي فريد من نوعه. وتعد الجزر موطناً لعدد كبير من الأنواع المتوطنة؛ حيث ثلث غطاءها النباتي تقريباً من الأنواع المتوطنة. وقد وُصفت بأنها "المكان الأكثر غرابة على وجه الأرض".[2]

تعتبر سقطرى جوهرة التنوع الحيوي في بحر العرب.[3] في التسعينيات، أجرى فريق من علماء الأحياء التابعين للأمم المتحدة مسحاً للحياة النباتية والحيوانية في الأرخبيل. وأحصوا ما يقرب من 700 نوع متوطن، لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض؛ فقط نيوزيلندا،[4] هاواي، كاليدونيا الجديدة، جزر جلاپاجوس تمتلك أعداداً أكثر إثارة للإعجاب.[5] عام 2008 أعلنت اليونسكو سقطرى أحد مواقع التراث العالمي.[6]

تتعرض المنطقة البيئية لخطر متزايد بسبب الأنشطة البشرية. يصف الصندوق العالمي للحياة البرية حالة الحفاظ على أرخبيل سقطرى بأنها "مهددة بالانقراض/في خطر ماحق".[7][8][9]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجغرافيا

سقطرى هي الجزيرة الواقعة أقصى شرق أرخبيل سقطرى، وتشكل حوالي 95% من كتلة اليابسة للأرخبيل يبلغ طول الجزيرة 132 كيلومتراً وعرضها 49.7 كيلومتراً.[10] تقع سقطرى على بعد 240 كيلومتراً تقريباً شرق السواحل الصومالية و380 كيلومتراً جنوب شبه الجزيرة العربية.[11]

تمتد سهل ساحلي يصل عرضه إلى 5 كيلومترات حول معظم جزيرة سقطرى. تتكون تربة السهل الساحلي في الغالب من رواسب طينية من الحجر والرمل الخشن. يوجد في سهل نوجد على امتداد الشاطئ الجنوبي للجزيرة مناطق من الكثبان الرملية. يقع مركز الجزيرة على هضبة يبلغ ارتفاعها 300-700 متراً، وتتكون في الغالب من الحجر الجيري الطباشيري. تتكون جبال هجهر في شمال غرب سقطرى من الجرانيت ما قبل الكمبري والصخور المتحولة، وتشمل المشنغ ، أعلى نقطة في الجزيرة (1519 متراً).[7]

أما الجزر الأخرى في الأرخبيل فهي سمحة ودرسة، والمعروفتان بالأخوين، وعبد الكوري، وهي الأقرب إلى البر الرئيسي الأفريقي، حيث تبعد عنه 90 كيلومتراً فقط.

سياسياً، تعتبر جزيرة سقطرى ومعظم الجزر الأخرى جزءاً من اليمن، وتشكل محافظة أرخبيل سقطرى. أما جغرافياً، فإن جزيرة سقطرى وبقية أرخبيلها تشكل جزءاً من أفريقيا - وهي امتداد جيولوجي وبيوجرافي للقرن الأفريقي.[7]


المناخ

تتمتع المنطقة البيئية بمناخ استوائي وجاف في الغالب. وتتأثر بالرياح الموسمية للمحيط الهندي. تجلب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من أبريل حتى أكتوبر رياحاً جافة ساخنة من القرن الأفريقي. تصل الرياح الموسمية الشمالية الشرقية خلال أشهر الشتاء، من نوفمبر حتى مارس، وتجلب درجات حرارة أقل ورطوبة أكثر.[7]

يتراوح المتوسط ​​السنوي لهطول الأمطار من 150 مم على السهول الساحلية إلى أكثر من 1000 مم في الجبال. هطول الأمطار متقطع وغير متوقع. الأعاصير الإستوائية نادرة.[7]

يعد الندى الليلي مصداً مائياً هاماً لنباتات الجزر. تعترض الجبال الرياح الحاملة للرطوبة، مما يؤدي إلى المزيد من السحب والضباب وهطول الأمطار الجبلية. كما أن الجبال أكثر برودة من الأراضي المنخفضة. تدعم الجداول الجبلية الصغيرة الموائل المائية، ويمكن أن تتدفق عبر الأراضي المنخفضة خلال أشهر الشتاء الأكثر برودة ورطوبة وخلال فترات هطول الأمطار الغزيرة.[7]

الحياة النباتية

أدى العزل الجيولوجي الطويل لأرخبيل سقطرى وحرارته الشديدة والجفاف إلى وجود نباتات متوطنة فريدة ومذهلة. تشير المسوحات النباتية الميدانية التي أجراها مركز نباتات الشرق الأوسط، وهو جزء من حديقة إدنبرة النباتية الملكية، إلى أن 307 من أصل 825 (37%) نوعاً من النباتات في سقطرى متوطنة، أي أنها لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.[12] ومن الأجناس المتوطنة في أرخبيل سقطرة Angkalanthus، Ballochia، Cephalocrotonopsis، Cyanixia، Duvaliandra، Haya، Lachnocapsa، Paraerva، Socotrella، وTamridaea. عام 2004 جرى تقييم كامل لنباتات أرخبيل سقطرى من أجل القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، حيث تم تحديد على 3 أنواع نباتية مهددة بالانقراض و27 نوعاً نباتياً مهدداً بالانقراض.[12]

الشجيرات النفضية المفتوحة هي الغطاء النباتي الرئيسي في السهل الساحلي وسفوح التلال الجيرية المنخفضة. تفقد العديد من النباتات أوراقها خلال أشهر الصيف الجافة، والنباتات العصارية التي تخزن الماء في الأوراق والسيقان شائعة. الشجيرات السائدة هي المتوطنة الكروتون السقطري، Jatropha unicostata. وتتضمن النباتات العصارية الفربيون الشجري، والقمحن السقطري وترتفع العدنة فوق طبقة الشجيرات. تشمل الأشجار الخشبية البرازي السقطري، والسدر، وأنواع من البوسوليا والبلسان. تنمو الأعشاب والنباتات العشبية خلال فترات هطول الأمطار الكافية.[13]

توجد غابات كثيفة من الشجيرات شبه النفضية والأشجار المنخفضة على هضبة الحجر الجيري والمنحدرات السفلية لجبال هجهر. والشجيرات السائدة هي Rhus thyrsiflora، Buxus hildebrandtii، Dirichletia obovata، والكروتون.[13]

على المنحدرات الجبلية العالية تنمو غابات كثيفة من شجيرات Rhus thyrsiflora، Cephalocroton socotranus، وAllophylus rhoidiphyllus. وترتفع فوق طبقة الشجيرات شجرة دم العنقاء، وهي شجرة غريبة الشكل تشبه المظلة. وتشمل تجمعات النباتات الأخرى في المرتفعات الجبلية الأراضي الشجرية المنخفضة التي يهيمن عليها نبات العرن، والمراعي البشرية، والنتوءات الصخرية التي تحتوي على الأشنات وcushion plants المنخفة، بما في ذلك الأنواع المتوطنة من Nirarathamnos asarifolius وأنواع من الخالدة (ذهب الشمس).[13]

شجرة دم العنقاء هي واحدة من أكثر نباتات سقطرى لفتاً للانتباه. كان يُعتقد أن عصارتها الحمراء هي دم العنقاء عند القدماء، وكانوا يستخدمونها كصبغة، وتستخدم اليوم كطلاء وورنيش.[12] كانت أنواع الصبار المتوطنة في سقطرى هامة تاريخياً أيضاص في الطب ومستحضرات التجميل. وتشمل النباتات المتوطنة الأخرى قصير عملاق، القمحن السقطري، الرمان السقطري النادر، والصبار السقطري، واللبان السقطري.[14]

الحياة الحيوانية

تشمل حيوانات الأرخبيل العديد من الأنواع المتوطنة. تحتوي الجزر على 178 نوعاً معروفاً من الطيور،[7] من بينها ستة أنواع متوطنة - الزرزور السقطري، التمير السقطري، الدرسة السقطرية، ساكن القريضة السقطري، العصفور السقطري، غليظ المنقار السقطري ذهبي الجناح، والهازجة السقطرية.[14] العديد من أنواع الطيور معرضة للخطر بسبب افتراس القطط الضالة الغير محلية.[5]

يعيش على جزيرة سقطرى حوالي 15 نوعاً من الثدييات. وهناك أربعة أنواع من الخفافيش، وهي خفاش ذيل الفأر المصري، خفاش حدوة الحصان، خفاش الرمح الصومالي، والوطواط السقطري. وقد تم تسجيل خفاش ذيل الفأر المصري على جميع الجزر، بينما لم تسجل الأنواع الثلاثة الأخرى إلا على جزيرة سقطرى فقط.[15]

استقدم البشر أنواع أخرى من الثدييات. الحمير البرية السقطرية هي مجموعة برية من الحمير البرية الأفريقية التي تعيش في الأراضي المنخفضة على جزيرة سقطرى. تشمل الماشية التي أستقدمت الجمال العربية، والماشية، والماعز، والتي تشمل كل من الحيوانات المحلية والبرية. تشمل الثدييات الأخرى التي استقدمت القط المنزلي، الزباد الهندي الأصغر، الجرذ الأسود، الفأر المنزلي، الزبابة الأترورية، والزبابة القزمة المدغشقرية.[16]

تشكل الزواحف في سقطرى مجموعة متنوعة من الفقاريات تضم 31 نوعاً. وإذا استبعدنا النوعين اللذين استقدما مؤخراً، وهما البرص الكبير وبرص المنازل الأصفر، فإن جميع الأنواع الأصلية متوطنة. وهناك مستوى مرتفع للغاية من التوطن على مستوى النوعين (29 من 31، 94%) ومستوى الجنس (5 من 12، 42%). وعلى مستوى الأنواع، قد يكون التوطن أعلى من ذلك، حيث كشفت الدراسات التطورية عن تنوع خفي كبير.[17] ومن أنواع الزواحف على الجزيرة السقنقورية، عديمة الأرجل، ونوع واحد من الحرابي، حرباء سقطرى.

هناك العديد من اللافقاريات المتوطنة في سقطرى، بما في ذلك العديد من العناكب (مثل Monocentropus balfouri) وثلاثة أنواع من سرطانات المياه العذبة (نوع واحد من Socotra pseudocardisoma ونوعان من Socotrapotamon).[18] وتعتبر جزيرة سقطرى أيضاً أحد مواطناً لفراشة Bicyclus anynana.[19]

تتميز الشعاب المرجانية في سقطرى بتنوعها، حيث تضم العديد من الأنواع المتوطنة.[14]

التأثيرات البشرية

على مدى ألفي عام من الاستيطان البشري على الجزر، تغيرت البيئة ببطء لكن بشكل مستمر، وبحسب [جوناثان كنگدون]]، "تمثل الحيوانات والنباتات المتبقية جزءاً متدهوراً مما كان موجوداً في السابق".[14] أما بريبلوس من البحر الأحمر فيفيد بأن الجزيرة كان بها تماسيح وسحالي كبيرة، ويبدو أن الزواحف الحالية قد تقلصت بشكل كبير. حتى بضعة قرون مضت، كانت هناك أنهار وأراضي رطبة على الجزيرة، ومخزونات أكبر من الأشجار المتوطنة، ومراعي وفيرة. سجل الپرتغاليون وجود جاموس الماء في أوائل القرن السابع عشر. الآن لا يوجد سوى أخاديد رملية، والعديد من النباتات المحلية لا تبقى على قيد الحياة إلا حيث توجد رطوبة أكبر أو حماية من الماشية.[14] وتتعرض الحيوانات المتبقية في سقطرى لتهديدات كبيرة من قبل الماعز والأنواع المستقدمة الأخرى.

الحفاظ والتهديدات

نتيجة للحرب الأهلية اليمنية 2014 في البر الرئيسي اليمني، أصبحت سقطرى معزولة وارتفعت أسعار الغاز، مما دفع السكان إلى استخدام الخشب للتدفئة.

موقع التراث العالمي

في يوليو 2008 اعترفت اليونسكو بالجزيرة، كأحد مواقع التراث الطبيعي العالمي. أيد الاتحاد الأوروپي هذا، ودعا اليونسكو والمنظمة العالمية لحماية البيئية لتصنيف الأرخبيل من بين مواقع التراث البيئي.[6]

انظر أيضاص

المصادر

  1. ^ Eric Dinerstein, David Olson, et al. (2017). An Ecoregion-Based Approach to Protecting Half the Terrestrial Realm, BioScience, Volume 67, Issue 6, June 2017, Pages 534–545; Supplemental material 2 table S1b. [1]
  2. ^ Huntingford, George Wynn Brereton (1980). The Periplus of the Erythraean Sea. Hakluyt Society. p. 103. ISBN 978-0-904180-05-3.
  3. ^ FACTBOX-Socotra, jewel of biodiversity in Arabian Sea. Reuters, 2008-04-23
  4. ^ Taonga, New Zealand Ministry for Culture and Heritage Te Manatu. "1 – Native plants and animals – overview – Te Ara Encyclopedia of New Zealand". www.teara.govt.nz (in الإنجليزية). Retrieved 2017-06-09.
  5. ^ أ ب Burdick, Alan (25 March 2007). "The Wonder Land of Socotra". T Magazine. The New York Times. Retrieved 9 November 2009.
  6. ^ أ ب "EU to protect Socotra archipelago environment". Saba Net. Yemen News Agency (SABA). 15 April 2008.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Islands east of the Horn of Africa and south of Yemen". WWF. Retrieved 4 February 2019.
  8. ^ "Socotra Island xeric shrublands". Global Species. Retrieved 4 February 2019.
  9. ^ "Socotra Island xeric shrublands". EOL. 6 May 2014. Retrieved 4 February 2019.
  10. ^ Abrams, Avi (4 September 2008). "The Most Alien-Looking Place on Earth". Dark Roasted Blend.
  11. ^ "Socotra islands scenery in Yemen". en.youth.cn. China Youth International. 25 April 2008.
  12. ^ أ ب ت Miller, A.G.; Morris, M. (2004). Ethnoflora of the Socotra Archipelago. Royal Botanic Garden Edinburgh.
  13. ^ أ ب ت Fund, W. (2014). Socotra Island xeric shrublands. Retrieved from http://editors.eol.org/eoearth/wiki/Socotra_Island_xeric_shrublands
  14. ^ أ ب ت ث ج Kingdon, Jonathan (1989). Island Africa: The Evolution of Africa's Rare Plants and Animals. Princeton, New Jersey: Princeton University Press. pp. 38–42. ISBN 978-0-691-08560-9.
  15. ^ Benda, Petr & Nasher, Abdul Karim & Van Damme, Kay & Vallo, Peter & Reiter, Antonín. (2017). Bats (Mammalia: Chiroptera) of the Eastern Mediterranean and Middle East. Part 14. Bat fauna of the Socotra Archipelago, Yemen. 10.13140/RG.2.2.14724.63360.
  16. ^ Josef Suchomel, Josef (2012). "Mammals of Socotra". Friends of Soqotra. Accessed 15 August 2020. [2]
  17. ^ Vasconcelos R, Montero-Mendieta S, Simó-Riudalbas M, Sindaco R, Santos X, et al. (2016) Unexpectedly High Levels of Cryptic Diversity Uncovered by a Complete DNA Barcoding of Reptiles of the Socotra Archipelago. PLOS ONE 11(3): e0149985. https://doi.org/10.1371/journal.pone.0149985
  18. ^ Apel, M. and Brandis, D. 2000. A new species of freshwater crab (Crustacea: Brachyura: Potamidae) from Socotra Island and description of Socotrapotamon n. gen. Fauna of Arabia 18: 133-144.
  19. ^ Bicyclus, Site of Markku Savela

وصلات خارجية