أخبار:حكومة الاستقرار الليبية، التابعة لحفتر، تعلن إيقاف إنتاج النفط من جميع حقولها

عناصر من قوات الجيش الوطني الليبي عند حقل الشرارة النفطي.

في 26 أغسطس 2024، أعلنت حكومة الاستقرار الوطني الليبية المكلفة من مجلس النواب، برئاسة أسامة حماد، حالة «القوة القاهرة» على جميع الحقول والموانئ والمؤسسات والمرافق النفطية، وإيقاف إنتاج وتصدير النفط «حتى إشعار آخر». ويأتي ذلك على خلفية رفضها قرار تغيير رئيس المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، الذي أصدره المجلس الرئاسي قبل أيام.

وبرّر حمّاد القرار، بأنه ردّ على "تكرار الاعتداءات على قيادات وموظفي وإدارات مصرف ليبيا المركزي من قبل مجموعات خارجة عن القانون، وبتحريض ومساعدة من المجلس الرئاسي الليبي، منتحل الصفة".

وقال في مؤتمر صحفي، إن "محاولات الدخول بالقوة إلى مقر المصرف نتج عنها إيقاف وعرقلة سير المعاملات المالية للدولة؛ كما أدت إلى الإضرار بالمواطنين بشكل عام".

أزمة إقالة الصديق الكبيرة

 
قرار مجلس النواب بإقالة الصديق الكبير وتعيين محمد الشكري يناير 2018

وبدأت الأزمة في 18 أغسطس 2024، أعلن المجلس الرئاسي الليبي برئاسة محمد المنفي -والمتحالف مع حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة- موافقته على إقالة الصديق الكبير حاكم المصرف المركزي وتعيين محافظ جديد وكذلك تشكيل مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي، في قرار قال إنّه يهدف إلى الحفاظ على مقدرات البلاد ومنع تعرضها لأي ضرر.

وأوضح الرئاسي في بيان أنه تم اتخاذ قرار بالإجماع بوضع قرار مجلس النواب رقم 3/2018 بشأن انتخاب محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي قيد التنفيذ وتشكيل مجلس إدارة جديد.

ويتعلّق قرار 3/2018 بتعيين محمد عبد السلام الشكري محافظاً للمصرف المركزي، خلفاً للصديق الكبير.[1]

لكن جاء الإعلان عن هذا القرار بعد يومين، من صدور قرار رئاسة مجلس النواب بشأن إيقاف العمل بالقرار رقم (3) الصادر في العام 2018 بتكليف محمد عبد السلام الشكري محافظًا لمصرف ليبيا المركزي.

وعقب إعلان اقالة الصديق الكبير، أعلن مجلس النواب (الموالي لحفتر) رفضه "محاولات عدد من الأشخاص السيطرة على مصرف ليبيا المركزي خلال اليومين الماضيين"، داعيا النائب العام إلى التدخل.

وأضاف في بيان أن تلك المحاولات "بدأت بالتحريض على اقتحام مقر المصرف ثم محاولة إيجاد مبرر لعزل محافظه الصديق الكبير بالقوة والتهديد، بحجة أن مجلس النواب سبق له اتخاذ قرار بتكليف محافظ جديد."[2]

يُذكر أن حكومة مجلس النواب (بنغازي) نفسها حاول عدة مرات في السابقة إقالة الصديق الكبير ولكن دون جدوى.

ومنذ 2011 كان الصديق الكبير الذي يشرف على كل تحويلات الأموال التي تصل إلى ليبيا من عائدات النفط، وهو الذي يقسمها على كافة الفصائل المتحارب، وكذلك يحدد حصة كل من حكومة طرابلس وحكومة بنغازي.

السيطرة على النفط

 
انتاج النفط في ليبيا من عام 2020 حتى يوليو 2024[3]

تقع المنشآت النفطية في عموم ليبيا بقبضة قوات محلية، اعتادوا أن يطالبون السلطات من حين لآخر بمطالب، بعضها فئوية، تتمثل في زيادة الاستحقاقات المالية، أو الرعاية الطبية لهم ولأسرهم، وذلك بتعمدهم تعطيل العمل في بعض المنشآت النفطية.

وسبق أن أغلق محتجون من الجنوب الليبي، في 3 أغسطس 2024 حقل الشرارة، الذي يعد أكبر الحقول الليبية بعد انتهاء مهلة الاستجابة لمطالبهم، محمّلين المؤسسة الوطنية للنفط، و"الحكومات" المسؤولية الكاملة في حال عدم تحقيق مطالبهم، ما أعاد مجدداً النفط الليبي إلى دائرة الصراع.[4] لكن صحيفة كرونيكا الإسبانية قالت حينها أن صدام حفتر أعتقل في روما وأفرج عنه في نفس اليوم. وأشارة أنه ألقي القبض عليه في روما بناءً على مذكرة اعتقال أصدرتها الشرطة الإسبانية وأفرج عنه في نفس اليوم وعاد إلى مدينة بنغازي.

ورداً على ذلك أمر صدام حفتر، القوات الموجودة بحقل الشرارة بالإغلاقه، في محاولة للضغط على شركة رپسول الإسبانية المشغّلة للحقل، للتدخّل لدى مدريد وإلغاء مذكرة التوقيف الصادرة بحقّه.[5]

يُذكر أنه في يناير نشرت صحيفة كرونيكا تحقيقاً استقصائياً عن اعتراض الشرطة الإسبانية لشحنة أسلحة كانت متجهة لصدام حفتر وكانت في طريقها إلى الإمارات العربية المتحدة ثم إلى بنغازي وخلال تلك الحادثة أغلق نجل حفتر حقل الشرارة النفطي لأكثر من أسبوع وفقا للصحيفة.[6] وتسبب إغلاق حقل الشرارة الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف برميل يومياً، في خسارة ليبيا حتى الآن 3.5 مليار دينار ليبي، بحسب تصريحات صحافية لنقيب قطاع النفط سالم الرميح.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة.

ويُشكّل 98 في المائة من موارد البلاد مجدداً، إلى دائرة الصراع السياسي بين أفرقاء الأزمة المتنافسين على حكم ليبيا.[7]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "ليبيا.. المجلس الرئاسي يقرّر تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي". العربية.
  2. ^ "«الرئاسي» يقرر بالإجماع تنفيذ قرار «النواب» بشأن انتخاب محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي". الوسط.
  3. ^ "تداعيات وقف إنتاج النفط الليبي.. ماذا لو خسرت السوق الصادرات بالكامل؟ (تحليل)". الطاقة.
  4. ^ ""بلومبرغ": توقف حقل الشرارة أكبر حقل نفطي في ليبيا عن الإنتاج بالكامل". العربية.
  5. ^ "حصري - إغلاق حقل الشرارة الليبي بأمر صدام حفتر.. وهذه آخر التطورات". الطاقة.
  6. ^ "صحيفة اسبانية: بسبب إعتقاله في روما صدام حفتر يهدد بالنفط". صدى.
  7. ^ "حكومة شرق ليبيا تعلن وقف إنتاج النفط وتصديره حتى إشعار آخر". الشرق الأوسط.