أئمة الاثني عشرية

(تم التحويل من أئمة اثنى عشر)

الإمام المعصوم عند الشيعة الإثني عشرية هو أحد الأئمة الإثني عشر من نسل الإمام الأول علي بن أبي طالب (ع)وفاطمة الزهراء (ع)بنت محمد (ص)الذين توارثوا العلم و الحكمة عن النبي محمد وعلي بن أبي طالب (ع)، و هم حسب اعتقاد جل متبعيهم أئمة معصومين في التبليغ عصمة الأنبياء، و كلامهم تشريعي يعتبر بمثابة الحديث النبوي في تفسير الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية. و بذلك يشمل كتب الحديث عند الشيعة: حديث النبي الذي يكون منقولا على ألسنة الأئمة أو أحاديث الأئمة أنفسهم أيضا، لقول الإمام جعفر الصادق (ع): «حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين(ع)، وحديث أمير المؤمنين (ع)حديث رسول الله (ص)، وحديث رسول الله (ص)حديث الله عزّ وجلّ », و تذكر المصادر الشيعية أن مصدر التلقي عند هؤلاء الأئمة (ع)من مصدر الهي وهو الوحي (ليس بوحي الشريعة لانه مختص فقط الانبياء وانما هو علم لدني، والقرآن يذكر ان الله عز و جل قد اوحى إلى مريم (ع)وام موسى (ع)و الخضر(ع)) و مصدر نقلي و هي كتب و مدونات يتناقلها الامام (ع)إلى من ينص عليه, الا ان التاريخ يشير إلى حيرة الشيعة بعد وفاة كل من هؤلاء الأئمة في اتباع الامام المنصوص عليه بعده مما يجعل أصل وجود مثل هذه المدونات أو نص كل امام على من يليه لينقل العلم اليه دون أخوته مسائل تحتاج إلى مزيد بحث (في الحقيقة هي حيرة غير الشيعه، لان الائمة (ع)حاولوا في بعض الاوقات ان يحيطوا الامام التالي ببعض الغموض مخافة قتله من قبل النظام الحاكم حتى لاتخلوا الأرض من حجة لله وهو في الحقيقة تدبير الهي مثال ذلك الامام جعفر الصادق (ع)وهارون العباسي).

و الأئمة الأثني عشر لدى الشيعة الاثنى عشرية:

1 علي بن أبي طالب (ع)مدة إمامته 30 سنة ( 632 – 661 )
2 الحسن بن علي (المجتبى) (ع)مدة إمامته 10 سنوات (661–669)
3 الحسين بن علي (الشهيد) (ع)مدة إمامته 11 سنة ( 669–680 )
4 علي بن الحسين(السجاد) (ع)مدة إمامته 35 سنة ( 680 – 713 )
5 محمد بن علي (الباقر) (ع)مدة إمامته 19 سنة ( 713–743 )
6 جعفر بن محمد (الصادق) (ع)مدة إمامته 34 سنة ( 743–765 )
7 موسى بن جعفر (الكاظم)(ع) مدة إمامته 35 سنة ( 765–799 )
8 علي بن موسى (الرضا) (ع)مدة إمامته 20 سنة ( 799–818 )
9 محمد بن علي (الجواد) (ع)مدة إمامته 17 سنة ( 818–835 )
10 علي بن محمد (الهادي (ع)مدة إمامته 33 عاماً ( 835–868 )
11 الحسن العسكري (ع)مدة إمامته 6 سنوات ( 868–874 )
12 محمد بن الحسن (المهدي) (عج)مدة إمامته ممتدة لأن الشيعة الاثني عشرية يعتقدون أنه حي ومرتقب الظهور ( 874 – ... )

ورد عند الشيعة أن رسول الله(ص) قال لعلي بن أبي طالب(ع) :"الأئمة من بعدي إثنا عشر ، أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله تبارك والله ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها" من كتاب "الإمام علي (ع)" - أحمد الرحماني الهمداني - صفحة 128 الحديث 13

نماذج من روايات الشيعة في النص على أئمتهم الاثني عشر:

عن الباقر (ع)أنه قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة(ع) بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب؟

فقال جابر: أشهد أني دخلت على أمك فاطمة (ع)في حياة رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم فهنأتها بولادة الحسين، ورأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنه من زمردة، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه لون الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما هذا اللوح؟

فقالت: هذا اللوح أهداه إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه اسم أبي، واسم بعلي، واسم ابني، واسم الأوصياء من ولدي، وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك. قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة(ع)، فقرأته واستنسخته، فقال: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليَّ؟

قال: نعم، فأخرج الباقر(ع) صحيفة من رق، فقال له: يا جابر، انظر في كتابك لأقرأ عليك، فنظر جابر في نسخته فقرأه الباقر(ع)، فما خالف حرف حرفاً، فقال جابر: أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوباً: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين، من عند رب العالمين.. إلى أن قال: إني لم أبعث نبياً فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصياً، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين، فجعلت حسناً معدن علمي بعد استكمال مدة أبيه، وجعلت حسيناً خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة([5])، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة، وجعلت كلمتي التامة معه، وحجتي البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب، أولهم سيد العابدين، وزين أوليائي الماضين، وابنه شبيه جده المحمود، محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد على الحق، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر، ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، أتيحت بعده لموسى فتنة عمياء حندس، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع، وحجتي لا تخفى، وإن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى، من جحد منهم واحداً فقد جحدني نعمتي، ومن غيَّر آية فقد افترى عليَّ، ويلٌ للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي، وحبيبي وخيرتي في علي وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح، إلى جنب شر خلقي، حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه وخليفته من بعده، ووارث علمه، فهو معدن علمي، وموضع سري، وحجتي على خلقي، لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه، وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار، وأختم للسعادة لابنه علي وليي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، وأكمل ذلك بابنه محمد رحمة للعالمين([6]).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربي جل جلاله، فقال: يا محمد، إني اطلعت على الأرض اطلاعةً فاخترتك منها، فجعلتك نبياً، واشتققت لك اسماً من أسمائي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت ثانية فاخترت منها علياً، فجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك، وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا العلي الأعلى وهو علي، وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثم عرضتُ وِلايتَكم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقربين.

يا محمد، لو أن عبداً عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي، ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنتي، ولا أظللته تحت عرشي.

يا محمد، أتحب أن تراهم؟ قال: نعم يا رب، فقال عز وجل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا أنوار علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسين، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري، فقلت: يا رب، من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الأئمة، وهذا القائم الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين([7]).

وفي رواية قال: ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله إليَّ أن سَلْ من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قلت: على ما بعثتم؟

قالوا: على نبوتك، وولاية علي بن أبي طالب، والأئمة منكما، ثم أوحى إليَّ أن التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا علي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور يصلون([8]).

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)) [النساء:59] فقلت: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله، فمن أولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟

قال: هم خلفائي يا جابر، أئمة المسلمين بعدي، أولهم: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا أدركته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيتي حجة الله على أرضه، وبقيته في عباده، ابن الحسن بن علي([9]).

وعن الرضا قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي (ع): من سرَّه أن يلقى الله عز وجل وهو مقبل عليه ليس بمعرض عنه فليتولَّ علياً، ومن سرَّه أن يلقى الله وهو راضٍ عنه فليتولَّ ابنك الحسن، ومن أحب أن يلقى الله لا خوف عليه فليتولَّ ابنك الحسين، ومن سرَّه أن يلقى الله وهو ممحو عنه ذنبه فليتولَّ علي بن الحسين السجاد، ومن سرَّه أن يلقى الله قرير العين فليتولَّ محمد بن علي الباقر، ومن أحب أن يلقى الله وكتابه بيمينه فليتولَّ جعفر بن محمد الصادق، ومن أحب أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليتولَّ موسى الكاظم، ومن أحب أن يلقى الله وهو ضاحك مستبشر فليتولَّ علي الرضا، ومن أحب أن يلقى الله وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليتولَّ محمداً الجواد، ومن أحبَّ أن يلقى الله وهو من الفائزين فليتولَّ علياً الهادي، ومن أحبَّ أن يلقى الله وهو من الآمنين فليتولَّ الحسن العسكري، ومن أحب أن يلقى الله وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه فليتولَّ الحجة صاحب الزمان المنتظر([10]).

وعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي، فسألته عن ذلك، فقال: أنا الشمس وعليٌّ القمر، فإذا فقدتموني فتمسكوا به بعدي، وأما الفرقدان فالحسن والحسين، إذا فقدتم القمر فتمسكوا بهما، وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة بعدي، أئمة أبرار، عدد أسباط يعقوب وحواريي عيسى، قلت: فسمهم لي يا رسول الله؟ قال: أولهم وسيدهم علي بن أبي طالب وسبطاه، وبعدهما زين العابدين، وبعده محمد بن علي باقر علم النبيين، والصادق جعفر بن محمد، وابنه الكاظم سميّ موسى بن عمران، والذي يقتل بأرض الغربة على اسم ابنه محمد، والصادقان: علي والحسن، والحجة القائم المنتظر([11]).

وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا حسين، أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة، تسعة من ولدك أئمة أبرار... إلى أن قال: ووضع يده على كتف الحسين(ع)، وقال: يخرج من صلبه رجل مبارك سميُّ جده علي، ويخرج من صلب علي ولد سميي وأشبه الناس بي، يبقر العلم بقراً، ويخرج الله من صلبه كلمة الحق، يقال له: جعفر، صادق في قولـه وفعله، الراد عليه كالراد عليَّ، ويخرج الله من صلب جعفر مولوداً نقياً طاهراً سميَّ موسى بن عمران، ويخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى بالرضا، موضع العلم، ومعدن الحلم، ويخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود، أطهر الناس خلقاً وأحسنهم خلقاً، ويخرج من صلب محمد علي ابنه، طاهر الجنبة، صادق اللهجة، ويخرج من صلبه الحسن الميمون، التقي الطاهر، الناطق عن الله، أبو حجة الله، ويخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت([12]).

وعن عائشة ا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن جبرئيل أخبره أن الأمة تقتل الحسين وينتقم الله منهم بقائمكم أهل البيت، فقال: ومن قائمنا أهل البيت؟ فقال: هو التاسع من ولد الحسين، كذا أخبرني ربي أنه سيخلق من صلب الحسين ولداً وسماه عنده علياً، ثم يخرج من صلب علي ابنه، وسماه عنده محمداً، ثم يخرج من صلب محمد ابنه وسماه عنده جعفراً، ثم يخرج من صلبه ابنه وسمَّاه عنده موسى، ويخرج من صلبه ابنه وسمَّاه عنده علياً، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده محمداً، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده علياً، ثم يخرج من صلبه ابنه وسماه عنده الحسن، ويخرج من صلبه كلمة الحق، ولسان الصدق، ومظهر الحق، وحجة الله على بريته([13]).

وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أخبرني جبرئيل ، قال: لما أثبت الله اسم محمد في ساق العرش قلت: يا رب، هذا الاسم المكتوب في ساق العرش أراه أعزَّ خلقك عليك، فأراه الله عز وجل اثني عشر إماماً أشباحاً أبداناً بلا أرواح بين السماء والأرض، فقال: يا رب، بحقهم عليك إلا أخبرتني من هم؟ قال: هذا نور علي بن أبي طالب، وهذا نور الحسن والحسين، وهذا نور علي بن الحسين، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور جعفر بن محمد، وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور علي بن محمد، وهذا نور الحسن بن علي، وهذا نور الحجة القائم المنتظر([14]).

وعن أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش، فإذا فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته بعلي ونصرته به، ورأيت اثني عشر نوراً، فقلت: يا رب، أنوار من هذه؟ فنوديت: يا محمد، هذه أنوار الأئمة من ذريتك، قلت: يا رسول الله، ألا تسميهم لي؟ قال: نعم. أنت الإمام، والخليفة بعدي، تقضي ديني، وتنجز عداتي، وبعدك ابناك: الحسن والحسين، وبعد الحسين ابنه علي زين العابدين، وبعد علي ابنه محمد يُدعى بالباقر، وبعد محمد جعفر ابنه يُدعى بالصادق، وبعد جعفر ابنه موسى يُدعى بالكاظم، وبعد موسى ابنه علي يُدعى بالرضا، وبعد علي ابنه محمد يُدعى بالزكي، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي، وبعد علي ابنه الحسن يدعى بالأمين، والقائم من ولد الحسين سميّي، وأشبه الناس بي([15]).

وفي رواية: لما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته بعلي ونصرته به، ورأيت اثني عشر اسماً مكتوباً بالنور، فيهم: علي بن أبي طالب وسبطاي، وبعدهما تسعة أسامي: علياً علياً علياً ثلاث مرات، ومحمد محمد مرتين، وجعفر، وموسى، والحسن، والحجة يتلألأ من بينهم، فقلت: يا رب، أسامي من هؤلاء؟ فناداني ربي جل جلاله: يا محمد، هم الأوصياء من ذريتك، بهم أثيب وبهم أعاقب([16]).

وعن الباقر قال: إن الله لما خلق إبراهيم كشف لـه عن بصره، فرأى نوراً إلى جنب العرش، فقال: يا رب، ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور علي بن أبي طالب، ورأى إلى جنبه ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الأنوار؟ فقال: هذا نور فاطمة وولديها الحسن والحسين، فقال: إلهي، وأرى تسعة أنوار قد حفوا بهم، قيل: يا إبراهيم، هؤلاء الأئمة من ولد علي وفاطمة، فقال إبراهيم: إلهي، بحق هؤلاء الخمسة من هؤلاء التسعة؟ فقيل: يا إبراهيم، أولهم: علي بن الحسين، وابنه محمد، وابنه جعفر، وابنه موسى، وابنه علي، وابنه محمد، وابنه علي، وابنه الحسن، والحجة القائم ابنه([17]).

وعن أمير المؤمنين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليلة أسري بي إلى السماء رأيت قصوراً -وذكر وصفها- إلى أن قال: فقال لي جبرئيل: هذه القصور خلقها الله لشيعة أخيك علي، وخليفتك من بعدك على أمتك، وهم السواد الأعظم، ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة الحسين من بعده، ولشيعة علي بن الحسين من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه موسى بن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه علي بن موسى من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه علي بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه الحسن بن علي من بعده، ولشيعة ابنه محمد المهدي من بعده، هؤلاء يا محمد الأئمة من بعدك، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى([18]).

وعنه -أيضاً- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في قول الله: ((اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [النور:35]: يا علي [النور] اسمي، [والمشكاة] أنت يا علي، [مصباح، مصباح] الحسن والحسين، [الزجاجة] علي بن الحسين، [كأنها كوكب دري] محمد بن علي، [يوقد من شجرة] جعفر بن محمد، [مباركة] موسى بن جعفر، [زيتونة] علي بن موسى، [لا شرقية] محمد بن علي، [ولا غربية] علي بن محمد، [يكاد زيتها] الحسن بن علي، [يضيء] قائم المهدي([19]).

فليت شعري إذا كان هذا هو معنى الآية فبأي لغة يفهم القرآن إذاً! ولك أخي القارئ أن تحكم بنفسك على أمثال هذه الروايات.

وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الليلة التي كانت فيها وفاته: يا علي، أحضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون من بعدي اثنا عشر إماماً، فأنت يا علي أول الاثني عشر، سمَّاك الله في سمائه: علياً، والمرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون المهدي، فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك.

يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي، فمن ثبّتّها لقيَتْني غداً، ومن طلقتها فأنا بريء منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الزكي الشهيد المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر العلم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد، فذلك اثنا عشر إماماً([20]).

وأمثال هذه الروايات كثيرة لا يتسع لذكر جميعها هذا الكتاب، وفيما أوردناه كفاية لذوي الألباب، ومن أراد الاستزادة فعليه بطلبها من مظانها([21]).