شاپور الثاني

(تم التحويل من Shapur II)

شاپور الثاني العظيم (309-379) تاسع ملك للامبراطورية الساسانية الفارسية من 309 إلى 379. وأثناء عهده المديد، شهدت الامبراطورية الساسانية أول عصورها الذهبية منذ شاپور الأول (241–272).

شاپور الثاني العظيم
Shapur II the Great
"ملك ملوك إيران وأنيران"[1]
(الفارسية الوسيطة: شاهان شاه إران اود أنـِران)
Shapurii.jpg
العهد309 – 379 م
تتويج309
سبقهHormizd II
تبعهأردشير الثاني
المدفن
غير معروف
البيتساسان
الأبHormizd II

شابور الثاني هو الملك الوحيد في التاريخ الساسانيين الذي تم تتويجه وهو في رحم أمه. فقد كان أبوه هرمز الثاني موجهاً أكبر اهتمامه إلى مساكن الفقراء، وكان ينفق على هذه الأعمال كلها من أموال الدولة. وأنشأ محكمة جديدة خصها بسماع شكاوى الفقراء ضد الأغنياء، وكثيراً ما كان يتولى رياستها بنفسه. ولسنا نعرف هل كانت هذه العادات الغريبة هي التي حرمت ابنه من وراثة العرش؛ وسواء كان ذلك أو لم يكن فقد حدث على أثر وفاة هرمز أن زج النبلاء بابنه في السجن، وأعطوا الملك لابنه الذي لم يولد بعد، ولقبوه في ثقة واطمئنان بشابور الثاني، وأرادوا ألا يتركوا في الأمر مجالا للشك فتوجوا الجنين بأن علقوا التاج الملكي على رحم أمه. الطفل شابور وُلِدَ ملكاً ، وأثناء شبابه كانت الإمبراطورية الساسانية تحت سيطرة أمه والنبلاء في الدولة ، فانتشر بين العرب والرومان والأتراك أن ملك الفرس صغير فطمعوا في المملكة الساسانية ، ولكن شابور الثاني أثبت نشاطه وفعاليته في الحكم عند بلوغه سن الرشد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفتوحات

 
الأخضر الغامق: الامبراطورية الساسانية؛ الأخضر المتوسط: مناطق متنازع عليها؛ الأخضر الفاتح: مناطق محتلة لفترة قصيرة في القرن السابع أثناء الحرب مع الامبراطورية البيزنطية، بعد ثلاثمائة سنة من حكم شابور.

وبهذه البداية الطيبة حكم شابور الثاني أطول حكم في تاريخ آسية (309-379). وقد درب منذ طفولته على الفنون الحربية، فقوى جسمه وإرادته، حتى إذا بلغ السادسة عشرة من عمره تولى شؤون الملك ونزل إلى ميدان القتال، فغزا شرقي جزيرة العرب وخرب حوالي عشرين قرية، وقتل آلافاً من الأسرى، وقاد ألفاً غيرهم إلى الأسر في حبال ربطها بجروحهم.

وفي عام 337 بَدأَ حملتَه الأولى ضدّ الرومان في الغربِ، وحصد نجاحاً مبكّراً بعد حصارِ سنجاره ، على أية حال فتوحاته أوقفتها الهجماتِ الأتراك البدائيين على طول الحدودِ الشرقيةِ للإمبراطورية الساسانية وهدّدتْ هذه الهجماتِ بلاد ما وراء النهر وهي منطقة حرجة بشكل إستراتيجي يكون فيها سيطرةِ الفرس على طريق الحرير، بالإضافة إلى أن قوات الملك شابور الثاني العسكرية ما كَانتْ كافيةَ للسيطرة على الأراضي الغربية التي احتلها ، فاضطر إلى توقيع معاهدة سلام مع الإمبراطور البيزنطي كونستانتيوس الثاني (353-361) والتي فيها وافقَ كلا الجانبينَ أَلا يُهاجمَ أراضي بعضهم البعضِ لفترة زمنية محددة.

وواصل الحروب حتى وفاته تقريباً إذا استثنينا فترات من السلم قصيرة. وكان اعتناق روما وأرمينية للدين المسيحي سبباً في ازدياد نيران الحرب شدة على شدتها كأن الآلهة هي الأخرى قد نزلت إلى الميدان، وجاءت معها بكل ما يحدثنا عنه هومر من وحشية في القتال. وظل شابور أربعين عاماً يقاتل طائفة كبيرة من أباطرة الروم واحداً بعد واحد، قصده يوليان إلى طيسفون، ولكنه ارتد بعد ذلك ارتداداً غير شريف؛ واضطر جوفيان أمام تفوق عدوه عليه في الفنون العسكرية أن يعقد مع شابور صلحاً نزل له بمقتضاه عن الولايات الرومانية الممتدة على نهر دجلة وعن أرمينية كلها. ولما مات شابور الثاني كانت بلاد الفرس قد بلغت ذروة سلطانها وهيبتها، وكانت مائة ألف فدان من أرضها قد أصلحت واستخدم في إصلاحها الأسرى من الأعداء.

الملك شابور الثّاني بعد ذلك زَحفَ بجيوشه شرقاً نحو بلاد ما وراء النهر لمُقَابَلَة الأتراك الشرقيين البدائيين وسحق قبائل آسيا الوسطى، وضَمَّ منطقتهم كمحافظة جديدة في إمبراطوريته.

تبع التوسع الثقافيُ هذا النصرِ ، وإخترقَ الفن الفارسي تركستان ووصل إلى حد ما إلى الصين، الملك شابور الثّاني بدأ مع الملك البدائي جرمباتيس حملتَه الثانيةَ ضدّ الرومان في 359 م، وفي هذا الوقتِ بقوته العسكريةِ الكاملةِ ودعمِه من القبائل التركية البدائية كانت الحملة ضد الرومان ناجحة بشكل كبير ، ما مجموعه خمس محافظاتِ رومانيةِ تركها الرومان للفُرْس بعد اكتمال حملتهم ضدهم.

اتبع الملك شابور الثّاني سياسة دينية قاسية وفي عهدِه اكتملت مجموعة النصوص المقدّسة للزرادشتية المسماة أفيستا، وتمت معاقبة المبتدع والمرتد عن الدين الزرادشتي وتم اضطهاد المسيحيين، واضطهاد المسيحيين كان ردّ فعل ضدّ المسيحية التي اعتنقتها الإمبراطورية الرومانيةِ مِن قِبل قسطنطين الكبير (324-337)، ولكن الملك شابور الثّاني كان مثل الملك شابور الأول، كَانَ وِدِّياً نحو اليهود الذين عاشوا في حرية نسبية في عهده، وكَسبَ اليهود العديد مِنْ الفوائدِ في عهد الملك شابور الثاني.

في الوقت الذي مات فيه الملك شابور الثاني، الإمبراطورية الساسانية الفارسية كَانتْ أقوى أكثر من أي وقت مضى ، فمع أعدائها في الشرقِ كانت الأوضاع هادئة، وأرمنيا كانت تحت السيطرةِ الفارسية.


انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ MacKenzie, David Niel (1998), "Ērān, Ērānšahr", Encyclopedia Iranica, 8, Costa Mesa: Mazda, http://www.iranica.com/newsite/articles/v8f5/v8f545.html 
  2. ^ [1]
شاپور الثاني
سبقه
هرمز الثاني
شاه فارس
309–379
تبعه
أردشير الثاني