پرياندر

(تم التحويل من Periander)

پـِرياندر ( Periander ؛ /ˌpɛriˈændər/؛ باليونانية: Περίανδρος؛ توفي ح. 585 ق.م.) كان ثاني طاغية في كورنث في القرن 7 ق.م. وكان ابن أول طاغية، كيپسلوس. وقد خلف پرياندر أباه كيپسلوس في سنة 627 ق.م.

Periander
Tyrant of Corinth
Periander Pio-Clementino Inv276
پرياندر في نسخة رومانية عن التمثال اليوناني في القرن الرابع قبل الميلاد. في متاحف الڤاتيكان.
العهد627–585 ق.م.
سبقهCypselus
تبعهPsammetichus
وُلِدprior to 635 BC
Corinth
توفي585 BC
Corinth
القرينةLyside
الأنجال
GreekΠερίανδρος
البيتCypselid
الأبCypselus
الأمCratea
الديانةالشرك اليوناني

وكان حكم ولده القاسي پرياندر Periander أطول حكم للطغاة في تاريخ اليونان (625-585). وقد أقر فيه الأمن والنظام، ومنع استغلال الناس بعضهم بعضاً، وشجع الأعمال التجارية والصناعية، وناصر الآداب والفنون، وجعل كورنثة زمناً ما أولى المدائن اليونانية، ونشط التجارة بسك عملة رسمية(84)، كما نشط الصناعة بخفض الضرائب المفروضة عليها؛ وحل مشكلة التعطل بإقامة طائفة من المباني العامة وإنشاء المستعمرات في خارج البلاد؛ وحمى صغار رجال الأعمال من منافسة الشركات الكبرى بتحديد عدد الأرقاء الذي يجوز للرجل الواحد أن يستخدمهم في أعماله، وحرم استيرادهم بعد هذا التحديد(85)، وأنجى الأغنياء مما عندهم من الذهب الزائد على حاجتهم بأن أرغمهم على الاشتراك بذهبهم في صنع تمثال ذهبي لتزدان به المدينة؛ ثم دعا النساء ذوات المال في كورنثة إلى حفلة كبرى، جردهن فيها من أثوابهن الغالية وحليهم الثمينة، ثم أمرهن بالعودة إلى بيوتهن بعد أن أمم جمالهن. وقد خلقت له أعماله هذه أعداء كثيرين أقوياء، فلم يكن يجرؤ على الخروج دون حرس كبير، وكان لخوفه وعزلته نكداً قاسياً. وأراد أن يحمي نفسه من الثورات فعمل بالنصيحة الخفية التي أشار بها عليه زميله الطاغية ثراسيبولوس الميليتي Thrasybulus، وهي أن يقطع "الفينة بعد الفينة أطول ما في الحقل(86) من سنابل" . وأخذت سراريه يوجهن التهم إلى زوجته، حتى أثرن غضبه عليها، فألقاها في نوبة من نوبات هذا الغضب من فوق سلم القصر؛ وكانت حاملاً فماتت من شدة الصدمة، فما كان منه إلا أن حرق السراري ونفى ابنه ليكوفرون Lycophron إلى كرسير Corcyra لأنه حزن على أمه حزناً لم يطق معه أن يتحدث إلى أبيه. ولما أن قتل الكرسيريون ليكوفرون قبض بريندر على ثلاثمائة شاب من أشراف الأسر وأرسلهم إلى ألياتس Alyattes ملك ليديا ليتخذهم خصياناً، ولكن السفينة التي أقلتهم مرت بساموس، فما كان من أهلها ألا أن أطلقوا سراح الشبان متحدين بعملهم هذا برياندر غير عابئين بغضبه. وعمر هذا الطاغية طويلاً، وعده البعض بعد موته من السبعة الحكماء في بلاد اليونان القديمة(87).

وثل الإسبارطيون بعد جيل من وفاته عرش الطغاة في كورنثة، وأقاموا مكانهم حكم الأشراف- ولم يكن ذلك لأن إسبارطة تعشق الحرية، بل لأنها كانت تفضل طبعة الملاك على طبقات رجال الأعمال. بيد أن ثروة كورنثة كانت تقوم على التجارة يعينها من حين إلى حين أتباع أفرديتي والألعاب الهيلينية العامة التي كانت تقام في برزخ كورنثة. وكانت العاهرات كثيرات في المدينة إلى حد جعل اليونان يطلقون اسم كورنثيازوماي Corinthiazomai على العهر نفسه(88). وكان من العادات المتبعة في كورنثة أن تخصص إلى هيكل أفرديتي نساء يحترفن فيه الدعارة ويأتين بأجورهن إلى الكهنة. وقد وصل إلى علمنا أن رجلاً يدعى زنوفون (وهو غير زنوفون قائد العشرة آلاف) وعد الإلهة خمسين محظية إذا أعانته على النصر في الألعاب الأولمبية. ويشير بندار الشاعر التقي إلى هذا النذر وهو يشيد بهذا النصر دون حياء أو اشمئزاز(89). ويقول استرابون إن "هيكل أفرديتي قد بلغ من الثروة أن كان له أكثر من ألف عبد من عبيد الهياكل، ومحاظ وهبهن الرجال والنساء للهيكل؛ وبفضل أولئك النسوة ازدحمت المدينة بالناس وعظمت ثروتها؛ من ذلك أن قادة السفن كانوا ينفقون أموالهم في المدينة بلا حساب". وكانت المدينة تشكر لهن حسن صنيعهن وتنظر إلى "أولئك السيدات الكريمات" نظرتها إلى المحسنين للشعب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انتشار العاهرات

وفي ذلك يقول مؤلف قديم نقل عنه أثينيوس Athenaeus: "من العادات القديمة في كورنثة، كلما أرادت المدينة أن توجه دعاء إلى أفرديتي...، أن تستعين بأكبر عدد مستطاع من المحاظي ليشتركن في هذا الدعاء". وكان لهؤلاء المحاظي عيد ديني خاص بهن هو عيد أفرديزيا Aphrodisia يحتفلن به احتفالاً فخماً محوطاً بضروب التقي والصلاح(92). وقد ندد القديس بولس في رسالته الأولى إلى الكورنثيين(93) بأولئك النسوة اللائي ظللن يمارسن حرفتهن في المدينة إلى أيامه.

وكان يسكن كورنثة في عام 480 ق.م خمسون ألفاً من المواطنين وثلاثون ألفاً من الأرقاء، وهذه النسبة بين الأحرار والعبيد عالية علواً غير مألوف في المدن اليونانية(94). وكان اقتناص اللذة والذهب هَمّ جميع الطبقات، يستنفد كل جهودهم فلا يبقى منها ما ينفقونه في الأدب والفنون إلا القليل. نعم إننا نسمع في القرن الثامن عشر عن شاعر يدعى يوملوس Eumelus ولكن الأدب اليوناني قلما يزدان بأسماء كورنثية. وكان برياندر يرحب بالشعراء في بلاطه، واستقدم أريون Arion من لسيوس لينظم شئون الموسيقى في كورنثة. واشتهر فخار المدينة وبرنزها في القرن الثامن؛ وكان من يعملون في طلاء مزهرياتها في القرن السادس أرقى أهل هذا الفن في بلاد اليونان كلها. ويحدثنا بوزنياس عن صندوق عظيم من خشب الأرز اختفى فيه سبسيلوس Cypselus من البكياديين Bacchiadae، وحفر فيه الفنانون نقوشاً ظريفة ورصعوه بالعاج والذهب(95).

لكي يحمي التجارة ويطورها بنى مستعمرتين هما بوتيدايا في خالكيديكي وأبولونيا في إليريا واحتل إبيداوروس وضم كوركيرا، وكذلك فإن الديالكوس (بوابة النقل) في المدينة بنيت على الأغلب في عهده ويظهر أن التجارة كانمت مزدهرة لدرجة أن الرسوم على السلع كانت تشكل أكبر إيرادات الحكومة. وأقام علاقات سلمية مع ثراسيبولوس حاكم ميليتوس وحافظ على العلاقات الودية مع ملوك ليديا ومصر، ويضاف إلى هذا أنه كان راعيا للأدب والفنون وقد اتى الشاعر أريون من لسبوس بناءا على دعوته.

والراجح أن عصر برياندر هو الذي أقامت فيه كورنثة لأبولو هيكلاً دورياً اشتهر بأعمدته السبعة المنحوت كل واحد منها من حجر واحد. ولا تزال خمسة من هذه الأعمدة قائمة إلى يومنا هذا توحي بأن كورنثة قد تكون أحبت الجمال في أكثر من صورة واحدة. ولربما كان الدهر والمصادفات قد ظلما هذه المدينة فلم يوفياها حقها من الشكر لأن تاريخها دونه رجال لا يدينون لها بولاء ولا يعترفون لها بفضل؛ ولو أتيح للماضي أن يطلع على ما كتب عنه في صحف المؤرخين لعجب مما يرى أشد العجب.


انظر أيضاً

مصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

  • Encyclopedia Brittanica 1978

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بپرياندر، في معرفة الاقتباس.

قالب:Rulers of Corinth قالب:Seven Sages of Greece