عثمان دقنة

(تم التحويل من Osman Digna)

عثمان أبو بكر دقنة (1836 - 4 ديسمبر 1926)، أحد أتباع وأمراء المهدي في السودان، وكان يشار إليه على أنه من الهدندوة إحدى قبائل البجا. مسقط رأسه غير معروف ولكن يقال إن مسقط رأسه كان في سواكن المطلة على البحر الأحمر في شمال شرق السودان.

صورة لعثمان دقنة في الأسر

عاش عثمان في الإسكندرية، بمصر وكان معروفا باسم عثمان علي، ويقال أنه كان يعمل في تجارة الرقيق. لكن الإنجليز أجبروه على ترك تجارته، فانضم إلى ثورة أحمد عرابي. بعد فشل الحركة في معركة التل الكبير بتاريخ 13 سبتمبر 1882، انضم إلى ثورةالمهدي.

عثمان دقنة

خلال هذا الوقت تبلور لقبه "دقنة" بسبب كثافة لحيته. تسلم قيادة جيش قوي حوالي سواكن وكبد بيكر باشا خسائر فادحة بالقرب من طوكر، جنوب شرق ذلك المكان, في 4 فبراير 1884. هزمه مباشرة بعد هذا النصر الجنرال گرام بالقرب من طوكر في ثمانية. كونه أحد قادة المهدي المهمين والقادرين فكانت تقع على عاتقه مسؤولية مصير غردون وخسارة السودان لمصر. وهو القائد الوحيد الذي تمكن من كسر مربع المشاة في معركة طماي، إلا أنه خسر المعركة. في ديسمبر 1888، وقد تلقى ضربة قاصمة من فرانسيس گرينڤيل، البارون الأول گرينڤيل (الجنرال گرينڤيل) في سواكن، حيث بتر ذراعه. في عام 1899 خاض آخر معارك قوات المهدي, التي ضعفت قوتها في السنة السابقة في أم درمان. في 19 يناير 1900، أسر بالقرب من طوكر وأرسل أسيرا إلى وادى حلفا قضى في السجن ثمانية أعوام حتى وفاته في 4 ديسمبر 1926.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

معارك الأمير عثمان دقنة

مثل شرق السودان نقطة انطلاق مهمة للثورة المهدية وذلك بعد أن التحق عثمان دقنة بالإمام المهدي في الأبيض ولقبه بأمير الشرق وبعث به إلى شرق السودان ليعمل على نشر المهدية في تلك المناطق ومن الأبيض توجه الأمير عثمان دقنة إلى قبائل البشاريين والأمرار وعمل على دعوتهم المهدية واستجاب الكثير منهم وانضموا لحركة المقاومة في شرق السودان وكان ذلك إيذانا ببداية الثورة المهدية في الشرق.

ساهمت الطائفة المجذوبية في تعزيز روح المقاومة في نفس الأمير عثمان دقنة وأعطته دفعة قوية لمواصلة الثورة في شرق السودان. ويمكن القول أن لقاء الإمام المهدي بالأمير عثمان دقنة في الأبيض كان له ما بعده حيث كمل كل واحد منهم الآخر فعثمان دقنة صاحب المبدأ الناغم على الحكم التركي يبحث عن الثأر لنفسه وعقيدته وعشيرته والإمام المهدي يبحث عن نشر المهدية في كل السودان وبذلك اتحدت رؤية وقدرات الرجلين. كان عثمان دقنة الرجل الانسب لتقلد زمام المهدية في شرق السودان وذلك لمعرفته بشرق السودان وقبائله وقد استغل الأمير عثمان غطاء المجذوبية أفضل استغلال.[1]


أسلوبه القتالي

يلاحظ أن الأسلوب القتالي المستخدم عند الأمير عثمان دقنة كان يتغير من معركة إلى اخرى وهو يشبه أسلوب الامام المهدي القتالي حيث تدرج من الهجوم للحصار وتعتبر معركة أوكاك (سنكات) أول معركة يستخدم فيها عثمان دقنة اسلوب الهجوم ويكمن وصفه بالهجوم الانتحاري، ثم توالت معارك عثمان دقنة في شرق السودان حيث جاءت معارك قباب حيث استخدم فيها عثمان دقنة اسلوب حرب العصابات وهو اسلوب استخدمه أمير الشرق لضرب تحصينات المدن في شرق السودان، اوكاك (سنكات)، واقعة الساحل الأولى (التيب) الأولى، واقعة الساحل الثانية (التيب) الثانية، واقعة الساحل الثالثة (التيب) الثانية، واقعة كسلا، واقعة عطبرة، واقعة التمنيب، واقعة التمنيب الانجليزية، واقعة محمود علي (تهشيم).

واقعة الساحل الأولى

تعرف واقعة الساحل الأولى باسم (التيب) وهى تحريف للكلمة البجاوية (انديتيب) وقد حدثت هذه الواقعة بعد قرر الأمير عثمان دقنة مهاجمة سنكات (اوكاك).

حيث أرسل الأمير عثمان دقنة الخضر على الخضر لحصار طوكر فقرر سليمان نيازي مدير شرق السودان ارسال حملة بقيادة محمود باشا طاهر لفك الحصار عن طوكر وصحب الحملة قنصل بريطانيا في سواكن (مونكريف) وعندما تقدمت الحملة من (ترنكتات) نحو طوكر هجمت عليها قوات الأمير عثمان دقنة ففر البعض منها عبر البحر إلى سواكن وقتل عدد كبير من جنودها كما قتل (مونكريف) قنصل فرنسا في هذه الواقعة وفي ديسمبر من عام 1883م استطاع عثمان دقنة ابادة حملة أخرى كانت في طريقها نحو سنكات. قدر عدد هذه الحملة بـ 550 رجلا وبعد مقتل مونكريف وفرار محمود باشا زادت الروح المعنوية لدى أنصار عثمان دقنة وتم وصف محمود عبدالقادر بالجبن وتم عزله من منصبه بعد هذه الواقعة.

واقعة الساحل الثانية

فكر عثمان دقنة في حصار مدينة سواكن ولتحقيق ذلك بعث مصطفى على هدل بغرض إثارة القبائل حول كسلا ثم حصارها. ثم نجح عثمان دقنة في قطع الطريق التجاري بين سواكن – بربر الذى ترسل به التعزيزات إلى الخرطوم فأصبح بذلك الوضع في غاية الخطورة بالنسبة لبريطانيا ولكي لا تسقط كسلا في يد عثمان دقنة قررت السلطات البريطانية في مصر حملة بقيادة بيكر أخ صمويل بيكر مكونة من 3600 من (الجندرمة) وهم قوات البوليس التي تم تكوينها بعد تسريح جيش عرابي.

يشير مكي شبيكة في كتابه السودان والثورة المهدية إلى أن مهمة هذه الحملة كانت بوليسية تتركز على حفظ الأمن لكن بيكر عمل على اعدادها اعاداً عسكريا ومن مهامها حماية الطريق التجاري بين سواكن – بربر الذي وقع تحت سيطرة قوات عثمان دقنة ، لكن في 9 يناير صدرت الأوامر لبيكر بالتخلي عن فتح الطريق التجاري وان يعمل على انقاذ كل من سنكات وطوكر ولكن رغم هذه المهام الا أن معنويات قواته كانت في الحضيض وقد وضح ذلك منذ لحظات ودعهم في القاهرة وفي الوقت نفسه لم يكن لهم دافع للقتال .

كان بيكر يفاضل بين انقاذ سنكات وطوكر فسنكات كانت في أسوأ حالاتها لأنها تواجه الموت جوعا أما طوكر فقد كانت تعاني من نقص الذخيرة وقد وقع اختيار بيكر على انقاذ طوكر وذلك لصعوبة انقاذ سنكات ، وقد تحركت قواته نحو آبار التيب ووجد قوات عثمان دقنة تسيطر عليها وتشكلت قواته في شكل مربع وهو اسلوب قتالي معرف عند الانجليز عندها هجمت قوات الأمير عثمان دقنة على المربع مما أدي إلى فرار فرقة القاهرة والاسكندرية وانقلبوا على المربع وفرت القوات الانجليزية المصرية من المربع وتخلوا عن اسلحتهم وتم القضاء على الكثير من جنود الحملة.

قتل ألفين من جنود الحملة وفر بيكر مع فبول قواته إلى سواكن وتردى الوضع في سنكات وفشل وصول النجدات إليها فقرر قائدها الخروج منها بكل من معه وعلى بعد ميل من المدينة تمت ابادتهم واستطاع عثمان دقنة السيطرة على سنكات وفي نفس شهر فبراير استسلمت طوكر.

غنم عثمان دقنة من معركة التيب الثانية 6 مدافع و3000 بندقية و5000 قطعة ذخيرة وتعد من اهم معارك الأمير عثمان دقنة في شرق السودان.

ساهم سقوط سنكات وطوكر وهزيمة بيكر في حدوث اضطرابات في سواكن وبعد أن أصبحت المصالح البريطانية في شرق السودان مهددة تخلت بريطانيا عن حذرها، وقررت ارسال ثلاثة فرق بقيادة الجنرال جرهام إلى سواكن والغرض الرئيس من هذه الحملة تخفيف الضغط عن سواكن واظهار قوة بريطانيا وفي نهاية شهر فبراير تحرك (جرهام) من (ترنكتات) واستطاع هزيمة الأمير عثمان دقنة وتمكن كذلك من احتلال طوكر ولكن اخلاها بسرعة وتراجع إلى سواكن والسبب في هذا التراجع السريع أن بريطانيا لا ترغب في بقاء قواتها خارج سوكن وهي لا تستطيع الاحتفاظ بهذه المدينة البعيدة. رغم الهزائم التي لحقت بعثمان دقنة إلا أنه بقي محتفظاً بقدرتة على الحركة وظل يشكل خطراً على سواكن وتحول إلى اسلوب حرب العصابات واستطاع أن يلحق الكثير من الخسائر بالقوات الانجليزية – المصرية ونجح في عزل الخرطوم عن شرق السودان.

معركة توشكي 3 اغسطس 1889

كانت خطة الأمام المهدي وحسب ما وعد أصاحبه أنه سوف يفتح مصر لذلك توقف الحلم قليلاً بعد فاته وعندما تولى الخليفة عبدالله السلطة عمل على تنفيذ خطة المهدي ولذلك سعى إلى انفاذ جيش النجومي المعد مسبقا لهذه المهمة، تحرك هذا الجيش في أول الأمر من أم درمان ناحية الشمال حسب توجيهات الخليفة.

مع بداية عام 1303هـ/1886م قام الخليفة عبد الله بإرسال الأمير عبد الرحمن النجومي إلى بربر ليتحرك منها إلى دنقلا، ومعه جميع قوات الراية الحمراء، وقد وصل إلى دنقلا في أواخر عام 1303هـ/1886م واتخذ منها معسكراً لقواته وقام بإرسال الطلائع إلى جنوب مدينة حلفا.

كان عدد القوات التي تحركت نحو بربر تحت قيادة النجومي تقدر بحوالي سبعين ألفاً، وعندما وصلوا إلى بربر تفرق الكثير من تلك القوات في أنحاء البلاد ولم يبقَ منهم سوى عشرين ألف مقاتلٍ منهم عشرة ألفٍ من الجهادية الذين تمردوا علية ولكنه اكتشف هذا التمرد واستطاع أن يقضي على هذا التمرد، وبعد أن وصل إلى دنقلا قام الخليفة عبد الله بتعيين مساعد قيدوم مدعوماً بعدد من المقاتلين لكي يكون وكيلاً لعبد الرحمن النجومي.

وحدث نفور واضح بين النجومي ومساعد قيدوم حتى وصل مرحلة أنّ كل واحد منهم يقوم باستعراض جيشه وحده، وفي عام 1305هـ/1888م قام الخليفة باستدعاء الأمير عبد الرحمن النجومي إلى أم درمان وقام بتأنيبه وتحقيره أمام الناس، وذكر له بأنه شخص منفعل ولا يصلح للقيادة، وفي أواخر عام 1305هـ/1888م رجع النجومي إلى دنقلا بغرض التقدم نحو مصر، وعند حلول 1306هـ/1889م انتشرت المجاعة في جميع أنحاء السودان، وقام الخليفة عبد الله بتعيين يونس الدكيم قائداً عاماً وعاملاً على دنقلا، وأمره بأن يضغط على النجومي لكي يتحرك نحو مصر.

لقد تم نقل يونس الدكيم من القلابات إلى دنقلا، وقد كان نقله بعد خلاف نشب بينه وبين حمدان أبو عنجه، وسبب هذا الخلاف أنّ يونس الدكيم قد تغول على سلطات حمدان أبو عنجة في القلابات، وتأكد الخليفة عبد الله من عدم استمرارهم مع بعض في القلابات ولذلك تم تعيين يونس الدكيم عاملاً على كل الجيش في دنقلا.

ومما شجع الخليفة عبد الله للضغط على النجومي للتحرك نحو مصر أنّ عدداً من القبائل في جنوب مصر قد أبدت الموافقة على الوقوف مع قوات الخليفة عبد الله ضد القوات المصرية، ومن تلك القبائل قبيلة الجعافرة، ورغم مرض النجومي تحرك بجيشه الذي فرّ عدد كبير منه من دنقلا نحو الشمال وقام بصرف مقدار قليل من الذرة لكل مقاتل وهو شيء لا يكفي لإطعام قواته.

انضم إلى النجومي في دنقلا 2087 مقاتلاً من قبيلة البطاحين، وقد استقبلهم النجومي بعرضه كبيرة خارج المدينة، ورفع لنجومي كشف شامل للخليفة بالأعداد التي انضمت إليه وسلاحهم وراياتهم.

لقد كان قوام قوات النجومي يتكون من قوات الراية الحمراء بالإضافة إلى قوات القبائل التي انضمت إلى النجومي مثل الرباطاب والجعليين والشايقية والشكرية والدناقلة والمحس والرزيقات والهبانية، والمسيرية، وقد كانت أسلحتهم بدائية مقارنةً بأسلحة القوات المصرية، حيث كان الخليفة عبد الله يعتقد بأنّ سلاح القوات المصرية هو نفس السلاح الذي قاتلوا به ضدهم في سنوات المهدية الأولى. وقد كانت أعداد القوات التي مع النجومي في دنقلا قبل أن تتحرك منها شمالاً تتكون من 11977 مقاتلاً وعدد الخيول 840 أمّا السلاح الأبيض فقد بلغ 2841 قطعة سلاح، هذه الأعداد كانت في 7 ربيع أول 1306هـ/نوفمبر1889م.


انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ "أهم معارك الثورة المهدية". الموسوعة السودانية. 2017-09-20. Retrieved 2018-01-22.