ڤاسيلي كولوتشا

ڤاسيلي إيڤانوڤتش كولوتشا Василий Иванович Колотуша ‏(26 يونيو 1941 - 11 يوليو 2020)، دبلوماسي سوڤيتي روسي، وسفير فوق العادة (14 سبتمبر 1990) إلى دول كثيرة، منها لبنان.

ڤاسيلي إيڤانوڤتش كولوتشا
Василий Иванович Колотуша
Василий Иванович Колотуша.jpg

في 1965، تخرج من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO)، بوزارة الخارجية السوڤيتية.

كان متزوجاً وله نجلان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شهادات دبلوماسية

 
مذكراته اللبنانية، التي تحمل عنوان “كم تساوي حياة سفير محسوبة بمادة تي أن تي”

توفي ڤاسيلي إيڤانوڤيتش كولوتوشا في 11 يوليو عن عمر يناهز 80 عاماً. عمل في الجمهورية العربية المتحدة والعراق ولبنان والمغرب. في آخر بلدين شغل منصب سفير – في لبنان خلال فترة 1986-1990، وفي المغرب خلال فترة 1992-199. وبين هاتين البعثتين، ترأس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وروسيا الاتحادية.[1]

في مذكراته اللبنانية، التي تحمل عنوان “كم تساوي حياة سفير محسوبة بمادة تي أن تي”، كتب ڤاسيلي كولوتوشا:

“بالنسبة لجيلي من دبلوماسيي المنطقة العربية والشرق الأوسط، كان المصير لا يُحسد عليه. مراحل تطور حياتنا المهنية كانت إما في صنعاء أو الخرطوم والقاهرة ودمشق وبيروت وبغداد وطرابلس والجزائرأيا كانت العاصمة، فنحن نربطها على الفور بالحروب والانقلابات والقصف والمناخ غير الصحي والشركاء المحليين صعبي التعامل… في كثير من الأحيان كان خبزنا تفوح منه رائحة البارود أو حتى مادة “تي أن تي”….

في العام 1986، أصبح ڤاسيلي كولوتشا أصغر سفير لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. في سن الخامسة والأربعين، ترأس البعثة الدبلوماسية في لبنان. هذا أمر نادر اليوم، وكان أكثر غرابة في العصر السوفياتي. ولا يزال يُذكر ڤاسيلي كولوتوشا باعتباره الشخص الذي حطم كل الصور النمطية. في ذروة الحرب الأهلية في لبنان، لم يقبع داخل السفارة، بل ذهب شخصياً للتعرف إلى السياسيين المحليين، بغض النظر عن المعسكر الذي ينتمون إليه.

يذكر في كتابه كيف أن الصحف اللبنانية نشرت رسوماً كاريكاتورية تصوّره، وكيف أضافه “حزب الله” الشيعي وأجهزة المخابرات السورية التي كانت تسيطر على البلدا إلى قوائمهما السوداء.

تمكن ڤاسيلي كولوتوشا من المناورة بين مروحة متنوعة من مجموعات المصالح.

قام السفير السوفياتي في بيروت بحركة نادرة في تاريخ الدبلوماسية عندما أخرج بموكبه الرجل الذي ساعد في إطلاق سراح الدبلوماسيين السوفيات الذين احتجزهم “حزب الله” كرهائن، قبل عام من توليه منصبه، وأنقذه من المخابرات السورية.

هكذا تحدث زملاء كولوتوشا عن علاقتهم بالراحل لـ”كومرسانت”


ميخائيل بوگدانوف – نائب وزير الخارجية

وفاة ڤاسيلي إيڤانوڤيتش كولوتوشا خسارة كبيرة لأصدقائه وزملائه. مؤخراً، في 26 يونيو، اتصلت به لتهنئته بعيد ميلاده. كانت هناك خطط للاحتفال بيوبيل ميلاده العام المقبل. كان مليئا بالطاقة. كانت وفاته مفاجأة كبيرة لنا جميعاً.

كان ڤاسيلي إيفانوفيتش أعمق متذوق للشرق، وأحد أفضل المترجمين، بما في ذلك ترجمة اللقاءات مع رئيسي مصر جمال عبد الناصر وأنور السادات، بالإضافة الى الرئيس العراقي صدام حسين.

أود أن أشير بشكل خاص إلى مساهمته في سياستنا للشرق الأوسط كرئيس لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي ترأسه في العام 1990.

لمدة عامين ، تمكن من العمل مع أربعة وزراء خارجية – إدوارد شيفرنادزه وألكسندر بيسمرتنيگ وبوريس بانكين وأندريه كوزيريف. لقد كانت فترة صعبة بالنسبة لبلدنا. عندما كان التكوين الاجتماعي السياسي يتغير، كانت الأولويات تتغير، لكن الحكمة والمهنية من ڤاسيلي إيفانوفيتش كولوتوشا ساعدت في الحفاظ على دور بلادنا في ساحة الشرق الأوسط في الأوقات الصعبة.

قاد جميع التحضيرات لمؤتمر السلام العربي الإسرائيلي الأول في مدريد. خلال هذه الفترة، أتيحت لي فرصة العمل معه في فريق واحد، ومشاهدة هذا الحدث التاريخي عندما أصبح الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة معاً رعاة لتسوية في الشرق الأوسط.

على الرغم من حقيقة أن ڤاسيلي كولوتشا كان قريباً من القيادة الفلسطينية، بما في ذلك مع ياسر عرفات، لا سيما خلال فترة عمله في لبنان، إلا أن العلاقات بين الاتحاد السوفياتي وإسرائيل بدأت تتعافى وتتطور بنشاط تحت قيادته، حيث تم تنظيم أول زيارة لوزير خارجيتنا إلى هذا البلد.

خلال رحلته المهنية الأخيرة إلى المغرب، كان يحظى باحترام قيادة البلاد، لا سيما الملك الراحل الحسن الثاني. لقد وثقوا فيه، ورأوا كيف كان يعرف ويفهم العالم العربي.

بعد تقاعده، أصبح ڤاسيلي كولوتوشا مهتماً بتاريخ الحرب العالمية الثانية. في العام 2018، نشر كتاب “معسكر الاعتقال غير معروف” المكرس لتاريخ معسكر أسرى الحرب السوفيات في مدينة فلاديمير فولينسكي في أوكرانيا.

كان شخصًا مبدعاً للغاية ولديه نظرة واسعة. سنفتقده جميعاً.

أوليگ أوزيروف – نائب رئيس إدارة افريقيا في وزارة الخارجية الروسية

-ڤاسيلي إيڤانوڤيتش – رئيسي الأول. إن وفاته نبأ محزن لكل من عمل في الشرق الأوسط. في أوائل الثمانينيات، ترأس قسم سوريا ولبنان في وزارة الخارجية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، حيث ذهبت للعمل بعد التخرج، وقبل أول رحلة عمل إلى سوريا. منذ الأيام الأولى في العمل، أبهرني بأعلى درجات الاحتراف. كانت اجاباته جافة، خالية من العواطف، ولكنها زاخرة بالتواريخ والأرقام والحقائق التي جعلته خبيراً مرموقاً.

لعب ڤاسيلي إيفانوفيتش دوراً كبيراً في تطوير العلاقات بين بلدنا ومنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها خلال مهمته في لبنان في النصف الأول من السبعينيات، حيث بنى مع دبلوماسيين آخرين علاقات متشعبة مع مختلف المنظمات الفلسطينية – من أقصى اليسار إلى أولئك الذين كانت تطلق عليهم حينها تسمية القوميين البرجوازيين. من خلال جهوده، تحولت العديد من هذه المنظمات من الأساليب الإرهابية للنضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني إلى العمل السياسي الكامل. وقد أتاح ذلك في نهاية المطاف للأمم المتحدة في عام 1974 الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى الدبلوماسية، كان ڤاسيلي ايفانوفيتش مفتونًا بعلم المسكوكات وهو معروف على نطاق واسع في هذه الدوائر كخبير لامع.

بعد الانتهاء من مسيرته الدبلوماسية، كتب كتابين شيقين عن عمله – “كم تساوي حياة سفير محسوبة بمادة تي أن تي؟” و “حكايات المترجم القديم” التي ستنشر قريبا. أنا متأكد من أن الذكرى الجميلة لهذا الدبلوماسي الشرق أوسطي اللامع والشخص الرائع ستبقى في قلوبنا لفترة طويلة.

السكندر اكسينيوك – نائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الخارجية والسفير المفوض فوق العادة

تلقيت بألم شديد نبأ رحيل صديق وزميل في ورشة العمل الدبلوماسية. ينتمي ڤاسيلي إلى مجموعة من المستعربين المتفانين. أتذكر بحرارة تعاوننا المشترك حول اللغة العربية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، والعمل في وزارة الخارجية في أوقات الأزمات الصعبة واللقاءات عند مفترق الطرق في الشرق الأوسط.


بيوتر ستيگني – السفير المفوض فوق العادة

مُنح ڤاسيلي إيفانوفيتش هبة اجتذاب الناس. كرّس نفسه لعمله. لقد كان أحد الأحجار التي بنيت عليها سياستنا في الشرق الأوسط. حتى الآن، يرتبط العديد من نجاحاتنا الحالية بعمل ذلك الجيل من الدبلوماسيين.

مع رحيله، انتهى عصر كامل في الدراسات العربية ودبلوماسية الشرق الأوسط. لم يكن فقط دبلوماسياً مرموقاً، بل كان أيضاً مترجماً لامعاً. يمكنك أن تقول مترجم رائد. لم يعلمنا أحد لهجات اللغة العربية، وكان علينا أن نتعلم خفايا الترجمة الفورية في الحال. وصل إلى الجوهر، وارتقى بالترجمة إلى الكمال. وكان محاوروه العرب، وبخاصة اللبنانيين، يحبونه كثيراً.

معرض صور

الهامش

  1. ^ وسام متى (2020-07-14). "ڤاسيلي كولوتوشا … شهادات دبلوماسية". المسكوبية (موقع إلكتروني).