پونت (Punt) هي بلاد تطل علي البحر الأحمر أو خليج عدن، جنوبي شرق مصر بعد السودان. وأغلب الظن أنها الصومال. وقد سجلت الملكة الفرعونية حتشبسوت حملتها عليها فوق جدران معابدها بالدير البحري بالأقصر . وكان قدماء المصريين علي صلة تجارية بها حيث كانوا يتبادلون السلع . فكانوا يجلبون منها الذهب والبخور للمعابد والعاج والأبنوس والنسانيس واللبان . ولا يعرف حتي الآن مكان سكان بنط إلا أنهم كانوا قرب الصومال . وكانت لهم مملكتهم حيث صورة ملكة بونط علي جدران معبد حتشبسوت وكانت تعاني من مرض الفيل في رجليها المتورمة كما في الصورة . وظلت العلاقات التجارية بين مصر وبونت طوال العصرين الإغريقي والروماني .

The wife of the ruler of Punt from Hatshepsut's Deir el-Bahri monument.

وفي نطاق الحرب الإهلية المستعرة في الصومال منذ 1985 (؟)، فقد أعلن أحد أقاليم وسط الصومال في أوائل 1990 الإنفصال وانخذ اسم بلاد بونت (بونتلاند) اسما له.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحملات المصرية إلى بونت

 
Egyptian soldiers from Hatshepsut's Year 9 expedition to the Land of Punt as depicted from her temple at Deir el-Bahri.
 
This relief depicts incense and myrrh trees obtained by Hatshepsut's expedition to Punt
 
A tree in front of Hatshepsut's temple, claimed to have been brought from Punt by Hatshepsut's Expedition which is depicted on the Temple walls

لقد جاء ذكر هذه البلاد البعيدة أحيانا في النصوص الملكية، أو السير الذاتية كهدف لبعثات سلمية كان الملك يرسلها لجلب البخور والمر والدهانات والمراهم العطرية، والتي كانت لازمة لإقامة طقوس الآلهة ، ولترف وبذخ البشر. وكان من الممكن بلوغ أرض العطور والطيب هذه بواسطة السفن المنقولة مفككة، عبر ممرات الصحراء الشرقية نحو البحر الأحمر في القصير ووادي الجواسيس. (وكانت الرحلة إلى بلاد بونت ترتبط أحيانا مع بعض الحملات المتوجهة إلى جنوب شرق شبه جزيرة سيناء). وكثيرا ما كان يتوجه أهالي بونت بمراكبهم الصغيرة نحو السواحل المصرية. ومنذ فترة بعيدة عدل الكثيرون عن اعتقادهم بان موقع بلاد بونت هو منطقة العرب السعيدة (اليمن) وعدلوا كذلك عن الخلط بينها بدون أي سند وبين أرض "أوفير Ophir" التي جاء ذكرها في التوراة بكل ما تتضمنه من كنوز الملك سليمان. وكانت هناك وسيلة اتصال عن طريق الصحراء تسمح بوصول منتجات بونت غلى مصر. كما أن جبل بونت ومنحدراته المحتوية على مناجم الذهب كانت تتاخم بلاد "كوش Kouch" في وادي النيل النوبي. فلا يستلزم الأمر إذن الذهاب نحو "زنجبار Znazibar" أو جزيرة "سقطرى Socotra" بل ولا حتى جهة الصومات للبحث عن بلاد بونت.[1]

وكان استيراد البخور الفاخر يتم من يد إلى أخرى في مقايضات عديدة ويخضع كذلك لاحتمالات الربح والخسارة ، ولا يتم بشكل منتظم ومتوال. كما أن القيام برحلة بحرية كان ينطوي على مخاطر عديدة، بكل ما يتضمنه نهاية العالم من غموض وإبهام. (فمن خلال رحلة بحرية مماثلة، وجد "الملاح الغريق" نفسه فوق جزيرة خيالية هي "جزيرة الثعبان" في أسطورته الشهيرة). ولا شك أن إرسال أسطول ضخم نحو الشرق، مصدر البخور والذهب ومختاف النفائس الأفريقية، يعد في حد ذاته بالنسبة لأي ملك من الملوك عملا له أبعاده الإقتصادية والدينية البعيدة المدى. فمثل هذا العمل الذي أوحى به الإله آمون كان المفخرة الكبرى الوحيدة التي قامت بها الملكة "حتشبسوت" خارج مصر والتي سردت تفاصيلها السعيدة في نصوص وأحاديث شيقة، ومن خلال صور ورسوم رائعة.

ويرجع أول ذكر لعلاقة مصر ببلاد بونت إلى الأسرة الخامسة، خلال القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد (في عهد الملك ساحو رع، ثم الملك أسوسي Asosi الذي أحضر له قزم من تلك البلاد) . وترجع أحدث الشواهد على قيام حملات إلى بونت إلى الأسرة السادسة والعشرين. وقد نتساءل عما إذا كان الملك "نخاو الأول Nechao I" ، عند تنفيذ مشروعه بشق القناة التي تربط بين البحرين، وتسيير المراكب الفينيقية ذات المجاديف الثلاثة في عرض البحر الأحمر، كان يهدف منافسة الجنوب الغربي في ملء أسواق البلاد الواقعة على البحر المتوسط بالعطور والبخور وغيرها من منتجات بونت؟


Ta netjer

الموقع

 
Supposed location around the Red Sea and major travel routes by land and sea
 

Egyptian spelling "pwenet"
it should be noted that the feminine "t" ending was not pronounced during the New Kingdom
the last sign is the determinative for country, land
 
Wall relief
 
Huts as in relief

تتضمن تلك البقعة منطقة صحراوية وأخرى ساحلية تنحصر بين خطي عرض 22˚ ، 18˚ شمال خط الإستواء. ومن جهة الجنوب تقطع مرة أخرى إقليم كسلا وشمال أرتيريا. أما جهة الغرب والشمال الغربي فتفصلها عن كوش وعن بلاط "المجاي" (العطية Etbaye بوجه عام) حدود غير واضحة.

وكان المستكشفون المصريون يستطيعون الوصول إليها عن طريق البر، بعد اجتيازهم لمساحات واسعة من الأراضي الجبلية الجرداء. وكان من الممكن كذلك الوصول إليها عن طريق البحر بعد جهد شاق ورحلة طويلة موازية للساحل ذهابا وإيابا. فلا غرابة أن تتصف بلاد بونت بالسحر والغموض والألفة في آنه واحد. وكان "مين Min" إله قفط، ورب طرق الأسفار الكبرى بالصحراء الشرقية هو النموذج الأصلي "للمجاي" الذي وفد من بونت، كما كانت حتحور Hathour المساوية، سيدة الرحلات البعيدة خارج مصر، كانت سيدة بونت.

وكانت بونت تنتج بوجه عام مختلف أنواع أشجار البخور (Boswellia et Commiphera) التي تنمو وتزدهر بالمناخ الجاف. كما تحتوي كذلك على أشجار نخيل الدوم، وتنتج عطورا سوداء اللون وصلبة (حين Heben باللغة المصرية القديمة) . وكانت تعيش في صحراء بونت النمور والفهود، وقرود البابوان والقرود الطويلة الذيل التي كانت تتواجد باستمرار فوق التلال الجدباء، وكذلك الزرافات والكركدن (وحيد القرن) وهي من حيوانات السهول. وكان الذهب كذلك يجلب من بونت. وتهطل سيول الأمطار الغريرة على جبلها في فصل الصيف. وتسمح لنا تلك المعلومات التي استقيناها من بعض النصوص بتحديد شواطئ بونت وبقية أراضيها الداخلية.

الهوامش

  1. ^ پاسكال ڤيرنوس (1999). موسوعة الفراعنة. دار الفكر. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

المصادر

  • موسوعة حضارة العالم وضعها أحمد محمد عوف.
  • Bradbury, Louise (1988), "Reflections on Travelling to 'God's Land' and Punt in the Middle Kingdom", Journal of the American Research Center in Egypt 25: 127–156, doi:10.2307/40000875 .
  • Breasted, John Henry (1906-1907), Ancient Records of Egypt: Historical Documents from the Earliest Times to the Persian Conquest, collected, edited, and translated, with Commentary, 1-5, University of Chicago Press .
  • Fattovich, Rodolfo. 1991. "The Problem of Punt in the Light of the Recent Field Work in the Eastern Sudan". In Akten des vierten internationalen Ägyptologen Kongresses, München 1985, edited by Sylvia Schoske. Vol. 4 of 4 vols. Hamburg: Helmut Buske Verlag. 257-272.
  • ———. 1993. "Punt: The Archaeological Perspective". In Sesto congresso internazionale de egittologia: Atti, edited by Gian Maria Zaccone and Tomaso Ricardi di Netro. Vol. 2 of 2 vols. Torino: Italgas. 399-405.
  • Herzog, Rolf. 1968. Punt. Abhandlungen des Deutsches Archäologischen Instituts Kairo, Ägyptische Reihe 6. Glückstadt: Verlag J. J. Augustin.
  • Kitchen, Kenneth (1971), "Punt and How to Get There", Orientalia 40: 184–207 
  • Kitchen, Kenneth (1993), "The Land of Punt", in Shaw, Thurstan; Sinclair, Paul; Andah, Bassey et al., The Archaeology of Africa: Foods, Metals, Towns, 20, London and New York: Routledge, pp. 587–608 .
  • Meeks, Dimitri (2003), "Locating Punt", in O'Connor, David B.; Quirke, Stephen G. J., Mysterious Lands, Encounters with ancient Egypt, 5, London: Institute of Archaeology, University College London, University College London Press, pp. 53–80, ISBN 1-84472-004-7 .
  • Paice, Patricia (1992), "The Punt Relief, the Pithom Stela, and the Periplus of the Erythean Sea", in Harrak, Amir, Contacts Between Cultures: Selected Papers from the 33rd International Congress of Asian and North African Studies, Toronto, 15–25 August 1990, 1, Lewiston, Queenston, and Lampeter: The Edwin Mellon Press, pp. 227–235 .
  • O'Connor, David (1994), Ancient Nubia: Egypt's Rival in Africa, University of Pennsylvania Press, pp. 41–44.

الأدب الأقدم

  • Johannes Dumichen: Die Flotte einer ägyptischen Königin, Leipzig, 1868.
  • Wilhelm Max Müller: Asien und Europa nach altägyptischen Denkmälern, Leipzig, 1893.
  • Adolf Erman: Life in Ancient Egypt, London, 1894.
  • Édouard Naville: "Deir-el-Bahri" in Egypt Exploration Fund, Memoirs XII, XIII, XIV, and XIX, London, 1894 et seq.
  • James Henry Breasted: A History of the Ancient Egyptians, New York, 1908.

وصلات خارجية

تقارير إخبارية عن حفريات وادي Gawasis