پابلو گارگايو

پابلو گارگايو Pablo Emilio Gargallo (عاش 5 يناير 188128 ديسمبر 1934) نحات ورسام أراگوني إسباني، درس الفن في مدرسة الفنون الجميلة في مدينة برشلونة. تأثر في بداية حياته الفنية بأعمال النحات الفرنسي مايول A.Maillol، وظل مغرماً بأعماله حتى أواخر حياته.

Kiki de Montparnasse (1928). Bronze. Musée de Louvre
The Ancient Athlete Outside Argillo Palace

عمل في بداية مسيرته الإبداعية خزافاً، مؤكداً استخدام الألوان الخزفية في عملية التعبير، كما قدم تجارب مهمة بالحجر والرخام. تعرف في تلك المرحلة من حياته الفنانَ الإسباني پيكاسو Picasso فجمعتهما صداقة وطيدة، وعملا معاً في مشغل واحد. تأثر گارگايو بلوحات بيكاسو التكعيبية، وأخذ ينفذ على شاكلتها تكوينات نحتية بالصفائح المعدنية، وبناءً على دعوة من بيكاسو سافر إلى باريس حيث توضحت معالم اتجاهه الفني الذي دعي بـ «المدرسة الحرة» وراح يتردد على فرنسا كثيراً في الفترة ما بين 1906-1911، وفي عام 1917 عُيِّن أستاذاً في المدرسـة الوطنية العليا للفنون في برشلونة، وفي عام 1924 ارتحل إلى فرنسا وبقي فيها.

يعد گارگايو واحداً من أهم النحاتين الذين طوروا فن النحت المعدني، ففي عام 1911 بدأ الاعتماد على الصفائح المعدنية الحديدية والنحاسية والرصاصية في تشكيل تكويناته النحتية. وكانت نتائجه التي توصل إليها واضحة التأثر بأعمال التكعيبيين، فظهرت إلى حيز الوجود وجوهه الأولى المنفذة بالمعدن، وقد تميزت بأناقتها، وبداية تأثره بالفنون الزنجية وما تتضمنه من أبعاد سحرية وأسطورية.

ومن الملاحظ أيضاً تأثره بأعمال النحات أرشيپنكو Archipenko، ولاسيما في إدخال الفراغات في بنيان العمل النحتي، وقد توضح ذلك في «وجه صغير من عام 1911»، وبعد ذلك بدأ غارغايّو بتشكيل الهيئات الإنسانية الكاملة باستخدام الصفائح واعتماد طريقة البرشمة (التبشيم) في تثبيت أجزاء العمل النحتي بأجزائه الأخرى. ومن أهم أعمال هذه المرحلة «أنطونيوس» عام 1922، و«صلب المسيح» 1923و«الراقصة» عام 1924.

وفي نهاية العشرينات تحدد أسلوبه النحتي بوضوح، إذ اعتمد في تشكيل منحوتاته على التناغم بين الكتلة والفراغات الداخلية المحيطة بالعمل ومن دون الإخلال بمعالم السيلويت (الصورة الظلية) silhouette.

بعد عام 1927 وبناءً على نصيحة النحات الإسباني گونزالس Gonzales استخدم گارگايّو اللحام بالقوس الكهربائي وبالأستيلين في تثبيت مكونات منحوتاته وبهذا أخذت أعماله منحى جديداً ليس في الجانب التقاني وحسب، وإنما في الأسلوب الفني أيضاً. مخضعاً كتله النحتية لقانون تشكيلي واضح المعالم عن طريق معالجة السطوح والحجوم والفراغات، فإلى جانب الأشكال البارزة والمقعرة؛ ضمَّن أعماله أشكالاً فراغية مدروسة ومتكررة إلى درجة هيمنتها على التكوين النحتي من الداخل والخارج، وهذا مايؤكد تأثره الواضح بالباروك baroque الإسباني الذي ظل متأثراً به طوال حياته الفنية إلى درجة أنه استخدم شريطاً ضيقاً من المعدن رسم من خلاله الشكل المقصود في الفراغ. ومن أهم أعمال هذه المرحلة «البهلوان والقيثارة» 1932، و«وجه شاغال» 1933، و«النبي» 1933.

صبَّ جارجايّو كثيراً من أعماله بمادة البرونز، ومن خلال هذا التحول في استخدام المادة بدت هذه الأعمال بحال مغايرة تماماً لحالها الأولية. ومن الأعمال المنفذة بهذه التقانة تمثاله «النبي» الذي يعد من أهمها لما يختزنه من معان تعبيرية ملموسة، وقد عالجه بأسلوب طبيعي أنيق وبلغة نحتية حديثة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  • أحمد الأحمد. "غارغايّو (بابلو ـ)". الموسوعة العربية.


للاستزادة

  • P. Courthion: L'Oeuvre complet de Pablo Gargallo (Paris, 1973) [with catalogue raisonnee by P. Anguera-Gargallo]
  • A. Cirici: Gargallo i Barcelona (Barcelona, 1975)
  • J. Anguera: Gargallo (Paris, 1979)
  • Gargallo (exhib. cat., Paris, Mus. A. Mod. Ville Paris, 1981
  • Gargallo: Exposicio del centenari (exhib. cat. by M.L. Borras and others, Barcelona, Ajuntament, 1981)
  • Gargallo (exhib. cat., Paris, Gal. Marwan-Hoss, 1983; 1989)
  • El Museo Pablo Gargallo (Saragossa, 1985)
  • Gargallo (exhib. cat., London, Gimpel Fils, 1986)
  • Gargallo (exhib. cat., New York, Arnold Herst & Co. Gal., 1987)
  • Catalogo del Museo Pablo Gargallo (Madrid, 1991)
  • Gargallo (exhib. cat., Pontoise, Mus. Pontoise, 1992)