يوم الثمان ساعات

حركة يوم الثمان ساعات، أو حركة أسبوع الأربعين ساعة، eight-hour day movement، ويعرف أيضا بحركة الوقت القصير، تعود بأصولها إلى الثورة الصناعية في بريطانيا حيث أدى الانتاج الصناعي الكبير في المصانع إلى تغير في الحياة العملية وإزدياد ساعات العمل وسوء ظروف العمل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

في أوائل القرن التاسع عشر، في عهد الثورة الصناعية في اوروپا والولايات المتحدة كانت الفجوة تزداد بين الطبقة الكادحة، عمال المصانع والمناجم تحديدًا، وبين طبقة أصحاب الأعمال والحكومات. ظهرت نداءات تطالب بتحسين أوضاع العمال، من بين تحسين ظروف العمل بما يضمن سلامة العمال، ومطلب آخر هو تقنين أوضاع العمال لضمان حقوقهم. كانت تلك الأفكار هي الأساس الذي قامت عليه النقابات والاتحادات العمالية في المدن الصناعية، لم تكن ذات قوة مركزية، كلما اجتمع عمال المصانع المتقاربة على عدة مطالب، تقدم متطوعين لتمثيلهم في حوار مع أصحاب المصانع.[1]

بدأت الفكرة تنتقل بين المدن، تحت مطلب يوم عمل مدته ثمانِ ساعات، ربما تغيرت المطالب و الآراء، لكن جميع الحركات العمالية اتفقت على تقليل ساعات العمل، من 12 أو 16 ساعة يوميًا إلى ثمانِ ساعات، وهو -في ذلك الوقت- يكفي ليضمن راحة العمال، وفي نفس الوقت إنتاجٍ كافٍ للمصانع. مع الوقت، صارت تعرف في الأوساط بــ"حركة الثمانِ ساعات".

في عصر استبداد أصحاب الأموال والنفوذ وانحياز الحكومات لهم، لم تجد تلك الحركات أي إجابة لها، ربما قامت إضرابات في أماكن مختلفة، لكن كانت تُحتوى إما بالوعود أو بالعنف مثلاً، يقلل صاحب المصنع ساعات العمل و يقلل معها الأجر، فيضطر العمال إلى العمل ساعات إضافية بنفس الأجر القديم. في مكان آخر يدعو البعض للإضراب، أما من دعا فإن مصيره الطرد، أما من فكر في الاستجابة خاف من نفس المصير

كان الحل الأمثل حينها، هو تجميع تلك الحركات في قوة وتجمع أكبر اتحادات العمال، بدأت تتكون في المدن، ثم تجمعت في عدة مقاطعات، ثم تكونت على مستوى البلاد، لتصبح ذات قوة عددية و صاحبة قرار، بدأت النداءات مرة أخرى من تقنين أوضاع العمال، ربما نجحت في أماكن و لم تنجح في أماكن أكثر، و في معظمها تم تجاهلها والالتفاف على مطالبها.


أستراليا

 
مسيرة يوم الثمان ساعات حوالي 1900، خارج البرلمان في سپرنگ ملبورن.
 
لافتة يوم الثمان ساعات، ملبورن، 1856
 
Eight-hour day procession by miners in Wyalong, New South Wales - late 1890s

اوروپا

تم الدعوة في المؤتمر التحضيري لما أصبح فيما بعد الأممية الاشتراكية الثانية في 1889 لمظاهرات متزامنة في المدن الأوروپية يوم 1 مايو 1890 من أجل المطالبة بقانون يحد ساعات العمل إلى ثمانية ساعات.

وكان قرار قد أصدر من قبل الجناح اليساري الماركسي في الأممية في باريس في يوليو 1881 بمناسبة العيد المئوي للثورة الفرنسية ودعا القرار لمظاهرات عمالية أممية في نفس اليوم وبنفس المطالب لقانون الثماني ساعات، وبما أن اتحاد العمل الأمريكي كان قد قرر مسبقًا أن ينظم مظاهرات مشابهة في الأول من مايو 1890 تم اختيار نفس اليوم للتظاهر في أوروبا ولم تكن الدعوة لحدث سنوي بل ليوم واحد محدد، بل ولم تكن الأحزاب الاشتراكية التي دعت لهذا اليوم تضع أهمية ضخمة عليه ولكن الذي حدث في مظاهرات أول مايو 1890 فاق كل التوقعات وقد كان أحد أسباب ذلك هو التوقيت من الناحية السياسية فقد تزامنت تلك اللحظة السياسية مع انتصارات هامة للحركة العمالية وتقدم كبير في وعي وثقة الطبقات العاملة الأوروبية.

المملكة المتحدة

 
The Modern Bed of Procustes
Procrustes. "Now then, you fellows; I mean to fit you all to my little bed!"
Chorus. "Oh lor-r!!"
"It is impossible to establish universal uniformity of hours without inflicting very serious injury to workers." — Motion at the recent Trades' Congress.
Cartoon from Punch, Vol 101, September 19, 1891

وفي المملكة تكونت موجة جديدة من النقابات إثر الإضراب الضخم لعمال الموانئ في 1889 وفي ألمانيا حقق الاشتراكيون مكسبًا هامًا حين رفض البرلمان الألماني في نفس العام الإبقاء على قوانين بيز مارك المناهضة للاشتراكية واستطاع الحزب أن يضاعف من أصواته في الانتخابات العامة واستطاع أن ينال أكثر من 20 بالمائة من مجموع الأصوات.

ولذا فلم يكن من الصعب في مثل هذه الأجواء أن ينجح الاشتراكيون والقيادات العمالية في تنظيم مظاهرات كبرى في مايو 1890. ولكن حتى في هذه الظروف لم يكن أحد أن يتوقع حجم المشاركة العمالية في ذلك اليوم. ففي لندن تجمع أكثر من 300 ألف عامل في حديقة هايد بارك ليشكلوا أكبر مظاهرة عمالية تشهدها البلاد حتى ذلك الوقت.

سويسرا

وفي فيينا شارك مئات الألوف في المظاهرات وقد أشاد فريدريك أنجلز بعد ذلك اليوم بعدة أسابيع بمظاهرات فيينا حيث كتب أن "في أوروبا كانت النمسا وفي النمسا فيينا التي احتفلت بهذا العيد بأعظم وأفضل الأشكال".

وكان هناك خلافًا في الحركة الاشتراكية حول طبيعة المظاهرات فكان هناك اتجاهًا يساريًا يرى ضرورة أن تتم المظاهرات في يوم الأول من مايو نفسه وبما أن ذلك اليوم كان يوافق يوم عمل في 1890 فإن المظاهرات كانت بالتالي تمثل إضرابًا شاملاً عن العمل في ذلك اليوم. أما الاتجاه الآخر وهو اتجاه إصلاحي كان يرى أن المظاهرات يجب أن تتم في يوم عطلة تالي للأول من مايو وبالتالي لا تشكل إضرابًا عن العمل.

وخرج الاتجاه اليساري منتصرًا حيث خرجت المظاهرات في الأول من مايو وشكلت بالتالي إضرابًا عن العمل واسع النطاق وقد انتشرت المظاهرات في ذلك اليوم في جميع المدن الأوروبية الكبرى واتسمت بمزيج عمالي خاص بين الإضراب والتظاهر والاحتفال وأصبح تقليدًا سنويًا للحركة العمالية العالمية.

وسرعان ما تنبهت البرجوازيات الحاكمة لخطورة هذا الاحتفال العمالي ولم يكن من الممكن مواجهة الأول من مايو بالقمع أو المنع وبالتالي بدأت البرجوازيات في اللجوء لسياسات استيعاب حيث بدأت الحكومات واحدة تلو الأخرى اعتبار الأول من مايو عطلة رسمية وبدأت في الاحتفال به بشكل رسمي، ومن المهم تذكر أن أول حكومة تحتفل رسميًا بالأول من مايو بعد الاتحاد السوفيتي كانت حكومة أدولف هتلر النازية.

فرنسا

وعندما طرح في البرلمان الفرنسي في العشرينات اقتراح أن يكون الأول من مايو عطلة رسمية لم يطرح من قبل اليسار بل طرح من قبل أقصى اليمين وفي المشروع الذي تبناه أربعون عضو يميني في البرلمان طرح الآتي:

"لا يجب أن تتضمن هذه العطلة أي عناصر من الحقد والكراهية بين الطبقات. يجب على كل الطبقات، إذا كانت ما تزال هناك طبقات، وعلى كل الطاقات المنتجة في الوطن أن تتآخي، ويجب أن يكون إلهام الجميع نفس الفكرة ونفس الهدف".

إيران

المكسيك

نيوزيلندا

پورتوريكو

أمريكا الجنوبية

الولايات المتحدة

 
Artist impression of the bomb explosion in Haymarket Square

أصبحت الثمانِ ساعات مطلب دولي في مختلف مدن العالم.. في أكتوبر 1884، توصل اتحاد العمال الأمريكي إلى اتفاق بتحقيق هذا المطلب، ووعد بذلك في موعد أقصاه الأول من مايو 1886. تمضي الأيام، و لا شيء يتغير، قامت الدعوات من مصانع شيكاغو لإضراب عام في أمريكا، يوم السبت الأول من مايو 1886. واجتاحت الإضرابات أمريكا في ذلك اليوم، دون استجابة أو رد. في الثالث من مايو، حاصرت الشرطة عمال مصنع في شيكاغو دعوا إلى الإضراب من جديد، وحدثت اشتباكات توفى بسببها اثنان من عمال ذلك المصنع.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مذبحة هاي ماركت

قام إضراب في شيكاغو في اليوم التالي، انتهى بمذبحة هاي ماركت في نوفمبر 1887، أُعدِم أربعة من دعاة الإضراب في ميدان عام، أحدهم هو "August Spies" الذي قال قبل إعدامه "سيأتي الوقت الذي سيصبح فيه صمتنا أقوى من الأصوات التي ستعدموها اليوم".[2]

في عام 1888، دعا اتحاد العمال إلى إضرابات جديدة في عام 1889، في مئوية الثورة الفرنسية، دعا العديد في باريس إلى قيام تلك الإضرابات في جميع أنحاء العالم، وتحدد الأول من مايو 1890 ليكون الموعد شاركت مختلف الدول في قارات العالم، و كانت الذكرى الأولى ليوم العمال العالمي، والذي تكررت الإضرابات فيه من كل عام حتى تحققت مطالبهم، وتحتفل به العديد من دول العالم حتى الآن.

انظر أيضا

المصادر

وصلات خارجية

أستراليا

نيوزيلندا

الولايات المتحدة الأمريكية