يان كوم (اوكرانية: Ян Кум، إنگليزية: Jan Koum؛ وُلد باسم يان بوريسوڤيتش كوم اوكرانية: Ян Борисович Кум، إنگليزية: Yan Borysovych Kum، في 24 فبراير 1976)، هو بليونير ورجل أعمال ومهندس حاسوب أمريكي-أوكراني. وهو المدير التنفيذي السابق وشريك مؤسس، مع بريان أكتون، في تأسيس واتس‌آپ، تطبيق رسائل على الهاتف المحمول إستحوذت عليه فيسبوك في فبراير 2014 مقابل 13.3 بليون دولار أمريكي. بحسب فوربس، قدرت صافي ثروته في سبتمبر 2022 بمبلغ 13.8 بليون دولار، مما يجعله من أغني الأشخاص في العالم.[1] دخل قائمة فوربس لأغنى 400 أمريكي عام 2014 ليحتل الترتيب 62، بصافي ثروة مقدرة بمبلغ 7.5 بليون دولار، أعلى ترتيب يحرزه مدرج جديد على القائمة في تلك السنة.[2]

يان كوم
Jan Koum
Ян Кум
Jan Koum.jpg
وُلِدَ
يان بوريسوڤيتش كوم

24 فبراير 1976 (العمر 48 سنة)
كييڤ، أوكرانيا، الاتحاد السوڤيتي.
المهنةرجل أعمال ومهندس حاسوب
سنوات النشاط1994–الحاضر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

كان يان كوم الطفل الوحيد لوالد مدير مشاريع البناء وأم ربة منزل. بعد وفاة والده في أوكرانيا، هاجر إلى الولايات المتحدة مع والدته وعمره لم يتجاوز 16 عاماً، هرباً من البيئة السياسية المثيرة للقلق والمعادية للسّامية، إلى ماونتن ڤيو، كاليفورنيا، وهناك حصلت أمه على شقة من غرفتين صغيرتين للنوم. وأخذت والدة كوم معها الكثير من الأقلام وكومة من 20 دفتر ملاحظات سوڤيتي الإصدار، لتتجنب دفع ثمن اللوازم المدرسية في الولايات المتحدة. بدأت العمل كمربية أطفال، أمّا جان فبدأ بالعمل ككنّاس ينظف أرضية محل للبقالة للمساعدة في تغطية نفقات المعيشة. كان جان يتحدث الإنگليزية جيداً بما فيه الكفاية، ولكنه كان يكره الطبيعة الطائشة للصداقات في المدارس الثانوية الأمريكية؛ ففي أوكرانيا قد ترافق، لمدّة عشر سنوات، المجموعة الصغيرة نفسها من الأصدقاء في المدرسة.


عالم الهاكرز

ومع بلوغه سنّ الثامنة عشرة، كانت أولى خطوات كوم نحو التغيير الّذي لم يكن يعرف ملامحه بعد. وبدأ الشاب يدخل عالم التقنية معتمداً على نفسه لنقص المال، وشيئاً فشيئاً بدأ يقتحم دنيا الشبكات الحاسوب، فعلّم نفسه ربط تلك شبكات من خلال شراء كتيبات من متجر الكتب المستعملة وإعادتها عندما ينتهي منها. انضم إلى مجموعة هاكر تدعى w00w00 على شبكة الدردشة EFnet على الإنترنت، واستطاع أن يحادث المؤسس المشارك لناپستر، شون فانينگ.

دخل كوم عالم التقنية معتمداً على نفسه نتيجة فقره، وشيئاً فشيئاً اقتحم دنيا شبكات الحاسوب، فعلم نفسه ربط تلك الشبكات من خلال شراء كتيبات من متجر الكتب المستعملة، وانضم إلى مجموعة قراصنة تدعى « ..w.. w»

مسيرته المهنية

العمل في ياهو

ولم تأخذه اهتماماته بالتكنولوجيا بعيداً عن دراسته الجامعية، حيث التحق في عام 1996 جامعة سان خوزيه، إلا أنه ظل يعمل حارساً للأمن في شركة إرنست ويونيگ مساءاً، في عام 1997، ووجد نفسه جالساً إلى الجانب الآخر من مكتب برايان أكتون، موظف ياهو، حيث كان فريق عمل من إرنست آند يونگ يتفقد نظام الدعاية للشركة.

بعد ستة أشهر أجرى جان مقابلة عمل في ياهو وحصل على وظيفة كمهندس في البنية التحتية. وكان لا يزال في جامعة سان خوزيه. وبعد أسبوعين من استلامه لعمله في ياهو، تعطّل واحد من خوادم الشركة، فاتصل به الشريك المؤسس لياهو، ديڤد فيلو، وذلك لأن فريق المهندسين الذي كان يعمل معه، كان صغيراً جدًا واحتاج من ثمّة إلى الجميع، فأجاب جان "أنا في الصف"، فطلب منه فيلو أن يأتي فوراً للعمل، ويقول جان "لقد كنت قد كرهت المدرسة على أية حال، فتركت الصف وذهبت".

العمل مع فيسبوك

وتمر السنوات، وفي الوقت الذي كان يحلم فيه بحياة أفضل، كانت المفاجأة؛ وهي إصابة أمّه بالسرطان، لتزاد الأمور سوءًا من ثمّة. ودون تفكير اتّجه إلى علاجها من خلال الإعانات التي تقدّمها الحكومة إلى الفقراء، ثمّ واصل جان كوم حياته بفضل مساندة صديقه في ياهو بريان أكتون، لتزداد صداقتهما، ليصبح حلمهما واحداً، وهو الالتحاق بالشركة العملاقة فيسبوك، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تم رفض طلبيهما عام 2007، ويبدو أنهما قررا إجبار مارك زوكربيرج على البحث عنهما بعد سنوات، ولكن ليس للعمل لديه بل لشراء واتس‌آپ، برنامج الدردشة الشهير الذي رأى النور عام 2009، واستطاع أن يصل خلال 5 سنوات إلى 450 مليون مشارك، وهو الأمر الذي جعل مؤسس فيسبوك يدفع لهما 19 مليار دولار في صفقة هي الأكبر في عالم التقنية، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ الطرف الثاني أي “البائع، مازال “مُبتدئًا”.

ابتكار واتس‌آپ

لعبت فترة طفولته التي قضّاها في أوكرانيا دوراً مهماً في ابتكار واتس‌آپ، فالخصوصية كانت مفقودة في ذاك البلد الشيوعي حيث البوليس السري، لذا كان البحث حثيثا عن خدمة توفّر تلك الخصوصية في تبادل الرسائل.[3]

فاتّجه لإنشاء شركته الخاصة بعد فشله في الحصول على عمل في فيسبوك. وكتب كوم حينها «تغريدة» قال فيها: "فيسبوك رفضتني، كانت فرصة عظيمة للاتصال بأناس رائعين، أتطلّع إلى المغامرة القادمة في حياتي".

في يناير 2009، اشترى كوم آيفون، وأدرك أن أپ ستور، الذي كان عمره 9 أشهر حينها، سيتحوّل لصناعة كاملة من التطبيقات. فزار منزل أليكس فيشمان، وهو صديق روسي دأب على دعوة أفراد من المجتمع الروسي المحلي إلى منزله في غرب سان خوسيه، ويحضر هذه السهرات حوالي 40 شخصاً أحيانا. وفي السّهرة وقف كوم وأكتون لساعات يشرحان فكرة جان عن تطبيق يتضمن حالة المستخدم “Status”، كفكرة “البطارية على وشك الموت”، إلاّ أن كوم كان بحاجة إلى مطوّر آيفون، فقدّمه فيشمان إلى صديقه إيگور سولومينيكوڤ مطور ” RentACoder.com ”كوم اختار على الفور اسم واتس‌آپ لمعناه الّذي يبدو وكأنه "ما الأمر؟"، وبعد ذلك بأسبوع في عيد ميلاده، 24 فبراير 2009، أنشأ جان شركة واتس‌آپ في ولاية كاليفورنيا.

خلق الرمز الذي يوافق جميع الهواتف

ويقول فيشمان أن كوم دقيق جداً، حيث قضّى أياماً ليخلق الرمز الذي يجعل من التطبيق يعمل مع جميع أرقام الهواتف في العالم، وكان على استعداد بأن يمضي عدّة أشهر في تحديث التّطبيق لمئات الفروق الإقليمية.

في الفترة الأولى عانى واتس‌آپ من عدّة مشاكل تقنية كالتّحطم، وعندما قام فيشمان بتنزيله على هاتفه، لم يقم بتنزيل سوى حفنة من مئات الأرقام على هاتفه، معظمها كانت من الأرقام المحليّة. هنا أخذ كوم الملاحظات واحتفظ بها للمشاريع المستقبلية، وقرر البدء في البحث عن عمل، إلاّ أنّ أكتون لم يكن يؤيده في ذلك، ونصحه بإعطاء التطبيق بضعة أشهر.

جاءت المساعدة من قبل أپل، عندما أطلقت إعلامات الدّفع أو Notifications في يونيو 2009، الّتي تسمح بإرسال "Bing" للمستخدمين الذين لا يستخدمون التطبيق . كتغيير الحالة مثلاً من "لا يمكن التحدث" إلى "أنا في الصالة الرياضية"، التي ترسل "Bing" لجميع من في شبكتك، ما يسمح بتعريف الجميع على هذا التطبيق.

فأخذ أصدقاء فيشمان باستخدام هذه الطريقة للقيام بping لبعضهم البعض.

وما ميّز واتس‌آپ، هو أنّ المستخدم يحتاج إلى رقم الهاتف الخاصّ به لكي يتمكّن من تسجيل دخوله.

أصدر كوم واتس‌آپ 2.0 مع مكون الرسائل، وشاهد عدد مستخدمي تطبيقه النّشطين يرتفعون فجأة إلى 250 ألف مستخدم. ذهب لرؤية أكتون، الذي كان لا يزال عاطلا عن العمل ومتعمّقا في تجريب فكرة أخرى بدأ في تشغيلها، لكنها كانت لا تصل إلى أيّ مكان حينها.

وبدأ الصديقان في اختبار واتس‌آپ فيما بينهما، فأدرك أكتون أنه يستخدم تجربة SMS ثرية وأكثر فعالية ممّا يسمّى رسائل MMS، لإرسال الصور والفيديو، التي غالبا ما لا تعمل.

لعبت فترة طفولة جان كوم في أوكرانيا دوراً مهماً في ابتكار واتس‌آپ، فالخصوصية كانت مفقودة في البلد الشيوعي حيث الشرطة السرية، لذلك كان هناك بحث دائم عن خدمة توفّر تلك الخصوصية في تبادل الرسائل.

بدء الاستثمار

جذب أكتون خمسة أصدقاء سابقين من ياهو إلى استثمار 250 ألف دولار للتمويل الأولي، ونتيجة لذلك مُنح حصة من الشركة، وصفة الشريك المؤسس، والتحق بوظيفته رسمياً في 1 نوفمبر (المؤسسين الإثنين لا تزال لديهما حصة مجتمعة تزيد عن 60%).

عمل كوم وأكتون مجاناً للسنوات القليلة الأولى، أكبر تكلفة لهما في ذلك الوقت كانت إرسال رسائل التحقق للمستخدمين. كوم و أكتون كانا يستخدمان الSMS من مصدر مجهول، وكانت تكلفته 2 سنت عندما يُرسل إلى الولايات المتحدة و65 إلى الشرق الأوسط. أما اليوم فتبلغ تكلفة الSMS للشركة حوالي 500،000 دولار في الشهر.

لم تكن التكاليف حادة في ذلك الوقت، ولكنّها كانت مرتفعة بما يكفي لاستنزاف حساب كوم المصرفي، ولحسن الحظ بدأت “واتس آب” تدريجياً في جلب إيرادات بلغت 5،000 دولار في أوائل عام 2010، وهو ما كان كافيا لتغطية التكاليف في ذلك الوقت، ثم حوّل المؤسسون التطبيق من مجاني إلى مدفوع، حتى لا ينمو بسرعة كبيرة، وفي ديسمبر 2009 قاموا بتحديث التطبيق على آيفون، ليصبح بإمكان مستخدميه إرسال الصور، وصُدموا لرؤية النمو المتزايد للمستخدمين حتى عندما بلغ سعر التطبيق دولارًا واحدًا . في أوائل عام 2011، تصدّر واتس‌آپ المراتب الـ20 الأولى للتّطبيقات في الآپ ستور الأمريكي.

ضد الإعلانات

وخلال مأدبة غداء مع الموظفين، سأل شخصٌ كوم؛ لماذا لم يكن يتعامل مع الصّحافة حول هذا الموضوع؟ فأجابه جان بأن “التسويق والصحافة ركلات غبار، كانا سيستحوذان على التركيز، فلن تعود معهما مهتماً بتطوير المنتج”.

ومن المفارقات أن صفقة المليارات الـ19 تمت في ذات المكان الذي وقف أمامه يان كوم يوماً ما، عندما كان طفلاً ينتظر كوبون الإعانة الحكوميّة من مكتب الخدمات الاجتماعية المهجور في منطقة نورث كاونتي بمقاطعة سان دييگو، كاليفورنيا، حيث كان كوم، البالغ من العمر عندما عقد الصفقة الـ37 عامًا، يقف في طابور للحصول على بطاقات الغذاء المجانيّ، لم يكن هنالك ماء ساخن في منزله، وعلى الرغم من سوء الوضع، إلاّ أنّه لا يزال يشتاق إلى تلك الحياة الريفية التي عاشها، الّتي تعدّ سببا من الأسباب الرئيسية التي تجعله يرفض هرج ومرج الإعلانات بقوة.

الأعمال الخيرية

عام 2014، تبرع كوم بمليون دولار لمؤسسة فري بي إس دي وما يقرب من 556 مليون دولار إلى مؤسسة مجتمع وادي السيليكون (SVCF).[4] عام 2016، حصلت مؤسسة فري بي إس دي على تبرع آخر قيمته 500.000 دولار؛[5] وتبرعات أخرى من مؤسسة عائلة كوم منها 750.000 دولار عام 2018 [6] و500.000 دولار عام 2019.[7]

حياته الشخصية

يدين كوم باليهودية.[8] لا يفضل أن يُطلق عليه لقب رائد أعمال، وفي إحدى المرات غرد على تويتر: "الشخص التالي الذي يدعوني رائد أعمال يتعرض لكمات في وجهه من قبل حارسي الشخصي". يشعر أنه ليس رائد أعمال لأن رواد الأعمال مدفوعون بالرغبة في كسب المال، بينما قال إنه يريد فقط بناء منتجات مفيدة.[9]

في فبراير 1996 ، صدر أمر تقييدي ضد كوم في محكمة الولاية في سان هوسيه، كاليفورنيا. وصفت صديقة سابقة حوادث قالت فيها إن كوم هددها لفظياً وجسدياً. في أكتوبر 2014، صرح كوم عن الأمر: "أشعر بالخجل من الطريقة التي تصرفت بها، وأخجل من أن سلوكي أجبرها على اتخاذ إجراءات قانونية".[10]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

مرئيات

فيديو: سيرة مختصرة جان كوم


المصادر

  1. ^ "Forbes profile: Jan Koum". Forbes. Retrieved 20 May 2022.
  2. ^ Forbes Announces Its 33rd Annual Forbes 400 Ranking Of The Richest Americans; 29 September 2014, Forbes.com, accessed 12 November 2014
  3. ^ "جان كوم مؤسس الواتس آب كناس مهاجر أصبح مليارديرا". جريدة العرب. 2014-03-15. Retrieved 2014-03-25.
  4. ^ "No. 4: Jan Koum - Philanthropy". Philanthropy.com. 8 February 2015.
  5. ^ "Foundation Announces New Uranium Donor". FreeBSD Foundation. December 2016.
  6. ^ "KOUM FAMILY FOUNDATION - Full Filing- Nonprofit Explorer". ProPublica. p. 11. Archived from the original on 2022-11-25. Retrieved 2022-11-25.
  7. ^ "KOUM FAMILY FOUNDATION - Full Filing- Nonprofit Explorer". ProPublica. p. 11. Archived from the original on 2022-11-25. Retrieved 2022-11-25.
  8. ^ "WhatsApp Founder Jan Koum's Jewish Rags-to-Riches Tale". The Jewish Daily Forward. Reuters. 20 February 2014. Retrieved 1 March 2014.
  9. ^ "Why WhatsApp's Founder Hates Being Called An Entrepreneur". Business Insider. Retrieved 2016-07-22.
  10. ^ De Jong, David (2014-10-20). "Facebook's Jan Koum Apologizes for Past Restraining Order". Bloomberg.

وصلات خارجية