نصر الله ابن محمد

(تم التحويل من نصر الله بن محمد)

نصر الله ابن محمد (و. 558 هـ = 1163م - ت. 637 هـ = 1239م)، هو ابن الفتح، ضياء الدين، ابن الأثير الجزري الشيباني أديب ونحوي ووزير من وزراء الأيوبيين.

مؤرخ إسلامي
ضياء الدين أبي الحسن علي الشيباني
اللقبنصر ابن محمد
ميلاد1163 = 558 هـ، جزيرة ابن عمر، الدولة السلجوقية/حالياً جزيرة ابن عمر، تركيا
وفاة637 هـ = 1239م
الأصل العرقيكردي
المذهبالسنة
الاهتمامات الرئيسيةالتاريخ
أعمالهتحفة العجائب وطرفة الغرائب - الوشي المرقوم في حلِّ المنظوم - رسائل ابن الأثير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ينتمي لأسرة ابن الأثير، وهو شقيق العلماء عز الدين ابن الأثير ومجد الدين ابن الأثير.

كان أبوهم محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، الجزري، أو أثير الدين، وقد عمل رئيس ديوان وخازناً في جزيرة ابن عُمَر، ثم أصبح نائب وزير الموصل في إمارة الزنكيين، واشتغل في التجارة فاغتنى وتملك الأرض والدور. وكان على حظ كبير من الفطنة والعلم، فربّى أولاده أفضل ما تكون التربية. [1]

ولد الإخوة الثلاثة في جزيرة ابن عُمَر، وإليها انتسبوا، فقيل لكل منهم «الجَزَريّ» وهي بلدة تقع على ضفة دجلة، الذي يحيط بها كالهلال، قريباً من الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، بناها الحسن بن عمر بن الخطاب التغلبي نحو منتصف القرن الثالث الهجري.

رحل أثير الدين بأولاده إلى الموصل سنة 565هـ وكانت تزخر بالعلماء والمدارس التي أقامها أتابكتها من آل مودود والزنكيين، فنهل أبناء الأثير العلم منها.

درس على شيوخ الموصل النابهين، وفي طليعتهم أخوه الأكبر المبارك مجد الدين العالم المحدّث، ثم انتقل إلى الشام عام 583هـ للالتحاق بخدمة الأيوبيين فأحسن وزير صلاح الدين القاضي الفاضل لقاءه وقدمه إلى السلطان صلاح الدين بعد أن تم له النصر المبين في حطين وفتح القدس. وقد أعجب الملك الأفضل ابن السلطان صلاح الدين صاحب دمشق بنباهة ضياء الدين ومواهبه فاتصلت بينهما المودة. وكان أن رغب الأفضل إلى أبيه أن يستلحق ضياء الدين، فترك صلاح الدين الخيار له، وآثر ضياء الدين اللحاق بالأفضل، وصار وزيره وصفيه. غير أن الأفضل ووزيره، ولاسيما بعد وفاة صلاح الدين لم يحسنا إدارة الأمور. وفي غمرة التصارع بين أبناء صلاح الدين من جهة وبين عمهم الملك العادل من جهة أخرى اضطر الأفضل إلى تسليم دمشق والخروج منها، وهرب وزيره متخفياً.

كان لإقامة ابن الأثير في دمشق زهاء أربع سنين أثر بعيد في تكوينه ورفد ثقافته ولاسيما في مجال ترسله وإنشائه، إذ أتيح له الاتصال بأعلام دولة صلاح الدين من علماء وكتاب وشعراء وفي طليعتهم القاضي الفاضل وعماد الدين الأصفهاني.

وفي عام 596هـ سافر ضياء الدين إلى القاهرة واتصل بأعلام الأدب فيها وناظر بعض علمائها. وكان لمشاركته في الحياة الأدبية بمصر أثر واضح أيضاً في توسيع آفاقه وإغناء كتبه مع أن مقامه فيها لم يتجاوز بضعة عشر شهراً.

وبعد طول تنقل وإخفاق قصد حلب سنة 607هـ عساه يجد لدى صاحبها الملك الظاهر ابن صلاح الدين ما يرضي مطامحه، ولكنه لم يجد عنده ما كان يأمل، ولعل «الظاهر» كان حذراً تجاهه، فانعطف إلى العراق وتنقل بين إربل وسنجار والموصل وبغداد، ثم آثر العودة إلى الموصل، وانتهى به المطاف إلى خدمة الزنكيين فيها، وأمضى هناك تسعة عشر عاماً عرف فيها حياة الاستقرار بعد كثرة الترحل والأسفار وأقام يدرس طلابه الأدب والنقد من كتاب «المثل السائر» ومن كتب أخيه وأستاذه مجد الدين المبارك، فكان مقصد المتعلمين والمتأدبين. وكانت وفاته في بغداد وفيها دفن.

حفظ ضياء الدين كتاب الله الكريم وكثيراً من الأحاديث الشريفة وطرفاً وافراً من منظوم العرب ومنثورهم، وفقه النحو واللغة وعلم البيان. ولعله أنس في نفسه ميلاً إلى الشعر المحدث من أمثال ابن المعتز [ر] وديك الجن [ر] وغيرهما من الشعراء العباسيين، وفي ذلك يقول في «المثل السائر»: «حفظت من الأشعار القديمة والمحدثة مالا أحصيه كثِرة. ثم اقتصرت بعد ذلك على شعر الطائيين حبيب بن أوس وأبي عبادة البحتري وشعر أبي الطيب المتنبي، فحفظت هذه الدواوين الثلاثة. وكنت أكرر عليها الدرس مدة سنين حتى تمكنت من صوغ المعاني، وصار الإدمان لي خلقاً وطبعاً»، ودلّل على شغفه بهؤلاء الشعراء الثلاثة المحدثين بقوله: «هم لات الشعر وعزّاه ومناته، الذين ظهرت على أيديهم حسناته ومستحسناته».


كتبه

كتبه كثيرة، بعضها لم يصل إلينا. ومنها مختارات في الحديث، وفي الشعر والأمثال. وينسب إليه كتاب «تحفة العجائب وطرفة الغرائب» وهو مجموعة من منظوم العرب ومنثورهم في عناصر الكون والطبيعة من سماء ونجوم وماء وشجر.. وكتاب «عمود المعاني» وهو في معاني الشعر، وكتاب «الوشي المرقوم في حلِّ المنظوم»، وكتاب «الجامع الكبير في صناعة المنظوم والمنثور»، وكتاب «البرهان في علم البيان»، ثم كتاب «رسائل ابن الأثير» ويضم ما دبجه من رسائل متأنقة العبارة موجهة إلى أعلام العصر وكبراء حكامه، وهي تنم على علو كعبه في النثر فضلاً عن القيمة التاريخية والاجتماعية التي انطوت عليه. أما كتابه «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر» فهو أجل آثاره وأوفاها، وقد جعله في الأدب والبلاغة والنقد. وهذا الكتاب يرفع ابن الأثير إلى مصاف كبار النقاد العرب. وكان موضع ثناء الأقدمين ونقدهم، ولابن أبي الحديد «الفلك الدائر على المثل السائر»، ولصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي «نصرة الثائر على المثل السائر»، وكلاهما في نقد كتاب ابن الأثير.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ عمر الدقاق، أمينة بيطار. "ابن الأثير". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-02-09.