معركة وادي الخازندار

(تم التحويل من معركة وادي الخزندار)

معركة وادي الخازندار أو معركة مرج المروج في 22-23 ديسمبر, 1299 كانت نصراً منغولياً على المماليك.

معركة وادي الخازندار
جزء من الغزو المنغولي لسوريا (1299)
BattleOfHoms1299.JPG
التاريخ22-23 ديسمبر, 1299
الموقع
في وادي الخازندار, شمال شرق حمص
النتيجة نصر حارق للمنغول، مدمر للطرفين
المتحاربون
إلخانات, جورجيا وأرمنيا مماليك مصر
القادة والزعماء
محمود غازان
:سمپاد
الناصر محمد بن قلاوون
القوى
60,000 القوات المنغولية,
40,000 قوات رديفة جورجية وأرمنية
+ 12,000 من الرماة الموارنة والدروز
20,000-30,000 مماليك
الضحايا والخسائر
5,000-14,000 من المنغول 200-1,000 مماليك (الجيش طـُرد)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية المعركة

بعد موت جنكيز خان في عام 1227م قسمت إمبراطورية المنغول بين أبنائه الأربعة. وكانت الأجزاء التي تقابل الدولة المملوكية جزأين هما: الجزء الغربي من دولة جنكيز خان وكان من نصيب حفيده "باتو بن جوجي"، وعرف هذا الفرع باسم " القبيل الذهبي " (خانات القفجاق) وشملت حدودها أجزاء من ما يُعرف اليوم باسم (روسيا، اوكرانيا، مولداڤيا وقزخستان). والجزء الآخر بلاد فارس وكان من نصيب "تولوي"، وعرف هذا الفرع باسم "الإلخانية فارس".

توسعت إلخانية في آسيا الصغرى، وفي عام 1258 استولوا بقيادة "هولاكو" على بغداد ودمروها، وقتلوا الخليفة المستعصم بالله وقضوا على الخلافة العباسية، ثم استولوا على دمشق، وبذلك فقد المسلمون مركزين هامين من مراكز الثقافة في العالم الإسلامي .

أما القبيل الذهبي في الجزء الغربي، فقد اعتنق الإسلام، وصار عضداً وحليفاً للمسلمين في حربهم ضد إلخانية فارس [1].

بعد الاستيلاء على بغداد ودمشق، أرسل هولاكو إلى سيف الدين قطز سلطان مصر المملوكي يهدده ويأمره بالخضوع له. فخرج قطز من القاهرة بجند مصر[2]. ومن انضم إليه من عسكر الشام [3] والعرب والتركمان [4]، واصطدم بجيش المغول في 3 سبتمبر 1260م وهزمه هزيمة ساحقة في معركة كبرى عرفت باسم معركة عين جالوت [5][6]. بانتصار قطز على إلخانية تم تحرير دمشق من المنغول، وتلاشت الدولة الأيوبية نهائياً، وامتدت الدولة المملوكية الناشئة إلى الشام.


إلا أن معركة عين جالوت لم تنه مطامع الخانية في الشام، بل صار المنغول يتربصون ويعدون العدة لأخذ ثأر هزيمتهم على أيدي المماليك. لم يكد يعلم المنغول بموت السلطان قطز حتى أغاروا بقيادة "بيدرا" على مدينة البيرة.

وبعد ذلك هاجموا حلب واستولوا عليها [7]. أدرك السلطان بيبرس الذي خلف قطز خطورة المنغول على دولة المماليك والعالم الإسلامي، فهادن الصليبيين وعقد حلفاً مع "بركة خان بن جوجي خان" القبيل الذهبي الذي أشهر إسلامه، حتى يتفرغ لمواجهة خطر منغول إلخانية فارس. وتمكن بيبرس من استرداد البيرة ووقف للمنغول والصليبيين بالمرصاد [8].

في صيف 1299 أرسل ملك أرمنيا حيطوم الثاني رسالة إلى خان المنغول الأليخاني محمود غازان يطلب منه الدعم لغزو الشام. فعبر محمود غازان الفرات وغزا الشام مرة أخرى واستمر جنوبا حتى شمال حمص, خلال تلك المدة كان غازان يرسل الرسل إلى فرنجة قبرص (ملك قبرص وزعيم فرسان الهيكل وفرسان الإسبتاريين والفرسان التيوتونيين) يحضهم على مساعدته خلال هجومه على المماليك بالشام. وقد أرسل رسالته الأولى بتاريخ 21 اكتوبر ووصلت بعد 15 يوما وأرسل رسالة أخرى في نوفمبر.[9]

لم تثبت المصادر استلامه أي رد مع ذلك استمر بالمضي جنوبا صوب حلب فاحتلها. وهناك انضم إليه الملك حيطوم hgehkd بقواته التي تحتوي أيضا بعض فرسان المعبد والهيكل وشاركه بقية الغزو.[10]

المدد المملوكي أرسل من مدينة دمشق وتقابل الجمعان بوادي الخازندار يبعد من 2 إلى 3 فراسخ شمال شرق حمص، القوات المغولية عددها يقارب ال 60 ألف رجل ومعهم 40 ألف مقاتل من الكرج (من جورجيا) والأرمن، المماليك كان عددهم من 20 إلى 30 ألف مقاتل. وقد تفاوتت المصادر عن نتيجة المعركة, فالمصادر الغربية تؤكد أن المواجهة التي حصلت بتاريخ 23 أو 24 ديسمبر من عام 1299 كانت لصالح المنغول ضد المسلمين بينما المصادر الإسلامية تقول أن المسلمين إنتصروا بتلك المعركة ولكن الإشاعات التي تقول بهزيمة المسلمين داخل المعركة سببت بتراجعهم. والعجيب أن خسائر المماليك قليلة (من 200 وحتى الألف شهيد) مقابل خسائر المنغول (من 5 إلى 14 ألف قتيل), مع ذلك انسحب المماليك من المعركة. خلال تراجعهم تعرضوا لمضايقات من جانب الموارنة والدروز الذين كانوا يريدون الإستقلال من المماليك وبناء كيانات خاصة لهم. وقد طاردت إحدى الفرق المنغولية المماليك حتى غزة،[11] لتدفعهم للإنسحاب إلى مصر.

تقدم الجيش المنغولي بعد تلك المعركة حتى وصل أطراف دمشق أوائل عام 1300, وهي شبه خاوية بعد أن فر أهلها إلى مصر بعد سماعهم أنباء تقدم المغول صوب مدينتهم وتحصن حاكمها بقلعة دمشق, وقد لاقت الحشود الهاربة معاملة حسنة من المغول, فمحمود غازان أراد تجنيب المدينة الفظائع التي لاقتها المدن الأخرى خلال الغزوات المنغولية السابقة. ولكن المقاتلين القپچاق الترك ويقدر عددهم بعشرة آلاف جندي بدأوا بنهب المدينة مما حدا ببقية الجيش أن ينهبوا المناطق المحيطة وقدر بأن مايقرب من 3,600,000 درهم قد نهبت.

حاكم المدينة المسمى أرجواش قد تحصن بقلعة دمشق وأخذ جميع السلاح عنده. أما المغول الذين حاصروا المدينة لمدة عشرة أيام (مابين 30 ديسمبر 1299 و 6 يناير 1300) كانوا تقريبا قد دمروها بالكامل قبل أن يرحلوا عنها رغم مقاومة القلعة لهم. بعد ذلك أمر محمود غازان بسحب معظم جيشه في فبراير والعودة إلى ماوراء الفرات, والسبب في ذلك كما يعتقد إما خوفه من تحرش خانات مغول الجكاتاي للحدود الشرقية لدولته, أوأنه أراد العودة إلى مناطق رعي أفضل لخيله. وقد تعلم المماليك بأن وفرة المراعي شيء مهم للمغول, فأخذوا بالإعتبار حرق المراعي حتى يسحبوا هذا المصدر من المعادلة فلا يستفيد منها العدو بشيء.


زحف المغول على الشام

 
محاربون منغول

فى سنة 699هـ / 1299م وردت أنباء عن زحف منغولي من حلب على الشام يقوده محمود غازان سلطان منغول فارس (الإلخانات)، وأن طلائع المنغول قد وصلت إلى البيرة. جمع الناصر محمد الأمراء للتشاور، واتفقوا على خروج بيبرس الجاشنكير أستادار السلطان إلى حلب على رأس جيش صغير قوامه خمسمائة مملوك، على أن يلحق به الناصر ببقية الجيش [12].

في 15 صفر خرج الناصر من القاهرة على رأس جيشه متوجهاً إلى دمشق، وفي صحبته الخليفة العباسي الإمام أحمد الحاكم بأمر الله [13][14] ، و القضاة الأربعة [15]، وسائر الأمراء.

تآمر المغول الأويراتية

عند وصول جيش الناصر محمد إلى تل العجول من غزة تآمر المغول الأويراتية الذين وفدوا إلى مصر وأقاموا فيها في عهد السلطان المخلوع كتبغا، مع بعض المماليك السلطانية على اغتيال الأميرين سلار نائب السلطنة [16] و بيبرس الجاشنكير أستادار السلطان [17] بهدف الانتقام وإعادة كتبغا -وهو مغولى الأصل- إلى الحكم. وأفلت بيبرس من القتل بعد أن هاجمه أحد المماليك السلطانية ويدعى برنطاي ولكنه نجا وقُتل برنطاى بعد أن تبادرته السيوف. ظن سلار أن المؤامرة قد تمت بمعرفة الناصر فأرسل إلى أمير جاندار يقول: "ما هذه الفتنة التي تريدون إثارتها في هذا الوقت ونحن على لقاء العدو؟ وقد بلغنا أن الأويراتية قد وافقت المماليك السلطانية على قتلنا، وكان هذا برأيك ورأى السلطان، وقد دفع الله عنا. إن كان الأمراء كذلك فنحن مماليك السلطان ومماليك أبيه الشهيد، ونحن نكون فداء للمسلمين وإن لم يكن الأمر كذلك فابعثوا إلينا غرماءنا". فلما سمع الناصر هذا الكلام بكى، وأقسم أنه لم يكن يعلم. وأقسم أمير جاندار أيضاٌ وذكر أنه ظن أن السلطان كان هو هدف المتآمرين. وتم الصلح بين أمير جاندار والأمراء البرجية. وقُبض على الأويراتية، فأقروا بما كانوا قد عزموا عليه من قتل بيبرس الجاشنكير وسلار وإعادة العادل كتبغا إلى الحكم. وشنق نحو الخمسين من الأويراتية، ونودى عليهم : "هذا جزاء من يقصد إقامة الفتن بين المسلمين ويتجاسر على الملوك". واتفق بيبرس وسلار على إبعاد بعض مماليك الناصر إلى الكرك فأبعدوا بموافقته [18].

عند قرتية [19]. تعرض الجيش لسيل عارم أتلف وأضاع الكثير من منقولات الجنود وهجنهم فتشائموا وتطيروا من ذلك. وبعد السيل خرج جراد سد الأفق فزاد تطيرهم وخوفهم [20].

المعركة

 
خريطة موقع معركتي وادي الخزندار و شقحب بين المماليك والمغول في عهد الناصر محمد بن قلاوون ومحمود غازان.

فى 8 ربيع الأول وصل الناصر إلى دمشق على رأس جيشه، ووردت الأنباء بالبريد ومع القادمين من حلب وغيرها بعبور غازان نهر الفرات بجيش ضخم. في 17 ربيع الأول خرج عسكر دمشق وتبعه الناصر بجيشه ونزلوا بحمص، وأرسل الناصر العربان لمعاينة وضع المغول، فبلغه أنهم يحتشدون عند سلمية [21].

في سحر 18 ربيع الأول خرج الناصر من حمص لملاقاة المغول [22][23]. وقد اُمر الجنود بالتخلي عن الرماح والاعتماد على السيوف والدبوس [24]. ووصل الناصر إلى مجمع المرج -الذى عرف فيما بعد باسم وادي الخزندار- وقام الأمراء بترتيب الجنود وتنظيم الصفوف. وراح الفقهاء يعظون المقاتلين ويقوون عزائمهم حتى بكوا من وقع الكلمات وشدة التأثر [25].

كانت عدة جيش المسلمين نحو 20 ألف فارس وكان جيش غازان في نحو 100 ألف [26]، وكان يضم قوات متحالفة من مملكة قليقية Cilicia (مملكة أرمينية الصغري)[27][28].

وقف الأمير عيسى بن مهنا في الميمنة على رأس العربان، يليه الأمير بلبان الطباخي نائب حلب على رأس عسكر حلب وحماة. ووقف على رأس الميسرة أقش قتال السبع والحاج كرت نائب طرابلس والأمير بدر الدين بكتاش في عدة من الأمراء. أما في القلب فقد وقف بيبرس الجاشنكير وسلار وأيبك الخازندار في عدة من الأمراء. ووقف الناصر محمد على بعد مع حسام الدين لاجين الأستادار [29]. وقد اضطر بيبرس الجاشنكير إلى الاعتزال بسبب إصابته بمغص شديد مفاجىء منعه من الثبات على فرسه [30].

أمر غازان مقاتليه بالثبات وعدم الحركة إلى أن يتحرك هو حتى يتمكنوا من مهاجمة جيش الناصر هجمة رجل واحد. فلما انطلقت طليعة جيش الناصر (الزراقون) بالنفط المشتعل تجاه جيش المغول، لم يتحرك غازان بعكس ما توقع المسلمون، وظل على ثباته حتى اقتربت طليعة المسلمين منه وقد خمدت نيران النفط، فهجم بجيشه حملة واحدة. انطلقت سهام عشرة ألاف مغولي من رماة النشاب نحوالعربان وضغطت ميمنة جيشهم عليهم فولى العربان مدبرين وخلفهم جيش حلب وحماة فهزمت ميمنة جيش المسلمين. أما ميسرة جيش الناصر فقد تمكنت من صدمة ميمنة غازان صدمة قوية فرقت جمعها ودحرتها عن أخرها، وفقد المغول في تلك الصدمة نحو الخمسة آلاف. وكتب بذلك إلى الناصر محمد فابتهج [31].

كاد غازان أن يولي الأدبار فاستدعى قبجق نائب دمشق فشجعه وثبته حتى تماسك ونظم صفوفه وحمل حملة واحدة على قلب جيش المسلمين فلم يصمد سلار وسائر الأمراء البرجية وتولوا أمام جيش غازان الذى تبعهم وراح يرمي السهام على أقفيتهم. رأى الملك الناصر جيشه يولي الأدبار وخلفه جيش غازان يمطره بالسهام، فراح يبكى ويبتهل قائلاً: "يارب لا تجعلني كعباً نحساً على المسلمين" [32]. لم يبق مع الناصر من المماليك غير اثني عشر مملوكاً [33].

عاد مقاتلو ميسرة جيش المسلمين التي هزمت ميمنة غازان إلى حمص بالغنائم بعد العصر، فإذا بهم يرون الأمراء البرجية يولون منهزمين وفي أعقابهم المغول يتبعونهم فبهتوا. إلا أن غازان أمر مقاتليه بالانسحاب خشية أن يكون المسلمون قد نصبوا لهم كميناً فنجوا.

وصل بقية المنهزمون إلى حمص وقت الغروب بلا عتاد ولا سلاح، بعد ما غنم المغول سائر ما كان معهم، فصرخ فيهم أهل حمص: "الله الله في المسلمين!"، ثم توجهوا إلى دمشق [34].

استناداً إلى المقريزي قتل في المعركة العديد من الأمراء، ونحو أربعة عشر ألفاً من المغول [35]. وتجدر الإشارة إلى أن المماليك كانوا عادة يحصون عدد الأمراء المقتولين مع عدم الإشارة إلى المقتولين من عوام الجنود والمتطوعين. ويذكر ابن إياس أن عدد القتلى من الجانبين كان ضخماً [36].

دخول المغول دمشق

 
الجامع الأموي

ما كاد المنهزمون يصلون إلى دمشق حتى وصل خبر بقدوم غازان، فسارعوا بمغادرة المدينة [37]. وصل غازان إلى أطراف دمشق بعد أن نهب الخزائن السلطانية وعتاد جيش المسلمين في حمص، فقامت ضجة عظيمة وهرب الناس من المدينة في فزع، وهرب نحو مائتى سجين من السجون [38]، ومات من الزحام في الأبواب العديد من الناس، وفر إلى جهة مصر كثير منهم [39]. واجتمع من بقى في المدينة بالجامع الأموي واتفقوا على إرسال قاضى القضاة بدر الدين محمد والفقيه تقي الدين أحمد بن تيمية، في عدة من شيوخ وقضاة دمشق، إلى غازان لطلب الأمان، فذهبوا إليه عند النبك، ومنهم من قبل له الأرض، وطلبوا منه الأمان عن طريق مترجم، فقال لهم "قد بعثت إليكم الأمان" وصرفهم، فعادوا إلى دمشق [40]، وفي يوم الجمعة قرأ الأمير إسماعيل التتري، الذي حمل الأمان لأهل دمشق، الفرمان. ولم يخطب في مساجد دمشق لأحد من الملوك في ذاك اليوم. بعد يومين دخل غازان دمشق ومعه قبجق نائب دمشق [41] [42].

رفض الأمير علم الدين سنجر المنصوري نائب قلعة دمشق [43] المعروف بأرجواش الخضوع لغازان وتحصن في قلعة دمشق ، فلما طلب منه قبجق الاستسلام رفض وسبه سباً قبيحاً. فذهب الأمير إسماعيل التتري إلى قضاة وأعيان دمشق يحذرهم من مغبة عدم استسلام أرجواش وتسليمه القلعة للمغول وهددهم بنهب دمشق وقتل الجميع. فأرسلوا إليه الرسل يطلبون منه الاستسلام فرفض ورد عليهم بالشتائم [44].

فى يوم الجمعة 14 ربيع الآخر 696هـ خطب لغازان على منبر دمشق بألقابه وهي: "السلطان الأعظم سلطان الإسلام والمسلمين مظفر الدنيا والدين محمود غازان". وقرىء على الناس تقليد قبجق دمشق وحلب وحماة وحمص وغيرها، وولايته للقضاة والخطباء وغيرهم، ونثرت الدنانير على الناس ففرحوا بها [45].

ونهب المغول وأرمن مملكة قليقية المدن وأحرقوا المساجد والمدارس وقتلوا الناس. قام الأرمن بتخريب الصالحية (قرب دمشق، سوريا) وقتلوا وأسروا نحو 10.000 من أهلها وفر من تمكن منهم إلى دمشق [46]. وانتهز الأرمن فرصة هزيمة المسلمين فاستولوا على تل حمدون وغيرها [47]. وخرج ابن تيمية إلى غازان بتل راهط للشكوى من النهب والتخريب وقتل الناس برغم منح الأمان فلم يتمكن من لقائه لانشغاله بشرب الخمر. فاجتمع بالوزيرين سعد الدين ورشيد الدين فنصحاه بدفع المال [48].

نصب المغول المنجنيق على القلعة بالقرب من جامع دمشق الكبير فلما بلغ أرجواش ذلك بعث بعض رجاله فأفسدوا ما وضعه المغول ولكن المغول أعادوا وضع المنجنيق وقاموا بحراسته، وحولوا الجامع إلى حانة، واستباحوا حرمته، ولم تقم به صلاة العشاء في هذا الوقت . فأرسل أرجواش رجلا لقتل المنجنيقي فهجم عليه بسكين وقتله وهو في وسط المغول، وهرب إلى القلعة. ثم قام أرجواش بهدم وحرق ما حول القلعة لئلا يستتر به المغول [49].

راح المغول يجبون الأموال من أهل الشام وينقلونها إلى خزانة غازان. فلما انتهت الجباية غادر غازان دمشق إلى فارس بعد أن أقام الأمير قبجق نائباً على دمشق، والأمير بكتمر نائباً على حلب وحمص وحماة، والأمير الألبكي نائباً على صفد وطرابلس والساحل تحت حماية نائبه قطلو شاه [50][51]، ووعد بالعودة لغزو مصر [52] كاتباٌ: "إنا قد تركنا نوابنا بالشام في ستين ألف مقاتل، وفي عزمنا العود إليها في زمن الخريف، والدخول إلى الديار المصرية وفتحها" [53]. بعد رحيل غازان استمر نهب وتخريب دمشق وكسر المغول أبواب البيوت ونهبوا ما فيها وأحرقوا الكثير من الدور والمدارس واحترقت المدرسة العادلية [54]. ونهب المغول الأغوار حتى بلغوا القدس، ووصلوا إلى غزة حيث قتلوا بعض الرجال في جامعها [55].

انسحاب جنود الناصر إلى مصر

أما في مصر فقد تواصل ورود شراذم الجنود ومعهم عوام من الشام في أسوأ حال [56]، بعد أن انهمرت عليهم أمطار غزيرة في رحلة فرارهم إلى مصر، واجتيازهم لطرقات موحلة وتعذرت عليهم الأقوات [57]. وكان من ضمن الفارين إلى مصر السلطان المخلوع العادل كتبغا الذى كان السلطان لاجين قد عينه في عهده نائبا على قلعة صرخد. وبعد فراره إلى مصر مع الفارين دخل في خدمة الأمير سلار. وعاد السلطان الناصر إلي مصر بعد أن تفرقت العسكر عنه ولم يبق معه إلا بعض خواصه، ودخل قلعة الجبل في 12 ربيع الآخر [58] وقد أصابه حزن بالغ وتألم ألماً شديداً لهذه الهزيمة الشنعاء التي مني بها [59].

إعادة تنظيم الجيش

بدأ الناصر فور عودته إلى القاهرة بتنظيم الجيش وتجهيزه لأخذ الثأر من المغول [60]. واستدعى صناع السلاح وجُمعت الأموال والخيل والرماح والسيوف من كل أرجاء مصر. ورسم للجنود العائدين بالنفقة فمنحوا أموالاً كثيرة أصلحوا بها أحوالهم وجددوا عدتهم وخيولهم [61]. ونودي بحضور الأجناد البطالين ووزعوا على الأمراء.

استدعي مجدي الدين عيسى نائب الحسبة ليأخذ فتوى الفقهاء بأخذ المال من الناس للنفقة على الحرب. فأحضر فتوى قديمة كان السلطان قطز قد استخدمها في أخذ دينار من كل شخص قبل معركة عين جالوت. ولكن الشيخ تقي الدين محمد بن دقيق العيد امتنع عن إصدار فتوى بهذا الخصوص قائلاً: "لم يكتب ابن عبد السلام للملك المظفر قطز حتى أحضر سائر الأمراء ما في ملكهم من ذهب وفضة وحلي نسائهم وأولادهم ورآه. وحلف كل منهم أنه لا يملك سوى هذا. كان ذلك ليس بكاف، فعند ذلك كتب بأخذ الدينار من كل واحد. وأما الآن فيبلغني أن كلا من الأمراء له مال جزيل، وفيهم من يجهز بناته بالجواهر واللآلي، ويعمل الإناء الذي يستنجي منه في الخلاء من فضة. ويرصع مجاس زوجته بأصناف الجواهر". عندئذ تقرر النظر في أموال التجار والأغنياء، وأخذ مايمكن أخذه من كل منهم بحسب قدرة كل واحد. فرض على كل فرد من التجار والأغنياء من عشرة دنانير إلى مائة دينار، وطلب من أعيان التجار مالاً على سبيل القرض، فتم جمع مبالغ كبيرة. على الرغم من التكاليف الباهظة والأعداد الكبيرة من نازحي الشام إلا أن ذلك لم يوثر كثيراً على اقتصاد مصر، ارتفع سعر السلاح ولكن هبطت أسعار الغذاء ولم يحدث نقص في الأسواق [62].

في غضون ذلك وردت الي القاهرة أنباء رحيل غازان عن دمشق وإقامة قبجق نائباً عليها، فأرسل الناصر إلى قبجق وبكتمر يدعوهما للولاء له، فاستجابا له. وخرج قبجق من دمشق متوجهاً إلى مصر، فاستولى الأمير أرجواش على دمشق وأعاد الخطبة باسم الملك الناصر بعد انقطاعها مائة يوم [63]. وسار بيبرس الجاشنكير وسلار إلى دمشق وأرسلا العسكر إلى حلب فقتلوا من كان فيها من أتباع غازان، وفر بعضهم إلى غازان وعرفوه بغدر قبجق به. وأقيم العادل كتبغا نائباً على حماة [64]، وخلع على أرجواش وأنعم عليه، وأقيم قبجق على نيابة الشوبك. وزحفت جنود الناصر على جبل الدروز وألزموا الدروز، بعد أن طلبوا الأمان، بإعادة العتاد والأموال التي نهبوها من الجنود وقت انسحابهم إلى مصر [65].

وصل إلى القاهرة وفد من غازان بطلب الصلح ووافق الناصر على الصلح ورد على غازان برسالة تقول: "إذا جنح الملك للسلم جنحنا لها.. والمشاهد لتصافينا يتلوا قوله تعالى: (واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءًً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) [66]، وينتظم إن شاء الله شمل الصلح أحسن انتظام، ويحصل التمسك من الموادعة والمصافاة بعروة لا انفصال ولا انفصام، وتستقر قواعد الصلح على ما يرضي الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام" [67].

إلا أن طلب غازان للصلح كان،كما يبدو، مجرد مناورة منه لكسب الوقت للتعرف على استعدادات وتحركات الملك الناصر [68].

فى جمادى الآخرة عام 702هـ / 1303م وصلت اخبار من حلب بأن جيش المغول أوشك على الزحف على الشام مرة أخرى [69]. فخرج جيش الناصر بجيش مصر وانضم اليه عسكر الشام [70][71] [72]، والتقى الجمعان في 2 رمضان سنة 702هـ / 20 إبريل 1303م قرب دمشق [73]، في معركة تعرف باسم معركة شقحب أو معركة مرج الصفر. وفيها أبلي جيش المسلمين بلاءً حسناً وانتصر على جيش المغول نصراً كبيراً غسل عار هزيمة وادي الخزندار.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

فهرس و ملحوظات

  1. ^ Toynbee, p.473
  2. ^ المقريزي، السلوك 1/515
  3. ^ سمح السلطان قطز بدخول مصر لرفقاء وعسكر الملك الناصر يوسف حاكم دمشق بعد فرارهم من الشام، ولكنه لم يسمح بدخول الناصر يوسف بسبب محاولة تحالفه مع المنغول، فظل هائماً في الصحراء عند غزة إلى أن قبض عليه المنغول أو ذهب إليهم، وقتله هولاكو بعد هزيمة المغول متهماً إياه بعدم تقديم العون الكافي للمغول.-(المقريزي، 1/ 513و518-519 )-(Amitai-preiss,P. 30)
  4. ^ كان التركمان من ضمن عسكر الناصر يوسف وسمح لهم بدخول مصر والانضمام إلى الجيش ،(Amatai-Preiss, p. 30 )
  5. ^ Amitai-Preiss, p.36-45
  6. ^ المقريزي،1/ 515
  7. ^ الشيال، 2/137
  8. ^ الشيال، 2/137
  9. ^ Demurger, p.143
  10. ^ Demurger, p.142 (French edition) "He was soon joined by King Hethum, whose forces seem to have included Hospitallers and Templars from the kingdom of Armenia, who participate to the rest of the campaign."
  11. ^ Demurger, p.142 "The Mongols pursued the retreating troops towards the south, but stopped at the level of Gaza"
  12. ^ ابن إياس، 1/403
  13. ^ أبو العباس أحمد بن المسترشد بالله الهاشمي العباسي البغدادي المصري، بويع بالخلافة بالدولة الظاهرية في أول 661هـ ، فاستكمل أربعين سنة في الخلافة، وتوفي ليلة 18 جمادى الأولى 701هـ .- (ابن كثير، 14/23).
  14. ^ بعد سقوط بغداد في براثن المغول وقتل الخليفة العباسى في عام 1258، قام السلطان الظاهر بيبرس بإحياء خلافة عباسية اسمية في القاهرة.
  15. ^ القضاة الأربعة : قضاة من مذاهب الأئمة الأربعة: الشافعي، و مالك ، وأبي حنيفة ، وأحمد بن حنبل و قد أقيم نظام "القضاة الأربعة" في مصر في عهد السلطان الظاهر بيبرس في سنة 663هـ. -( القلقشندي، 4/36).
  16. ^ الأمير سيف الدين سلار، كان من اصل مغولي أويراتي. اسره المسلمون في معركة أبلستين في عهد السلطان الظاهر بيبرس في عام 1277. -( Amitai-Preiss, p.174 ). دخل في خدمة الصالح علي و الأشرف خليل ابنا السلطان قلاوون. في عهد السلطان لاجين أصبح نائباً للسلطنة. استمر في نيابة السلطنة في فترة حكم الناصر محمد الثانية ولكن الناصر محمد قبض عليه في فترة حكمه الثالثة وسجنه حتى الموت. بعد وفاته اكتشفت ثروته الطائلة.
  17. ^ سيف الدين سلار، وركن الدين بيبرس الجاشنكير كانا الحاكمان الفعليان في ذاك الوقت - طالع: الناصر محمد بن قلاوون.
  18. ^ المقريزي، 317 - 2/218
  19. ^ قرتية : بلدة قرب بيت جبرين من نواحي فلسطين من أعمال بيت المقدس. (المقريزي، السلوك، هامش، 2/318)
  20. ^ المقريزي،السلوك، 2/318
  21. ^ سلمية : بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة. (المقريزي، السلوك، هامش، 2/319)
  22. ^ المقريزي السلوك 2/319
  23. ^ ذكر ابن تغري و أبو الفداء و ابن كثير أن المعركة بدأت يوم الأربعاء 27 ربيع الأول 699هـ.أما المقريزي فقد أشار إلى ان الملك الناصر خرج من حمص في سحر يوم الأربعاء 18 ربيع الأول 699هـ.
  24. ^ الدبوس : ويسمى العامود، وهو آلة من حديد ذات أضلاع ينتفع بها في قتال لابس البيضة ( أي الخوذة المعدنية ). -( االقلقشندي، 2/151
  25. ^ المقريزي السلوك 2/318-319
  26. ^ المقريزي،السلوك، 2/319
  27. ^ Kurkjian,p 253
  28. ^ على الرغم من أن غازان اعتنق الإسلام ، فإن ذلك لم يمنعه من التحالف مع الصليبيين ضد المسلمين. أشرفت على تربية غازان "ديسبينا خاتون"، زوجة الإلخان "أباقا" ، صديقة الصليبيين التي عملت دائماً على إثارة الحقد ضد المسلمين. وكان يحقد على المماليك. (العسلي، 136 - 137)
  29. ^ حسام الدين لاجين الأستادار: هو حسام الدين لاجين الرومي أستادار السلطان قلاوون، و يعرف أيضاً بلقب الحسام لاجين أستادار. (المقريزي، السلوك، 362/2) وهو ليس حسام الدين لاجين الذى تسلطن و توفى في سنة 1299.
  30. ^ المقريزي السلوك 2/319
  31. ^ المقريزي السلوك 2/320
  32. ^ المقريزي السلوك 2/320
  33. ^ المقريزي،السلوك، 2/320
  34. ^ المقريزي، 321 - 2/320
  35. ^ المقريزي، 321 - 2/320
  36. ^ ابن إياس، 1/403
  37. ^ المقريزي،السلوك، 2/321
  38. ^ ابن كثير، 14/9
  39. ^ المقريزي، 2/321
  40. ^ المقريزي،322 -2/321
  41. ^ المقريزي، 319 - 2/322
  42. ^ ابن إياس، 1/404
  43. ^ نائب قلعة دمشق ليس نائب دمشق. نيابة القلعة كانت نيابة منفردة ليس لنائب دمشق عليها حديث. وولاية القلعة كانت بأمر سلطاني بمرسوم يكتب من ديوان الإنشاء الشريف. وكانت مهمة نائب القلعة أن يحفظها ويصونها، ولا يسلم مفتاحها لأحد إلا لمن عينه السلطان مكانه أو بأمر من السلطان. وكان لنائب القلعة أجناد مقيمون بالقلعة لخدمته. -(القلقشندي، 4/191
  44. ^ المقريزي،السلوك، 2/322
  45. ^ المقريزي،السلوك، 2/322- 323
  46. ^ المقريزي،السلوك، 2/323
  47. ^ المقريزي،السلوك، 2/330
  48. ^ المقريزي،السلوك، 2/323
  49. ^ المقريزي،السلوك، 323-2/324
  50. ^ المقريزي، 322 - 2/325
  51. ^ ابن إياس، 1/405
  52. ^ Ruciman, p.439/3
  53. ^ ابن كثير، 14/9
  54. ^ المقريزي، 2/325
  55. ^ المقريزي، 2/326
  56. ^ يذكر المقريزي أن القاهرة غصت بالفارين من الشام حتى ضاقت بهم المساكن، فأقاموا في القرافة وحول جامع ابن طولون وطرف الحسينية.-( المقريزي، السلوك، 2/328)
  57. ^ ابن كثير ، 14/9
  58. ^ المقريزي،السلوك، 2/326
  59. ^ الشيال، 2/181
  60. ^ الشيال، 2/181
  61. ^ أبو الفداء، 699هـ
  62. ^ المقريزي،السلوك، 2/327-328
  63. ^ المقريزي،السلوك، 2/328
  64. ^ القلقشندي، 4/179
  65. ^ المقريزي،السلوك، 2/331
  66. ^ سورة آل عمران الآية: 103 322
  67. ^ الشيال، 2/181
  68. ^ الشيال، 2/181
  69. ^ المقريزي،السلوك، 2/354
  70. ^ ابن إياس، 1/413
  71. ^ المقريزي، 2/357
  72. ^ ابن تغري، 701هـ
  73. ^ المقريزي،السلوك، 2/356

المصادر والمراجع

  • ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور, تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982.
  • ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور, مدحت الجيار (دكتور), الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة 2007.
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة, الحياة المصرية، القاهرة 1968.
  • ابن كثير:البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت 1966.
  • أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، القاهرة 1325هـ.
  • بسام العسلي: الظاهر بيبرس ونهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس ، بيروت 1981.
  • بيبرس الدوادار ، زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998
  • جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف، القاهرة 1966.
  • حمدى السعداوى: صراع الحضارات - المماليك، المركز العربى للنشر، الأسكندرية.
  • علاء طه رزق (دكتور): دراسات في تاريخ عصر سلاطين المماليك، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية، القاهرة 2008.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور): عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسي والاجتماعي, عين للدراسات الانسانية والاجتماعية, القاهرة 2007.
  • القلقشندي: صبح الأعشى في صناعة الإنشا، دار الفكر، بيروت.
  • شفيق مهدي (دكتور): مماليك مصر والشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
  • المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار, مطبعة الأدب, القاهرة 1968.

مصادر غير عربية

  • Amitai-Preiss, Reuven, Mongols and Mamluks: The Mamluk-Ilkhanid War, 1260-1281 ، Cambridge

University Press 2004 ISBN 0-521-52290-0

  • Kurkjian, Vahan M ، A story of Armenia, Armenian General Benevolent Union of America 1958
  • Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 1990
  • ( أرنولد توينبي) Toynbee, Arnold J., Mankind and mother earth, Oxford university press 1976
  • سجل الضبابي لتدمير المنغول لدمشق في 1299-1301
  • Henry Hoyle Howorth (1876). History of the Mongols: From the 9th to the 19th Century. Longmans, Green, and Co.