محمد علي الجعبري

محمد علي الجعبري (و. 1900 - ت. 1980) كان رئيس بلدية مدينة الخليل لفترة طويلة، وقد كان معين من قبل الأردن في الفترة بين 1948-1976. كان الجعبري رئيس مؤتمر أريحا الذي عُقد في أريحا من أجل دعم توحيد الضفة الغربية مع الأردن عام 1950[1].

محمد علي الجعبري
Sheikh-mohammed.jpg
وُلِدَ1900
توفي1980
الجنسيةFlag of Palestine.svg فلسطين
اللقبمؤسس جامعة الخليل

انتسب الجعبري إلى الحزب العربي الفلسطيني برئاسة جمال الحسيني فاختير عضواً في مكتبه المركزي سنة 1944. وعندما أعلنت حكومة الانتداب عام 1947 تقسيم فلسطين ترأس اللجنة القومية ولجنة الطوارىء في مدينة الخليل. وبعد النكبة سنة 1948 ترأس مؤتمر أريحا الذي أعلن ضم الضفة الغربية من فلسطين إلى الأردن. وعين الجعبري في عدد من المناصب في المملكة الأردنية الهاشمية. فكان عضواً في مجلس الأعيان في خمس مرات متفرقة بين أعوام 1950 و1964. وعين وزيراً للزراعة سنة 1955، ووزيراً للعدل سنة 1957 و1960، ووزيراً للتربية والتعليم سنة 1960، وعين رئيساً لبلدية للخليل بإرادة ملكية سامية برتبة وزير.[2]

كان الجعبريي في الخليل مرجعاً للأمور السياسية والدينية، وكان رئيساً للجنتي الشباب والاصلاح فيها، وقد أسس كلية الشريعة في مدينة الخليل، والتي أصبحت الآن جامعة.

بعد أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية من الأردن في حرب 1967، اقترح الجعبري أن تبقى إسرائيل في السلطة لمدة خمس سنوات فقط وبعد ذلك يحتفظ الفلسطينيون بالحق في تقرير المصير. على ما يبدو تم الاتفاق مع إسرائيل بأنه سيكون بمثابة رئيس وزراء دولة فلسطينية جديدة[3] وقد كان يعارض بشكل بارز الطبيعة العنيفة التي يبديها الفدائيين [1][4].

توفي الجعبري في عام 1980. وتربطه علاقة قربى بسليمان الجعبري، مفتي القدس السابق[1].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

 
الشيخ محمد علي الجعبري.

ولد محمد علي أحمد درويش الجعبري عام 1900 في مدينة الخليل وتعود جذور عائلة الجعبري إلى قبيلة ربيعة العدنانية، وهي قبيلة عربية من نسل كعب بن ربيعة، كانت تستوطن ديار ربيعة في منطقة الجزيرة على الفرات، أما بداية استقرارها في الجزيرة الفراتية، فكانت في مطلع القرن الخامس الهجري. وقد تمكن زعيمها "سابق الدين جعبر بن مالك القشيري" من الاستيلاء على قلعة كانت تسمى دوسر أو الدوسرية نسبة إلى بانيها.[5]

يتصل آل الجعبري في الخليل بنسل الشيخ برهان الدين أبي محمد أو أبي إسحق إبراهيم بن عمر الجعبري، وهو أحد علماء قلعة جعبر وكان يعرف بالجعبري نسبة إلى مسقط رأسه قلعة جعبر وبالخليلي نسبة إلى مدينة الخليل التي استقر بها، ومن عقبه تشكلت عائلة الجعبري. وقد كني بأبي إسحق جريا على عادة الناس فيمن اسمه إبراهيم، وبأبي محمد نسبة إلى والده محمد شيخ الخليل من بعده. وقد لقب ببرهان الدين: وهو في الغالب عليه وبه اشتهر. ولقب في بغداد بتقي الدين.


نشأته ودراسته

نشأ محمد علي الجعبري في كنف والديه، وكان ذا حظوة لديهما، فترعرع معززاً مكرماً. وانتظم في سلك الدراسة بالمدرسة الابتدائية في الخليل. وأرسله والده مع إلى مصر شقيقه درويش الجعبري بعد إنهائه المرحلة الابتدائية، فتوجها مع قافلة من التجار كانت متوجهة من الخليل إلى يافا، فبور سعيد فالقاهرة. كان أخيه درويش يعتبر من علماء الخليل وهو من خريجي الأزهر، فأثر أثرا بالغا في أخيه الأصغر محمد علي، فأقام معه في القاهرة طيلة فترة الدراسة. وقام بدور مهم في تقديمه وتعريفه بعلماء وشيوخ الزهر.

أنهى محمد علي المرحلة الإعدادية، وحفظ خلالها ربع القران الكريم غيبا، وهو متطلب إجباري لاجتياز المرحلة الإعدادية، ثم خضع لامتحان ليلتحق بالأزهر الشريف – القسم النظامي – فنجح في ذلك الامتحان، و حاز على الشهادة المتخصصة في الوعظ والإرشاد سنة 1922.

بلدية الخليل

عهد للشيخ الجعبري بتولي رئاسة البلدية بتاريخ 28 نوفمبر 1940، وبتاريخ 26 فبرير 1942، أعيد تشكيل المجلس بعد استقالة الدكتور أحمد عبد العال، وقبول عضوية كل من: راشد عرفة، وعمران طهبوب، واستمر المجلس الجديد في عمله برئاسة الشيخ الجعبري حتى 25 أبريل 1948.

لم يكن صعود الشيخ الجعبري ووصوله إلى رئاسة بلدية الخليل بمحض الصدفة، فقد برز كعين من أعيان الخليل ووجهائها؛ لكونه من رجال الدين المتصفين بالعلم والحكمة، ونتيجة للأعمال العامة التي قام بها. وبمجرد تخرجه من الأزهر الشريف وعودته إلى الخليل، سارع الشيخ الجعبري إلى الانخراط في العمل العام ، ففي عام 1925، تقدم بطلب إلى قائم مقام الخليل لإنشاء جمعية علماء الخليل مع كل من: الشيخ عبد الرحمن بدر، والشيخ يعقوب شاور. و كانت فكرة الشيخ الجعبري بإنشاء جمعية علماء على مستولى الخليل أو فلسطين. هي فكره رائدة في هذا المجال. فبعد عشرة سنوات من ذلك التاريخ أي في عام 1935، دعا الحاج أمين الحسيني إلى عقد المؤتمر الأول لعلماء فلسطين.

انتسب الشيخ الجعبري إلى معهد الحقوق في القدس ليتخرج محاميا. وقد سمح له بممارسة المحاماة أمام محاكم فلسطين. وأنشا مكتبا له في الخليل، مارس فيه المحاماة الشرعية، كما عمل مأذونا شرعيا في الخليل في الفترة الممتدة ما بين (1926 – 1941) وفي تلك الأثناء أيضا عمل مدرسا وواعظا في الحرم الإبراهيمي، واستمر في هذا العمل حتى عام 1937، عندما وافق المجلس الإسلامي الأعلى على تعيينه واعظا لمدينة الخليل وقضائها مكان الشيخ صبري عابدين.

وعلى صعيد آخر أوكلت للشيخ الجعبري مهمة الإشراف على حفلات الاستقبال والوداع لكبار ضيوف الخليل. فعند زيارة الأمير سعود بن عبد العزيز إلى الخليل في شهر أغسطس 1935، ترأس الشيخ الجعبري لجنة الاستقبال التي ضمت كلا من: - عبد الله كردوس قائم مقام الخليل، وناصر الدين ناصر الدين رئيس البلدية، والشيخ عبد الله طهبوب مفتي المدينة، وعددا من أعيانها ووجهائها. وبعد ان زار الأمير سعود الحرم الإبراهيمي ألقى الشيخ الجعبري الكلمة الترحيبية بالضيف. وترأس الشيخ الجعبري وفد الخليل الذي ذهب إلى عمان لتهنئة الأمير عبد الله بمناسبة العيد عام 1937، وكانت هذه الزيارة هي الثانية، إذ زارها خلال الثورة الفلسطينية عام 1936، على رأس وفد من الخليل، طالبا النجدة والمساعدة من المير عبد الله لدعم الثورة.

ومن جهة أخرى كان الشيخ الجعبري من أوائل الذين تصدوا لقوات البوليس البريطاني بعد تعديها على أملاك و مزروعات المواطنين في الخليل، من أوائل المعتقلين في ثورة عام 1936، وقد أرسلت مدينة الخليل ممثلة ببلديتها ووجهائها رسالة تأييد ودعم للشيخ الجعبري في المعتقل .

جمعية الشبان المسلمين في الخليل

يمكننا أن نؤرخ لانطلاق مسيرة الشيخ الجعبري في العمل السياسي مع مطلع عام 1928، إذ ترأس جمعية الشبان المسلمين في الخليل. ففي ذلك العام شهدت فلسطين موجة تأسيس المراكز والفروع لجمعيات الشبان المسلمين متأثرة بمصر المقر الأول لجمعية الشبان المسلمين، سعيا ممن أسسها إلى تجذير وتأكيد عالمية هذه الحركة. ففي عام 1928 تشكلت جمعية الشبان المسلمين في الخليل و حصلت على الموافقة الأولية من قائم مقام الخليل، وترأس الشيخ الجعبري تلك الجمعية نظرا لتوجهه الإسلامي و لكونه ممن درسوا في الأزهر الشريف، كما كان من أعضاء المؤتمر الإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية، وتم اختيار الممثلين والمندوبين في جمعية الشبان المسلمين في الخليل عن طريق الانتخاب.

الجمعيات الإسلامية المسيحية

بدأ نشاط الشيخ الجعبري في الجمعيات الإسلامية المسيحية عام 1924، حينما كان عضوا في الهيئة الإدارية في الجمعية الإسلامية المسيحية في الخليل وكانت برئاسة الشيخ طالب مرقة وعضوية كل من: - محمود سلطان، وياسين أبو الفيلات، والشيخ يعقوب شاور، والحاج عبد المعطي الخطيب، والحاج سليم حجازي، والحاج عبد العظيم الخطيب، وأحمد يونس ذرافو، وحميدان كاتبه بدر، والحاج إبراهيم أبو خلف، والشيخ امين الحموري، وأحمد بيوض التميمي، وظاهر دعنا واستمرت تلك الجمعية في عملها حتى أواخر عام 1931.

لقد اعتبر أعضاء هذه الجمعيات أوائل القوميين العرب المنظمين في فلسطين، وارتبطت حركتهم بالقيادة العربية في دمشق بهدف تحقيق سوريا مستقلة وموحدة، تضم كلا من: - سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن.

المؤتمر العربي الفلسطيني السابع

بالنسبة للشيخ الجعبري شهد عام 1928 نشاطا مكثفا له، ففي تلك السنة ترأس جمعية الشبان المسلمين في الخليل، وشارك المؤتمر الإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة، كما كان ضمن وفد الخليل المشارك في المؤتمر العربي الفلسطيني السابع الذي انعقد في القدس من 20 -27 يونيو 1928.

مؤتمر الشباب العربي الفلسطيني

أنتخب الشيخ الجعبري عضوا في اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشبان، والتي بدورها أنتخب مكتب اللجنة التنفيذية والذي تكون من: - راسم الخالدي رئيسا، وعيسى ألبندك نائب رئيس، وحمدي النابلسي أمينا للمال، ويوسف عبده، وسعدي الشوا لأمانة السر، وفؤاد سابا محاسبا.

المؤتمر العربي القومي (مؤتمر بلودان)

شارك الشيخ الجعبري في المؤتمر بصفته عالما من علماء فلسطين أيضا شارك الشيخ الجعبري في مؤتمرات رؤساء البلديات العرب في فلسطين – (يافا 13/ 7/1941) – (يافا 5/5/1944 ) – (نابلس – 17/6/1944) – (غزة 22/2/1945) والمؤتمر الأول لرؤساء البلديات العرب في لواء القدس (الخليل 11/9/1946) ومؤتمر رؤساء البلديات العرب في فلسطين (الخليل 3/4/1947) و مؤتمر رؤساء البلديات العرب في فلسطين (رام الله 14/6/1947).

رابطة القرى

 
مصطفى دودين مع مناحم ملسون والحاكم العسكري الإسرائيلي في الخليل يگآل كرمون ورئيسي رابطة نابلس ورابطة رام الله.

بدأت السلطات الإسرائيلية تفكر جدياً في البحث عن قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المنطقة المحتلة. وفي 1976 طرحت لأول مرة فكرة إنشاء الروابط القروية أثناء مأدبة عشاء أقيمت في منزل الشيخ محمد علي الجعبري في الخليل. وقد طرحها الميجر جنرال يگآل كرمون (الحاكم العسكري لمدينة الخليل من (1974-1976) فالتقطها مناحم ملسون مستشار الشؤون العربية في الحاكمية العسكرية للضفة وبدأ يدرسها إلى أن شرع ينفذه عملياً بعد التوقيع على اتفاقيات كامپ ديڤد عام 1978 وما نصت عليه من إجراء مفاوضات لإقامة الحكم الذاتي الإداري في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكان مصطفى دودين الوزير السابق في الحكومة الأردنية قد عاد عام 1975 إلى بلدته دورا/الخليل في نطاق جمع شمل العائلات وأصبح خلال فترة وجيزة الصديق الحميم لكل من يگآل كرمون ومناحم ملسون، فوقع عليه الاختيار لإخراج مخطط روابط القرى إلى حيز الوجود.

وقد أسفرت اتصالات ملسون وكرمون وبيبرس بمصطفى دودين عن الإعلان رسمياً عن قيام “رابطة قرى محافظة الخليل” برئاسته في 20 يوليو 1978. وقد حضر نظام الرابطة الأساسي غاياتها المعلنة في حل المنازعات والخلافات بين السكان وتشجيع تنظيم الجمعيات التعاونية لمساعدة المزارعين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية وتطوير أساليب الزراعة وتحديثها وغير ذلك. إلا أن الغايات الحقيقية لهذه الرابطة والروابط التي تلتها كانت كما تخلت من الممارسات اللاحقة ودعم سلطات الاحتلال لها بالمال والسلاح، محاولة لخلق قيادة فلسطينية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية تكون مستعدة لتأييد “كامب ديفيد” وقادرة على المشاركة في مفاوضات الحكم الذاتي وتنفيذ مخطط (إسرائيل) للإدارة المدنية وتولي المناصب أو المهام التي توكل إليها في هذا السياق.[6]

يضاف إلى ذلك أن روابط القرى، اعتماداً على التجربة السابقة لسلطات الانتداب البريطانية، يمكن أن تحقق للاحتلال أهدافاً أخرى هامة من بينها تفتيت الوحدة الوطنية في الضفة الغربية بين الفلاحين والمدنيين وإحياء النعرات القديمة بين أبناء المدن والأرياف. وقد تعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني وهي تعلن إنشاء أول رابطة للقرويين في محافظة الخليل المجاهرة بإثارة هذه النعرات، إلا أن إعراض المواطنين من أبناء القرى عن هذه الرابطة واحجامهم عن الانخراط فيها دفعا سلطات الاحتلال إلى سياسة الترهيب والترغيب مع القرويين لإنجاح الرابطة وإخراجها إلى حيز الوجود، وذلك بالتلويح بتقديم فيض من التسهيلات للفلاحين ابتداء من جمع شمل العائلات وقضايا التسويق الزراعي والحصول على البدار بأسعار معتدلة وانتهاء بتقديم المساعدات المادية لتنفيذ بعض مشاريع القرى والمجالس القروية. وقد أعطيت رابطة قرى محافظة الخليل دور الوسيط بين القرى وسلطات الحكم العسكري وأعطي مصطفى دودين سلطات واسعة لتلبية ما يقدم إليه الفلاحون من مطالب.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

مع نهاية عام 1977 أصيب الشيخ الجعبري بجلطة دماغية أقعدته عن الحركة وألزمته الفراش حتى وفاته في 29 مايو 1980 وشارك في تشيع جثمانه عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني في الخليل والضفة وقطاع غزة و الأردن وفلسطيني عام 1948.

المصادر

  1. ^ أ ب ت Palestinian Personalities Palestinian Academic Society for the Study of International Affairs (PASSIA).
  2. ^ محمد علي الجعبري، الموسوعة الفلسطينية
  3. ^ The Bride and the Dowry: Israel, Jordan, and the Palestinians in the Aftermath of the June 1967 War, Avi Raz, Yale University Press, 17 Jul 2012. pg. xiii.
  4. ^ Israel, Palestinians, and the Intifada: creating facts on the West Bank, Geoffrey Aronson, Institute for Palestine Studies (Washington, D.C.) - 1990- Page 46.
  5. ^ محمد علي الجعبري، جامعة الخليل
  6. ^ روابط القرى، الموسوعة الفلسطينية

المراجع

  • أكرم زعيتر: الحركة الوطنية الفلسطينية، بيروت 1980.
  • مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج5، ق2، بيروت 1972.
  • وحيد الجعبري: ملف السيرة الذاتية للشيخ محمد علي الجعبري بتاريخ 21/2/2001.
  • الكتب السنوية للقضية الفلسطينية من الأعوام 1965-1976، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت.