تقمص (فلسفة)

(تم التحويل من محراث التناسخ)

التقمص في الفلسفة اليونانية هو مصطلح يدل انتقال النفس بعد الممات وبخاصة تناسخها. والكلمة اليونانية هي "ميتيمسايكوسيس (μετεμψύχωσις) وتعني حصرا فكرة التقمص بحسب الفلسفات اليونانية القديمة. لكن اعتمدها بعض الفلاسفة المعاصرون مثل أرتور شوپنهاور [1] وكورت گودل[2]. وظهرت بترجمات جويس لرواية عوليس وفي اعمال فريدريش نيتشه[3] وفي بعد الأحيان يستبدل المصطلج بـ"رجعة وراثية" (Palingenesis).

صورة معبرة عن التقمص في لوحة يوكوياما تايكان. تصور الصورة حركة تقمص تنين من نقطة ماء تصبح جدولا بصب في نهر الذي ينتهي في المحيط ليولد التنين الذي يتحول الى بخار لبعيد الكرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اوربا ما قبل سقراط

لا توجد أدلة واضحة عن كيفية نشوء فكرة التقمص في اوروبا. فأول من اعتقد بالتقمص كانت الديانة الاورفيوسية في القرن السادس ما قبل الميلاد في منطقة تراقيا على الحدود الشمالية الشرقية مع الشعوب الهمجية. وكان اورفيوس، مؤسس الديانة، يقول بأن النفس خالدة وتحاول التحرر من سجنها الذي هو الجسد. والموت يحرر النفس ليعود ويسجنها مرة اخرى في جسد جديد في حتمية متكررة من جسد إلى آخر حتى يخلصهم الالهة، وبخاصة ديونيسوس.  وللوصول للخلاص، يجب ان يعيشوا العفة ليرتقوا بعد مماتهم وحتى يتدرجوا، مِيتة بعد أخرى، للوصول إلى الخلود مع الله.


في الفلسفة اليونانية

كان فيريسيديس السيروسي اول من تكلم عن التقمص[4] لكن يعتبر تلميذه فيثاغورس كان اول من قدم وشرح الفكرة والتي اقتبسها من الاوقيليسيون ونشرها في ماجنا گريشيا وانشاء المجموعات لنشر الفكرة. 

لكن الأهمية الكبرى للتقمص في الغرب تعود لما قام به افلاطون من تبني الفكرة ونشرها في كتابه "الجمهورية الفاضلة". ففي نهاية الكتاب يذكر كيف عادت نفس آُر، ابن ارمينيوس، إلى الحياة بعد اليوم الثاني عشر بعد الموت وبين أسرار عالم الاموات وكيف انه شاهد نفس الاموات تعود الى مكان لتنتقي الجسد الجديد الذي ستحل به. فرأى نفس اورفيوس تنتقل الى جسد بجعه بينما اختار ثاميراس جسد عندليب وانفس طيور تختار اجساد بشر ونفس أتالانتا تختار جسد انسان رياضي. بعد اتمام عملية الاختيار، تشرب النفس من الليثي ثم تنطلق مسرعة لتولد من جديد. وهناك قصص مشابهة في حوارات اخرى مثل حوارات فيدروس ومينو وفايدو وطيماوس ولووس.  

اعتبر افلاطون ان عدد الكائنات ثابت لا يتغير وبالتالي، لم يعتبر أن الولادة تخلق نفسا جديدة بل تحل بها نفسٌ أتت من جسد مات من قبل.[5] هناك بعض المؤرخون، منهم مارسيليو فيسينو، الذين قالوا بأن أفلاطون لم يقتنع بالتقمص لكنه استعمله كاستعارات فقط.

لاحقا، ذكر التقمص في اعمال فلسفية يونانية بين فينة واخرى. فقد ذكرها ميناندر في شذراته (المرأة الملهمة) كما استعملها لوقيان السميساطي بشكل هذلي في كتاباته. كان إينيوس اول من ذكرها في الكتابات الرومانية[6] التي قد يكون قد تعلمها من قرآته لاعمال مجناس. فقد ذكر في احد اهماله انه رأى هوميروس في حلم يؤكد له ان نفس الشاعر كانت نفسا لطاووس قبل ولادته. وقد استهزاء بيرسيوس باقوال اينيوس وكذا قام لوكريتيوس وهوراس. كما ادخل ڤرجيل الفكرة في الانيادة عندما تناول موجوع الجحيم في كتابه السادس. واستمرت الفكرة بالظهور في اعمال لاحقة مثل أعمال أفلوطين والافلاطونية المحدثة.

فيما بعد العصر الكلاسيكي

كتب مؤلف الكتب الماورائية، جون دون، كتابا عنونه "التقمص" في عام 1601م[7] وذكر في احدى اشعاره خلود النفس. والتقمص موضوع بارز في كتاب إدغار آلان بو بعنوان "ميتزنغرشتاين" وكذلك في كتابه "موريللا" (1935)[8] وكتاب "الصورة البيضاوية" (1842).[9]

وذكر التقمص في اخر فقرة من الفصل 98 من كتب "موبي ديك" لهرمان ميلفيل.

استعمل هربرت گايلز مصطلح التقمص عند ترجمته لقصة حلم الفراشة في كتاب جانكزي[10]. انتقد هانس حورج مولر هذه الترجمة وفضل استعمال مصطلح "تغيُر الاشياء" بدلا منه.[11]

كما ذكر التقمص في اعمال تخرى مثل كتاب عوليس لجيمس جويس (1922) ورواية "في" لتوماس بينشون (1963) و كتاب "الأسماء" لدون ديليلو (1982)و كتاب "الدعابة اللانهائية" لدايفيد فوستر والاس. واخرون.

للاستزادة

روابط خارجية

المراجع

  1. ^ Schopenhauer, A: "Parerga und Paralipomena" (Eduard Grisebach edition), On Religion, Section 177
  2. ^ Gödel Exhibition: Gödel's Century
  3. ^ Nietzsche and the Doctrine of Metempsychosis, in J. Urpeth & J. Lippitt, Nietzsche and the Divine, Manchester: Clinamen, 2000
  4. ^ Schibli, S., Hermann, Pherekydes of Syros, p. 104, Oxford Univ.
  5. ^ "That is the conclusion, I said; and if a true conclusion, then the souls must always be the same, for if none be destroyed they will not diminish in number."
  6. ^ Poesch, Jessie (1962) "Ennius and Basinio of Parma" Journal of the Warburg and Courtauld Institutes 25(1/2): pp. 116—118, page 117, FN15
  7. ^ Collins, Siobhán (2005) "Bodily Formations and Reading Strategies in John Donne's Metempsychosis" Critical Studies 26: pp. 191—208, page 191
  8. ^ Roderick, Phillip L. (2006) The Fall of the House of Poe: And Other Essays iUniverse, New York, page 22, ISBN 0-595-39567-8
  9. ^ Quinn, Patrick F. (1971) The French face of Edgar Poe (2nd edition) Southern Illinois University Press, Carbondale, Illinois, page 272, ISBN 0-8093-0500-3
  10. ^ Giles, Herbert (1889), Chuang Tzu, Mystic, Moralist and Social Reformer, London: Bernard Quaritch; 2nd edition, revised, Shanghai: Kelly and Walsh (1926), rpt.
  11. ^ Moeller, Hans-Georg (2004), Daoism Explained: From the Dream of the Butterfly to the Fishnet allegory.

وصلات خارجية