مبادرة السلام السعودية 1981

خطة الأمير فهد للسلام أو مبادرة السلام السعودية في 8 أبريل 1981 كانت مبادرة من قبل ولي العهد السعودي الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود في محاولة لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي

صورة أرشيفية لفهد بن عبد العزيز مع ياسر عرفات، 1981.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخط الزمني للمبادرة ومحتواها

مع وصول إدارة الرئيس رونالد ريگان للحكم في فبراير 1981، دعا الرئيس الأمريكي في مقابلة الفتتاحية مع خمسة من أبرز صحفيي العلاقات الخارجية الأمريكان إلى "وجود على الأرض بالقرب من الخليج العربي". وبرزت دعوات في واشنطن إلى صياغة شرق أوسط جديد مبني على اتفاقيات كامب ديفد ليمتد إلى السعودية.[1]

في أبريل 1981 وفي أثناء زيارة إلى عدة دول في الشرق الأوسط، دعا وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيگ إلى قيام شرق أوسط جديد. حيث قال:

«إن النزاع العربي الإسرائيلي يجعل بعضاً من أوثق أصدقائنا منقسمين على أنفسهم. والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لا يمكن حمايتها إلا بإستراتيجية لا تغفل تعقيدات المنطقة ولا التهديد بحدوث تدخل خارجي. والولايات المتحدة تعتبر عملية السلام، والجهود المبذولة لمواجهة التهديدات السوفيتية والإقليمية، تعزّز بعضها بصورة متبادلة، فإذا كان أصدقاؤنا العرب على استعداد أكبر لركوب المخاطر من أجل السلام مع الإسرائيليين فإن التعاون في مجال الأمن سيكون سهلاً، باعتباره تعاوناً ضرورياً لردع أي تدخل سوفييتي ولردع الدول العاملة لحسابه»

. جاء الرد من الرياض، في 7 أغسطس 1981، بمبادرة الأمير فهد ولي العهد السعودي، المكونة من ثمانية مبادئ هي:

مبادرة ولي العهد فهد في أبريل 1981 تأثرت بالنص الذي استخدمه الاتحاد الأوروبي، في 1979، في المبادرة الأوروبية للسلام في الشرق الأوسط، التي كانت بإلهام من مبادرة السادات.

المبادرة السعودية تم سحبها رسمياً في أواخر 1982، بعد رفض بيجن لها، واغتيال السادات وغزو لبنان. المبادرة الأوروبية: لا أعرف ماذا حدث لها.


ردود الفعل على المبادرة

 
مقال في النيويورك تايمز بعنوان: كامب ديفد أو الفشل؟ الجلبة اللطيفة حول الخطة السعودية تجعل إسرائيل قلقة. الأحد 8 نوفمبر 1981، في الصفحة الأولى من القسم الرابع. النص الكامل هنا.
رفضت مصر المبادرة فوراً، وأعلنت عن تمسكها باتفاقية كامب ديفيد. وفي 9 أغسطس، رفضها أيضاً مناحيم بيغن. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيان جاء فيه[4]
«إن إسرائيل ترى في الاقتراح السعودي خطة لتدميرها على مراحل، وبموجب هذا الاقتراح فإن الاعتراف بإسرائيل تبعاً لذلك ليس سوى وهم. وأن هذه الخطة تناقض اتفاقية كامب ديفيد»
. أعلنت المجموعة الأوروبية أن المبادرة تشكل أساسا للتفاوض، أما الولايات المتحدة فتجاهلت المبادرة ولم تتخذ أي موقف واضح منها. تباين الموقف العربي بين الرافض كسوريا والعراق، بينما أعربت دول أخرى عن الدعم. قيادة وكوادر حركة فتح داخل منظمة التحرير الفلسطينية، رفضتها بعنف،[5]، حيث أعلن فاروق القدومي «إن الظروف غير مناسبة لحل سلمي، وإن الفلسطينيين يرفضون النقطة السابعة في المشروع رفضا قاطعا»[6] إلأ أن ياسر عرفات دعم المبادرة حيث نقل عنه جورج حاوي، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، قوله: «استعدوا للضربة، ولقد أديتم بضغطكم هذا إلى موقف سيؤدي إلى رفع الغطاء العربي عنا، واللهم اشهد أني بلغت».

سحب المبادرة

قامت السعودية بسحب مشروعها في قمة فاس في نوفمبر 1981 وذلك إثر الضغوط التي مورست عليها. حيث قال الناطق الرسمي وقتها :
«نظراً لإيمان المملكة التام بأن أي إستراتيجية عربية يجب أن تحظى بالتأييد الجماعي لكي تستطيع دفع الموقف العربي إلى الأمام، فقد قام الوفد السعودي بسحب المشروع مؤكداً لمؤتمر القمة أن المملكة العربية السعودية على استعداد تام لأن تقبل أي بديل يجمع عليه العرب.[7]»
يعتقد العديد من الباحثين أن إفشال المبادرة السعودية كان أساسيا لإتمام عملية غزو لبنان في العام الذي تلاها. حيث بدأت إسرائيل بالتحضير الفوري للعملية وانتظرت الحصول على الضوء الأخضر الأمريكي.[8]

التاريخ

لنلق نظرة سريعة على تطور الموقف السعودي من السلام مع إسرائيل بعد اللاءات العربية الثلاثة في قمة الخرطوم 1967 وقطع الملك فيصل البترول عن الولايات المتحدة وحلفاء اسرائيل في 1973:

السعودية والسلام المصري الإسرائيلي

حين وقّع الرئيس أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل في مارس 1979، اتهمت السعودية وباقي دول الجامعة العربية مصر بخيانة القضية وقطعوا علاقاتهم معها ونقلوا مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. الطائرات الإسرائيلية مرت فوق الأجواء السعودية بعد عامين وهي في طريقها ذهاباً وإياباً لقصف المفاعل الذري العراقي عام 1981. السعودية نفت أي علم لها بهذا الاختراق. كما ساعدت السعودية مصر على العودة إلى الجامعة العربية وعودة مقرها للقاهرة باستئناف العلاقات عام 1987 مكافأة للدور المصري غير المعلن في دعم العراق عسكرياً خلال حربه ضد إيران (1980-1988).

مبادرة ولي العهد فهد للسلام 1981

في أغسطس 1981 واستجابة لدعوة وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيگ، في بداية رئاسة رونالد ريگن، لقيام شرق أوسط جديد يقوم على التعاون بين دول المنطقة، أطلق الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد السعودي آنذاك مبادرته للسلام العربي الشامل مع إسرائيل بـ8 نقاط، تشمل عودة الأراضي المحتلة منذ حرب 1967 بما فيها القدس وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية. وهو ما اعتبرته مصر واسرائيل تقويضاً لمسار السلام وفق كامب ديفيد، بينما عارضته بشدة جبهة الرفض العربية التي وقفت ضد السادات منذ زيارته للقدس، خصوصاً سوريا وليبيا والجزائر والعراق، التي رفضت الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وبالتالي، تراجعت السعودية عن مبادرتها بعد عرضها على قمتين عربيتين، حين غطى الاجتياح الإسرائيلي للبنان على أي حديث عربي عن السلام.


مبادرة ولي العهد عبدالله للسلام 2002

جاءت مبادرة الأمير عبدالله ولي العهد السعودي آنذاك عبر مقال للصحفي الأميركي توماس فريدمان تلخيصا لمقابلة بينهما في الرياض في فبراير 2002 وقبل شهر من القمة العربية في بيروت، والتي تعرض على إسرائيل مقابل الانسحاب من أراضي 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، التطبيع الكامل للدول العربية. ومع تحفظ سوريا والعراق على التطبيع تم تعديل الصيغة، فيما أصبح بعد سنوات مبادرة الملك عبدالله المتمثلة بأن تكون مقابل السلام الشامل، دون استخدام تعبير التطبيع!

جاءت المبادرة بينما تواجه السعودية حملة إعلامية غربية تتهمها بمسؤولية عن أحداث 11 سبتمبر، ولم تهدأ الحملة حتى انشغل الأميركيون والعالم بغزو العراق وتداعياته الكارثية في المنطقة.


تطبيع كوشنر: المصالحة مقابل المصلحة

بمجيء دونالد ترامب الى البيت الأبيض، وفشل الربيع العربي، تعامل الرئيس الأميركي الجديد وعلى رأس فريقه للشرق الأوسط صهره الأصولي اليهودي جارد كوشنر بمعايير وقواعد جديدة، تعتمد منطق المصلحة القطرية المباشرة لأي دولة عربية مقابل التطبيع مع إسرائيل من دون استخدام ورقة التوت الفلسطينية.

نفّذ ترامب قرار نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس واستغرب أن أحداً لم يعترض، وذلك بعد عودته من السعودية حيث لقي حفاوة وعقد صفقات بعشرات مليارات الدولارات. وألغى الاتفاق النووي مع إيران، وتفاخر بأصدقائه من المستبدين العرب من دون تدخل في شؤونهم الداخلية مع مواطنيهم، وانجز الاتفاق الإبراهيمي بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، مع سماح السعودية للطيران الإسرائيلي باستخدام أجوائها في رحلاته الخليجية. ثم حصل المغرب على اعتراف أميركي بسيادتها على إقليم الصحراء الغربية مقابل التطبيع مع اسرائيل، كما حصل السودان مقابل التطبيع على رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الأميركية عنه.

خرج ترامب وصهره من البيت الأبيض من دون أن تتحقق في فترته الأولى الجائزة الكبرى لإسرائيل في السلام مع السعودية! لكن كوشنر واصل علاقاته مع الرياض كمستثمر فردي في شراكة تجارية بأكثر من ملياري دولار.

المصادر

  1. ^ Joseph Kraf (1981-03-04). "A New Middle East Approach". الواشنطن پوست.
  2. ^ الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1981،ص 357
  3. ^ "مشروع الملك فهد للسلام: فلسطين الأولوية". الفهد روح القيادة. 2015-04-11.
  4. ^ شؤون فلسطينية، العدد119، تشرين الأول1981، ص213_214
  5. ^ آلان غريش "م.ت.ف تاريخ واستراتيجيات"،ص245
  6. ^ المصدر السابق، ص245
  7. ^ شؤون فلسطينية، العدد 122_132، كانون الثاني، 1982، ص225_230
  8. ^ آلان گريش، م.ت.ف تاريخ واستراتيجيات، ص246.