ما بعد إسرائيل (كتاب)

ما بعد إسرائيل .. نحو تحول ثقافي، هو كتب من تأليف الكاتب اليهودي مارسيلو سڤيرسكي، عن دار المتوسط للنشر، في 2016.

ما بعد إسرائيل .. نحو تحول ثقافي
غلاف كتاب ما بعد إسرائيل.jpg
المؤلفمارسيلو سڤيرسكي
المترجمسمير عزت
الناشر
ناشر الترجمة العربيةدار المتوسط للنشر
الإصدار2016

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الترجمة والنشر

 
كتاب ما بعد اسرائيل .. مارسيليو سفيرسكي. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

صدرت الطبعة الأولى من الكتاب عن دار المتوسط للنشر، في 2016، وهو من تأليف مارسيليو سڤيرسكي Marcelo Svirsky، وترجمه للعربية سمير عزت نصرت، وتمت مراجعته وتدقيقه من قبل حسام موصللي.

وفي ترجمة الدار المختصرة عن حياة الكاتب الأكاديمية ذكرت أنه محاضر في الدراسات الدولية في مدرسة الإنسانيات والبحث الاجتماعي في جامعة ولونگونگ منذ عام 2012، ويُدرس مارسيليو مواضيع في الدراسات الدولية وأبحاثاً عن سياسات الشرق الأوسط والفلسفة القارية الأوروبية؛ ويركز في المقام الأول على النظريات وممارسة النشاط السياسي والعمل الثوري والتحوّل الإجتماعي، مارسيليو هو يهودي أشكينازي من أصل أرجنتيني عاش في اسرائيل لفترة طويلة من عمره ثم هاجر مؤخراً لأستراليا.


محتوى الكتاب

في بداية كتابه وقبل البدء في المقدمة يكتب المؤلف تحت عنوان (بيان): "كانت إسرائيل فكرة سيئة منذ بدايتها، في الوقت الذي تم فيه تجاهل حياة اليهود المندمجين جداً في المجتمعات المسلمة تجاهلاً كاملاً، من قبل الصهاينة الأوروبيين، تحطّمت النوايا الطيبة لتأمين وطن في فلسطين لليهود المضطَهدين، بضربة واحدة، في اللحظة التي فَرَضَتْ الصهيونية طردَ الفلسطينيين من وطن أجدادهم.". حيث يرى مارسيلو ان الحل لا يمكن حصره في الجانب السياسي دون التطرق لجانب الثقافي لتبرير تحوّل طرق حياة دقيق لمواجهة أشكال الهيمنة الاسرائيلية (أي تشكيل تيار ثقافي داعم لتحول السياسي).

وفي مقدمة الكتاب يبرز مارسيلو عقلية اليهودي الإسرائيلي الذي يحاول التملص من مسؤولياته وذلك بنصب جدرانَ عقلية وعاطفية ومنطقية لحماية نفسه من أن يحاسب على افعاله تجاه الفلسطيني، لأنه بهذا الاعتراف سيكون امام مخاطرة بخسارة الامتياز الذي يعيش فيه الان، لذلك فبعض الإسرائيليين اليهود يقللون من أهمية العذاب الذي يتهمون بأنهم يسببونه (لأصحاب الارض)، بينما ينشغل آخرون في تبرير أفعالهم.

يتحدث الكاتب عن التفرقة في التعامل مع اليهود من قبل المنظومة الحكومية لدولة الإحتلال والتقسيم نابعٌ هنا عن تعددية الأصول الجغرافية، ومثال على ذلك اليهود البيض (الأشكنازيم) وهم في المقدمة على هرم السلطة ولهم الافضلية بسبب "عرقي" على حساب اليهود الشرقيين (المزراحيم) واليهود الاثيوپيين (يهود الفلاشا) ويذكر مارسيليو العنصرية القاسية التي يوجهها الفلاشا في المجتمع، والى جانب ذلك هنالك نجد التقسيم العلماني-الديني، ومن أجل ما تقدم نقتبس من كلام المؤلف قوله: { لا توجد يهودية وصهيونية إسرائيلية واحدة كاملة وموحدة، كمشروع تاريخي وسياسي...فأن الصهيونية في هذا المعنى: "لا يمكن استعمالها كمفهوم يشمل كل اليهود". كما تقول إيلا شوحط، لم تكن الصهيونية -قط- حركة تحرر لكل اليهود.}.

في منحى شديد الخطورة يتحدث مارسيليو عن تنظيم وزارة التعليم في اسرائيل منذ أواخر العام 1980 رحلات الى پولندا لتلاميذ الثانوية كبار السنّ (يقصد فئة الشباب)، وهي مقتصرة على الأشكيناز لأسباب عنصرية واقتصادية؛ حيثُ يجبرون على زيارة "اوشفيتز" وهو احدى معكسرات الاعتقال النازية لليهود، ويشاركون التلاميذ في مارش الاحتفال الحيّ (لأحياء ذكرى المحرقة النازية). عملياً أظهرت الدراسات أن هذه الرحلة تشجع المواقف الإيجابية من قبل (المشاركيين) نحو الجيش، التي بدورها توقد العدوانية نحو العالم العربي، على نحو عام، والفلسطينيين، على نحو خاص. الى جانب ذلك يذكر المؤلف ان هنالك حركات نسوية تقف ضد عسكرة المجتمع كحركة الپروفيل الجديد والتي تهدف الى اضعاف الدور الانضباطي للجيش في حياة الاسرائيليين اليهود ومحاولة تجنب تجنيد أجسام الشباب كقرابين محتملة على مذابح الأمة والعسكرية.

يتكلم الكاتب عن مسألة هامشية التعرف على حاضر وماضي الفلسطيني في التعليم الجامعي الاسرائيلي، وفُهم هذا الوجود كشيء، وتعمم مقولة "لا يحتاج الاسرائيلي اليهودي الى أن يعرف شيئاً عنهم"، رغم أنها كانت من أولوية قادة اليوشوڤ (قادة المجتمع اليهودي قبل الدولة في فلسطين) معرفة الحياة الفلسطينية ولذلك لخطط طردهم جماعياً وما يتبع ذلك من جرد لكل القرى العربية وحتى أنها مسحت مسحاً موسعاً، ورسمت لها خرائط. كانت هذه الأراشيف والخرائط كلها هو ما بقي من قرى بعد 1948.

وطبقاً لكدمان، تقع المناطق التي بنُيت على الـ182 قرية فلسطينية مدمرة ضمن أكثر من 100 مواقع سياحية، بنتها إسرائيل منذ 1948 (متنزّهات قومية، دروب، غابات، بساتين وبقع للنزهة)، معظمها تصونها ال(جيه إن إف) وسلطة الطبيعة والمنتزّهات الإسرائيلية (إن پي إيه)، بينما البقايا الظاهرة لـ108 قرية فلسطينية، يمكن أن تُرى في المجتمعات الإسرائيلية اليهودية الحالية- بعض هذه ليست مجرد بقايا إطلاقاً، بل منازل لا تزال قائمة، وأُعطيت لعائلات يهودية. في الحقيقة، ليش الكثير من البقايا الواقعة ضمن منتزّهات طبيعية ومحميات طبيعية، هي من باب الصدفة. كما توضح كدمان، بعد 1948: "خدم مشروع جيه إن إف للتشجير؛ ليغطي بقايا القرى الفلسطينية، حتى تُنسى". هذه كانت طريقة ال جيه إن إف في " تنصيص" (صياغة في نص- المترجم) من جديد لما قبل تاريخ إسرائيل، وعلى نحو خاص، تطهيرها العِرْقي: لا وجودلبقايا هي شاهد حيّ على الكارثة، بل علامات لطبيعة يهودية أجمل مؤلفة من روابط إنجيلية، حكايات بطولية، ومناظر تَحبس الأنفاس.

يتكلم الكاتب عن مصطلح تم بناءه داخل إحدى مذاهب الصهيونية الأوروبية البيضاء، إلا وهو رفض اليهودي في صورته ك"نموذج المنفى" وما التصق به من حمله للخصائص الأنثوية والتي جعلته عرضه سهلة لمعاداة السامية واستبداله ب"اليهودي الجديد"، مجسداً في ذكورية "مستوطن يهودي ذكر" يُشكل بتدريب جسماني وعمل شاق ويضاف الى هذه الصفات التصاقه بعادة الجري في المنتزه كنوع من إبراز القوة الجسمانية في الحصول على "أرضه التاريخية" والتغلب على تحدياتها المتعاقبة.

وكذلك يضيف مارسيليو ان تدريب الطلاب في المدارس الاسرائيلية على يد ال(غدناع) ومعناها (كتائب الشباب) عن تطبيع (اي جعله طبيعياً) العزل ببن اليهود والفلسطينين، ولا مبالاة الكل نحو ضرورة تغيير هذه الحالة، وتسهب في هذا الصدد روث هيلير من (بروفايل الجديد) عن اغواء فئة الشباب للالتحاق بالجندية : "يُؤمرون من قِبل جنديات إناث، يدربنهم بطريقة ودية جداً. هذا يوحي بشعور بأن الجيش شيء لين جداً، ومكان ودي، تستقر فيه. حتى التدريبات على مدى البندقية والقتال وجهاً لوجه، تقدمان بطريقة، تجعلهما كليهما تبدوان كأنهما لهو، وليس عملاً شاقاً."؛ فهدف الگدناع]] هو أن يعتادوا (الشباب) على الجيش: بلغته ومنطقه وجنونه.

يرى مارسيليو ان مناهج اسرائيل عن المواطنة تعترف بديمقراطية يهودية، فإسرائيل دولة إقصائية عِرْقية، تدير أهدافها بإجراءات ديمقراطية. من هنا، لا يُتوقع من ارتباط أساسي عميق بحقوق الإنسان، مساواة، أو عدالة، وأن كانت تملأ صفحات الكتاب المدرسية مثلاً.

يتكلم المؤلف عن مسيرات طلابية يهودية-عربية خلال ديسمبر 2011 خلال الذكرى السنوية لحقوق الإنسان في تل أبيب من أجل إعادة النظر في تعريف الهوية الفلسطينية العربية داخل الاراضي المحتلة وحمل الطلاب يافطات "ضد العنصرية وهدم المنازل، ومن أجل سلام وتعاون بين العرب واليهود". وكانت ردة فعل وزارة التعليم الاسرائيلية هي رسالة توبيخ لهيئة التدريس التي وافقت على هذه المسيرات وخرجت معها.

يتكلم مارسيليو في آخر فصل من الكتاب عن الناخب الإسرائيلي وما يحركه لانتخاب فصيل وتفضيله على حساب الآخر وعن مشاركة عرب 48 في هذه العملية، واستبيانات في هذا الشأن مع وجود رسوم بيانية عن الموضوع، وفي خاتمة الكتاب ينقل عن گواتاري ورولُنيك قوله:

«حاولتُ محاولة شاقة إقناع القّراء بأن خلق ذاتية (حوار مجتمعي) أهم من صناعة دبّابات وطائرات مقاتلة، تبذر خوفاً ورعباً؛ أهم من إنتاج رقاقات حاسوب صغيرة، وأجهزة إلكترونية صغيرة، تساعد الجيش الاسرائيلي على السيطرة على حياة الفلسطينيين؛ أهم من إنتاج مكوّنات وعناصر، تخلق معاً حواجز ونقاط تفتيش عَزل؛ أهم من تمهيد طرق منفصلة لليهود وللفلسطينيين.»

وفي نهاية المراجعة لهذا الكتاب استذكر ما قالته الدار الناشرة عن المؤلف "وبترجمة هذا الكتاب نكون قد قدمنا مارسيليو سڤيرسكي لأول مرة الى القارئ العربي."

المصادر