ابن كمال باشا (Kemalpashazade), (تركية: Kemalpaşazâde؛ عاش 873 هـ-940 هـ/1468- 16 أبريل 1536م)، هو شيخ الإسلام، الإمام العالم شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا، أحد الموالي الرومية. ونسب إلى جده كمال باشا، واشتهر بابن كمال باشا، أو كمال باشا زاده، أو ابن الكمال الوزير. كما عرف واشتهر بـ ’مفتي الثقلين‘، لوسع اطلاعه، وعمق إحاطته بالمسائل الشرعية، وقوة محاكمته في المناظرة. فقيه ومفسر وقاضي ومتكلم وأديب وشاعر.

مؤرخ عثماني
ابن كمال
نسخة مذهبة من صنع عثمان بن منصور، لتفسير ابن كمال للقرآن الكريم
الاهتمامات الرئيسيةالتاريخ العثماني
أعمالهتواريخ آل عثمان

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد ابن كمال باشا سنة 873هـ (1468م) بمدينة طوقات من نواحي سيواس في شمال شرق تركيا. ويرى البعض أن مولده كان بمدينة أدرنه ، وهذا مرجح لأن ابن كمال باشا نشأ وقضى مراحل حياته الأولى بِهذه المدينة. ونشأ ابن كمال باشا في بيت عز وسلطان ، إذ كان جده كمال أحد أمراء الدولة العثمانية ، وكان ذا حظوة لدى سلاطينها، حيث كان مربيا لأبا يزيد الثاني ، ولي العهد آنذاك، ثم صار ’نشانجي الديوان السلطاني‘ (أي: الذي يختم المراسم والمكاتيب بختم السلطان المعروف بطغراء السلطان). وكذلك كان والده سليمان بن كمال باشا من قادة الجنود الإسلامية الخاقانية في زمن السلطان محمد الفاتح، واشترك في فتح القسطنطينية مع جنود سنجقِ أماسيا عام 857هـ-1453م، وصار بعد الفتح وكيلا لجند السلطان برتبة ’صوباشي‘ أي منصب من تتوفر فيه الكفاية لضبط البلد من جهة السلطان ، ثم توفي في استانبول ، ودفن إلى جانب مدرسة أبيه كمال معه. فهو إذن من قبل أبيه ينتمي إلى أسرة عسكرية قيادية جهادية.

وأما أمه فهي منتمية إلى أسرة علمية ، فهي بنت المولى الفاضل محيي الدين محمد الشهير بابن كوبلو (ت 874هـ) ، وهو من العلماء المشهورين بالفضل في زمانِهم، جعله السلطان محمد الفاتح قاضيا بالعسكر المنصور بعد ما تولى بعض المناصب، ثم عزله في سنة 872هـ. وكان للمولى المذكور بنتان ، تزوج إحداهما المولى سنان باشا ، وتزوج ثانيتهما سليمان جلبي ابن كمال باشا ، فولد له منها ولد، اسمه أحمد شاه، وهو المولى العالم الفاضل المشتهر في الآفاق بابن كمال باشا.

وقد مال في صباه إلى تحصيل العلم والإهتمام بدراسة علوم الفقة والشريعة ونظرا لنسبه من ناحية الأب والجد وتاريخ عائلته العسكري فقد توجه بعد ذلك لسلك الجندية والتحق في الجيش العثماني.


مكانته العلمية

كان إبن كمال باشا من أكابر العلماء العثمانيين في عصره، وبلغ في العلم منْزلة يشار إليه بالبنان، بل أصبح أكبر مُمثل للثقافة العثمانية الإسلامية في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي. فملازمته لعظماء عصره في العلوم المختلفة جعلته يتقن أكثرَ من علم ، كما يتقن أكثر من لغة إلى جانب لغته القومية - وهي التركية ، فضلا عن تَمرسه في العربية ، لغة الدين والتشريع، وله في هذه اللغات الثلاث مؤلفات تكشف عن شخصيته الموسوعية، ومكانته الرفيعة في كل العلوم التي تناولها.

ما تولاه من المناصب والوظائف

- بعد أن اكتمل تكوينه العلمي على أيدي أفاضل علماء عصره صار مدرسا، وظل يترقى في التدريس متنقلا في مدارس، من مدرسة إلى أعلى منها.

- في سنة 911هـ صار مدرسا بِمدرسة ’علي بك‘ الشهير بالمدرسة الحجرية بأدرنه.

- في نفس الوقت كلف منه السلطان بايزيد الثاني أن يكتب تاريخ الدولة العثمانية ، بتوصية من عبد الرحمن بن علي بن المؤيد (ت 922هـ) - وكان قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية أناطولي آنذاك-، ولأجل ذلك أعطى له السلطان بثلاثين ألف درهم، وقد قام العلامة ابن كمال باشا بِهذه المهمة خير قيام، فكتب ’تواريخ آل عثمان‘ باللغة التركية، بدءا من سنة 699هـ ، وهي تاريخ قيام الدولة العثمانية، وانتهاء إلى عام 933هـ، أي قبل تاريخ وفاته بسبع سنين.

- في سنة 917هـ ولي التدريس بِمدرسة إسحاق باشا بِمدينة أسكوب في اليونان.

- في سنة 922هـ ، بعد عودة السلطان سليم الأول من سفره إلى چالديران ، صار قاضيا لأدرنه.

- في السنة نفسها جعله السلطان سليم الأول قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية الأناضول، وذلك قبل 4 جمادى الأولى من سنة 922هـ، وهو خروج السلطان سليم الأول إلى سفره إلى القاهرة ، وكان مع السلطان في هذا السفر ، وعلى ذلك المنصب. وأسند إليه الإشراف على تنظيم الأمور بِمصر ، في أثناء وجوده هناك مع السلطان سليم الأول.

كما أسند إليه الإشراف على تنظيم الأمور المِلْكية وتحريرها بِمدينة قونية، وذلك أثناء عودة السلطان سليم الأول من القاهرة، سنة 924هـ.

من مؤلفاته

  • رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه.
  • الايضاح في شرح الاصلاح في الفقه الحنفي.
  • خمس رسائل في الفرق.
  • الرسائل العقدية.
  • أسرار النحو.
  • التنبيه على غلط الجاهل والنبيه.
  • رسالة في تحقيق تعريب الكلمة الأعجمية.

وفاته

قضي ابن كمال باشا حياته كلها في خدمة العلم وطلابه، وشغل كل وقته بالكتاب مطالعا أو باحثا أو مؤلفا، حتى زادت مؤلفاته عن ثلاث مئة رسالة في فنون شتى، وبعد هذه الحياة الحافلة بالعلم والتدريس والإفتاء والقضاء أدركته المنية في مدينة القسطنطينية.


أنظر أيضا

المصادر