خانية القرةخانات Kara-Khanid Khanate كانت خانية توركية أسسها القرةخانيون أو القراخانات، ويسموا أيضاً إلـِك خانات (تركية: Karahanlılar, صينية: 黑汗�, 桃花石)، التي كانت أسرة حاكمة توركية. حكمت الخانية ما وراء النهر في آسيا الوسطى من 840-1211.[1] عواصمهم تضمنت قشغر وبلسگون واوزگن ثم قشغر، مرة أخرى. اسم الدولة يتكون من كلمتين تركيتين، "قرة" و "خان". "قرة" تعني "أسود" بالتركية، وهو إشارة إلى النبل، و "خان"، في الواقع كاغان، هو لقب تركي يـُعطى إلى حاكم دولة مثل هاكان, تانهو, يابگو وإلبـِيْ.

خانية القرةخانيون
Kara-Khanid Khanate

840–1212
خانية القرةخانيون، ح. 1000.
خانية القرةخانيون، ح. 1000.
المكانةامبراطورية
العاصمةقشغر
الدين الإسلام
الحكومةMonarchy
Kara Khan 
التاريخ 
• تأسست
840
• انحلت
1212
Area
1025 est.3,000,000 km2 (1,200,000 sq mi)
سبقها
تلاها
امبراطورية الاويغور
امبراطورية المنغول
سلطنة السلاجقة العظام
هذه المقالة تشير إلى خانية القرةخانات، الدولة التوركية . إذا أردت خانية الخيطان، انظر خانية قرةخيطان.

القراخانات، القاراخانات، الخانات السود، آل أفراسياب، آل خاقان: سلالة تركمية (اليوغور) حكمت في بلاد ما وراء النهر، سنوات 840-1212 م.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المقر

الهجرات المبكرة

 
Kara-Khanid Khanate in 1025 AD.

تنحدر هذه الأسرة من قبائل القرلق التركمانية، والتي تنمي إلى إتحاد كبير كان يضم أكثر القبائل التركمانية التي استوطنت منغوليا. نزحت القبيلة إلى منطقة كشغر منذ القرن الـ8 م. كانوا في أول أمرهم من رعايا الأباطرة الاويغور. تولوا حكم المناطق التي استقروا فيها ثم استقلوا بالأمر، أصبحت مملكتهم مجزأة إلى قسمين (خاقانيتين) يحكم كل منها خاقان كبير (أعظم)، القسم الشرقي وعاصمته قرة اوردو، القسم الغربي وكانت حاضرته في طراز أولا ثم قشغر.

أحداث

دخل حكام دولة القراخانات الإسلام منذ القرن الـ10 م. قام أبو موسى هارون (982-993 م) بغزو بخارى سنة 992 م. ضم خلفاؤه من بعده وحتى سنة 999 م كل المناطق التي كانت خاضعة لدولة السامانيين. دخلوا منذ سنة 1008 م في صراع مع الغزنويين أولا ثم السلاجقة منذ 1040 م. سنة 42/1041 م اكتملت عملية تقسيم المملكة إلى جزئين مستقلين (خاقانيتين) في الشرق والغرب. عرفت خاقانية الشرق مرحلة من الاستقرار تحت حكم كل من أبي شجاع أرسلان (1032-57/1056 م) ثم طغرل الأول (1057-75/1074 م). منذ عهد هارون الثاني (75/1074 -1102 م) أصبحت دولة القراخانات تحت وصاية السلاجقة. وقعت الخانية الشرقية سنة 1130 م تحت ضربات القبائل القراخطائية المنغولية، ثم قام الخوارزميون سنة 11/1210 م بالقضاء على آخر القراخانات في كشغر.

عرفت الخاقانية الغربية عهدا من الرخاء أثناء حكم إبراهيم الأول (1038-1067 م) والذي استقر في سمرقند منذ 1042 م. ازدهرت حركة العمران في عهد نصر الثاني (1067-1080 م). بعد قيام السلاجقة بالاستيلاء على بخارى وسمرقند، صار الخاقان أحمد الأول (1081-95/1089 م) تحت وصايتهم. أصبح الحكام السلاجقة يقومون بعزل وتولية الخاقانات من أسرة القراخانات. منذ 1141 م تحول هؤلاء عن وصاية السلاجقة إلى القراخطائيون، ثم إلى الخوارزمشاهات منذ 1180 م. سنة 1212 م أنهى الخوارزمشاهات حكم القراخانات وقاموا بخلع آخر حكامهم "ألغ سلطان عثمان" (1200-1212 م).

الحضارة

الأويغور أقاموا دولة جديدة -بعد دولة الأورخون الأويغورية- في بلدهم الحالية في القرن التاسع الميلادي ثم انقسموا إلى دولتين بسبب الاختلاف الدينى وذلك بإسم الدولة القراخانية الإسلامية(850م-1212م) والدولة الإديقوتية(850م-1335م) غير الاسلامية. إن الحضارة ازدهرت عند الأويغور في عهود دولة القراخانيين وخانية إديقوت ووصلت إلى مستوى الحضارة التقليدية، وهذا ما قررته دراسات العلماء في داخل تركستان وخارجها.[2]

فعلى سبيل المثال يقول: العالم الإنجليزي أ، ستاين: "لقد سبق الأويغور القبائل التركية الأخرى في آسيا الوسطى في الحضارة بزمن طويل"(1). ويقول المستشرق الفرنسي ر، جروست: "قد كان الأويغور أساتذة الحضارة في آسيا الوسطى"(2). ويقول عالم فرنسي آخر وهو هاملتون مؤكدا: "إن الأويغور كانوا أصحاب حضارة متقدمة منذ القرن التاسع الميلادي....ومع تقدم الأويغور في الحضارة تقدما كبيرا استحقوا قبل القرن الثالث عشر لقب «أساتذة الحضارة» بالنسبة للقبائل التركية والمنغولية".(3) وحضارة الأويغور التي وصلت إلى مستوى الحضارة التقليدية في العصور الوسطى تتمثل في أي مجالات؟ فيوضح هذا الباحث الصيني لي يونغ هذا في مقالته بعنوان: "الأويغور أساتذة المعرفة الذين حققوا المجد التاريخي" إن الحضارة النموذجية للأويغور ترتكز في خمس نقاط: 1- استخدام الكتابة ونشرها. 2- تصدير اللغة الأدبية للغرب (يقصد بها غرب آسيا الوسطى). 3- تصدير الطباعة للغرب. 4- ثراء الوثائق الحضارية التاريخية. 5- نشر الثقافة الدينية.(4). إن معظم القبائل المتحدث بالتركية في آسيا الوسطى قضت حياتها في الخيام المصنوعة من اللبد جريا وراء المياه متنقلين يتتبعون أفواج الأنعام، ومعظم القبائل المتحدثة بالتركية لم تترك عاداتهم هذه حتى بعد أن وصلوا إلى عهد خانية التركية. ويمكن أن تلاحظ مستوى الحضارة عند الأويغور في عهود القراخانيين وخانية إديقوت في النقاط التالية:

التحول من البداوة للزراعة

اشتغال الأويغور بالزراعة، وتحولهم من حياة التنقل إلى حياة الاستقرار، واعتيادهم الحياة المدنية كانت قد سبقت الآخرين. وفي هذا الصدد يقول العالم الروسي أ، ي، ياكووسكي: "إن الغالبية العظمى للأويغور بدأوا الاشتغال بالزراعة المستقرة قبل القبائل المتحدثة بالتركية... وأبدعوا الكتابة الخاصة بهم قبل القبائل التركية ومن ثم أصبحوا أرقى الشعوب تقدما في الحضارة بين الشعوب القاطنة في آسيا الوسطى".(5) إذن، كان معظم الأويغور في عهد القراخانيين يشتغلون بالزراعة، وأصبحت مناطق يته سو وما وراء النهر وبساتين كاشغر وخوتان أفضل بيئة للفلاحة والزراعة، وكانت الرعي شيء ثانوي وإضافي بجانب الفلاحة.

الحياة الحضرية

 
ضريح عائشة بيبي (بعد الترميم) بالقرب من طرز.

وما ورد في كتاب محمود الكاشغري من أن الأويغور كانت لهم المدن الخمس في وادي تنغري تاغ، هذه المقولة تصل إلى القرن الرابع قبل الميلاد. وبناء على ما ورد في وثيقة مانية، ذكر أن في داخل حدود دولة إديقوت توجد 22 مدينة. وفي عهد القراخانيين تم بناء العديد من المدن في رياض كاشغر ويته سو وما وراء النهر. إذن، إن مفهوم الحياة المدنية لدى الأويغور لها خلفية تاريخية موغلة في القدم.

التجارة

اتجهت المهن اليدوية وأمور التجارة نحو التخصص، فمهن الأويغور اليدوية أظهرت مهارتهم وتفننهم في إعداد أنواع الأطعمة والأشربة والملابس المتنوعة للرجال والنساء، وفي فن العمارة وصياغة مواد الزينة وصناعة أدوات الحياة اليومية. إن الأويغور قد لعبوا دورا نشطا ورياديا في حركة التجارة على طريق الحرير ابتداء من عهد خانية أويغور. تقول الباحثة الألمانية السيدة جابائن وهي بصدد الحديث عن التجارة عن الأويغور: «اشتغل الأويغور بالتجارة، واستفادوا منها كثيرا، وكان الحاسة التجارية لديهم عالية جدا تجاه حاجة الشعوب الأخرى إلى البضائع وقدرتها على الشراء»(6). وكتب المؤلف الروسي ج. وردانسكي قائلا:"إن دور الأويغور كبير جدا في تاريخ آسيا الوسطى في العصور الوسطى سواء في السياسة أو الحضارة. إن الأويغور الذين سيطروا على وسط طريق التجارة الممتد من الصين حتى بحر الكاسبي، قد لعبوا دور الوسيط في التبادل الحضاري بين الصين والهند وإيران في مجالات مختلفة"(7). إذن، يمكن القول إن الأويغور اعتمدوا على التجارة كدعامة أساسية للتنمية الإجتماعية. واستفادوا من الشعوب المجاورة التكنولوجيا الجديدة والفكرالجديد ونشروا هذا التكنولوجيا الجديد والفكر الجديد إلى الدول المجاورة (8).

الطب

ما زال المؤلفات التي كتبها الأويغور قبل 1000 سنة في علوم الطب محفوظة حتى الآن. ويتبين من خلال النظر في هذه المؤلفات أن الطب قد اكتملت ونضجت عند الأويغور منذ زمن بعيد، كما تدل هذه المؤلفات على مستوى التقدم الحضاري لدى الأويغور. يقول الدكتور التركي أ. سهيل الذي درس الآثار الطبية في مدينة طورفان في تقييمه لإنجازات أويغور(اديقوت) في المجال الطبي: «إن حضارة الأويغور التي حققت إنجازات ليس في مجال العلم وحده، بل في مجال الطب أيضا تأتي في مقدمة الحضارات المعاصرة في مختلف النواحي، ولقد حافظ الأويغور على العلم والمعرفة والطب في آسيا من بين الشعوب التركية"(9). حقق الأويغور في دولة القراخانية والإديقوتية نجاحا مرموقا في الفنون الطبيعية والطب والفلك والتقويم والعمارة وفن التصوير والنقاش والتحنيط(10).

الوعي القومي

ارتفع لدى الأويغور الوعي القومي ومفهوم القومية منذ خانية الأويغور منذ القرن السابع بوضوح تام. ولقد عرف اسم «الأويغور» العرقي أولا قبل الشعوب والقبائل المتحدثة بالتركية. وما ورد في «أوغوزنامه» من تسمية أوغوزخان القبيلة الرئيسية التي ساندته بإسم «الأويغور» توضح كون القبائل الأويغورية قد استحقت هذا الاسم منذ أواخر المجتمع الابتدائي. كما توضح سبب افتراض بعض اللغويين أن اسم «أغور-الأويغور» قد وجدت في عهد لغات آلتاي.(11)

إن قبائل الأويغور وإن توحدت تحت اسم «دنغلينغ» في القرن الثالث قبل الميلاد، إلا أنهم منذ القرن الخامس الميلادي عرفوا باسم «الأويغور العشرة» وبإسم «الأوغوز التسعة». ومنذ ذلك الحين بدأت قبائل «الأويغور العشرة» و«الأوغوز التسعة» في صناعة تاريخهم القومي كقبيلة رئيسة للقبائل الأويغورية. إن اسم الأويغور في عهد خانيات الأويغور وإن استعملت كإسم قومي عام للقبائل الأويغورية التي انضمت تحت لواء القبيلة الرئيسة «الأويغور العشرة» و«الأوغوز التسعة»، إلا أنه في أحيان كثيرة قد استخدمت اسم «الأويغور العشرة» و«الأوغوز التسعة» اسم كل واحدة على حدة أو مقترنة. وما زال اسم «الأويغور» تستعمل كإسم قومي عام منذ عهد الدولة القراخانية والإديقوتية حتى يومنا هذا.

أشهر الحكام القرةخانيون

غزو قرةخيطان

 
آسيا في 1200 م، تبين قرةخيطان وجيرانها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الثقافة

 
أضرحة قرةخانية من القرنين 11، 12 في اوزگن، قيرغيزستان.

الأسرة القرةخانية

 
ضريح السلطان ساتوك بغرا خان في أرتوش، شين‌جيانگ

القرةخانيون الغربيون

القرةخانيون الشرقيون

كتاب عبد الرحمن الكاشغري

الأويغور والشعوب التركية في الدولة القراخانية


د.عبدالرحمن جمال الكاشغرى

خانية الأويغور والشعب الأويغور

هنا يجب التيقن والتأكيد لنقطة مهمة وهي أن شعب الأويغور قد عاش ويعيشون في بلدهم الحالية (مهد الأتراك) الذي يقع حول وادى تاريم منذ أكثر من أربعة ألاف سنة. ولم يرتحلوا عن أرضهم هذا كليا، بل كان بعضهم كان يعيش حول "وادى تاريم" قبل الميلاد بصفة دائمة، ولو كان جزء منهم ارتحل للشرق والغرب لظروف متنوعة. وفى عام 840م سقط دولة الأويغور الأورخونية(740-840م) بسبب النزاع الداخلى والآفات الطبيعية وهجوم القرغيز. وعلى إثر ذلك ارتحل جزء كبير من الأويغور للغرب (حوض تاريم) منقسما إلى عدة فروع. وقد وضعت خمسة عشر من قبائل الأويغور تحت قيادة القائد "فانتجِن" الأساس لخانية الأويغور الجديدة. وبعد فترة وجيزة انقسمت جماعة فانتجن إلى قسمين، فأسس قسم منهم خانية إديقوت (850-1335م) الأويغورية، والقسم الآخر أسس خانية القراخانية الإسلامية(850-1212م) الأويغورية.(1) كانت استراتيجية المكان الذى اتبعتها خانية اديقوت الأويغورية مهمة للغاية، فحدودهم الجنوبية وصلت إلى مدينة كوجا، وحدودهم الغربي كانت واسعة جدا. عندما زادت قوتها ضمت إليها أطراف مناطق يدى سو(جنوب وشمال حوض بالقاش) وما وراء النهر. وقد ذكر كتاب "حدود العالم" الذى كُتب في القرن العاشر بالفارسية: "إن مدينة جينانجكنت (طورفان) كانت عاصمة الأوغوز التسعة"، وذكر أيضا:" بلدهم أكبر بلاد الترك بين الشعوب التركية، والأوغوز التسعة قوم أكثر عددا من قديم الزمان. وقد خرج ملوك تركستان كلهم من الأوغوز التسعة.وسكانها أشداء أقوياء مقاتلون مدججون بالسلاح الكثير"(2).

وذكر في كتاب "زين الأخبار" لكردزى أن مدينة فرغانة وطاشقند منطقة تابعة للأوغوز التسعة"(3). وذُكر أيضا في كتاب "مروج الذهب" للمسعودى:" إن الأوغوز التسعة كانوا مستوطنين في منطقة ما بين خراسان والصين... وليس في أجناس الترك وأنواعهم في وقتنا هذا وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة أشد منهم بأساً، ولا أكثر منهم شوكة، ولا أضبط ملكاً، وملكهم معروف بلفظ "أيرخان" (الأويغور) "uyghurkhan"، ولايجرؤ أحد من الشعوب التركية في خوض المعركة مع هذا الخاقان"(4).

وفي خريطة العالم التى رسمها ابن حوقل وضع عبارة "الأوغوز التسعة" على أراضى واسعة من نهر سيحون حتى الصين المركزية. وقال ابن حوقل:" أما الأوغوز التسعة فقبائل عظيمة لهم دار واسعة ما بين التبت ومملكة الصين".(5) وكانت عبارة "الأوغوز التسعة" التى ذُكرت هنا هي شكل آخر لتعبير عن اسم "الأويغور". ذكرت معلومات حول أويغور إديقوت والأوغوز التسعة واشتمال حدودهم الغربية منطقة آسيا الوسطى الغربية. الأويغور هم أغلب الأتراك الذين وجدهم الغزاة المسلمون من العرب ببلاد ما وراء النهر حين دخلوها أواخر القرن الأول الهجرى. وهم مع الأوغوز التسعة كانوا صاحبة النفوذ في المنطقة بين منغوليا وبحر الخزر(6).

وكان تأسيس خانية القراخانية الأويغورية يشبه تأسيس خانية اديقوت الأويغورية وترتبط بالقبائل الأويغورية التى هاجرت للغرب بعد انقراض خانية الأويغور الأورخونية، فقد كانت:"عشيرة القراخانيين والإديقوت خانية واحدة، وهي حاكمية الأوغوز التسعة أو الأويغور التسعة على السواء"، "وانقسمت خانية الأويغور الموحدة إلى قسمين عندما قويت النزاع الديني في بداية القرن الحادى عشر"(7).

وعلى ذلك، فعندما كان خانية الأوغوز التسعة الأويغورية الموحدة في موقع القوة، ضمَّ مناطق يدى سو وفرغانة فضلا عن وادى آلتاي. بعدما انقسمت الخانيتان خضعت منطقة آسيا الوسطى أحيانا لخانية الإديقوت الأويغورية، وأحيانا إلى خانية القراخانية حسب قوة كل منهم، خصوصا بعد القرن الحاد عشر تفوق فيه تأثير خانية القراخانيين في منطقة آسيا الوسطى على ما عداه.

الأسرة الملكية للقراخانيين

يجب هنا التأكد على نقطة مهمة وهي أن: السلالة الملكية (الأسرة الحاكمة) للقراخانيين هي الأويغور. فلفظ "الأويغور" اسم مشترك للقبائل المتحدة، وأيضا هو اسم لقبيلة رائدة وقائدة ضمن القبائل المتحدة للأويغور العشرة والأوغوز التسعة. ومع ذلك سمي القبائل الأويغورية في أراضى خانية الأويغور الغربية بلفظ "الأوغوز التسعة" غير الإسم المشترك" الأويغور"(8). وقد استخدمت كذلك قبيلة "الأويغور" الحاكمة ضمن القبائل المتحدة للأوغوز التسعة لقب "الأوغوز التسعة"(9). سمى محمود الكاشغرى الأوغوز التسعة (الأويغور) في أراضى الدولة القراخانية بلقب "الترك"، وكذلك سمى السلالة الملكية للقراخانيين بلقب" الترك" بسبب الافتراق والانفصال التى حدثت بين أويغور القراخانيين في الجنوب، وبين أويغور إديقوت في الشمال. ولا يوجد حول هذا خلاف في آراء المؤرخين المعاصرين. الدولة القراخانية خانية تأسس من قِبل الأويغور. ورأى البعض أن هذه الخانية قد تأسست على يد قبيلة "ياغما"، ولكن أساس هذا الرأي ضعيف.

وقد أجمع الباحث القازاقى محمد آخونو(10)، والباحث الأويغورى إبراهيم مطيعي(11)، والباحث الصينى وانغ ريفى وفنغ جياشنغ(12)، ومعهم عشرة من الباحثين(13) الصينين على رأي واحد مفاهد أن قبيلة الأويغور هي سلالة الملكية للقراخانيين. وأكد هذا بعض علماء الغرب من قبل. وقد أكد هذا الرأي كذلك من علماء اليابان كواتا روكو(14)، آبي تاكو(15)، مورى ياسو(16) وغيرهم. في كتاب المستشرق الكبير منورسكى (minoriskuy) بعنوان:"كلام المروزى حول الصين والترك والهند" نجد جملة في الصفحة 12 و21 تقول:"إن العلاقة بين سلالة القراخانيين وسلالة القرخطاي (*)(القتان) كان قريبة. فخاقان سلالة القرخطاي "تيبنغ" عندما أرسل وفدا إلى دولة الغزنويين سنة 1024م، حمل الوفد برسالة إلى السلطان محمود الغزنوى (930-998). وفى ذلك الرسالة جملة تتحدث عن أن أميرة سلالة القرخطاي قد تزوجت إلى جاغرتكين ابن قادرخان(kadirhan) سلطان الدولة القراخانية الأويغورية"(17). وعلى ذلك، فليس من الصعب أن نعلم أن لفظ "القراخان الأويغورية" قد قاله المروزى في كتابه، وأنه كتب هذا الكلام على أساس بيان خاقان القرخطاي. كذلك فإن حديث خاقان القرخطاي عن القراخانية بـ:" القراخانية الأويغورية" ليس كلاما قيل من فراغ. فهو يعلم تاريخ الأويغور جيدا. عندما أقام الأويغور خانية الأورخون الأويغورية في وادى أورخون، كانت قبيلة القرخطاي عاشت تحت قيادة الأويغور حوالى 100 سنة. بعد انقراض خانية الأورخون الأويغورية سنة 840م شكل الأويغور الذين حصلوا على المناصب العليا في أرض القرخطاي عديدا من العشائر. أسرة شولو الأويغورية أصبحت صاهرت مع سلالة القرخطاي الملكية. وعاش في خانية القرخطاي تسعة أميرات شهيرة و22 الحكام من ذوى المناصب العليا. كما سبق، ذُكر في كتاب "مروج الذهب" للمسعودى بأن خاقان الأوغوز التسعة يسمى بـ «uyghurhan». بما أن أساس أهالى خانية إديقوت الأويغورية وخانية القراخانية من الأوغوز التسعة يتناسب تاريخيا أن يسمى خاقان الأويغور بلفظ «أويغورخان».

وقد راج في القرن العاشر والحادى عشر لقب "أرسلان" بين الأويغور.وهذا اللقب أُطلق على خاقان الأويغور كلهم. وقد سمي القراخانيين كذلك بـ"آرسلان قراخان" و"آرسلان إيلك "(18) وإضافة لفظ "آرسلان" إلى خاقان الأويغور لم يحدث مصادفة. فإضافة هذا اللقب إلى خاقان الأويغور قد بدأته خانية الأورخون الأويغورية. فضلا عن ذلك فتاريخ إضافة هذه الكلمة إلى لقب السلطان أو الخاقان يمتد إلى قرون عديدة قبل الميلاد.(19). ففي كتب التاريخ الصينية القديمة توجد معلومات كثيرة بأن سلالة القراخانيين هي قبيلة الأويغور. وقبل انقراض خانية الأورخون الأويغورية كانت مساحتها تضم وادى جونغارية وكوجا ومنطقة الحوض الساخن في غرب جبال فامير. وكان يعيش في هذه المناطق قبائل القارلوق والياغما وجيكل وجزء من الأويغور. وهذه القبائل كانت تابعة للأويغور، والأويغور كانوا يرسلون حكاما مراقبين إلى هذه القبائل. وبناء على هذا سُجل في كتاب "حدود العالم": بأن كل الملوك في تركستان كانوا من الأوغوز التسعة (الأويغور).(20)

وكان رأي المؤرخ أنور بايتور وخيرالنساء صديق حول نشاة لفظ "قراخان" أن:" هذا اللفظ قد وُضع للقراخان بايانجور(759-774) الذى وَضع أساسا لخانية الأورخون الأويغورية وجعلها تزدهر. كذلك من المحتمل أن استخدام هذا اللفظ كان ملائما لمن يرون بأن خانية الأويغور الجديدة امتداد لخانية الأوخون الأويغورية. فقد اعتبر هؤلاء بأن أجداد السلطان سوتوق بوغراخان قد لقب نفسه بلقب "قراخان" بمجرد أن سيطر على مدينة بالاساغون".(21) أيضا المؤرخ الصينى شو ذكر أن:" وحدة خانية القراخانيين مع خانية إديقوت الأويغورية كانت نتيجة لحقبة من التاريخ المتميز من حيث وجود قاعدة قومية مشتركة مستقلة أو وحدة مجمعة. وهاتان الوحدتان جزء من تاريخ شعب الأويغور. فهم بِنيتان عظيمتان شكلتا شعب الأويغور حديثا. خصوصا نظام الثقافة للقراخانيين أصبح نقطة البداية لأصالة الثقافة للشعب الأويغور في الزمن القريب.(22)

القبائل الأخرى في عصر القراخانيين

كان يعيش في أراضى خانية أسرة القراخانيين قبائل أخرى من غير الأويغور قبائل أمثال قارلوق وياغما(23) وجيكل وتركش وسوغدى. ويرى البعض أن القبيلة الحاكمة للقراخانيين كانت قبيلة ياغما أو قارلوق أو جكيل. وهؤلاء يريدون بكلامهم عن أن قبيلة قارلوق كانت قبيلة حاكمة هو السعي لتأسيس رؤية مفادها أن قبيلة قارلوق كان قاعدة لتكوّن قبائل القازاق والأوزبك أو القرغيز. وكذلك يريدون أن يضعوا أساسا لدعواهم مفادها أن الميراث الأدبي للقراخانيين مثل "قوتادغوبيلك" و"ديوان لغة الترك" ثروة مشتركة للقبائل السابقة. لذا ينبغى علينا أن نتعرف على هذه القبائل بشكل موجز.

القارلوق

نشأة قبيلة القارلوق من صُلب المتأخر لقبيلة "فولو" لأصحاب العربات الطويلة(24)، وهم أجداد الأويغور المباشرين. والويغور فرع من الهون العظيم.

في عام 742م أسس الأويغور خانية الأورخون الويغورية متحدين مع القارلوق في القسم الشرقى. بعد عشرة سنوات خاقان الأويغور "قاراقاغان" أخضع القارلوق في القسم الغربى في أطراف بشباليق (أورومچي). منذ ذاك الحين بدأ نشاط القارلوق لإنشاء تاريخهم المشترك مع الأويغور. ومن ذلك الحين أصبح القارلوق جزءا مكملا لقومية الأويغور.

بعد انقراض خانية الأورخون الويغورية انتمى جزء منهم لأراضى الويغور الغربية للسلالة القرخانية. والجزء الآخر انتقل إلى منطقة كوجا وأسس خانية قارلوق (25).

ويرى البعض أن القارلوق قد شكَّلوا القازاق، والبعض الآخر يرى أن القارلوق شكَّل الأوزبك، ولكن لا يوجد لهذا الرأي برهان كافي. كما أنه لا يوجد دليل في المصادر الويغورية والتركية والفارسية والصينية على وجود أية علاقة بين القارلوق وبين القازاق والأوزبك. لذا فإن محاولة المؤرخين المعاصرين لربط نشأة القازاق والأوزبك بقبيلة القارلوق عبارة عن وهم. وهذا لا يثبت إطلاقا في مجال البحث التاريخي العلمي. ولكننا نجد كثيرا في المصادر التاريخية علاقة القارلوق بالأويغور. وهولاء اشتركوا بنشاط لتكوين قومية الأويغور الواحدة في البداية وفى عصر القراخانية.

في بداية مرحلة خانية القراخانية حدثت بعض الخلافات بين القارلوق والويغور. بعدما أقام القراخطاي الحاكمية تحولت الخلافات بين القارلوق والويغور إلى خلاف الأويغور مع القراخطاي. في هذه اللحظة بالذات تحولت القارلوق تماما إلى عنصر من عناصر الويغور، وانضم إلى الوحدة المشتركة لقومية الويغور. بذلك حل لفظ "الأويغور" مكان لفظ "القارلوق" بشكل تدريجي.(26)

وفي ذلك الزمان أصبح القارلوق عضوا للأوغوز التسعة يعنى لإتحاد القبائل الويغورية، واستوطنوا بعدد لا بأس بها في مناطق يدى سو والقسم الغربي لوادي تاريم في أوائل عصر سلالة القراخانيين. يكتب محمود الكاشغري حول هذا الأمر فيقول:" القارلوق رهط للأتراك الرحل، وهم غير الأوغوز. وهم أيضا يُعتبر من التركمان".(27)

ولفظ تركمان الذى ذكر هنا يشير الأوغوز، وهؤلاء الأوغوز كانوا جزءا من الأوغوز التسعة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ياگما

قبيلة ياگما هم أصلا أحد القبائل التى تعرف بلفظ "تللار أو تولَس"، انتمى هؤلاء في البداية للقسم الغربي لقبيلة تللار. أصلهم يمتد إلى عصر الهون.(28)

لفظ "ياگما" اسم القبائل المتحدة، فضلا عن كونهم شكَّلوا خانية مستقلة، فقد قاموا بنشاط في نطاق خانية الترك والتركش. بعدما وحَّد خانية الأورخون الأويغورية الديار الغربية، انتمى معظم قبيلة ياگما لخانية الأويغور. كذلك انتقلوا بشكل تدريجي إلى منطقة كاشغر وخوتن. وقبيلة ياگما كانت موجودة أيضا في أرض خانية إديقوت. بعد خانية الأورخون الأويغورية أصبح ياگما أحد العناصر للقبائل الموجودة في خانيات الأويغور. زعيمهم سمي بلفظ "توتوق". ويحتمل أنهم استخدموا لفظ "بوغراخان" فيما بعد.

في الكتاب "مجموع التواريخ والقصص" الذى كُتب أوائل القرن الثانى عشر بالفارسية ذكر في هذا الصدد: " يسمى سلطان ياگما "بوغراخان"(29). وفى حدود العالم:" إن ملك ياگما كان من أولاد الأوغوز التسعة يعنى من أولاد الأويغور".

خلاصة الكلام، أنه قد عاش في أوائل عصر السلالة القرخانية في منطقة بارجوق (مارالبشى الحالية) قبائل ياگما والقارلوق والأوغوز التسعة. و قد تركت قبيلة ياگما بعض الوثائق المكتوبة أثناء معيشتهم في منطقة بارجوق. ويسمي علماء عصرنا لغة هذه الوثائق بلغة ياگما أو لغة بارجوق. ولكن قبيلة ياگما التى كانت في عصر السلالة القراخانية ليست قبيلة محورية، وليست كذلك قبيلة تخرج منهم الأسرة الحاكمة.

وبيان محمود الكاشغرى البسيط حول ياگما يكون دليلا واضحا: "ياگما اسم أحد القبائل التركية. وهؤلاء يسمون أيضا "قرة ياگما"..." لفظ ياگما اسم لقرية قريبة من الطراز. وهذه الكلمة جاءت من الكلمة السابقة".(30) محمود الكاشغرى الذى على علم جيد لتاريخ السلالة القرخانية لم يذكر قبيلة ياگما كقبيلة أساسية أو محورية. اعتبر صاحب كتاب" حدود العالم" قبيلةَ ياگما أحد الفروع للأوغوز التسعة، ورُئى أيضا أن خاقان ياگما من أسرة واحدة مع خاقان الأوغوز التسعة.

قد انضم ياگما إلى الأويغور في آخر السلالة القرخانية بقطع النظر عن علاقتهم مع الأوغوز التسعة(31)، واختفى اسمهم عن ساحة التاريخ لآسيا الوسطى تحت تأثير لفظ "الأويغور" الشهيرة. ولا توجد في المصادر القديمة معلومات حول انضمامهم إلى القازاق والقرغيز والأوزبك.

مصير الأويغور بعد انقراض السلالة القراخانية

تطوّرُ السلالة القراخانية قد عجَّل تطور المجتمع الإنسانية. وذلك أنه رسَّخ أولا محور القومية لشعب الأويغور الذى كان شعبا مهما في عصره، وشكَّل قبائل القارلوق وياغما وجيكل وغيرهم -الذين عاشوا في محيط الدولة القراخانية- شخصية القومية الأويغورية الموحدة في آخر الدولة القراخانية.

ويمكن الاستدلال على ذلك بعدد من البراهين والحجج، فمثلا: بعد عشر سنوات من انقراض الدولة القراخانية عندما سافر السائح الصيني جوجوجى إلى آسيا الوسطى في بداية القرن الثالث عشر رأى كثيرا من الأويغور في وادى إيلى، ويدى سو(*)، وشمال جبل تنرى، وجنوب الحوض الساخن وماوراء النهر (أطراف سمرقند)(32). وذكر نحو ذلك السياح الصينيون لآسيا الوسطى الذين زاروا آسيا الوسطى مثل السائح سون جوندونغ وجاندى وغيرهم.

وفي العصر الذى حكم فيه القرخطاي في آسيا الوسطى تم استيعاب شعب القرخطاي بين الشعوب التركية. لذا سميت منطقة آسيا الوسطى كلها بـ "منطقة أويغورية" في الفترة التى حكم فيها القرخطاي (33).

كتب صاحب "مذكرة ملحقة لأراضى في الشمال الغربي" التابع لعصر سلالة اليوان(1260-1368م) المغولية في الصين عن الأويغور وذكر أن:"منطقة الأويغور كانت تشمل مدينة غزنة وكابول وبدخشان وتوس وترمذ وبخارى ونخشاب وسمرقند وخوجند ومرغلان وكاشغر وخوتن وأترار وأوزكند وكوجا وكاسان وطاشقند وإيلى وآلماليق وأورومجى وتوقسون وجانبالق (سانجى الحالية). واستخدم الشعوب التركية في آسيا الوسطى في عصر إديقوت والقراخانيين، وفى عهد القرخطاي والمغول أيضا اسم "الأويغور" بدل من اسم "الترك" نظرا للظروف المناسبة لعصرهم (34). ولحقبة من الزمن ضعف لفظ "الترك" تحت تأثير لفظ "الأويغور.

واختفى في هذه السنوات الحاسمة أسماء قبائل قارلوق وياغما وجيكل وأوغوز وتوخسى وجومول وجاروق وتركش وسوغدى والقرخطاي عن مسرح تاريخ آسيا الوسطى، ولم يخلد إلا اسم "الأويغور". وكذلك قبائل القرغيز والتتار كانت تعيش في تلك هذه العهود في وادى المغول، فعددهم كان قليلا في منطقة خانات الأويغور في آسيا الوسطى، ونشاطاتهم كانت ضعيفة لدرجة أنها لم تكن تجذب انتباه الناس(35). ولم يكن قد سُجل بعدُ لقب القازاق والأوزبك في صفحة التاريخ. فقد "تشكلت قومية القازاق والأوزبك وظهرت للتاريخ في القرن الخامس عشر"، وأكد هذه النقطة بارتولد.(36) ولكن ثمة سؤال لماذا ذابت واستُوعب بعض القبائل التركية في آخر عهد الدولة القراخانية؟ ولماذا كتب البقاء للأويغور؟ ولعل الإجابة تكمن في عدة أسباب:

  • أولا: تاريخ الأويغور طويل، فالأويغور أعرق شعب في التاريخ بين الشعوب التركية.
  • ثانيا: كان الأويغور أكثر عددا وأكثر شجاعة في خانية إديقوت والقراخانية قياسا للشعوب التركية الأخرى.

قد كُتب في كتاب "حدود العالم" عن الأوغوز التسعة(الأويغور):"بلدهم أكبر بلاد الترك بين الشعوب التركية، والأوغوز التسعة قوم أكثر عددا من قديم الزمان..وسكانها أشداء أقوياء مقاتلون مدججون بالسلاح الكثير، وأهلها أغنى الأتراك" (37). وكتب المسعودي في كتابه "مروج الذهب" عن الأويغور فقال:" الأوغوز التسعة قوم أشجع الشعوب التركية وأغناهم وأمهرهم في أمور السياسة"(38).

وقال بارتولد عن الأويغور:" يعتبر الأوغوز التسعة من أقوى الشعوب التركية كلها في القرن العاشر"(39). ثالثا: كان الأويغور قبيلة تخرج منهم الأسرة الحاكمة في عهد القراخانيين. وتحدثنا عن هذا سابقا. وهنا نضيف نقطة أخرى وهي أن الأويغور استخدموا في الدولة القراخانية لفترة من الزمن لقب "الترك" بسبب الفرق في الاعتقاد بين أويغور إديقوت وأويغور القراخانيين. واستعمل محمود الكاشغرى أيضا هذا اللقب بمعنى أوسع ليشمل الشعوب التركية، وبمعنى أضيق ليعبر عن قوم "الأويغور". وبالنظر إلى الوثيقة التى وُجدت حديثا في مدينة كاشغر فيما يتعلق بعهد الدولة القراخانية، نجد أن قبائل الأويغور استعملوا لقب "الأويغور" أو"الأوغوز التسعة" قبل تأسيس الدولة القراخانية. وعاش ذلك الشعب وانتشر تحت لقب الأوغوز التسعة حتى مدينة خوتن (40)

المصادر

(1) – دولة "إديقوت" يسمى أيضا بـ "قوجو". فمعنى إديقوت هو سيد الدولة.

ودولة القراخانيين تذكر في المصادر العربية بـ" دولة آفراسياب، أو الإيلكخانية أو القرخانية". وهي أول دولة اسلامية تركية.
انظر "تاريخ الأويغور"- يانغ شيمن، ط:1998 بالأويغورية، ص:325 .
انظر" المغول في التاريخ- د. فؤاد الصياد، ط: بيروت 1980، ص: 21،22.
انظر " تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية- د. أحمد الساداتى، ط: القاهرة 1959، ص: 336- 337.

(2) – حدود العالم- لمؤلف مجهول، طبع 1983 بالصينية، ص: 65. وفى النسخة العربية انظر الى صفحة: 61-63. (3) – زين الأخبار- الكردزى. ص: 452. (4) – مروج الذهب- المسعودى، ط: 1998 بالصينية، ص: 207. (5) – صورة الأرض- ابن حوقل، ط: دار مكتبة الحياة- بيروت، ص: 24، 377

انظر "بحوث حول تاريخ خانية الأويغور الغربية"- للباحث اليابانى آبى آكو، ط: 1986 بالصينية، ص: 267-288

(6) - تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية- د. أحمد الساداتى، ط: القاهرة 1959، ص: 336

وانظر" تاريخ القوميات في سنكيانغ، ط: 1991 بالأويغورية. ص: 463، 473، 474.

(7) – انظر "بحوث حول تاريخ خانية الأويغور الغربية"- للباحث اليابانى آبى آكو، ط: 1986 بالصينية، ص: 237- 376. (8) – الأويغور في الشرق والغرب- غيرتجان عثمان، ط: 2002 بالأويغورية، ص: 250. (9) – تاريخ الموجز للأويغور- لجنة شؤون القومية للدولة، ط: 1989 بالصينية، ص: 15. (10) - تاريخ موجز لتاريخ الأدب الأويغورى- أكاديمية الفنون القازاقية، طبع آلما آتا 1983، ص: 29. (11) - ديوان لغة الترك وبعض المسائل المتعلقة بها- ابراهيم مطيعي، مجلة القوميات لشمال الغرب، سنة 1996، العدد: 2. (12) - بحث حول علاقة سلالة القاراخانيين مع حكماء خوتن- تانغ كيجن، مجموعة دونخوانغ 1984، العدد:1. (13) - الأويغور في الشرق والغرب، ص:251. (14) - الأويغور في الشرق والغرب، ص:252. (15) - بحوث تاريخي لخانية الأويغور الغربية- آبي تاكو، ط:1986 بالصينية. (16) - حول هجرة الأويغور للغرب- مورى ياسو، مجلة مجموعة التراجم حول القوميات، ط: 1980، العدد: 2. (*) – سميت القرخطاي في المصادر العربية باسم: القرخطاي أو القرا الخطا أو الخطا.

انظر" المغول في التاريخ" – د. فؤاد الصياد، ص: 23.

(17) - مجلة علمية لمعهد الثقافة (pedagogy) الكاشغرية، سنة 1997، العدد رقم: 2.

وانظر "السلاجقة في التاريخ والحضارة"- د.أحمد كمال الدين حلمى، ط:الكويت 1986، ص:111.

(18) - بيان موجز عن تاريخ القاراخانيين- جنغ شيمن، مجلة العلوم الإجتماعية بالصينية، 1984، العدد رقم: 2. (19) - الأويغور في الشرق والغرب، ص: 255. (20) - حدود العالم- لمؤلف مجهول، طبع 1983 بالصينية، ص: 65. وفى النسخة العربية انظر الى صفحة: 61-63. (21) - تاريخ القوميات والشعوب في سنكيانغ- أنور بايتور وخير النساء صديق، ط: 1990 بالأويغورية ، ص: 652. (22) - تاريخ حياة مجتمع سنكيانغ القديمة- شو، 1997 بالصينية، ص: 380. (23) - القارلوق وياغما ليس لهم ذكر في الواقع المعاصر. فهم اتحدوا وانصهروا مع الأويغور. فهم يعيشون منذ عهد الدولة القراخانية باسم الأويغور في مدينة كاشغر وآرتوش وغيرها.

انظر "تاريخ القوميات والشعوب في سنكيانغ" ، ص: 370.

(24) - وهم يسمون في التاريخ" أصحاب العربات الطويلة" أو "قانقى". انظر" تاريخ القوميات والشعوب في سنكيانغ، ص: 458. (25) - "قاموس القوميات في سنكيانغ" ص: 72. (26) - تاريخ الأويغور- لى كَن، ط: 1995 بالصينية، ص: 72. (27) - ديوان لغة الترك- محمود الكاشغرى، 1981 بالأويغورية، المجلد الأول، ص: 618. (28) - "مصدر ياغما"، "الوثائق التاريخية لآسيا الوسطى"- شو زونجنغ، 1984 بالصينية، العدد: 4. (29) - انظر " الأويغور في الشرق والغرب" ، ص: 269.

حدود العالم- ط: القاهرة 1999، ص: 63 .

(30) - ديوان لغة الترك، المجلد 3، ص: 44. (31) - تاريخ الأويغور- لى كَن، ص: 114. (*) – يدى سو: تشمل شمال جبال تنرى تاغ، ، ونهر جو الغربية، والحوض الساخن الغربية، وحتى ساحل حوض بلخاش. يقع الآن في أراضى قزخستان. (32) – توضيح للمختارات حول مذكرات السفر للغرب في العصر القديم- يانغ جينشن، 1987. (33) – سلسلة تاريخ آسيا الوسطى- وانغ جزله ي، ص: 408. (34) - السلالة الملكية للقراخانيين وتطوراتهم- سو بيخه ي، 1983. (35) -ويستدل على هذا كلام المستشرق بارتولد الذى قال: ظهر القرغيز في منطقة يدى سو(قرغزستان الحالية) في القرن السادس عشر (36) – تاريخ موجز سنكيانغ- أكاديمية العلوم الاجتماعية الأويغورية، ط: 1984، ص: 315، 316.

وتاريخ القوميات في سنكيانغ- أنور بايتور وخير النساء صديق، ص: 1080، 1105.

(37) – حدود العالم- مؤلف فارسى مجهول، ط:1999 بالعربية- القاهرة، ص: 61، 62 (38) - نقللا من كتاب : الأويغور بين الشرق والغرب، ص: 275. (39) – مقال حول تاريخ يدى سو- القراخانيين- بارتولد. ط: 1984 بالأويغورية. ص: (40) – وثيقة عربية للعهد القراخانية- مجلة البحوث التاريخية-بكين، 1955 بالصينة، العدد: 2. ص:99.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Encyclopædia Britannica
  2. ^ د. عبد الرحمن جمال الكاشغري. حضارة الأويغور في عهد الدولة القراخانية والإديقوتية.

وصلات خارجية